محتويات
مولِد ونشأة محمد الماغوط
وُلد الشاعر والأديب السوري محمد الماغوط في قرية السلمية، التّابعة لمدينة حماة السورية عام 1934م، ودرس المرحلة الابتدائيّة والإعداديّة في قريته، وكان يعزم على أنْ يُكمل دراسته في المجال الزراعي، ولكن موهبته اتّجهت إلى هو الشعر الحر، وقد كان له ما أراد، فقد أصبح محمد الماغوط بعد ذلك شاعرًا وأديبًا سابقًا لعصره، بل أصبح واحدًا من أهم الشخصيات الأدبية العربية النادرة.[١]
المسيرة التعليمية لمحمد الماغوط
بعد أنْ أنهى محمد الماغوط المرحلة التعليميّة الابتدائيّة، أدخله والده في المدرسة الزراعيّة في بلدته السلمية، وهي مدرسة داخليّة، وبعد حصوله على الشهادة الإعداديّة سجّله والده في مدرسة ثانوية زراعية، ولكنه لم يُكمل دراسته الثانوية، لأنّ اهتمامَه انصبّ كليًا تجاه الشعر، والسبب الآخر الذي منع الماغوط من عدم إكمال مسيرته التعليمية هو عدم امتلاك والده المال الكافي لنفقاته الدراسية.[١]
بعد انقطاعه عن الدراسة، بقيَ محمد الماغوط في دمشق لعدّة أشهر كرّس معظمها في كتابة الشعر، كان محمد الماغوط ينظر للشعر والحب على أنّهما أساس الحياة، ومن دونهما لن يستقيم الوجود، واللافت للنظر أنّ بالرغم من إبداعات الشاعر محمد الماغوط الأدبية العظيمة إلّا أنّه لم يحصل إلّا على الشهادة الإعدادية فقط.[١]
الحياة المهنية لمحمد الماغوط
أنهى محمد الماغوط خدمته العسكرية الإلزاميّة في دمشق، ولكنّه لم يتمكّن من الحصول على عمل يؤمّن فيه نفقات حياته اليومية، لهذا رحل محمد الماغوط إلى بيروت، وهناك عمل في (مجلة شعر) من خلال قصيدته القتل التي نالت على اهتمام واستحسان أسرة تحرير المجلة وقُرّاءها، ولكنه لم يستمر لمدة طويلة مع فريق (مجلة شعر)، لوجود خلافات فكرية بينه وبينهم.[١]
وبعدها اتّخذ محمد الماغوط من الأرصفة وبيوت أصدقائه أماكن لسرد شعره، وبعد هذه التجربة انصقلت موهبته وتجربته الشعرية، وأصبح أكثر جرأة وثقة بنفسه وبخبرته الحياتية، عمل محمد الماغوط بعدها لعدة سنوات في (مجلة الشرطة) السورية، التي كتب فيها الكثير من المقالات الأدبية الناقدة بأسلوب ساخر هزليّ، وبعدها كانت له زاوية أسبوعية في (صحيفة تشرين) السورية.[١]
جنبًا إلى جنب مع صديقه الأديب السوري زكريا تامر، ليصبحا معًا نقطة تحوّل فارقة في تاريخ الصحافة السورية في القرن العشرين، وقد قال معظم النقاد في محمد الماغوط إنّه الأب الشرعي لقصيدة النثر، فقد حرّرها من إطارها التقليدي المتوارث.[١]
الحياة الشخصية لمحمد الماغوط
تزوّج محمد الماغوط من الشاعرة سنية صالح، التي أنجبت منه ابنتين هما: شام وسُلافة، وتوالت إبداعات وأعمال الشاعر والأديب الكبير، إلى أنْ جاءت فترة الثمانينات، التي كانت قاسية وصعبة عليه للغاية؛ إذ توفيت شقيقته ليلى بعد الولادة عام 1984م، ثمّ توفي والده أحمد عيسى في العام التالي نتيجة لتوقُّف قلبه عن العمل.[١]
