محتويات
متى تحدث الحبسة؟
تعدّ الحبسة أو فقدان القدرة على الكلام (Aphasia) اضطرابًا لغويًّا يحدث عند تلف الجزء المسؤول عن تعابير اللغة وفهمها في الدماغ، وتؤدي الحبسة إلى ضعف قدرة المصاب على التواصل بشكلٍ فعّال مع الأشخاص المحيطين به، وتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الحبسة،[١] وفيما يأتي بيانها:
الإصابة بالحبسة بعد السكتة الدماغية
تحدث السكتة أو الجلطة الدماغية بسبب تكوّن خثرة دموية في الأوعية الموجودة في الدماغ أو انفجارها، وهذا قد يُصاحبه انقطاع تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، وبالتالي موت وتلف الخلايا المكونة لهذا الجزء بسبب عدم وصول الأكسجين والعناصر الغذائية إليه، وفي حال كان الجزء المتضرّر في الدماغ هو المسؤول عن التعابير اللغوية والفهم، قد يُعاني المصاب من مشكلة الحبسة.[٢]
الإصابة بالحبسة بعد تلقّي إصابة على الرأس
قد يُسفر تلقي ضربة على الرأس عن حدوث تلف في الجزء المسؤول عن التحكم باللغة في الدماغ وبالتالي الإصابة بالحبسة، وعادةً ما يُصاحب الحبسة في مثل هذه الحالة ظهور مشكلات معرفية أخرى مثل:[٣]
- الارتباك.
- مشاكل الذاكرة.
أسباب أخرى للإصابة بالحبسة
تتضمن هذه الأسباب الآتي:[٣]
- العدوى أو الأورام أو الإصابة بمشكلة تنكسية
ويُصاحب الحبسة في مثل هذه الحالات أيضًا ظهور مشكلات معرفية أخرى، كالارتباك أو مشاكل الذاكرة.
- الحبسة المترقية الأولية (PPA)
وهي حالة تظهر فيها الحبسة ومشكلات اللغة تدريجيًّا مع الوقت جرّاء حدوث تلف تدريجي في خلايا الدماغ في الجزء المسؤول عن اللغة.
- الشقيقة أو الصرع أو النوبة الإقفارية العابرة (TIA)
قد تتسبب هذه المشكلات بحدوث نوبة الحبسة بصورة عَرَضية مؤقتة كنتيجة لإعاقة تدفق الدم عن جزء الدماغ المُتَحكِّم باللغة، ويُشار إلى أنّ النوبة الإقفارية العابرة قد تزيد من فرص الإصابة بسكتة دماغية في وقتٍ قريب.
ما هي أنماط الحبسة؟
توجد ثلاثة أنواع عامة لحالة الحبسة، ويتم تشخيصها بناءً على عدة عوامل منها؛ مقدار الضرر الذي لحق بالدماغ والجزء الذي وقع عليه الضرر،[١] وفيما يأتي بيانها:
الحبسة التعبيرية
وتعرف أيضًا باسم حبسة بروكا (Broca aphasia)؛ وهي حالة تحدث جرّاء تلف الجزء الأمامي لجانب اللغة المهيمن في الدماغ،[١] وقد سميت بالحبسة التعبيرية بهذا الاسم لأنّ المُصاب يواجه صعوبة في التعبير عن نفسه،[٤] وقد يزيل المصاب بعض الكلمات من لغته، كما يتحدث بجمل قصيرة مفهومة وتحمل معنى، ويتمكن الشخص المصاب بالحبسة التعبيرية عادةً من استيعاب بعض أحاديث الآخرين.[١]
كما يعاني المُصاب في مُعظم الحالات من ضعف أو شلل في الذراع والساق في الجزء الأيمن من الجسم؛ بسبب تضرر الجزء الأمامي من الدماغ، ويُعد هذا الجزء مسؤولًا أيضًا عن التحكم بالحركة.[١]
الحبسة الشاملة
تحدث الحبسة الشاملة (Global Aphasia) عند تضرر منطقة واسعة من الدماغ؛ ليشمل هذا الضرر أجزاء الدماغ المسؤولة عن حدوث الحبسة التعبيرية وحبسة فيرنيكه، مما يُفسر اسمها، ويعاني المصاب في هذه الحالة من انعدام القدرة على الكلام بصورة تامة، بالإضافة إلى انعدام قدرته على فهم اللغة المحكية أيضًا، ولكنه قد يكون قادرًا على التواصل عن طريق الكتابة.[٤]
الحبسة العامة
وتعرف أيضًا باسم الحبسة الاستقبالية أو حبسة فيرنيكه (Wernicke's aphasia)؛ وتتحدث هذه الحبسة نتيجة تلف الجزء الجانبي من منطقة اللغة المهيمنة في الدماغ، وفي هذه الحالة يتحدث المُصاب بجمل طويلة غير مفهومة يتضمنها كلمات غير ضرورية أو كلمات جديدة، وعادةً ما يُعاني الشخص المصاب بالحبسة العامة من صعوبة في فهم أحاديث الآخرين.[١]
ملخص المقال
تُعد الحبسة اضطرابًا في اللغة يؤثر على التواصل مع الآخرين، وتحدث بسبب تلف الجزء المسؤول عن تعابير اللغة وفهمها في الدماغ، وقد يكون ذلك بسبب التعرض لجلطة دماغية أو إصابة في الرأس، كما قد يؤدي وجود ورمٍ في الدماغ أو حالاتٍ أخرى كالمعاناة من اضطراب تنكسي معين، ويُمكن أن تحدث بصورة مؤقتة في حالة الإصابة بالصرع أو الصداع النصفي.
