متى ينتهي غثيان الحمل

كتابة:
متى ينتهي غثيان الحمل

غثيان الحمل

تواجه المرأة تحديات متنوِّعة خلال حملها، ويعدّ غثيان الحمل (Morning sickness) أو المعروف أيضًا بغثيان الصباح، واحدًا من المشكلات الشائعة والمنتشرة بين النساء الحوامل، خاصةً خلال الفترة الأولى من الحمل، والذي قد يُصاحبه أعراض أخرى مزعجة؛ كالتقيؤ، وكثرة اللعاب في الفم، وغيرها، وفي الحقيقة، يختلف غثيان الحمل في طبيعته وشِدته بشكلٍ كبير من امرأة لأخرى، فمثلًا، نجد أنَّ بعض النساء يعانين من الغثيان الذي يستمر ساعات عِدة خلال اليوم، بينما يستمر الغثيان لدى البعض خلال فترة قصيرة، ولكنْ، متى ينتهي غثيان الحمل؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال، إلى جانب ذكر محاور أخرى هامّة حول غثيان الحمل.[١]


متى ينتهي غثيان الحمل؟

تبدأ أعراض غثيان الحمل في مُعظم الأحيان خلال الفترة الواقعة بين الأسبوع 6-9، بينما تصل الأعراض ذروتها بين الأسبوع 10-16، وغالبًا ما تتراجع وتنتهي في الفترة الواقعة بين الأسبوع 12-16 من الحمل، غير أنَّ هذه الفترة ليست ثابتة، فأحيانًا تستمر الأعراض لفترة أكثر أو أقل من ذلك لدى بعض النساء.[٢]


ماذا لو استمر غثيان الحمل؟

في الحالات التي يستمر فيها غثيان الحمل لفترة أطول من المعتاد، أو كان الغثيان مصحوبًا بتقيؤ شديد، قد يكون ذلك دليلًا على الإصابة بمشكلة صحيَّة تُعرف بالقيء المفرط الحملي (Hyperemesis gravidarum)‏؛ وهي من المشكلات الصحيّة الشديدة التي تستدعي مراجعة الطبيب، فربما ينجم عن التقيؤ المستمرّ والشديد إصابة المرأة بالجفاف، الأمر الذي قد يؤثر في صحتها وصحة جنينها، وعمومًًا، تُلاحظ العديد من النساء تحسن أعراض هذه المشكلة بعد انقضاء نصف فترة الحمل تقريبًا، غير أنَّ البعض قد تستمرّ لديه هذه الأعراض طوال فترة الحمل.[٣][٤]

ويجدر الذكر بأنَّ سبب الإصابة بحالة القيء المفرط الحملي لا زال مجهولًا، ولكنْ قد تلعب التغيرات الهرمونيَّة دورًا في حدوثها، خاصةً هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية (Human chorionic gonadotropin). ومن العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بغثيان الحمل الشديد ما يأتي:[٣][٤]

  • العامل الوراثي، فقد يكون سبب ظهور هذه المشكلة يتعلّق بعوامل وراثيّة، وهذا يفسِّر سبب ملاحظتها بين نساء أفراد العائلة الواحدة.
  • وجود تاريخ مسبق للإصابة بغثيان الحمل.
  • الحمل المتعدّد، بتوأم ثنائي، أو ثلاثي.
  • الإصابة بصداع الشقيقة مصحوبًا بالغثيان أو التقيؤ.
  • الحمل في سنّ صغيرة.
  • الحمل بالطفل الأول.



هل يوجد علاجات دوائية تساعد على تخفيف غثيان الحمل؟

يفضَّل دائمًا عدم اللجوء لتناول الأدوية في حالات الإصابة بغثيان الحمل إلَّا بعد تجربة الطرق والنصائح المنزليّة التي قد تساهم في تخفيف المشكلة، وعندما تفشل هذه الطرق في السيطرة على المشكلة يمكن اللجوء للطبيب الذي قد يصِِف أنواع مُعيّنة من الأدوية الآمنة والفعّالة لعلاج غثيان الحمل،[٥] ونذكر في الآتي بعض الأمثلة عليها:

أدوية لحالات غثيان الحمل

ومن هذه الأدوية نذكر الآتي:[٥]

  • مضادات الهستامين، مثل دواء دوكسيلامين (Doxylamine)، وقد يتسبَّب هذا الدواء بالنعاس، لذا يوصَى بتجنّب القيادة بعد تناوله.
  • فيتامين ب6، والذي يُعتبر العلاج الأوّلي لحالات غثيان الحمل.
  • المزيج المكوّن من فيتامين ب6 ودوكسيلامين (Doxylamine).
  • أدوية ارتداد أحماض المعدة، والتي قد تُفيد في الحالات التي يكون فيها الغثيان ناجمًا عن وجود مشكلات في المعدة أو الأمعاء.

