محتويات
متى ظهرت الفلسفة الإسلامية
إن الظهور الأول للآراء الفلسفية الإسلاميّة كان في القرن الثالث الهجري التاسع؛ في عهد الخليفة العباسي المأمون، وتشير الكتب التاريخيّة إلى أنّ المسلمين قد عرفوا الفلسفة بعد اختلاطهم باليونانييّن القُدماء؛ ودلالة ذلك أنّ كلمة الفلسفة هي مصطلح يوناني الأصل تم تعريبه، وهو بالأصل فيلاسوفيا ومعناه محبة الحكمة، ويُشار إلى أنّ العلّامة المسلم الكندي هو أول فيلسوف مسلم سطع نجمه عام 252 هجري.[١]
ويجدر بنا القول بأنّ الفلسفة الإسلاميّة موجودة منذ الأزل، منذ لحظة نزول القرآن الكريم؛ حيث يرادف كلمة فلسفة كلمة حكمة وهي ما جاء ذكره في القرآن الكريم، وتُستخدم غالباً بدلاً من الفلسفة التي تعتبر دخيلة إلى الفكر العربي الإسلامي؛ ويعتبر القرن التاسع هو عصر الذروة التي بلغتها الفلسفة الإسلاميّة بعد اطلاع المسلمين على الفلسفة اليونانيّة القديمة ولكن ليس عام ظهورها.[٢]
شهدت الفلسفة الإسلاميّة تطوراً ملحوظاً عند انتقالها من مرحلة دراسة المسائل إلى مرحلة الدراسة بالاعتماد على الأدلة العقليّة، وتعتبر معرفة الله والإيمان بوجوده النقطة المشتركة ما بين المرحلتين، ويعود الفضل لابن رُشد في بلوغ التيار الفلسفي الإسلامي ذروته بعد أن تمسّك بمبدأ الفكر الحُر.[٢]
تعريف الفلسفة الإسلامية
تُعرف الفلسفة الإسلاميّة بأنّها واحدة من أهم الحركات الفكريّة التي نشأت في ظل الراية الإسلاميّة بمختلف الأساليب سواء بالتفلسف في العقيدة ذاتها؛ أو التوفيق بين الفلسفة الإسلاميّة والفلسفات الأخرى، وتنفرد الفلسفة الإسلاميّة بدعوتها إلى الاعتماد على العقل واستخدامه في الفلسفة، ويقابلها في الإسلام مصطلح "الحكمة".[٢]
ويمكننا القول بأنّ الفلسفة الإسلاميّة هي تلك المنبثقة عن نصوص الشريعة الإسلاميّة؛ إذ يُقدّم الإسلام تصوّرات ورؤى فيما يتعلق بالحياة وخالقها والكون والخلق، إلا أنّ هناك تصورّات قد قدّمت مفهوُماً أشمل وأعّم حول فسلفة الإسلام من خلال البحث العميق في أُطر الثقافة العربية الإسلاميّة بعيداً عن النصوص الشرعيّة والدينيّة.[٢]
وبدأ المسلمون بالتوّجه نحو التفكير بالمعرفة النافعة والسعي لتحصيلها بتوجيه من الشريعة الإسلاميّة؛ وكما دعت أيضاً إلى ترقية مكانة العلم والعلماء ورفعها، وكانت في بداية نشأتها عبارة عن مجموعة من التساؤلات التي تتمحور حول مدلول الآيات القرآنيّة الكريمة التي قد تتشابه في قراءتها وطريقة فهمها أحياناً.[٢]
عوامل نشأة وتطوّر الفلسفة الإسلاميّة
ساهمت مجموعة من العوامل في ظهور الفلسفة الإسلاميّة وتطورّها، ومن أهمها ما يأتي:
- عوامل داخلية؛ وتتمثل بما يأتي:[٣]
- اندلاع الحروب الداخلية بين الشعوب الإسلاميّة: ساهمت في ترك أثر كبير في تطوير النقاشات ذات العلاقة بالموضوعات العقائدية.***
- تفنيد القرآن الكريم لبعض الأقاويل والإشاعات: التي جاءت بها بعض الفرق والديانات الأخرى لينقض أقوالهم بدعوته إلى التوحيد، وبذلك تمكن العلماء المسلمون من انتهاج المسلك القرآني في الرد على مهاجمي الدين الإسلامي.
- ظهور خلافات متعددة: في مسائل سياسيّة أساسها تعدد الآراء بين الأحزاب والفرق الدينيّة.
- عوامل خارجيّة؛ وتتمثل بما يأتي:[٤]
- الآراء الشخصيّة للأفراد الذين اعتنقوا الدين الإسلامي بعد الفتوحات الإسلاميّة.
- ظهور التعددية في الآراء والديانات في المجتمعات الإسلاميّة، فتولّت الفرق الإسلاميّة مسألة الدفاع عن الدين الإسلامي.[٥]
- الحاجة المُلّحة للفلسفة من قِبل المتكلمين، فلجؤوا للاطلاع على الفلسفة اليونانيّة، وأخذ ما يتوافق منها مع الشريعة الإسلامية.
المراجع
- ↑ محمد الحمد، مصطلحات في كتب العقائد، صفحة 98. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج مقداد يالجين، علم الأخلاق الإسلامية، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام، صفحة 203- 205. بتصرّف.
- ↑ مصطفى حلمي، منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين، صفحة 59- 64. بتصرّف.
- ↑ عماد الشربيني، أعداء الإسلام ومناقشتها، صفحة 92. بتصرّف.