محتويات
الرعاية التلطيفيّة
يحتاج الأشخاص المصابون بأمراض خطيرة تهدد حياتهم؛ مثل: السرطان، والخرف، ومرض باركنسون، وقصور عضلة القلب إلى نوعٍ إضافي من الرعاية الهادفة لتخفيف الأعراض وتحسين نمط الحياة إلى جانب العلاج، وهذا ما توفّره وحدة الرعاية التلطيفيّة.
فهذه الوحدات تقدّم الخدمات التي تُحسّن نوعية حياة المُصاب وحياة عائلته، كما تعينه على فهم خياراته الطبيّة العلاجيّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الرعاية التلطيفية تبدأ في أي مرحلة من مراحل المرض منذ التشخيص. وتتكوّن هذه الوحدات من مجموعة اختصاصية من الأطباء والممرضين، والاختصاصيين الاجتماعيين، واختصاصي التغذية، ورجال الدين المُدَربين على تقديم الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي للمُصاب وعائلته.[١]
يحصل المصاب على الرعاية التلطيفيّة منزليًا من خلال فريق مؤهل لتقديم الرعاية المنزليّة، [١] وتساعد تلك الرعاية إلى جانب علاجات طبيّة أخرى؛ كـالعلاج الكيميائي والإشعاعي في فهم المضاعفات المؤلمة والتعامل معها بطريقة أفضل، وتوجد أيضًا وحدات رعاية تلطيفيّة للأطفال تهدف إلى تقديم الرعاية النفسية والجسدية والعقلية للطفل وأسرته.[٢]
لماذا تستخدم الرعاية التلطيفية؟
تُقدّم الرعاية التلطيفيّة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض الخطيرة والمهددة للحياة، وتشمل ما يأتي:[٣]
- أمراض الكبد في المراحل الأخيرة.
- التليف الكيسي.
- السرطان.
- الفشل الكلوي.
- مرض الشلل الرعاشي، أو ما يُعرف باسم باركنسون.
- اضطرابات في الدم ونخاع العظم التي تتطلب زراعة الخلايا الجذعية.
- أمراض الرئة.
- الأمراض القلبيّة.
- الجلطات الدماغيّة.
- الأمراض العقليّة والخرف.
تُقلل الرعاية التلطيفيّة حدّة بعض الأعراض المُصاحبة للإصابة بالأمراض السابقة، ويُذكَر منها ما يأتي:[٣]
- القلق والعصبية.
- فقد الشهية.
- الألم.
- الغثيان والتقيؤ.
- اضطرابات النوم.
- الاكتئاب أو الحزن.
- صعوبات التنفس.
- الإمساك.
- الإعياء.
ماذا تتضمن الرعاية التلطيفية؟
تُوفّر الرعاية التلطيفيّة عن طريق فريق اختصاصي في الرعاية التلطيفيّة، وممارسي الرعاية الصحيّة ممن تلقّوا التدريب المناسب أو حصلوا على شهادة طبيّة في مجال الرعاية التلطيفيّة، وتُركّز على القضايا الجسديّة أوالنفسية والعاطفيّة؛ كالتي يعاني منها مرضى السرطان أثناء مرحلة العلاج، وقد يعمل هذا الفريق في كثير من الأحيان مع اختصاصيين من الأطباء والممرضين والصيادلة والأطباء النفسيين لتوفير أقصى رعاية ممكنة للمُصاب. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الفريق يعمل جنبًا إلى جنب الفريق الطبي الاختصاصي في علاج حالة المُصاب؛ فمثلًا: آثار الإصابة بالسرطان الجسديّة والنفسيّة تتباين بشكلٍ كبير جدًا من مُصاب لآخر، وتهتم الرعاية التلطيفيّة بكلّ هذه الجوانب وتُوفّر أقصى رعاية ممكنة،[٤] وتُقسّم هذه الجوانب وفق ما يأتي:
- علاج الأعراض والسيطرة عليها، إذ ستتضمن خطة الرعاية بعض الخطوات للتخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض وتحسين شعور المُصاب بالراحة، كما يهتم الفريق بإجابة أسئلة المريض؛ مثل: فيما إذا كانت أدوية تخفيف الألم تتعارض مع علاجات المرض الأساسية -كعلاجات السرطان-.[٣]
- توفير التقنيات المساعدة، التي تهدف إلى تحسين شعور المُصاب بالراحة أثناء تلقي العلاج؛ مثل: تقنيات التنفس، والاستماع للموسيقا باستخدام سماعات الرأس، أو التقنيات المرئية، أو غيرها.[٣]
- تقديم المشورة العاطفيّة، فاختصاصي الرعاية التلطيفيّة يُقدّم النصائح للمُصاب والعائلة المتعلقة بكيفيّة التعامل مع المشاعر المُصاحبة لاكتشاف إصابة أحد أفراد الأسرة بالمرض، والتعامل مع الاكتئاب والخوف والقلق المُصاحب له أيضًا.[٤]
- الاهتمام بالجانب الروحي، فبعد الإصابة بالمرض -كالسرطان- يبدأ بعض المصابين أو أحد أفراد أسرتهم بالبحث عن معنى أعمق لحياتهم، وهذا ما يجعلهم أكثر إيمانًا، وفي الوقت ذاته يصيب الآخرين الارتباك ولا يستطيعون فهم سبب حدوث السرطان لهم، ويستطيع اختصاصي الرعاية التلطيفيّة مساعدة هؤلاء الأشخاص في فهم الأسباب واستكشاف معتقداتهم وقيمهم والوصول إلى نقطة من السلام والراحة الداخليّة، وبالتالي تقبّل وضعهم الجديد والرضى به.[٤]