وفي العام نفسه توفيت زوجته سنية بعد صراع مرير مع مرض السرطان، الذي استمرت تتعالج منه لمدة 10 أشهر قبل وفاتها، وتوالت الأحداث المفجعة في حياة محمد الماغوط، بوفاة والدته ناهدة عام 1987م.[١]
انتقلت بعد كل هذه الفواجع ابنته شام للعيش مع زوجها الطبيب السوري المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، في فترة التسعينات، كما انتقلت ابنته الثانية سلافة كذلك للعيش مع زوجها المقيم في بريطانيا، وقد تركت هذه الأحزان والفواجع المتتابعة حزنًا شديدًا في نفس محمد الماغوط، وانعكس هذا الحزن على كتاباته وأعماله الأدبية.[١]
أعمال ومؤلفات محمد الماغوط
يُعدّ محمد الماغوط واحدًا من أهمّ رواد قصيدة النثر في الوطن العربي، كما كتب الخواطر، والكتب، والمسرحيات، وسيناريوهات المسلسلات التلفزيونية والأفلام السنيمائية، وامتاز بأسلوبه البسيط الذي يميل إلى الحزن، ومن أبرز أعمال ومؤلفات محمد الماغوط الأدبية بالتفصيل ما يأتي:[٢]
المسرحيات
كتبَ محمد الماغوط العديد من المسرحيات المتنوعة، من أبرزها ما يأتي:[٢]
- مسرحية العصفور والأحدب: ألّف هذا النص عام 1960م، لكنّه لم يمثّل على المسرح.
- مسرحية المهرج: مُثّلت على المسرح عام 1960م.
- مسرحية خارج السرب: مُثّلت على المسرح عام 1999م.
- مسرحية ضيعة تشرين: مُثّلت على المسرح عامي 1973 - 1974م.
- مسرحية غربة: مُثّلت على المسرح عام 1976م.
- مسرحية كاسك يا وطن: مُثّلت على المسرح عام 1979م.
الأفلام
كتب محمد الماغوط عملين أدبيّين تحوّلا إلى فيلمين سينمائيين، وهما ما يأتي:[٣]
- فيلم الحدود: وهو فيلم سينمائي عُرض عام 1884م، من إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، ولعب بطولته الفنان دريد لحام.
- فيلم التقرير: فيلم سينمائي عُرض عام 1987م، من إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، لعب بطولته الفنان دريد لحام.
المسلسلات التلفزيونية
كتب محمد الماغوط عدد من الأعمال الأدبية التي تحوّلت فيما بعد إلى مسلسلات تلفزيونية، من أبرزها ما يأتي:
- المسلسل التلفزيوني وين الغلط: عُرض على شاشة التلفزيون العربي السوري لأول مرة في عام 1979.[٤]
- المسلسل التلفزيوني وادي المسك: عُرض على شاشة التلفزيون العربي السوري لأول مرة في عام 1982.[٥]
- المسلسل التلفزيوني حكايا الليل: عُرض على شاشة التلفزيون العربي السوري لأول مرة في عام 1972.[٦]
الشعر
كتب محمد الماغوط الكثير من المؤلفات والكتب الشعرية، ومن أشهر كتبه الشعرية ما يأتي:[٧]
- شعر حزن في ضوء القمر: صدر عن دار مجلة شعر - بيروت 1959م.
- شعري غرفة بملايين الجدران: صدر عن دار مجلة شعر - بيروت 1960م.
- شعر الفرح ليس مهنتي: نشره اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970م.
الكتب
للكاتب والأديب محمد الماغوط عدد من الكتب، ومن أبرز كتبه المشهورة ما يأتي:[٨]
- كتاب الفرح ليس مهنتي: نشر الكتاب دار المدى للنشر والتوزيع، ووزارة الثقافة السورية.
- كتاب سأخون وطني هذيان في الرعب والحرية: نشر الكتاب دار المدى للنشر والتوزيع، ووزارة الثقافة السورية.
