متى يتوقف هرمون النمو

كتابة:
متى يتوقف هرمون النمو

هل يتوقف الجسم عن إنتاج هرمون النمو؟

لا يتوقف الجسم عن إنتاج هرمون النمو (Growth hormone) في الظروف الطبيعية على الإطلاق، ويلعب هرمون النمو دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الإنسان في الطفولة، وحتى بعد البلوغ، ويفرز هذا الهرمون من الغدة النخامية في الدماغ، ويعمل هذا الهرمون عن طريق تحفيز إفراز عامل النمو المشابه للإنسولين رقم واحد (IGF-1)، وهو العامل الذي يقوم بتحفيز نمو العظام، وأنسجة الجسم الأخرى، فكيف يتغير مستوى هذا الهرمون خلال مراحل الشخص العمرية؟ وما هو مستوى نقص هرمون النمو، وما هي تأثيراته؟ كل ذلك وغيره سنتعرف عليه في مقالنا هذا.[١]


كيف يتغير مستوى هرمون النمو خلال المراحل العمرية؟

يتميز هرمون النمو بتغيير مستواه خلال المراحل العمرية للإنسان، إذ يصل إلى أعلى مستوياته عند بلوغ الشخص مرحلة البلوغ، ومن ثم ينخفض مع تجاوز الشخص لسن الثلاثين عامًا، ولكنه لا يصل إلى مستوى الصفر على الإطلاق في الظروف الطبيعية، ويعد هذا الانخفاض في مستوى هذا الهرمون ذا أهمية، بل على العكس فإن عدم انخفاض مستوى هرمون النمو من الممكن أن يعرض السيدات إلى خطر الإصابة بسرطان الثدي، كما يمكن أن يعرض الرجال إلى خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، كما يمكن أن يحمل ارتفاع مستوى هذا الهرمون بصورة غير طبيعية خطر تسريع شيخوخة الدماغ، والتقليل من متوسط حياة الشخص.[١]



ما هو مستوى نقص هرمون النمو، وما هي تأثيراته؟

كما قلنا سابقًا فإن مستوى هرمون النمو الطبيعي يختلف اعتمادًا على الفئة العمرية، ويمكن تفصيل ذلك كما يأتي:[٢]


الفئة العمرية
مستوى نقص هرمون النمو بالنانوجرام لكل مليلتر
الذكور البالغين
أقل من 0.4
الإناث البالغات
أقل من 1
الأطفال
أقل من 10


ويختلف تأثير انخفاض مستوى هذا الهرمون بين الأطفال والبالغين، فيمكن أن يؤدي الوصول إلى هذا المستوى من هرمون النمو لدى الأطفال المعاناة من الأعراض والعلامات التالية:[٣]

  1. قصر القامة، وذلك مقارنة بأقرانه من الأطفال.
  2. امتلاك وجه أصغر، وأكثر استدارة.
  3. امتلاء الجسد، ومن الممكن أيضًا أن يكون هؤلاء الأطفال ممتلئين، ويملكون تجمع للدهون في منطقة البطن، ولكن عادةً ما توزيع أجسامهم طبيعيًا.


وعند معاناة الأطفال من انخفاض مستوى هرمون النمو في وقت لاحق، قد يعاني معظمه من تأخر الدخول في مرحلة النمو، أو توقف تطور الخصائص الجسدية الجنسية، ونتيجة لهذه الشكوى من الممكن أن يعاني العديد من الأطفال من انخفاض شديد في الثقة في النفس، وبالإضافة إلى ذلك من الممكن أن يعاني المصاب من الحالات النفسية التالية:[٣]

  • الاكتئاب.
  • ضعف التركيز.
  • ضعف الذاكرة.
  • نوبات من الاضطرابات العاطفية، والقلق.


