محتويات
الدهون الغذائية
لا شكَّ يتبادر إلى ذهنك عند البدء باتباع نظام غذائي صحي، ضرورة الابتعاد عن تناول الأطعمة الغنية بالدهون، أو التوقف عن تناولها تمامًا، ولكن يجب التنبّه إلى أنّ العديد من أنواع الدهون تندرج تحت مُسمّى الدهون الصحية؛ إذ تلعب هذه الدهون دورًا مهمًا في دعم العديد من العمليات الحيوية في الجسم.
في حال الرغبة في اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يجب التمييز بين الدهون الصحية والمفيدة لصحة الجسم، والدهون الضارة وغير الصحية مثل؛ الدهون المشبعة، التي تأتي من مصادر غذائية حيوانية، مثل؛ اللحوم الحمراء، والدواجن، ومنتجات الألبان كاملة الدسم، والدهون غير المشبعة التي توجد بكميات صغيرة في بعض الأطعمة، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الدهون التي تحتوي على نسبٍ مرتفعةٍ من الدهون المشبعة أو الدهون المتحولة تكون صلبة في درجة حرارة الغرفة؛ لذلك عادةً ما يُشار إليها باسم الدهون الصلبة.[١]
الدهون المتحولة
الدهون المتحولة وتُسمّى أيضًا بالأحماض الدهنية غير المشبعة، وهي شكل من أشكال الدهون غير المشبعة، التي يمكن أن تكون طبيعية أو مصنّعة، إذ توجد الدهون المتحولة الطبيعية في لحوم الأبقار والأغنام، كما أنّها توجد في منتجات الألبان كاملة الدسم، بينما توجد الدهون المتحولة المصنّعة في قوالب السمن والزبدة، التي تُصنّع عن طريق معالجة خاصة تتضمّن؛ إضافة الهيدروجين إلى الزيت النباتي السائل، لتحضير ما يُعرف باسم الزيوت المهدرجة جزئيًا، مما يجعل الزيت صلبًا في درجة حرارة الغرفة.
إضافةً إلى ذلك؛ تكتسب الدهون المعالجة خصائص تُطيل من عمرها، وتُكسب الأغذية المصنوعة منها مدّة صلاحية أطول؛ لذلك عادةً ما تُستخدم هذه الأنواع من الدهون في المطاعم؛ إذ إنّها لا تحتاج لتغيير بقدر ما تحتاج الزيوت الأخرى.[٢][٣]
مخاطر الدهون المتحولة
تُعدّ الدهون المتحولة واحدة من أكثر الدهون غير الصحية الضارة بصحة الجسم، إذ إنّها تؤثر على صحة الجسم بعدّة طرق، من ضمنها:[٣]
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين: إذ تُساهم الدهون المتحولة في زيادة الكوليسترول الضار LDL، دون التأثير على مستويات الكوليسترول الجيد HDL، أو حتى التقليل منها، مما يزيد من نسبة الكوليسترول الكلي إلى الكوليسترول الجيد، كما يؤثر سلبًا على البروتينات الدهنية، وكل هذه التغيّرات تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين المختلفة والخطيرة.
- التأثير على حساسية الأنسولين ومرض السكري: بالرغم من أنّ العلاقة بين الدهون المتحولة وخطر الإصابة بمرض السكري ليست واضحة تمامًا، إلّا أنّ العديد من الدراسات والأبحاث أثبتت أنّ الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غني بالدهون المتحولة، يرتفع لديهم خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 40% بالمقارنة مع الأشخاص الذين يتناولون هذه الأطعمة بنسب قليلة جدًا،[٤] إذ تتداخل هذه الدهون مع وظيفة هرمون الأنسولين، وطريقة تعامله مع الجلوكوز، وبالتالي زيادة مستويات السكر في الدم، وارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
- الالتهابات: تزيد الدهون المتحولة من علامات الالتهاب في الجسم، لا سيّما لدى الأشخاص الذين يُعانون من الوزن الزائد والسمنة، ويُعدّ الالتهاب من الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، مثل؛ أمراض القلب، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وداء السكري، والتهاب المفاصل.
- تلف الأوعية الدموية: يمكن أن تتسبّب الدهون المتحولة في تمدّد وتلف البطانة الداخلية للأوعية الدموية.
