متى يمكن الإفطار في رمضان للمريض؟

كتابة:
متى يمكن الإفطار في رمضان للمريض؟

متى يمكن الإفطار في رمضان للمريض؟

من الرّخص التي وضعها الشارع للتخفيف عن الناس؛ رخصة الإفطار في رمضان للمريض، وذلك للتخفيف عن الناس وللتيسير عليهم، حيث قال الله -تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)،[١] ولقد تعددت أقوال أهل العلم في المرض الذي يمكن للصائم أن يفطر بسببه في رمضان على عدة أقوال تفصيلها فيما يأتي.[٢]

القول الأول

هو قول جمهور أهل العلم ومنهم الفقهاء الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة؛ حيث ذهبوا إلى القول بأنّ المرض الذي يمكن الإفطار بسببه هو المرض الشديد؛ الذي يؤدي إلى حدوث ضرر للإنسان في نفسه، أو يؤدي إلى زيادة في مرضه، أو يُخشى تأخر الشفاء بسببه.[٢]

ودليلهم على أنّ الإفطار في رمضان لا يكون إلا في حالة المرض الشديد هو قول الله -تعالى-: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)،[١] فسبب وجود الرخصة وإباحة الإفطار للمريض هو وجود المشقة والعسر، وهذا لا يكون إلا في المرض الشديد.[٢]

القول الثاني

ذهب الظاهرية إلى القول بأنّ المرض الذي يُبيح الإفطار هو المرض بشكل مطلق، حتى وإن كان المرض يسيرًا لا مشقة معه، وحتى ولو كان وجع ضرس، وقد نُقل هذا القول أيضًا عن عطاء وابن سيرين، واستدلوا على ذلك لعموم الآية التي أُسلفت؛ حيث قالوا بعدم ورود دليل يقيد هذا المرض بالشدة.[٢]

القول الثالث

وهو قول الأصم، حيث ذهب إلى أنّ المريض الذي يمكنه الإفطار في رمضان هو المريض الذي لو صام لوقع في جهد ومشقة وتعب من صيامه، فكان الإفطار مباحاً له رحمةً بحاله.[٢]

ما يترتب على إفطار المريض في رمضان

يجب على المريض الذي أفطر في شهر رمضان قضاء صيام الأيام التي أفطر بها بعد أن يُشفى من مرضه، ولا يشترط قضاء الأيام متتالية؛ فيصح قضاؤها متفرقة كما يصح متتالية؛ وذلك لأن الله -تعالى- قال: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)،[١] فلم يُذكر التتابع في القضاء، وإن كان قضاؤها متتابعة هو الأفضل.[٣]

وإن لم يستطع المريض قضاء الأيام التي أفطرها بسبب استمرار مرضه، فلا يلزمه صيام الأيام التي أفطرها، ويجب عليه أن يطعم عن كل يوم أفطر به مسكينًا؛ وذلك لأن العاجز عن الصوم قد يكون مرضه طارئًا فيشفى منه بعد رمضان فهذا عليه القضاء، حتى وإن تأخر شفاؤه.[٤]

وأمّا من كان مرضه دائمًا ومستمرًا ولا يُرجى شفاؤه، فعليه في هذه الحالة إطعام مسكين عن كل يوم أفطر به، وللإطعام صفتان على النحو الآتي:[٤]

  • أن يجمع المساكين بعدد كل يوم من الأيام التي أفطرها في شهر رمضان، فيجمعهم في آخر يوم من شهر رمضان ويطعمهم.
  • أن يُعطي المساكين شيئًا لم يطبخ بعد، ويقدّر ذلك بكيلو من الأرز لكل واحد منهم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت سورة البقرة، آية:185
  2. ^ أ ب ت ث ج محمد علي الصابوني ، روائع البيان تفسير آيات الأحكام، صفحة 202. بتصرّف.
  3. ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 131. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن عثيمين ، فتاوى نور على الدرب للعثيمين، صفحة 2. بتصرّف.
4076 مشاهدة
للأعلى للسفل
×