ويمكن أن يعاني البالغين أيضًا من انخفاض في مستوى هرمون النمو، والأمر الذي من شأنه أن يسبب انخفاض قوة العظام، بالتالي زيادة خطر التعرض للكسور، وبخاصة لدى كبار السن، كما يمكن أن يعاني أيضًا هؤلاء الأشخاص من التعب العام، وانخفاض القدرة على التحمل، بالإضافة إلى انخفاض القدرة على تحمل حرارة الجو البارد، أو الحار، كما قد يعاني البالغين المصابين بانخفاض مستوى هرمون النمو من ارتفاع مستوى الدهون والكوليسترول في الدم، كما يزيد لديهم خطر الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب.[٣]



ما هي أسباب انخفاض مستوى هرمون النمو؟

كما قلنا سابقًا فإن هرمون النمو، بالإضافة إلى مجموعة من الهرمونات الأخرى، يفرز عن طريق الغدة النخامية التي تتلقى الأوامر من منطقة تحت المهاد، التي تقع فوقها، ويحدث انخفاض مستوى هرمون النمو عند حدوث اضطراب إما في الغدة النخامية، أو في منطقة تحت المهاد، الأمر الذي يمكن أن يحدث نتيجة عدم تكون هذا العضو بصورة سليمة قبل ولادة الطفل، أو قد يحدث نتيجة حدوث ضرر أثناء الولادة، أو في مرحلة ما من حياة الشخص، كما ربط بعض الباحثين انخفاض مستوى هرمون النمو ببعض المتلازمات الوراثية[٤]، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تحدث هذه الحالة نتيجة الاضطرابات التالية:[٥]

  1. أورام الغدة النخامية.
  2. الإصابات الشديدة في الرأس.
  3. نقص التروية الدماغية للغدة النخامية.
  4. التعرض للإشعاع في منطقة الرأس.
  5. إجراء جراحة للدماغ.
  6. التعرض للعدوى في تلك المنطقة.
  7. وعلى الرغم من ذلك لا يتمكن الأطباء من تحديد سبب حدوث نسبة جيدة من الحالات.



كيف يمكن تشخيص انخفاض مستوى هرمون النمو؟

عند تشخيص انخفاض مستوى هرمون النمو عادةً ما سيجري الطبيب الخطوات التالية:[٦]

  1. أخذ السيرة المرضية للمصاب بصورة مفصلة.
  2. إجراء الفحص السريري للمصاب، والذي يتضمن قياس الطول، والوزن، وطول الأطراف العلوية والسفلية.
  3. طلب بعض تحاليل الدم، والتي تهدف إلى قياس مستوى هرمون النمو في الجسم، كما يمكن أن يطلب الطبيب قياس هرمونات أخرى في الجسم.
  4. إجراء بعض الصور الطبية، مثل التصوير بالأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي للرأس، وتهدف هذه الإجراءات إلى استثناء بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه الحالة، والتي من الممكن أن تصيب منطقة تحت المهاد، وهي منطقة في الدماغ، أو الغدة النخامية.



ما هو علاج انخفاض مستوى هرمون النمو؟

عادةً ما يتضمن علاج حالة انخفاض مستوى هرمون النمو أخذ هرمون النمو، الذي يعطى عادةً على شكل حقن في الأماكن الدهنية من الجسد، مثل المنطقة الخلفية من الذراع، والفخذ، ومنطقة المؤخرة، وعادةً ما تستخدم هذه الحقن كعلاج يومي، ولكن من الممكن أن يسبب هذا العلاج بعض الآثار الجانبية، والتي يمكن أن تتضمن ما يأتي:[٣]

  • آلام الحوض.
  • الصداع، وألم الرأس.
  • احمرار الجلد في منطقة أخذ الحقنة.
  • تقوس العمود الفقري جانبيًا، أو ما يعرف باسم الجنف.
  • الإصابة بمرض السكري، ولا يحدث ذلك إلا في بعض الحالات النادرة، وعند الحصول على حقن هرمون النمو لمدة زمنية طويلة، وبخاصة لدى الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة يعانون من مرض السكري.


عادةً ما يعالج الطبيب الطفل المصاب بانخفاض مستوى هرمون النمو الخلقي بهذه الحقن حتى بلوغ سن البلوغ، إذ عادةً ما يتميز معظم هؤلاء الأطفال بقدرتهم على إنتاج هرمون النمو عند تجاوزهم سن البلوغ، إلا أنه تتبقى نسبة قليلة ستحتاج إلى الاستمرار على العلاج لمدى الحياة.[٣]



المراجع

  1. ^ أ ب "Can growth hormone reverse the aging process?", today, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  2. "Growth hormone test", medlineplus, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Growth Hormone Deficiency", healthline, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  4. "Growth Hormone Deficiency", chop, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  5. "Growth Hormone Deficiency Causes", endocrineweb, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  6. "Growth Hormone Deficiency", hopkinsmedicine, Retrieved 28/3/2021. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×