محتويات
وقت صلاة التهجّد
إنّ لصلاة التهجّد وقتاً عاماً مثله مثل قيام الليل، وله وقت أفضليّة دلّت عليه النصوص الشرعية، وسيتمّ توضيح ذلك فيما يأتي:
- الوقت العام لأداء صلاة التهجّد
يبدأ وقت صلاة التهجّد من بعد صلاة العِشاء، وينتهي بطلوع الفجر، فيكون وقت صلاة التهجّد بين صلاة العشاء إلى الفجر.[١]
- وقت الأفضليّة لأداء صلاة التهجّد
هناك وقت أفضليَّةٍ حثّ عليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا).[٢]
ووقت الأفضلية لصلاة التهجّد أن تكون في جوف اللّيل والنّاس نيام، وتحديداً في ثلث اللّيل الأخير،[٣] وقد حدّد بعض العلماء أيضاً وقت الأفضلية بثلث اللّيل بعد نصفه، بحيث يتمّ تقسيم اللّيل أنصافاً، ويكون الوقت الأفضل لأداء صلاة التهجّد في الثلث الأول من النصف الثاني.[٤]
تعريف صلاة التهجّد
يُطلق لفظ التهجّد في اللّغة على النّوم، فيُقال: هجد الرجل يعني نام في الليل، ويُطلق أيضاً على الاستيقاظ بعد النوم، يُقال: هجد النّائم يعني استيقظ، قال -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ)،[٥][٦] أمّا التهجّد في الاصطلاح الشرعي فهي الصلاة التي يُؤدّيها المسلم ليلاً، وغالباً ما تكون بعد النوم، وهي من النوافل والسنن المستحبة.[٧]
الكيفيّة العامة لصلاة التهجّد
تُصلّى صلاة التهجّد مثنى مثنى؛ أي ركعتين مع التسليم ثم ركعتين مع التسليم وهكذا، ويُستحبّ ختمها بركعة الوتر في حال كان المسلم لم يُصلِّها قبل التهجّد، ويدلّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ).[٨][٩]
الفرق بين التهجّد وقيام الليل والتراويح
بالرغم من كَون قيام الليل والتهجد وصلاة التراويح من النوافل والسنن المستحبة التي يبدأ وقتها بعد صلاة العشاء وينتهي قبل الفجر، إلا أنّ العديد من العلماء فرّق بينهم من عدّة حيثيات تتعلّق بكلٍّ منهم، وسيتمّ توضيح ذلك بصورةٍ موجزةٍ فيما يأتي:
- التهجّد
التهجّد يعني الصلاة في الليل، حيث خصّصه أهل العلم بالصلاة دون غيرها، وغالباً ما تكون هذه الصلاة بعد النوم، يقول الحجاج بن عمرو الأنصاري -رضي الله عنه-: "يحْسِبُ أَحدَكُمْ إِذا قام مِنَ اللَّيلِ يُصلِّي حَتَّى يصبحَ أَنه قد تهجَّد، إِنَّمَا التَّهجُّدُ: المرْءُ يُصَلِّي الصَّلَاةَ بعد رقدةٍ، ثمَّ الصَّلَاةَ بعد رقدَةٍ".
- قيام الليل
قيام الليل هو قضاء الليل أو جزء منه ولو ساعةً يسيرةً في العبادات عموماً؛ كقراءة القرآن، والصلاة، والتسبيح، وذكر الله -تعالى-، أي الانشغال في الليل بطاعة، ولا يقتصر ذلك على الصلاة فحسب، فهو أعمّ وأشمل من التهجّد.
- صلاة التراويح
صلاة التراويح هي صلاة النافلة التي تؤدّى في رمضان في أوّل الليل بعد صلاة العشاء، ويستحبّ فيها التخفيف وعدم الإطالة، ولا حرج في تسميتها صلاة التهجّد أو قيام الليل.
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 9027، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1131، صحيح.
- ↑ "صلاة التهجد وأفضل أوقاتها"، إسلام ويب، 20/10/2003، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2022. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 170، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:79
- ↑ "تعريف ومعنى تهجد"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2022. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 86-87، جزء 14. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:749، صحيح.
- ↑ "كيفية صلاة التهجد"، إسلام ويب، 18/11/2004، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2022. بتصرّف.