محتويات
النمو عند البنات
يختلف النمو عند البنات عنه عند الذكور، وهذا ما يلاحظه العديد من الأهل، إذ إنّ البنات يصلنّ إلى مرحلة البلوغ في سن مبكرة مقارنةً بالذكور، وفي هذه المرحلة تمر البنات بطفرة نمو تتضمن النمو الجسدي الجنسي، ويختلف السن الذي تبدأ فيه مرحلة البلوغ من فتاة إلى أخرى، وتلعب الوراثة دورًا كبيرًا في تحديد نمط النمو عند البنات، وسنركز الحديث في هذا المقال على نمو الطول تحديدًا عند البنات، وسننافش جوانبه المختلفة.[١]
متى يتوقف نمو الطول عند البنات؟
تتميز البنات بوتيرة نمو سريعة خلال مرحلة الرضاعة والطفولة، ثم تحدث لديهم وتيرة نمو سريعة مرة أخرى عند الوصول إلى سن البلوغ، وعادةً ما يتوقف نمو الطول عند البنات بين سن 14-15 سنة، أو بعد عامين من بدء دورة الحيض لديهم، إذ إن معظم البنات تبدء مرحلة البلوغ ودورة الحيض لديهم بين سن 8-13 سنة، لذلك فإن طفرة النمو عند معظم البنات تحدث بين سن 10-14 سنة، ومع بلوغهم سن 15 سنة يصلنّ إلى أقصى طول ممكن.
على الرغم من أن هذا قد يختلف اعتمادًا على موعد بدء دورة الحيض، فبعض الفتيات قد يصلنّ مرحلة البلوغ في سن مبكر والبعض الأخر قد يتأخر بلوغهنّ هذه المرحلة، ويمكن القول أن تأخرها إلى سن 16 عام طبيعي ولا يدل على مشاكل، إلا أنه إذ لم تبدء دورة الحيض بعد هذا السن، قد يتطلب الأمر طلب الرعاية الطبية لمعرفة السبب.[٢][١]
ما هي العوامل التي تؤثر في نمو الطول عند البنات؟
بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه الوصول إلى مرحلة البلوغ عند البنات والجينات، إلا أنّه يوجد مجموعة أخرى من العوامل التي من الممكن أن تؤثر على نمو الطول عند البنات، ومنها ما يأتي:[١]
- التغذية، فالتغذية السليمة خلال مرحلة الطفولة تلعب دورًا مهمًا في النمو، لذلك عادةً ما يكون الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أقصر قامة من أقرانهم، ولحسن الحظ، ولكنيمكن للأهل تدارك هذا الأمر من خلال تحسين تغذية أطفالهم قبل الوصول إلى سن البلوغ.
- الاختلالات الهرمونية، تتحكم الهرمونات في العديد من الوظائف في الجسم بما في ذلك النمو، لذلك فإن حدوث خلل في بعض هذه الهرمونات مثل هرمون النمو وهرمون الغدة الدرقية قد يؤثر في نمو الطول عند البنات.
- تناول بعض الأدوية، مثل الكورتيكوستيرويدات، فاستخدامها بصورة مزمنة من الممكن أن يؤثر في نمو الطول عند البنات، إلا أنّه وفي الوقت ذاته يمكن للأمراض المزمنة التي تُستخدم هذه الأدوية في علاجها مثلالربو أن تؤثر في النمو أيضًا، لذلك يصعب الجزم من أن التأثير على النمو يأتي من الكورتيكوستيرويدات فقط.
- الأمراض المزمنة، فيمكن لبعض الحالات الصحية المزمنة أن تؤثر في معدل نمو الطول عند البنات، بما في ذلك التليف الكيسي وأمراض الكلى ومرض حساسية القمح (Celiac Disease)، كما يمكن للإصابة بالسرطان أنّ تؤثر في نمو الطول عند الأطفال.
- الحالات الوراثية، إذ يوجد بعض الأطفال المصابين ببعض الحالات الوراثية التي تؤثر على معدل نمو الطول لديهم، وتتسبب في قصر قامتهم، بما في ذلك بمتلازمة داون ومتلازمة نونان ( Noonan syndrome) ومتلازمة تيرنر (Turner syndrome)، ومن جهة أخرى تتسبب الإصابة بحالات وراثية أخرى مثل متلازمة مارفان (Marfan syndrome) في زيادة طول القامة عند الشخص.