- تقديم الدعم والمشورة، فربما تساعد وحدة الرعاية التلطيفيّة الأشخاص المصابين -خاصة من شارف منهم على الاقتراب من نهاية الحياة وأسرهم على اتخاذ القرارت في بعض المواقف الصعبة-؛ إذ يجرى الحديث إليهم في المخاوف الماليّة، وكيفية التعامل مع الأمر في حال مات المُصاب، وأسلوب التعامل مع التوتر والحزن المُصاحب للمرض أو وفاة أحد مقرّب،[٣] كما يوجّه المُصاب بعض الأسئلة لهم في ما يتعلق بخاوفه المستقبليّة من التوظيف، والمسائل المتعلقة بقضايا التأمين الصحي[٤]، وهنا إمّا أن يقدّم اختصاصي الرعاية التلطيفيّة النصح والمشورة الفوريّة أو بإمكانه تحويل المُصاب وأسرته إلى الجهة المعنيّة بالرد على هذه الاستفسارات والمساعدة في حلها.[٣]
- تلبية احتياجات أسرة المُصاب، ليس المُصاب هو من يعاني من المرض فقط؛ فأسرته تواجه المرض معه، ولهم احتياجات كما له أيضًا، فغالبًا ما تغرق الأسرة في مسؤوليات مضاعفة لدى إصابة أحد أفرادها بالمرض، خاصةً السرطان، ويجد الكثير من الصعوبة عليهم الاهتمام بالفرد المُصاب في ظل محاولاتهم لأداء مهماتهم الأخرى؛ كالواجبات المنزليّة والذهاب إلى العمل ورعاية بقية أفراد الأسرة، فيتسبب هذا الأمر في توليد شعور لديهم بعدم ثقتهم بقدراتهم على أداء هذه المهمة، وعدم القدرة على تقديم المساعدة الطبيّة لهذا الفرد، كما يشعرون بنقص الدعم النفسي والاجتماعي، وتتولد لديهم الكثير من المشاعر السلبيّة؛ كـالقلق والخوف، مما يتسبب في إجهادهم والتأثير في صحتهم وإصابتهم بانتكاسات واحتياجهم الدعم والرعاية التي يستطيع اختصاصي الرعاية التلطيفيّة تقديمه ومساعدة الأسرة في التأقلم[٤].
- الإحالة الطبيّة، حيث وحدة الرعاية الطبيّة تُحيل المصاب إلى أطباء آخرين اختصاصيين في الطب النفسي، أو طب الألم، أو الطب التكاملي.[٣]
- التخطيط المُسبق لنوع الرعاية المطلوبة، سيقابل اختصاصي الرعاية المُصاب، ويتحدث إليه عن رغباته والأهداف المرجوة والمتوقعة من حصوله على الرعاية التلطيفيّة، ثم يجمع هذه المعلومات ويستفيد منها في تقديم التوجيهات والمساعدات الهادفة للمُصاب؛ لمساعدته في تحسين نوعية حياته.[٣]
أهداف الرعاية التلطيفية
يستطيع المُصاب تلقي الرعاية التلطيفيّة في أي مرحلة من مراحل إصابته بالمرض، وليست هناك حاجة إلى الانتظار حتى وصول المرض إلى مراحل متقدّمة، أو لدى وصول المُصاب إلى أشهره الأخيرة في الحياة، فكلّما بدأ الشخص باتباع نظام الرعاية التلطيفيّة باكرًا أصبحت النتائج المرجوّة من العلاج أفضل، وكلما كانت نسبة التوتر والقلق والألم أقل فالرعاية التلطيفيّة مُصممّة لتفهم التحديات التي يعاني منها المُصاب وأسرته وتفهّمها،[٥] وتهدف الرعاية التلطيفيّة إلى تحسين كل مما يأتي بين البالغين والأطفال:
- البالغون، تهدف الرعاية التلطيفيّة إلى علاج البالغين من كلٍ مما يأتي:[٦]
- تخفيف الألم.
- علاج المخاوف العاطفيّة والنفسيّة.
- تنسيق الرعاية الصحية للمُصاب.
- تحسين نوعية الحياة أثناء مرحلة العلاج.
- الأطفال، على الرغم من اتصالها بالرعاية الصحيّة للبالغين، لكنّ الرعاية التلطيفيّة للأطفال تمثّل مجالًا خاصًا، وتهدف إلى كلٍ مما يأتي[٢]:
- الاهتمام بالطفل وأسرته جسديًا ونفسيًا منذ لحظة تشخيص المرض من خلال تخفيف الألم الجسدي، والضيق النفسي، والاجتماعي الذي يشعر به الطفل خلال مدة مرضه.
- استخدام موارد الرعاية المُتاحة للاهتمام بصحة الطفل، وتقديم الرعاية التلطيفيّة ليس في المستشفى فقط بل في المنزل ومراكز الصحّة أيضًا.
المراجع
- ^ أ ب "What Are Palliative Care and Hospice Care?", nia, Retrieved 2020-5-15. Edited.
- ^ أ ب "WHO Definition of Palliative Care", who, Retrieved 2020-5-15. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Palliative care", mayoclinic, Retrieved 2020-5-15. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Palliative Care in Cancer", cancer, Retrieved 2020-5-15. Edited.
- ↑ "When Is Palliative Care Appropriate?", webmd, Retrieved 2020-5-15. Edited.
- ↑ "What are the goals of palliative care?", webmd, Retrieved 2020-5-15. Edited.