- كتاب العاشق المتمرد: نشر الكتاب دار المدى للنشر والتوزيع، ووزارة الثقافة السورية في عام 2006م.[٩]
أعمال أخرى
من الأعمال الأخرى للشاعر والأديب والكاتب محمد الماغوط ما يأتي:[٣]
- الأرجوحة: وهي رواية كتبها محمد الماغوط عام 1974م، ونُشرت عام 1974 - 1991م عن دار رياض الريس للنشر، وأعادت دار المدى للنشر طباعتها عام 2007م.
- سأخون وطني: هي مجموعة مقالات كتبها محمد الماغوط عام 1987م، وأُعيدت طباعتها في دار المدى بدمشق 2001م.
- سيّاف الزهور: هي مجموعة نصوص، نشرتها دار المدى بدمشق عام 2001م.
- كتاب البدوي الأحمر: نشرته دار المدى بدمشق عام 2006م.
جوائز حاز عليها محمد الماغوط
حاز الشاعر محمد الماغوط على عدة جوائز في حياته، من أهمها ما يأتي:[١٠]
- جائزة احتضار عام 1958.
- جائزة جريدة النهار اللبنانية لقصيدة النثر عن ديوانه الأول حزن في ضوء القمر عام 1961.
- جائزة سعيد عقل.
- جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للشعر عام 2005.
- وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، للأديب محمد الماغوط، من رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد.
وفاة محمد الماغوط
توفي الشاعر والأديب السوري محمد الماغوط ظهر يوم الاثنين، 3 نيسان عام 2006م، وقد كان عمره عند وفاته 73 عامًا، وقد توفّي بسبب تعرّضه لجلطة دماغية، ألمّت به في منزله بمدينة دمشق السورية، سبقها معاناة طويلة مع المرض.[٢]
أقوال مشهورة لمحمد الماغوط
للأديب محمد الماغوط الكثير من الأقوال المشهورة، من أبرزها ما يأتي:[١١]
- "الذين لا يأتون لا يقترفون غير خطيئة الغياب، أمّا نحن فنقترف خطيئة الحياة دونهم، ونظلّ غارقين في الحنين، مبلّلين بدهشة الانتظار".
- "إنّ الموت ليس هو الخسارة الكبرى، الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء".
- "ما الفائدة من أن تكون قادرًا على كتابة أيّ شيء في هذا العالم، ولكنّك لستَ قادرًا على تغيير أيّ شيء في هذا العالم".
- "لا تنحنِ لأحد مهما كان الأمر ضروريًا، فقد لا تواتيك الفرصة لتنهض مرة أخرى".
خلاصة المقال
يُعدّ الأديب والشاعر والكاتب محمد الماغوط أحد أهم روّاد قصيدة النثر في الوطن العربي، فقد كتب الماغوط القصيدة النثرية، والرواية، والشعر، والمسرحية، وسيناريو الفيلم السنيمائي، والمسلسل التلفزيوني، وترك بصمة مميزة لا تُنسى في سماء الأدب العربي، كما عبّرت أقواله الجريئة عمّا يجول في خاطر العديد من الأشخاص في ذلك الوقت، وفي وقتنا الحالي.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "الأعمال الشعرية ل محمد الماغوط"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "الأعمال الشعرية ل محمد الماغوط"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب "أعمال محمد الماغوط"، جودريدز، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "مسلسل - وين الغلط - 1979"، السينما، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "طاقم العمل: مسلسل - وادي المسك - 1982"، السينما، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "طاقم العمل: مسلسل - حكايا الليل - 1972"، السينما، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "محمد الماغوط"، فولابوك، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2021. بتصرّف.
- ↑ كتب محمد الماغوط، مكتبة الكتب، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "العاشق المتمرد"، كتب، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "الأعمال الشعرية ل محمد الماغوط"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "اقتباسات وأقوال الشاعر والكاتب السوري الكبير محمد الماغوط"، مقولة، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2021. بتصرّف.