متى يجوز الجمع والقصر

كتابة:
متى يجوز الجمع والقصر

الجمع والقصر في الصلاة

الأصل في صلوات الفريضة أداؤها عند دخول الوقت؛ حيث تؤدى كلُّ صلاةٍ على وقتها أو خلال وقتها، ولا يجوز أداء صلاةٍ مع أخرى دون سببٍ شرعيّ؛ فلا تُصلَّى الصلاةٍ قبل أو بعد وقتها إلا بشروطٍ وأحوال حددّها الشَّرع، ومنها الجمع والقصر في الصلاة؛ وسنبين حالات جواز قيام المصلي بالجمع والقصر فيما يأتي:

حالات جواز القصر في الصلاة

يجوز قصر الصلاة الرباعية إلى ثنائية عند السفر مسافة تزيد عن سبعين وثمانين كيلوا متراً، ولا يجوز في أقل من ذلك؛ وذلك استناداً للأدلة التالية:[١]

  • قال -تعالى-: (وإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ).[٢]
  • اقتداءً بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد كان يقصر في السفر، فقد ثبت عن أنس بن مالك أنه قال عندما سُئل عن قصر الصلاة: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا خَرَجَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ -أَوْ ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ، شُعْبَةُ الشَّاكُّ- صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٣]

حالات جواز الجمع في الصلاة

أباحت الشَّريعة الإسلاميّة جمع الصَّلوات في الحالات خاصة؛ وذلك لرفع العبء والمشّقة عن المسلمين؛ وسنذكر بعض هذه الحالات فيما يأتي:[٤]

  • يجوز جمع الصلاة للمسافر؛ وذلك لدفع المشقة عنه.
  • المطر الشَّديد؛ الذي يتسبب في بلل الملابس والثِّياب.
  • البرد الشَّديد القارس؛ الذي قد يتسبب بإلحاق المرض بالمسلمين ويشق عليهم في التدفئة.
  • الوحل؛ هو الطِّين الرَّقيق المبتل بالماء، وقيل هو المطر الذي يبلل وجه الأرض؛ فيتسبب بالانزلاق ويشق على النَّاس المشي عليه خشية السُّقوط.
  • عصف الريح الشَّديدة أو الباردة أو الرِّيح التي تُثير الأتربة والغبار؛ فيتأثّر بها الإنسان وتسبب المشقّة له وقد تثير الحساسيّة والأمراض عند البعض.
  • المرأة المستحاضة؛ وهي التي ينزل عليها دم بعد فترة الحيض.[٥]
  • المريض الذي يلحقه المشقّة، سواءً كان مرضه صداعاً في الرَّأس، أو وجعاً في البطن أو الظَّهر، أو في أيِّ عضوٍّ من أعضاء جسده.
  • العجوز الكبير؛ الطَّاعن في السِّن الذي يجد المشقة عند كلِّ صلاةٍ.
  • الخوف بسبب اللَّيل؛ أو عدم الأمان عند الخروج للصَّّلاة لكثرة الوحوش أو الأعداء، أو الخوف على أهله لو تركهم.
  • يوم عرفة للحجاج فقط؛ فيُجمع الظُّهر والعصر جمع تقديم في مسجد نَمِرة، كذلك يجمع الحجاج المغرب والعشاء جمع تأخير بعد النَّفرة والوصول إلى مزدلفة.

الصلوات التي تجمع وتقصر

الجمع والقصر في الصَّلاة من الرُّخص التي أباحها الله -تعالى- لعباده؛ تيسيراً وتسهيلاً وتخفيفاً عليهم في حالات السَّفر والحجّ والخوف والضَّرر؛ فأباح الجمع والقصَّر على النحو الآتي:[٦]

  • صلاة الفجر؛ لا تُجمع ولا تُقصر، وتُصلَّى على وقتها.
  • صلاتا الظُّهر والعصر؛ تقصران فتُصلّيان ركعتين ركعتين، وتُجمعان جمع تقديم أو جمع تأخيرٍ؛ فيصلي المسلم الظهر ركعتين ويسلم، ثم يصلي العصر ركعتين ويسلم.
  • صلاتا المغرب والعشاء؛ تُجمعان جمع تقديمٍ أو جمع تأخير بإقامتين منفصلتين وتسليمتين منفصلتين، وتُقصر صلاة العشاء إلى ركعتين، أمّا صلاة المغرب فلا تُقصر.

المراجع

  1. ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 34، جزء 13. بتصرّف.
  2. سورة النساء، آية:101
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:691، صحيح.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 225، جزء 12. بتصرّف.
  5. ناصر الألباني، جامع تراث العلامة الألباني في الفقه، صفحة 413، جزء 6. بتصرّف.
  6. "الصلوات التي تقصر وتجمع"، نداء الغيمان، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2022. بتصرّف.
3457 مشاهدة
للأعلى للسفل
×