متى يجب تناول المغنيسيوم؟

المغنيسيوم

يُعدّ المغنيسيوم (Magnesium) أحد المعادن الموجودة بكمية وفيرة في الجسم؛ لذلك تجب المحافظة على مستواه الطبيعي في الجسم، ويحصل الجسم عليه من خلال أكل الطعام؛ فهو يوجد طبيعيًا في بعض الأطعمة، ويأتي مضافًا صناعيًا إلى أطعمة أخرى، أو يعطى على هيئة حبوب مكملات غذائية، ويحتوي جسم الإنسان البالغ على حوالي 25 غرامًا من المغنيسيوم؛ أي ما نسبته من (50-60)% في العظام والباقي في الأنسجة، وأقل من 1% في الدم، ويتراوح مستواه الطبيعي في الدم ما بين 0.75-0.95 ميليمول لكل ليتر من الدم (mmol/l).^[١]

وتكمن أهميته في كونه عاملًا مساعدًا في حوالي 300 تفاعل كيميائي في الإنزيمات داخل الجسم، وهذه التفاعلات التي يساهم فيها تشمل الكثير من العمليات الحيوية؛ مثل: تصنيع البروتينات، وتنظيم مستوى الجلوكوز في الجسم، وإنتاج الطاقة، ونمو العظام، وتصنيع المادة الوراثية (DNA, RNA)، كما يساهم المغنيسيوم في تكوين الجلوتاثيون، وهو مضاد للأكسدة مهم في الجسم، بالإضافة إلى دور المغنيسيوم في إنقباض العضلات، ونقل السيالات العصبية، والمحافظة على إيقاع نبض القلب، كما يعين على نقل الكالسيوم والبوتاسيوم عبر أغشية الخلايا.^[١]

علامات حاجة الجسم إلى المغنيسيوم

من خلال ما ذُكِر من أهمية المغنيسيوم ودوره في كثير من العمليات الحيوية، فنقصه يؤدي إلى ظهور كثير من العلامات التي تشمل جوانب مختلفة من الجسم؛ فتتمثل العوارض في بداية النقص في الغثيان، والتقيؤ، والضعف العام، وانسداد الشهية، لكن مع زيادة النقص تظهر علامات أخرى؛ منها: الخدران، ووخز الجسم، وتشنج بالعضلات، وضعف حاد فيها، كما قد يُسبِّب انخفاض مستويات البوتاسيوم والكالسيوم في الجسم، ويرتبط بذلك الكثير من المضاعفات.^[١] وتُذكَر بعض الآثار الناتجة أيضًا من انخفاض مستوى المغنيسيوم على النحو الآتي:^[٢][٣]

• عدم انتظام في ضربات القلب، وضيق في النفس، وألم في الصدر، ويحدث فشل في القلب أو جلطة.
• هشاشة العظام؛ ذلك من خلال تقليل مستوى الكالسيوم في الدم، والذي يلعب دورًا مهمًا في بناء العظام، كما أنّ نقص المغنيسيوم يلعب دورًا مباشرًا في ضعف العضلات.
• زيادة ضغط الدم؛ فيوجد الكثير من الأدلة على أنّ نقص المغنيسيوم يرفع ضغط الدم، وأنّ الأشخاص ذوي الضغط المرتفع يتحسن وضع الضغط لديهم عند تناول المغنيسيوم.
• اضطرابات عقلية؛ كالذهان، وفقدان المشاعر، والقلق.
• انقباضات العضلات والرعاش.

أثر تناول المغنيسيوم في الجسم

يُعدّ من المعادن الأساسية التي يجب الحصول عليها بكميات كبيرة؛ أي ما قيمته 100mg/day؛ لما له من تأثير إيجابي في الجسم، ومن ذلك:^[٤][١]

• المساهمة في تكوين العظام وزيادة كثافتها، والتقليل من خطر الإصابة بالهشاشة، فهو يساعد في تنظيم الكالسيوم وفيتامين د المهمّين لصحة العظام .
• تقليل خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني، ذلك لما له من أهمية في عملية تمثيل الجلوكوز والاستجابة للأنسولين، فتناول المغنيسيوم يُحسّن من عملية تمثيل الجلوكوز ويزيد من حساسية الأنسولين (يزيد من استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين ويقلل من ظهور المقاومة له)، وبالتالي يخفّض من خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني، لكن ما زالت هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل وصفه للمساعدة في حالة مرضى السكري.
• المحافظة على صحة القلب والعضلات، فقد وجدت نتائج الدراسات أنّ الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين لديهم نقص في المغنيسيوم، وأنّ إعطائه مباشرة بعد الجلطة القلبية يقلل من مخاطر الوفاة، ويقلل من عدم انتظام ضربات القلب لديهم.
• تناول المغنيسيوم يمنع الصداع أو يخففه لدى مرضى الصداع النصفي؛ ذلك لأنّ نقص المغنيسيوم يؤثر في الناقلات العصبية، ويقيّد انقباض الأوعية الدموية، والذي بدوره يؤدي إلى حدوث الصداع، لكن يجب تناوله في هذه الحالات من خلال وصفة طبية.
• تخفيف عوارض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية (Premenstrual syndrome)، وجدت نتائج الدراسات أنّ أخذه بالتزامن مع فيتامين B6 يخفف من عوارض ما قبل الدورة الشهرية، كما لوحظَ أنّ تناوله يخفّف من الانتفاخ، والعوارض المزاجية، وآلام الثدي المصاحبة للدورة، لكن ما زالت هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث في هذا التأثير.
• التخفيف من بعض العوارض المتعلقة بالمزاج؛ مثل: القلق والاكتئاب؛ ذلك لما له من دور في النشاط بين الغدة تحت المهاد والغدة النخامية المسؤولة عن التحكُّم بمستويات التوتر في الجسم.

