محتويات
تحديد وقت السَّحر
وقت السحر هو الوقت الذي يسبق طلوع الفجر، ومنه أُخذ السّحور؛ حيث يكون في وقت السّحر، ويبدأ في آخر الليل، وقيل في الثلث الأخير من الليل.[١]
وبما أنّ المواقيت تختلف باختلاف البلدان، فإنّه يمكن تحديد وقت السحر بحساب عدد الساعات بين صلاة العشاء وصلاة الفجر وتقسيمها على ثلاثة؛ وبهذا يتم تحديد الثلث الأخير من الليل، وقال الغزالي إنّ وقت السحر هو السدس الأخير من اللّيل.[٢]
فضل وقت السَّحر
يعتبر وقت السحر من الأوقات المباركة؛ إذ يكون فيه التنزل الإلهي، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (يَنْزِلُ رَبُّنا -تَبارَكَ وتَعالَى- كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟).[٣]
وفي حديث آخر قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ، أوْ ثُلُثاهُ، يَنْزِلُ اللَّهُ -تَبارَكَ وتَعالَى- إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَقولُ: هلْ مِن سائِلٍ يُعْطَى؟ هلْ مِن داعٍ يُسْتَجابُ له؟ هلْ مِن مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ له؟ حتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ).[٤][٥]
عبادات وقت السَّحر
يستحب للمسلم أن يقوم بمجموعة من العبادات في وقت السحر، بيانها فيما يأتي:
قيام الليل
تعدّ صلاة قيام الليل من أفضل الصّلوات النوافل وأحبّها إلى الله -تعالى-، فعن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (وأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ)،[٦] وهي سُنّةٌ مُؤكّدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يمتدّ وقتها من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر، يُصلّي فيها المُسلم ما شاء من الركعات.[٧]
الاستغفار
لقد أثنى الله -تعالى- على الذين يستغفرون في الأسحار، بقوله -تعالى-: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* الصَّابِرِينَ وَالصادقين وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)،[٨] وذكر -سبحانه- أنه من صفات المتقين الاستغفار في الأسحار: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[٩][١٠]
الدعاء
توجد ساعة في الليل لا يُردّ فيها سائل رفع يده بالدعاء أو الاستغفار، وهي في وقت السحر، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ مِنَ اللَّيْلِ ساعَةً، لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا، إلَّا أعْطاهُ إيَّاهُ).[١١]
تناول وجبة السحور
تناول وجبة السحور سنة مؤكدة من سنن الصيام الثابتة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (تسحَّروا فإن في السَّحور بركة)،[١٢] وتأخير السحور سنةٌ كذلك، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تزالُ أمَّتي بخيرٍ ما عَجَّلوا الإفطارَ وأخَّروا السُّحورَ).[١٣]
ويحسن بالمسلم أن يتسحّر على التمر؛ وذلك لِما صحّ من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (نِعمَ سحورُ المؤمنِ التَّمرُ).[١٤]
المراجع
- ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 380، جزء 74. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت :وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، صفحة 222، جزء 39. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1145، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:758، صحيح.
- ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 381، جزء 74. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1163، صحيح.
- ↑ حساك الدين عفانة، فتاوى د حسام عفانة، صفحة 54. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:16-17
- ↑ سورة الذاريات، آية:18
- ↑ رضا أحمد صمدي، كتاب القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان، صفحة 112. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:757، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1923، صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:9752، حسن.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3475، أخرجه في صحيحه.