وفي حال لم تكن الأدوية المذكورة سابقًا مُجدية، قد يصِف الطبيب أنواع أخرى من العلاجات التي لا توجد معلومات كافية حول أمان استخدامها خلال فترة الحمل، وذلك عندما تكون منافعها تفوق أضرارها، ومن هذه الأدوية نذكر الآتي:[٥]

  • بروميثازين (Promethazine).
  • تريمييثوبنزاميد (Trimethobenzamide).
  • ميتوكلوبراميد Metoclopramide.
  • بروكلوربيرازين (Prochlorperazine).
  • أوندانسيترون (Ondansetron).


أدوية لحالات القيء المفرط الحملي

فإلى جانب السوائل والفيتامينات والمعادن، يوجد أنواع من الأدوية التي قد يوصِي الطبيب بإعطاءها وريديًّا للمرأة الحامل في حالة معاناتها من القيء المفرط الحملي، ويكون العلاج تحت إشراف طبّي حثيث، ومن هذه الأدوية:[٥]
  • كلوربرومازين (Chlorpromazine).
  • الهرمونات القشرية السكرية (Glucocorticoid).
  • مناهض السيروتونين (Serotonin receptor antagonist).
  • مضادات الدوبامين (Dopamine antagonist).
  • مضادات الهستامين.



ما الطرق المنزلية التي تساعد على التخفيف من غثيان الحمل؟

يوجد مجموعة من الطرق والنصائح المنزليّة التي يُمكن اتباعها بهدف تخفيف غثيان الحمل، والتي نذكر منها الآتي:[٦]

  • الحصول على القدر الكافي من الراحة، فالتعب والإجهاد يزيدان من شعور الغثيان.
  • الحرص على تناول وجبات صغيرة من الأطعمة الخفيفة، وتوزيعها عِدة مرّات خلال اليوم، وغالبًا ما تكون هذه الأطعمة غنيّة بالكربوهيدرات ومنخفضة الدهون؛ كالأرز، والباستا، والخبز.
  • الحرص على شرب كميات كافية من السوائل، كالماء.
  • تناول الأطعمة الباردة بدلًا من الساخنة، فأحيانًا تكون الأطعمة الساخنة مثيرة للغثيان.
  • تناول الأطعمة الجافة، كالبسكويت، أو التوست المحمّّص والجاف قبل النهوض من الفراش صباحًا.
  • اختيار تناول الأطعمة التي تحتوي على الزنجبيل، فقد يُساهم الزنجبيل في تخفيف أعراض التقيؤ والغثيان.
  • الابتعاد عن تناول الأطعمة أو التعرّض للروائح التي تُثير شعور الغثيان.
  • تناول أنواع معينة من الأطعمة؛ مثل: حليب اللوز، والحساء، والمشروبات الغازيّة، وشاي الأعشاب، ومخفوق الحليب، والحمضيات، وحلوى النعناع، فهي تناسب المرأة الحامل التي تعاني من الغثيان.[٢]
  • تناول وجبات خفيفة باستمرار، فغالبًا ما تشعر المرأة بالغثيان في حالة الوصول للمرحلة التي تكون فيها المعدة فارغة، لذا، من الجيد تناول الوجبات الخفيفة قبل النوم أو بعد الاستيقاظ.[٢]
  • تجنّب تناول الأطعمة الحارّة، والحمضيّة، والدهنيّة، والمقليّة، تِلك التي قد تهيج الجهاز الهضمي، أو تستغرق وقتًا طويلًا لهضمها.[٥]
  • تجنب الأطعمة التي تحتوي على السكريات؛ كالحلوى، والآيس كريم، وغيرها، فهي قد تُفاقِم الشعور بالغثيان.[٥]



متى يجب مراجعة الطبيب؟

يتوجب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب في حالات معيّنة من غثيان الحمل، في الآتي ذكر مجموعة من أبرزها:[٣]

  • الشعور بالغثيان أو التقيؤ الشديد.
  • التقيؤ عِدة مرات خلال اليوم.

بينما تكون زيارة الطبيب فورًا ضروريَّة في حالات أخرى من غثيان الحمل، وذلك عندما يكون مصحوبًا بأعراض تدلّ على وجود خطورة، منها:[٣]

  • أعراض شبيهة بالانفلونزا.
  • ظهور أعراض الجفاف، والتي تستدعي دخول الطواريء.
  • استمرار الشعور بغثيان الحمل حتى الشهر الرابع من الحمل.
  • فقدان وزن الجسم بما يتجاوز 900 غرام.
  • عدم التبول.
  • القيء الذي يبدو بنيّ أو دمويّ اللون.



المراجع

  1. Claudia Boyd-Barrett , "Morning sickness: Causes, concerns, treatments", babycenter, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Colleen de Bellefonds (21/1/2020), "Morning Sickness and Nausea During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Alexandra Frost (21/1/2020), "When Will This Ever End? How Long Morning Sickness Lasts", healthline, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Severe Morning Sickness (Hyperemesis Gravidarum)", kidshealth, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح Claudia Boyd-Barrett , "How to stop morning sickness: Natural remedies, medicines, and foods to eat", babycenter, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  6. "Vomiting and morning sickness", nhs, Retrieved 30/1/2021. Edited.
10033 مشاهدة
للأعلى للسفل
×