- السرطان: لا تزال العلاقة بين الدهون المتحولة والسرطان غير واضحة، إذ لا تزال الأبحاث قائمة حول إثبات وجود علاقة بينهما أو دحض فرضية أنّ الدهون المتحولة تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان، إلّا أنّ دراسة واسعة النطاق استطاعت إثبات وجود ارتباط بين الاستهلاك المفرط للدهون المتحولة في فترة قبل انقطاع الطمث، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث.
أين توجد الدهون المتحولة؟
يحاول العديد من الأشخاص الباحثين وراء الأنظمة الغذائية الصحية غالبًا، تجنّب الأطعمة التي تحتوي على الدهون الضارة، بما في ذلك؛ الدهون المتحولة، ولتجنّب هذه المصادر الضارّة، يجب معرفة الأطعمة التي تحتوي على هذه الدهون، ومن ضمن الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة ما يأتي:[٥]
- السمن، والزبدة، وبديل الزبدة الصلب المستخدم في تحضير المعجنات والمخبوزات عمومًا.
- بعض أنواع الفشار المخصص للتحضير في الميكروويف، فبالرغم من أنّ الفشار يُعدّ من الوجبات الخفيفة الصحية، والمليئة بالألياف، إلّا أنّ بعض الأنواع التي تُحضّر في الميكروويف تكون محضرة باستخدام الزيوت المهدرجة جزئيًا.
- بعض الأنواع من الزيوت النباتية.
- الأطعمة المقلية، والوجبات السريعة.
- المعجنات والمخبوزات بأنواعها، بما في ذلك؛ الكعك، والخبز، والدونات، وغيرها؛ إذ غالبًا ما تحضّر هذه المنتجات باستخدام الزيوت المهدرجة جزئيًا.
- مبيضات القهوة البديلة للحليب والقشدة، المستخدمة في تحضير العديد من أنواع القهوة، والشاي والمشروبات الساخنة الأخرى.
طرق للحدّ من تناول الدهون المتحولة
عادةً ما يُنصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن؛ للحصول على وزن صحي، بالإضافة إلى المحافظة على صحة الجسم، وإبعاده عن خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والخطيرة، وغالبًا ما يُنصح بتقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة، والحدّ من استهلاكها، وتخصيص ما يُقارب 5-6٪ من إجمالي السعرات الحرارية اليومية للدهون، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق مجموعة من الإجراءات، من ضمنها:[٦]
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يُركّز على زيادة نسبة استهلاك الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى منتجات الألبان قليلة الدسم، والدواجن والأسماك، والمكسرات.
- التقليل من تناول اللحوم الحمراء، والأطعمة والمشروبات السكرية.
- استخدم زيوت نباتية طبيعية غير مهدرجة، مثل؛ زيت الكانولا، أو زيت عباد الشمس، أو زيت الزيتون.
- التركيز على تناول الأطعمة المصنعة المصنوعة من الزيت غير المهدرج، بدلاً من الزيوت النباتية المهدرجة جزئيًا أو المهدرجة أو الدهون المشبعة.
- استخدم المارجرين الناعم كبديل للزبدة.
- قراءة الملصقات التي تحتوي على الحقائق الغذائية للمنتجات المعلبة بعناية، والتركيز على نوع الدهون ونسبته.
- الحد من تناول الأطعمة المقلية التجارية، والمخبوزات المصنوعة من السمن أو الزيوت النباتية المهدرجة جزئيًا؛ إذ إنّ هذه الأطعمة غالبًا ما تحتوي على نسبٍ مرتفعةٍ من الدهون متحولة.
المراجع
- ↑ "Dietary fats: Know which types to choose", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-15. Edited.
- ↑ "Trans fat is double trouble for your heart health", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-15. Edited.
- ^ أ ب Joe Leech (2019-07-30), "What Are Trans Fats, and Are They Bad for You?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
- ↑ F B Hu 1, J E Manson, M J Stampfer, G Colditz, S Liu, C G Solomon, W C Willett (2001-09-13), "Diet, lifestyle, and the risk of type 2 diabetes mellitus in women", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-08-17. Edited.
- ↑ Daisy Coyle (2018-10-29), "7 Foods That Still Contain Trans Fats", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
- ↑ "Trans Fats", www.heart.org, Retrieved 2020-08-15. Edited.