متى يمكن قراءة القصص للأطفال؟

كتابة:
متى يمكن قراءة القصص للأطفال؟

قراءة القصص للأطفال

لطالما اعتادت الجدّات على قراءة القصص والحكايا لأطفال العائلة، ولطالما ارتبط وقت القصّة معهنّ بالمرح والمُتعة والتشويق، حتّى أنّ بعض البالغين كانوا بانتظار مثل هذه الجلسات لسماع قصصهنّ، وفي حين أن تلك العادة كانت مُجرّد تقليد مُتوارث لتعليم خُلق مُعيّن أو الترهيب من عواقب الأعمال السيّئة، أو فقط لملء وقت فراغ الأطفال؛ فإنّ وقتنا الحاضر يُعدّ قراءة القصص للأطفال من ضمن الأساليب التربويّة والتنمويّة التي تُنشئ الأمّ أولادها عليها، والتي تُساهم في تطوّرهم ونموّهم بجوانب وطُرق مُتعدّدة، فما هو العُمر المُناسب لتبدأ الأمّ بالقراءة لصغارها؟[١]


متى يمكن قراءة القصص للأطفال؟

ربّما يظنّ البعض بأنّ قراءة القصص للأطفال مُرتبط بالعُمر الذي يبدأون فيه بفهم الكلمات والأحاديث، والتفاعل معها واستيعابها، إلا أنّ ذلك يُضيع الكثير من الوقت الذي يُمكن تمضيته برفقة الأطفال للاستفادة من القراءة والقصص، ففي الحقيقة يُمكن مُمارسة ذلك مع الصغار منذ ولادتهم، حتّى قبل تمييزهم لمعاني الكلمات وما تدور حوله الأحاديث، إذ أنّ اختلاف نبرة الصوت ونغمته أثناء رواية القصص تُحفّز القُدرات السمعيّة ومهارات الإنصات لدى الطفل، وتُساعده على تقبّل القراءة أكثر والارتباط بالكتب عندما يكبر، وإيجاد المُتعة والمرح برفقتهم، فكلّما بدأ الوالدان بذلك في وقت أبكر كان نفعه أوضح وأكبر على طفلهما.[٢]


ما هي فوائد قراءة القصص للأطفال؟

ينطوي على قراءة القصص للأطفال العديد من المنافع والفوائد، سواء أكان ذلك بسردها للطفل من ذاكرة الأمّ، أم بقراءتها له من كتاب أو مجموعة قصص مُصوّرة، ويُذكر من أبرز هذه الفوائد ما يأتي:[٣][٤]

  • يتعلّم الطفل كيف يُقدّر الكتب والقصص، وهو أمرٌ مُهمّ في ظلّ فُقدان الشغف للقراءة في العصر الحاليّ، كما يُساعده على تقبّل الاستعانة بالكتب.
  • مُساعدة الطفل على التمييز ما بين الواقع والخيال الموجود في القصص.
  • مُساعدة الطفل على تعلّم مهارات أدبيّة مُبكّرًا، وتزويده بكلمات جديدة أو حتّى لُغات جديدة، وقد يتعلّم كيفيّة ووقت استخدامها المُناسب، والتمييز بين الأصوات والنبرات المُستخدمة أثناء رواية القصة.
  • تحفييز فضول الطفل ومُخيّلته من عُمر مُبكّر.
  • تعليم الطفل كيفيّة التعامل مع الكتب، بمعرفة كيفيّة إمساكها والانتقال ما بين الصفحات وتقليبها، ولأجل ذلك فإنّ القراءة من الكتب مُباشرًة تُعزّز فوائد قراءة القصص أكثر أيضًا.
  • يتعرف الطفل على العديد من المشاعر والعواطف المُرتبطة بأحداث القصص، ويتعرّف على أحداث جديدة ومُختلفة ويتعلّم كيفيّة التفاعل معها.
  • مُساعدة الطفل على تعلّم قُدرات التواصل والمهارات الاجتماعيّة، بالإضافة لتقوية مهاراته وقُدراته العقليّة المُختلفة.
  • تُصبح الحروف الأبجديّة مألوفة للطفل من عُمر صغير.
  • يربط الطفل بأنّ الأشكال أو العلامات الموجود في الكتاب هي عبارة عن حروف وكلمات وجُمل مما يسهل عليه تعلُّم الكتابة في ما بعد.
  • تشجيع الطفل على الانخراط في القراءة لوحده مُبكّرًا.
  • مُساعدة الطفل على الانتقال من مرحلة حديث الولادة لمرحلة الطفولة (ما بين عُمر سنة إلى 3 سنوات)، وكيفيّة التعامل مع الأطفال الآخرين والأحداث المُختلفة المُرتبطة بنموّه.
  • تُساعد القراءة على تنمية الروابط العاطفيّة والعلاقة التي تجمع ما بين الوالدين والطفل، وتمنح الطفل وقت مُخصّص له مع والديه مليء بالمرح.


