متى ينتهي اكتئاب مابعد الولادة

كتابة:
متى ينتهي اكتئاب مابعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة مزيج مُعقّد من التغيّرات الجسمية والعاطفية والسلوكية التي تحدث عند المرأة بعد الولادة، ووفقًا لـ DSM-5، وهو دليل يُستخدم في تشخيص الاضطرابات النفسية، ويُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة شكلًا من الاكتئاب الشديد الذي يبدأ في غضون أربعة أسابيع بعد الولادة، ولا يعتمد تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة فقط على طول المدة الزمنية بين الولادة وبدايته، لكنّه يعتمد أيضًا على شدة الاكتئاب،[١] وليس اكتئاب ما بعد الولادة مشكلة أو عيبًا في الشخصية، أو أحد مظاهر الضعف عند المرأة، ففي بعض الأحيان قد يبدو بمنزلة أحد المضاعفات التي تحدث بعد الولادة، ففي حال أُصيِبَت السيدة بهذا الاضطراب فيساعد العلاج الفوري في السيطرة على الأعراض التي تعاني منها السيدة، مما يسمح لها بالاستمتاع مع طفلها.[٢]


انتهاء اكتئاب ما بعد الولادة

يختلف الوقت الذي ينتهي فيه اكتئاب ما بعد الولادة اعتمادًا على شدة الحالة واحتياجات الفرد، ففي حال وجود مرض كامن؛ مثل: خمول الغدة الدرقية، يعالج الطبيب هذا المريض، وتنتهي الكآبة النفسية في غضون عدة أيام إلى أسبوع أو أسبوعين، وخلال هذا الوقت تنفّذ السيدة الخطوات الآتية للتقليل من آثار الاكتئاب:[٢]

  • الحصول على الراحة قدر الإمكان.
  • تقبّل المساعدة من العائلة والأصدقاء.
  • التواصل مع الأمهات الجدد الأخريات.
  • منح النفس الوقت والاعتناء بها.
  • تجنب الكحوليات والمخدرات، التي قد تجعل تقلبات المزاج أشدّ حالًا.

أمّا اكتئاب ما بعد الولادة فينتهي عند الحصول على العلاج المناسب في غضون ستة أشهر، وفي بعض الحالات قد يستمر اكتئاب ما بعد الولادة مدة أطول، كما قد يصبح مزمنًا؛ لذلك من المهم مواصلة العلاج بعد البدء في الشعور بالتحسن، إذ إنّ إيقاف العلاج مبكرًا قد يؤدي إلى حدوث الانتكاس، وكثيرًا ما يعالج اكتئاب ما بعد الولادة باستخدام العلاج النفسي، أو بالأدوية، أو بكليهما، ويشمل علاج اكتئاب ما بعد الولادة الآتي:

  • العلاج النفسي، قد يساعد التحدث إلى طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي عن المخاوف التي تراود السيدة، ومن خلال هذا العلاج توجد طرق جديدة للتأقلم مع المشاعر وحل المشكلات ووضع أهداف واقعية والاستجابة للمواقف بطرق إيجابية، كما في بعض الأحيان قد يساعد العلاج الأسري وعلاج العلاقات أيضًا.
  • مضادات الاكتئاب، ربّما يوصي الطبيب باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، لكن في حال كانت السيدة ترضع طفلها رضاعة طبيعية، فإنّ أيّ دواء تتناوله يدخل في حليب الثدي، ومع ذلك تُستخدَم بعض مضادات الاكتئاب خلال الرضاعة الطبيعية، التي تملك خطرًا أقل من الآثار الجانبية على الطفل.


أعراض اكتئاب ما بعد الولادة

يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة في النساء بطرق مختلفة، ويبدأ في أي وقت خلال السنة الأولى بعد الولادة، وقد يتطور فجأة أو تدريجيًا، وتشعر العديد من النساء بالقلق والاكتئاب بعد الولادة بأسبوع واحد، ويُطلق على هذه المدة اسم الاكتئاب البسيط، أو ما يُعرَف باسم baby blues، وهذه الحالة شائعة جدًا حتى تكاد تبدو أمرًا طبيعيًا، ولا تستمر هذه الحالة لأكثر من أسبوعين، وفي حال استمرت الأعراض لأطول من ذلك أو بدأت في وقت لاحق فتُسمّى الحالة اكتئاب ما بعد الولادة. وتشتمل الأعراض الشائعة لاكتئاب ما بعد الولادة على ما يأتي:[٣]

