محاور سورة المزمل

كتابة:
محاور سورة المزمل

سبب تسمية سورة المزمل

نزلت سورة المزمل بعد سورة القلم، وسميت السورة بهذا الاسم؛ لأن محورها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وما كان عليه حال نزول الوحي، فوصفه الله -تعالى- بالمزمل أي الملتف بثيابه، وتناولت الآيات جانباً من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- في طاعته لله -تعالى-.[١]

وقيامه لليل وتلاوة القرآن الكريم؛ والغرض من السورة هو تهيئة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الدعوة، وينذر المشركين بما ينتظرهم من عذاب، إذ لم يستجيبوا لدعوة الله -تعالى-.[١]

محاور سورة المزمل

تتجلى التربية الإيمانية في مطلع السورة؛ وذلك عند مخاطبتها لرسول -صلى الله عليه وسلم-، فهي تخاطبه بصفة كان عليها حال نزول الوحي، وفي ذلك ملاطفة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وإعلاءً لشأنه،[٢] وفيما يأتي تلخيص لذلك:

  • المحور الرئيس في السورة

هو الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فالله -تعالى- خاطب نبيه في بداية السورة بالوصف الذي ظهر فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد نزول الوحي عليه، فالله يأمر نبيه بعبادته، وأن يرتل القرآن الكريم؛ حتى يسهل عليه تدبره وينشغل بذكره، فهذا توجيه للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وللأمة من بعده أن يسيروا على هذا النهج.

  • الاجتهاد في العبادة

ترسم الآيات منهجاً في دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعبادة؛ ابتدأها بالصلاة وهي أهم العبادات وأجلها، إذا صلحت صلح بها سائر الأعمال؛ فالمداومة عليها تحتاج إلى صبر وثبات، وقراءة القرآن الكريم ترتيلاً، وفي ذلك مزيداً من التدبر.[٣]

  • قيام الليل

بدأت الآيات بتوجيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى قيام الليل كاملاً، واستثنى من الليل جزءً قليلاً لراحته، قال -تعالى-: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا)،[٤] ثم أشارت إلى قيام الليل نصفه، أو أقل من النصف، قال -تعالى-: (نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا)،[٥] والتوجيه الآخر الذي تشير إليه الآيات هو تدبر القرآن الكريم، وتلاوته والعمل بما جاء فيه[٦]

  • الصبر على المشاق التي يلاقيها النبي الكريم

تحث الآيات النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يمضي بثبات على أمر الله -تعالى-؛ وأن يهجر كل من أذوه -صلى الله عليه وسلم-، ولكن ليس أي هجر؛ إنما الهجر الجميل، الذي يتبعه الرضا الكامل، والإعراض عنهم وعن أقوالهم وأفعالهم التي تؤذيه -صلى الله عليه وسلم،[٧] فكل عمل شاق يحتاج إلى تدريب وجهد، وقراءة القرآن، والمداومة على الصلاة، والعبادات كلها أمور تحتاج إلى صبر.

لطائف وفوائد من السورة

احتوت سورة المزمل على لطائف السورة وفوائدها كما يأتي:[٨]

  • قيام الليل مدرسة تربوية وقد فرضه الله -تعالى- في بداية الدعوة الإسلامية؛ ليثبت به الصحابة ويقوى قلوبهم فتتعلق بخالقها.
  • الصبر الجميل الذي يتبعه الهجر الجميل؛ هو هجر الأذى والابتعاد عنه، ثم يتبعه صفح جميل لا يحمل في النفس الكره والبغضاء؛ هذا الصفح الذي يتبعه رضا تام.
  • الاستغفار كنز من كنوز الأعمال الصالحة، وبه ختمت الآيات.
  • الاستغفار باب من أبواب الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العباد لله، قال -تعالى-: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[٩]
  • الاعتماد على الله -تعالى- في كل شؤون الحياة، وكثرة ذكره والانشغال بالطاعات.

المراجع

  1. ^ أ ب ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، صفحة 73. بتصرّف.
  2. مصطفى العدوي، سلسلة التفسير، صفحة 2. بتصرّف.
  3. عبد المتعال الصعيدي، النظم الفني في القرآن الكريم، صفحة 217. بتصرّف.
  4. سورة المزمل، آية:2
  5. سورة المزمل، آية:3
  6. ادريس الخرشاف، الحوسبة والتنقيب عن البيان وبناء الخرائط في سورة المزمل، صفحة 29. بتصرّف.
  7. عبد الرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، صفحة 73. بتصرّف.
  8. عادل محمود خليل، أول مرة أتدبر القرآن الكريم، صفحة 262. بتصرّف.
  9. سورة المزمل، آية:20
4458 مشاهدة
للأعلى للسفل
×