المشيمة
المشيمة كيس ينمو حول الجنين، ويمرّ الأكسجين والمواد الغذائية من الدّم إلى المشيمة، كما يحمل الحبل السري أيضًا الأكسجين والمواد الغذائية إلى الجنين، وتنتقل فضلات الطّفل مثل ثاني أكسيد الكربون على طول الحبل السرّي إلى المشيمة ثمّ إلى الدّم ليتخلّص منها جسم الأم.
تُنتج المشيمة هرموناتٍ تساعد الجنين على النمو والتطوّر، وتوفر المشيمة أيضًا بعض الحماية للطّفل من العدوى أثناء وجوده في الرحم، ممّا يحميه من معظم أنواع البكتيريا، ومع ذلك فإنّ المشيمة لا تحمي الطفل من الفيروسات.
يمكن أن تمرّ بعض المواد مثل النيكوتين والمخدّرات والكحول عبر المشيمة ويمكن أن تسبّب الضّرر للجنين، وفي نهاية الحمل تنقل المشيمة الأجسام المضادة من جسم الأم إلى جسم الطفل، ممّا يعطي الطّفل الحماية لمدّة 3 أشهر بعد الولادة، فالمشيمة تنقل الأجسام المضادّة الموجودة في جسم الأم فقط.[١]
وقت تكوُّن كيس الجنين
بعد مرور 5-8 أيام من تخصيب البويضة تُغرس البويضة المخصّبة في بطانة الرّحم، وتسمّى في هذه المرحلة بكيس الأريمية، وتسمّى هذه العملية بعملية الزرع، وتحدث في اليوم التاسع أو العاشر من تخصيب البويضة.
يبلغ سمك جدار كيس الأريمية خليّةً واحدة باستثناء منطقة واحدة يكون سمكها 3-4 خلايا، وهي المنطقة التي يتكوّن منها الجنين، أمّا باقي الكيس الذي يبلغ سمكه خلية واحدة فيتحوّل إلى المشيمة (كيس الجنين).
تطلق المشيمة العديد من الهرمونات التي تساهم في الحفاظ على الحمل، فعلى سبيل المثال تُنتج المشيمة هرمون الجونادوتروبين الذي يمنع المبايض من إنتاج البويضات، ويحفّز المبايض لإنتاج هرموني الأستروجين والبروجيستيرون باستمرار.
تنمو بعض خلايا كيس الأريمية لتكوّن المشيمة حول الجنين، وتنمو طبقة أخرى داخلية من خلايا كيس الأريمية لتكوّن السّلى، وعندما تتكوّن المشيمة بعد ما يقارب 10-12 يومًا من عملية الزّرع يسمّى كيس الأريمية جنينًا، وتمتلئ المشيمة بسائل شفاف يسمّى السائل السلوي أو الأمنيوسي، ويمتدّ هذا السائل ليغمر الجنين النامي لكي يطفو فيه.[٢]
عوامل تؤثر على صحة المشيمة
يمكن أن تؤثّر العديد من العوامل المختلفة على صحّة المشيمة أثناء الحمل، وتشمل هذه العوامل ما يأتي: [٣]
- عمر الأم، تعدّ مشكلات المشيمة أكثر شيوعًا لدى النّساء الأكبر سنًا، خاصّةً بعد سنّ الأربعين.
- تمزّق المشيمة المبكّر، إذا تمزّق غشاء المشيمة في وقت مبكّر أثناء الحمل قبل موعد الولادة وبدأ تسرّب السّائل الأمنيوسي قبل المخاض يزداد خطر حدوث مشكلات معيّنة للمشيمة.
- ارتفاع ضغط الدّم، إذ يمكن أن يؤثّر ارتفاع ضغط الدم على المشيمة.
- الحمل بتوأم أو أكثر، عندما تحمل الأمّ بأكثر من طفل واحد في آن واحد فقد تكون أكثر عرضةً لحدوث بعض المشكلات في المشيمة.