مخاطر تناول المغنيسيوم

تجب الإشارة إلى أنّه قد تحدث زيادة في مستوى المغنيسيوم بنسبة عالية، وهذه الزيادة تحدث عن طريق الأدوية وحبوب المكملات الغذائية أو بعض الأمراض؛ مثل: الفشل الكلوي الذي يساعد في زيادة نسبته في الجسم، وتؤدي هذه الزيادة إلى حدوث بعض المخاطر، ومنها: الخمول، والإسهال، والتقيؤ، وتقلصات المعدة، والاكتئاب، وضعف العضلات، وعدم انتظام ضربات بالقلب، ومشكلات في التنفس، وتوقّف القلب.^[٥]

ما الأدوية التي يتعارض معها المغنيسيوم؟

هناك عدد من الأدوية التي يتعارض معها المغنيسيوم إذا أُخِذت بالتزامن معه، ومنها:^[٦][٣]

• المضادات الحيوية من عائلة الأمينوغليكوسايد (Aminoglycoside Antibiotics)، وهناك تأثير لهذه المضادات في العضلات، وفي الوقت نفسه المغنيسيوم له أثر في العضلات؛ فتناولهما معًا يؤدي إلى الإصابة بمشكلات في العضلات.
• المضادات الحيوية من عائلة الكوينيلون (Quinolone Antibiotics): المغنيسيوم يقلل من امتصاص هذه المضادات، وبالتالي يقلل من تأثيرها؛ لذلك ينصح بأخذ المضاد على الأقل قبل المغنيسيوم بساعتين أو بعده بـ 4-6 ساعات.
• المضادات الحيوية من عائلة التتراسايكلن (Tetracycline Antibiotics)، فالمغنيسيوم يرتبط بهذا النوع من المضادات في المعدة، وبالتالي يقلل من امتصاص الجسم لها.
• أدوية بيسفوسفانات (Bisphosphonates) المستخدمة في العلاج والوقاية من هشاشة العظام تتعارض مع المغنيسيوم، ويقلل من فاعليتها، ولتجنب ذلك تؤخذ بيسفوسفانات قبله بساعتين أو لاحقاً خلال اليوم.
• أدوية ارتفاع ضغط الدم التي تُغلِق قنوات الكالسيوم، وتؤخذ مع المغنيسيوم قد يؤدي إلى خفض ضغط الدم بدرجة كبيرة.
• الأدوية المرخيَّة للعضلات، إذ إنّ أخذها مع المغنيسيوم يرفع من المخاطر الجانبية لهذه الأدوية المُرخيَّة.
• حبوب مدرات البول التي تتخلّص من الماء الزائد في الجسم من دون خسارة البوتاسيوم (Water pills,Potassium-sparing diuretic)، وتزيد هذه الحبوب مستوى المغنيسيوم في الجسم، فتناوله معها يؤدي إلى زيادته بنسب عالية، وبالتالي يزيد من احتمال تعرض الجسم للآثار الجانبية الناتجة من هذه الزيادة.

لذلك يجب إطلاع الطبيب على كل الأدوية التي تؤخذ لأي سبب كان عند وصف المغنيسيوم للشخص؛ لتجنب تعارضه معها وتعريض الشخص لمخاطر هو في غنى عنها.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت ث} "Magnesium", nih, Retrieved 2020-7-27. Edited.
2. ↑ Atli Arnarson (2017-12-15), "7 Signs and Symptoms of Magnesium Deficiency"، healthline, Retrieved 2020-7-27. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "MAGNESIUM", webmd, Retrieved 2020-7-27. Edited.
4. ↑ Megan Ware, (2020-1-6), "Why do we need magnesium?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-27. Edited.
5. ↑ Jayne Leonard on October 16, 2018 (2018-10-16), "Can you take too much magnesium?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-27. Edited.
6. ↑ "MAGNESIUM", rxlist, Retrieved 2020-7-27. Edited.