  • الشعور المستمر بالحزن، وانخفاض الحالة المزاجية.
  • فقدان الاهتمام بالعالم، ولا تعود المرأة تستمتع بالأشياء التي كانت تمنحها المتعة.
  • قلة الطاقة، والشعور بالتعب طوال الوقت.
  • صعوبة في النوم ليلًا، والشعور بالنعاس أثناء النهار.
  • الشعور بأنّها غير قادرة على رعاية الطفل.
  • مشكلات التركيز، واتخاذ القرارات.
  • فقدان الشهية، أو زيادة الشهية.
  • الشعور بالإثارة أو الانزعاج أو عدم الاكتراث الشديد.
  • مشاعر الذنب واليأس واللوم الذاتي.
  • صعوبة في الارتباط بالطفل مع شعور اللامبالاة، وعدم الشعور بالتمتع في حضانة الطفل.
  • وجود أفكار مخيفة، على سبيل المثال، في إيذاء الطفل، إذ قد تبدو هذه الفكرة مخيفة، لكنّها نادرًا ما تحدث.
  • التفكير في الانتحار وإيذاء النفس.
  • تأثير هذه الأعراض في حياة السيدة اليومية، وعلاقتها بطفلها وعائلتها وأصدقائها.


أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

من المحتمل أن يحدث اكتئاب ما بعد الولادة نتيجة العديد من العوامل، لكنّ سبب حدوثه غير واضح، ويحدث الاكتئاب بسبب أحداث عاطفية ومجهدة وتغيّر بيولوجي، مما يؤدي إلى خلل في المواد الكيميائية داخل الدماغ، ومن العوامل التي قد تسهم في حدوث اكتئاب ما بعد الولادة ما يأتي:[٤]

  • التغيّرات الجسمية خلال الحمل.
  • القلق المفرط بشأن الطفل ومسؤوليات رعايته.
  • المخاض والولادة المعقدة أو الصعبة.
  • نقص الدعم الأسري.
  • قلق من العلاقات.
  • صعوبات مالية.
  • الشعور بالوحدة، وعدم وجود أصدقاء مقربين وعائلة.
  • تاريخ مَرَضي متعلق بمشاكل صحة الدماغ.
  • الآثار الصحية للولادة؛ بما في ذلك: سلس البول، وفقر الدم، وتغيّرات ضغط الدم، والتغيرات في التمثيل الغذائي.
  • التغيّرات الهرمونية بسبب الانخفاض المفاجئ والشديد في مستويات هرمونَي الإستروجين والبروجستيرون بعد الولادة.
  • التغيّرات في دورة النوم.

كما يحدث اكتئاب ما بعد الولادة بعد ولادة أيّ مولود وليس المولود الأول فقط، وتزداد أخطار الإصابة به إذا كان لدى المرأة أيٌّ من عوامل الخطر الآتية:[٢]

  • وجود سوابق الإصابة بالاكتئاب، سواءً خلال مدة الحمل أو في أوقات أخرى.
  • وجود إصابة باضطراب ثنائي القطب.
  • المعاناة من اكتئاب ما بعد الولادة بعد ولادة سابقة.
  • وجود أفراد في العائلة يعانون من الاكتئاب أو اضطرابات أخرى في توازن الحالة المزاجية.
  • المرور بأحداث تشكّل ضغطًا نفسيًا على الأم خلال السنة السابقة؛ مثل: مضاعفات الحمل، أو المرض.
  • معاناة الشخص من مرض أو احتياجات خاصة أخرى.
  • صعوبة في الرضاعة الطبيعية.


المراجع

  1. Traci C. Johnson, MD (22-3-2019), "Postpartum Depression"، webmd, Retrieved 6-5-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (1-9-2018), "postpartum depression"، mayoclinic, Retrieved 6-5-2019. Edited.
  3. "Postnatal depression", nhs,10-12-2018، Retrieved 6-5-2019. Edited.
  4. Christian Nordqvist (27-6-2018), "What to know about postpartum depression"، medicalnewstoday, Retrieved 6-5-2019. Edited.
10922 مشاهدة
للأعلى للسفل
×