- اضطرابات تخثّر الدّم، تسبّب أي حالة تؤدّي إلى ضعف تجلّط الدّم أو زيادة تجلط الدّم حدوث مشكلات في المشيمة.
- جراحة الرحم السابقة، عند إجراء عملية جراحية سابقًا في الرّحم مثل الولادة القيصرية أو إزالة الأورام الليفية من الرّحم يزيد خطر حدوث مشكلات في المشيمة.
- مشكلات المشيمة السّابقة، إذا عانت الحامل من مشكلات المشيمة في الحمل السابق فقد تعاني من هذه المشكلات مرّةً أخرى في الأحمال اللاحقة.
- استخدام المواد المخدّرة، تشيع الإصابة بمشكلات المشيمة لدى النّساء المدخّنات أو اللواتي يتعاطين المخدّرات -مثل الكوكايين- أثناء الحمل.
- صدمة البطن، تزيد الصدمة التي يتعرّض لها البطن مباشرةً مثل السّقوط أو أي نوع آخر من الضربات من خطر انفصال المشيمة قبل الأوان عن جدار الرذحم.
مشكلات المشيمة
يمكن أن تصاب المشيمة بالعديد من المشكلات، ويمكن أن تشمل هذه المشكلات ما يأتي:[٣]
- انفصال المشيمة: عندما ينفصل جدار المشيمة عن جدار الرّحم جزئيًّا أو كلّيًّا أثناء الحمل تتطوّر حالة تسمّى انفصال المشيمة، ويمكن أن تحرم هذه الحالة الجنين من الأكسجين والمواد الغذائية، ويمكن أن تسبّب للأم النزيف الشديد، كما يمكن أن يسبّب انفصال المشيمة الولادة المبكّرة.
- المشيمة المنزاحة: هذه الحالة تحدث عندما تغطّي المشيمة عنق الرّحم جزئيًّا أو كلّيًّا، ويعدّ انزياح المشيمة أكثر شيوعًا في بداية الحمل، وقد يزول مع تقدّم الحمل، لكن يمكن أن يسبّب انزياح المشيمة النّزيف المهبلي الحاّد أثناء الحمل أو الولادة، وإذا استمر انزياح المشيمة حتّى الثلث الثالث من الحمل فقد يلجأ الطّبيب إلى الولادة القيصريّة.
- التصاق المشيمة: هذه الحالة تحدث عندما تنمو الأوعية الدموية وأجزاء أخرى من المشيمة بعمق في جدار الرّحم، إذ يجب أن تنفصل المشيمة عن جدار الرحم عند الولادة، وعند وجود حالة التصاق للمشيمية يظلّ جزء من المشيمة أو كلّ المشيمة مرتبطًا بقوّة بجدار الرحم، ممّا يسبّب النزيف الشديد بعد الولادة، وقد يوصي الطبيب بإجراء الولادة القيصرية المتبوعة باستئصال الرّحم في هذه الحالة، وفي الحالات الشديدة من التصاق المشيمة قد تلتصق المشيمة بعضلات الرّحم.
- احتباس المشيمة: في حال لم تخرج المشيمة عن طريق المهبل في غضون 30 دقيقةً من الولادة تسمّى هذه الحالة باحتباس المشيمة، وقد يحدث احتباس المشيمة بسبب محاصرة المشيمة خلف عنق الرّحم المغلق جزئيًا، أو لأنّ المشيمة ما تزال ملتصقةً بجدار الرحم، وإذا تركت المشيمة داخل الرّحم فإنّها يمكن أن تسبّب العدوى الشديدة أو نزيف الدّم المُهدِّد للحياة.
المراجع
- ↑ "What is the placenta?", nhs, Retrieved 6-6-2019.
- ↑ Haywood L. Brown , "Stages of Development of the Fetus"، msdmanuals, Retrieved 6-6-2019.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (26-4-2018), "Placenta: How it works, what's normal"، mayoclinic, Retrieved 6-6-2019.