هل يختلف نمو الطول عند البنات عن الذكور؟
نعم، يوجد فرق بين نمو الطول عند البنات عن الذكور، ففي بداية سن البلوغ عادةً ما تكون البنات أطول من الذكور، وقد يعود ذلك إلى أن البنات يصلنّ إلى سن البلوغ في سن مبكر مقارنةً بالذكور، إذ إن معظم البنات يبدء لديهنّ سن البلوغ في العاشرة من العمر، أمّا الذكور فيبدأ سن البلوغ لديهم عند سن 12 أو 13، ويحدث النمو الكبير في الطول لديهم في عمر يتراوح بين 12-15 سنة، أي بعد عامين من حدوثه عند البنات، لذلك بمجرد دخول الذكور في سن البلوغ يصبحون أطول قامة من البنات، كما أنه على الرغم من أن نمو الطول يتوقف عند الذكور في سن 16 سنة، إلا أن عضلاتهم تستمر في النمو بعد ذلك.[٢][٣]
هل يرتبط نمو الطول عند البنات بطول والديها؟
نعم، يوجد علاقة كبيرة بين طول البنات وطول والديها، إذ إن الطول يُعدّ من الصفات التي تتوارث في العائلات، فعادةً ما ينجب الآباء الذين يتمتعون بطول القامة أطفال طويلي القامة، والعكس صحيح أيضًا، إلا أنّ ذلك لا يُعدّ قاعدة عامة تسري على الجميع، إذ يوجد في هذا العالم العديد من الأشخاص طويلي القامة أبائهم من أصحاب القامة القصيرة، أو العكس.
إلا أن الجينات تلعب دورًا مهمًا في تحديد طول البنات، ولذلك عندما يقوم الطبيب بتقيم نمو الطفل، غالبًا ما يسأل عن طول والديه وطبيعة مرحلة النمو لديهما، كما يوجد طريقة للتنبؤ بطول البنات من طول والديهم، وذلك من خلال جمع طول الأب والأم بوحدة الإنش، ثم قسمة الناتج على 2، ثم طرح 2.5 إنش من هذا الرقم، لينتج الطول المتوقع للفتاة اعتمادًا على طول والديها.[٢][٣]
كيف يمكن تعزيز نمو الطول عند البنات؟
إن الحفاظ على صحة الجسم واتباع نمط حياة صحيح، يتضمن الحصول على التغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم، هي أفضل طريقة لتعزيز نمو الطول عند البنات للوصول إلى أقصى طول ممكن، ولا يحتاج معظم الأطفال والمراهقين الحصول على مكملات غذائية لتعزيز التغذية السليمة والنمو الطبيعي، إذ يمكنهم الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجونها من النظام الغذائي.
كما أن الوضعية والوقفة الجيدة هي أمر مهم عندما يتعلق الأمر بالطول، فعلى الرغم من أنها لا تساهم في زيادة الطول، إلا أنّها تساعد على إظهار أقصى طول ممكن للبنات، ويجدر التنبيه هنا إلى ضرورة الحذر من المنتجات والحبوب التجارية التي يتم تسويقها على أنها تساعد على تعزيز نمو الطول، وأنها تحتوي على هرمون النمو، إذ إنّه في الواقع لا يمكن تناول هرمون النمو على شكل حبوب، كما أن هذه المنتجات لا تخضع للرقابة الكافية للتأكد من مأمونيتها، لذلك يجب الحذر من استخدامها.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ بعض الأطباء قد يستخدمون هرمون النمو في بعض الحالات لزيادة الطول، إلا أنّ ذلك يحدث في حالات محددة فقط، اعتمادًا على ما يراه الطبيب مناسبًا، كما أنّه لا يُفضل استعمال هذا الهرمون روتينيًا، فهو قد يسبب ظهور بعض الآثار الجانبية الخطيرة مثل مرض السكري وزيادة السوائل في الدماغ.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت Amanda Barrell (2018-01-20)، "At what age do girls stop growing?"، medicalnewstoday،Retrieved 2020-10-23. Edited.
- ^ أ ب ت Ashley Marcin (2019-03-12)، "Height in Girls When Do They Stop Growing, Whats the Median Height, and More"، healthline، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-22. Edited.
- ^ أ ب Kate Shkodzik, MD (2019-03-31)، "When Do Girls Stop Growing? The Surprising Statistics"، flo، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-22. Edited.
- ↑ Anna Nguyen (2013-06-16), "How Tall Will I Be?", webmd, Retrieved 2020-10-22. Edited.