متى يكون الثلث الأخير من الليل

كتابة:
متى يكون الثلث الأخير من الليل

متى يكون الثلث الأخير من الليل

كيفية حساب الثُلث الأخير من الليل يكون حسب موعد غروب الشمس، ومن ثمَّ تقسّم ساعات الليل أثلاثًا حتى موعد طلوع الفجر؛ فنقوم بإلغاء الثلثين الأولين، والثلث الأخير الذي يكون قبل طلوع الشمس يكون هو الثُلث الأخير من الليل.[١]

ومثال على ذلك: نرى متى يؤذن المغرب فليكن على سبيل المثال الساعة السابعة ونحسب متى يؤذن الفجر: وليكن في الساعة الخامسة وهكذا بين موعد المغرب والفجر 11 ساعة نقوم بقسمتها على 3 ونطرحها من الخامسة وهو وقت الفجر فتكون المعادلة كالآتي: 11÷3= 3 ساعات و60 دقيقة تقريبًا فنطرح الناتج من الخامسة فيكون الثلث الأخير من الليل الساعة واحدة وثلاث وثلاثين دقيقة ( 1:33).

فضل الثلث الأخير من الليل

يتنزّل في هذا الوقت الرحمات والبركات، وهو وقت استجابة للدعاء،[٢] وقد جاء في الحديث الشريف: (ينزلُ ربُّنا -تبارك وتعالى- كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا حين يبقى ثلثُ الليلِ، فيقول: من يَدْعُوني فأستجيبُ له؟ من يسأَلُني فأُعْطِيَه؟ من يستغفِرُني فأغفرُ له؟).[٣]

وقال الله -تعالى-: (وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا)،[٤][٢] وقيام الليل في الثلث الأخير له فضائل وميّزات على غيره، والذين يُقيمون الليل فقد حازوا على الأجر الكبير والخير العظيم من هذا الفضل، والذي يتكرر في كل ليلة، قال -تعالى-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ)[٥]

ما يستحب فعله في الثلث الأخير من الليل

يُستحب في قيام الليل في الثلث الأخير القيام بعبادات متنوعة منها ما يأتي:

  • الاستغفار

أثنى الله -تعالى- على الذين يستغفرون في الأسحار، والسَحَر هو آخر الليل؛ أي الثلث الأخير من الليل، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ).[٦][٧]

ويُستحب للإنسان أن يُخصص وقتاً قبل الفجر ليستغفر الله -تعالى-، ويطلب العفو والرحمة والعتق من النار، فهذا الوقت يكون فرصةً عظيمة؛ فهو وقت نزول الخير والرحمة إلى السماء الدنيا، فيقول الله -سبحانه وتعالى-: هل من مذنب فأغفر له -كما في الحديث-.[٧]

  • قيام الليل

صلاة قيام الليل هي أفضل صلاة بعد صلوات الفريضة؛ أي الصلوات الخمس الواجبة في اليوم: مثل الظهر والعصر والمغرب؛ فقد ورد في الحديث الشريف عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (وأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).[٨][٩]

ويُستحب قيام الليل وبالأخصّ في آخر الليل؛ وتكون أفضل من الصلاة في النهار، وذلك لقوله -سبحانه وتعالى- في مدح الذين يُقيمون الليل: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ).[١٠]

  • الدعاء ومناجاة الله

يُعدّ الدعاء في جوف الليل من أوقات استجابة الدعاء، والتي أخبرنا عنها سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فعلى المسلم أن يتحرّى أوقات الإجابة؛ فيمكنه الدعاء في أول الليل، كما يمكنه الدعاء في وسط الليل، ولكن الدعاء في جوف الليل يكون أحرى وأدعى بإجابة الدعاء له، وقبوله منه، فيدعو المسلم ربه -سبحانه وتعالى- وهو مُحسن الظنّ به، ويقوم بالإلحاح في الدعاء مع عدم اليأس.[١١]

كما يُستحب للمسلم أن يقوم في الثلث الأخير من الليل ويُصلي ولو ركعتين، ولو زاد فأفضل، ثمَّ يرفع يديه إلى السماء ويدعو الله -سبحانه وتعالى- بما يشاء من أمور دينه ودنياه، ولا يدعو المسلم لنفسه فقط، بل يدعو لجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات؛ فهذا يعود عليه بالأجر الكبير -بإذن الله تعالى-.[١١]

وفي الليل توجد ساعة لا يُردّ فيها سائل رفع يده بالدعاء أو الاستغفار، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ مِنَ اللَّيْلِ ساعَةً، لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا، إلَّا أعْطاهُ إيَّاهُ).[١٢][١٣]


المراجع

  1. محمد التويجري (٢٠٠٩ م)، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الرياض: بيت الأفكار الدولية، صفحة (610-614)، جزء 2. بتصرّف.
  2. ^ أ ب الوائلي، حسن بن محمد، كتاب نزهة الألباب في قول الترمذي وفي الباب، صفحة 902. بتصرّف.
  3. رواه ابن عبدالبر ، في التمهيد، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:128، صحيح منقول من طرق متواترة ووجوه كثيرة .
  4. سورة الإسراء، آية:78
  5. عبدالله القصير ( ١٤٢١هـ)، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام (الطبعة الثانية)، السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 49. بتصرّف.
  6. سورة آل عمران، آية:16-17
  7. ^ أ ب رضا أحمد صمدي، كتاب القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان، صفحة 112. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1163 ، صحيح.
  9. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 1063. بتصرّف.
  10. سورة السجدة، آية:16
  11. ^ أ ب أزهري محمود ( 2010م)، طريقك إلى الدعاء المستجاب، الرياض: دار ابن خزيمة، صفحة (21-24). بتصرّف.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:757، صحيح.
  13. عبدالعزيز الراجحي (2018م)، توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (الطبعة الأولى)، السعودية: مركز عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، صفحة 467، جزء 2. بتصرّف.
5620 مشاهدة
للأعلى للسفل
×