كيفية قراءة القصص للأطفال؟

بالتأكيد ثمّة مجموعة من النصائح والإرشادات الصغيرة التي تجعل القراءة أفضل وأكثر مُتعة لكلّ من الطفل ووالديه، والتي تتضمّن كُلًا ممّا يأتي:[٥]

  • التأكّد من شعور الطفل بالراحة، وذلك بتعديل وضعيّة جلوسه بالشكل المُناسب، أو بوضعه في حضن الأم أو الأب أثناء قراءة القصة؛ لتقوية المشاعر والعلاقة التي تجمعهم ببعضهم البعض.
  • اعتماد القراءة كأحد الأنشطة اليوميّة، وضمّها لقائمة الأعمال الروتينيّة اليوميّة الدائمة، وذلك بالقراءة للطفل بمُعدّل مرّة واحدة على الأقلّ خلال اليوم.
  • مُتابعة تعابير وجه الطفل، والانتباه لردود فعله أثناء سرد القصّة، واستشعار ما يُعجبه من أحداث أو حكايا، حتّى ولو لم يكن قادرًا على التعبير عن ذلك بالكلمات، إذ يُمكن معرفة هذا الأمر من تعابير وجهه.
  • الابداع في سرد القصص، من خلال نبرات الصوت المُستخدمة، واختلاف الأصوات وتعابير وجه الأم والأب أثناء القراءة، بالإضافة إلى إمكانيّة استبدال اسم الشخصية الرئيسيّة في القصة باسم الطفل؛ لشدّه أكثر إليها والاستماع لتفاصيلها.
  • الاستمتاع أثناء القراءة، وذلك بطلب تقليب الصفحات من الطفل، والسماح له بإمساك الكتاب واللعب به، عوضًا عن الاكتفاء بالنظر إليه.
  • الصبر أثناء القراءة، والتوقّف عنها في حال رغب الطفل بذلك أو شعر بالنعاس.


كيفية اختيار نوع القصص المناسبة للأطفال

أمّا بالنسبة لخيارات القصص والكتب الأنسب للأطفال، والتي تُوفّر لهم فوائد القراءة والاستمتاع في ذات الوقت؛ فعمومًا هي الأنواع التي تنتهي كلمات قصصها بنفس الأحرف، وتبدو جملها مُتناغمة وذات إيقاع مُعيّن عند ترديدها، بالإضافة إلى أنّ الكتب التي تُكرّر بعض الجمل أكثر إمتاعًا للطفل وشدًّا لانتباهه من الأنواع الأُخرى، ويُنصح بالبحث عن الأنواع الآتية:[٢][١]

  • الكتب التي تتكوّن من أنسجة مُختلفة، ويُمكن للأطفال تحسّس اختلاف ملمسها، وبذلك يستخدم الطفل عدّة حواس في الوقت نفسه، إذ يسمع للأمّ أثناء القراءة، ويُشاهد ما في الكتاب، ويتحسّسه أيضًا.
  • الكتب المصنوعة من موادّ مُقاومة للماء، أو المصنوعة من القماش، والتي يُمكن للطفل اللعب بها بأمان، أو أخذها معه أثناء الاستحمام، أو حتّى وضعها في الفم، دون التسبّب بأيّ أذًى له.
  • الكتب التي تحتوي على وجوه مُختلفة، وصور للأطفال الصغار.
  • الكتب التي تحتوي على الكثير من الألوان، أو التي تكون بالأسود والأبيض ولكن تكون صورها واضحة وكبيرة؛ لشدّ انتباه الطفل وتركيزه عليها أثناء رواية القصة.
  • تفضيل الاستعانة بالكتب التقليديّة المُعتادة (الورقيّة أو القماشيّة) على الكتب الإلكترونيّة، أو الكتب الموجودة بنسخ محوسبة على الأجهزة الإلكترونيّة، إذ يصعب على الطفل حملها أو اللعب بها، كما أنّها تحتوي على الكثير من الصور والأصوات التي قد تُشتّت انتباه الطفل عن محتوى القصّة، وتُركّزه في الألوان شديدة السطوع أو الأصوات العالية القادمة من هذه الأجهزة.
  • تفضيل قراءة الأم أو الأب للطفل عوضًا عن الاستماع للكتب الإلكترونيّة أو التسجيلات الجاهزة التي تروي قصصًا مُختلفة، إذ أنّ تفاعل الوالدان الخاصّ للطفل أثناء قراءة القصص يُسعد الطفل أكثر من سماع أشخاص آخرين يقرأونها.


المراجع

  1. ^ أ ب "Reading with babies from birth", raisingchildren, Retrieved 2020-09-16. Edited.
  2. ^ أ ب "Reading to your baby: when to start and how to do it", babycentre, Retrieved 2020-09-16. Edited.
  3. "Reading and storytelling with babies and children", raisingchildren, Retrieved 2020-09-16. Edited.
  4. "Toddler Reading Time", kidshealth, Retrieved 2020-09-16. Edited.
  5. Tanya Tantry (2020-04-13), "Reading to Newborns: When to Start Reading to Your Baby", flo, Retrieved 2020-09-16. Edited.
9017 مشاهدة
للأعلى للسفل
×