نعمة اللسان
من نعم الله -تعالى- على الإنسان نعمة اللسان، والتي بها يستطيع التعبير عن حاجاته، وعن مكنونات نفسه، فهي نعمةٌ كبيرة الأثر إذا سُخِّرت في مجال الخير، وذات خطرٍ وضررٍ عظيمٍ إذا استُخدِمت في معصية الله، فباللّسان ينطق الإنسان بالشهادتين، وبه ينطق بكلمة الكفر، وبه يكسب الحسنات، وبه يخسرها، وبه ينعقد البيع والشراء، والزواج، وبه ينحل، فاللسان من أسهل أعضاء الإنسان حركة، وأسرعها، لكن أذاه أعظم من أذى اليد؛ فأذاه يطول الحاضر والغائب، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلِمُ من سلمَ المسلمونَ من لسانِهِ ويدِهِ"،[١] فجاء اللسان مقدَّمًا على اليد لخطورته وعظيم ضرره،[٢] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن متى يجب حفظ اللسان، كما وسيتم الحديث عن كيفية حفظ اللسان.
متى يجب حفظ اللسان
ينبغي على المسلم أن يحفظ لسانه، وينتقي كلماته، حتى لا يقع في المهالك، فحفظ اللسان عن قبيح الكلام الذي يؤدي بصاحبه إلى غضب الله تعالى وإلى التهلكة فرض عينٍ على كل مسلمٍ ومسلمة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ"،[٣] ومن الحالات التي يجب حفظ اللسان عندها ما يأتي:
- النميمة: ويراد بها نقل الكلام بين الناس بقصد الوقيعة بينهم، حيث قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ* هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}.[٤][٥]
- التطاول على الناس: وذلك بالشتم والسبّ، والقذف، وتوجيه الكلام السيء الذي من شأنه إيلام الناس وتعييبهم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بالفُسُوقِ، ولا يَرْمِيهِ بالكُفْرِ، إلَّا ارْتَدَّتْ عليه، إنْ لَمْ يَكُنْ صاحِبُهُ كَذلكَ".[٦][٥]
- تتبُّع عورات الناس: فمن تتبَّع عورة أخيه المسلم وفضحه وكشف ستره يفضحه الله جزاءً لتتبعه عورات الآخرين، ودليل ذلك من السنة النبوية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه".[٧][٥]
- شهادة الزور: وهي من الكبائر التي حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من فعلها.[٨]
- اللعن: حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَكونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَومَ القِيَامَةِ".[٩][٨]
- المراء والجدال والخصومة: فهي تولِّد الأحقاد في الصدور، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إلى اللَّهِ الألَدُّ الخَصِمُ".[١٠][٨]
كيفية حفظ اللسان
حفظ اللسان ليس بالأمر السهل، بل هو أمرٌ فيه عسرٌ على الإنسان، ولكن ينبغي عليه أن يُجاهد نفسه في حفظ لسانه، وما ينبغي عليه فعله ليحفظ لسانه عن المحرمات والمهلكات ما يأتي:[٨]
- وزن الكلام قبل النُّطق به، فإن وجده حسنًا وفيه خيرٌ تكلم به، وإن وجده قبيحًا يتركه ولا يتكلم به.
- محاسبة النفس على ما مضى من كلامٍ تكلَّم به في مجلسٍ أو نطقَ به حتى يتعوَّد الإنسان على تصحيح أخطائه والاستفادة منها.
- تعويد النفس على القول الطَّيب، والكلام الحَسَن.
- مراقبة الله -تعالى- في الأقوال والأفعال، وحفظ اللسان عن الحرام.
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن فضالة بن عبيد، الصفحة أو الرقم: 31، حديث إسناده صحيح.
- ↑ "حفظ اللسان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6475 ، حديث صحيح.
- ↑ سورة القلم، آية: 10-11.
- ^ أ ب ت "سلامة الإنسان في حفظ اللسان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 6045، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد ، الصفحة أو الرقم: 4880، حديث حسن صحيح.
- ^ أ ب ت ث "أمسك عليك لسانك"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أسلم، الصفحة أو الرقم: 2598، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2457، حديث صحيح.