مخاطر عملية ختان الإناث

كتابة:
مخاطر عملية ختان الإناث

عملية ختان الإناث

تصنف عملية ختان الإناث من العمليات التي تعمل على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بحيث يشمل هذا المصطلح جميع الإجراءات التي تنطوي على عملية إزالة جزئية أو كامل الأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية، كما قد ينجم التشوه نتيجة حدوث إصابة للأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية، ويتم إجراء عملية ختان الإناث في بعض المجتمعات نتيجة الخلفية الثقافية أو الدينية بحيث يقوم مقدمو الرعاية الصحية بإجراء عملية ختان الإناث بعد الولادة، مع ذلك فإن منظمة الصحة العالمية تحث وبشدة على منع ممارسات ختان الإناث، كما تصنّف هذه العملية دوليًا على أنها انتهاك لحقوق الفتيات والنساء بحيث يعكس هذا الإجراء عدم المساواة المتأصلة بين الجنسين ويمثّل شكلًا من أشكال التطرّف والتمييز ضد المرأة، كما ينتهك هذا الإجراء حقوق الأطفال والحق في عدم التعرّض للتعذيب أو المعاملة القاسية والحق في الحياة عندما تؤدي عملية ختان الإناث إلى الوفاة.[١]

أنواع ختان الإناث

تتعدّد أنواع ختان الإناث وتنقسم إلى أربعة أنواع رئيسة تختلف فيما بينها في كيفية إجراء عملية الختان بالإضافة إلى اختلاف الأجزاء التي يتم إزالتها في كل نوعٍ منها، وعلى اختلاف هذه الأنواع فإنّ التأثير الجانبي لهذه العملية يتشابه فيما بينها، ومن أبرز أنواع ختان الإناث ما يأتي:[٢]·        

  • النوع الأول: يتم في هذا النوع من عملية ختان الإناث إزالة جزء أو كامل حشفة البظر وهو الجزء الخارجي والظاهر من البظر والذي يعتبر من أكثر أجزاء الأعضاء التناسلية الأنثوية حساسيةً.       
  • النوع الثاني: حيث تتم إزالة جزء أو كامل حشفة البظر بالإضافة إلى الشفرين الصغيرين وهي الطيات الداخلية للمهبل مع أو بدون إزالة الشفرين الكبيرين والتي يقصد بها الطيات الخارجيةللمهبل.        
  • النوع الثالث: ويعرف هذا النوع باسم التثبيط ويشمل عملية تضييق الفتحة المهبلية عن طريق إنشاء سداد تغطية، ويتم  تكوين هذا السداد عن طريق قطع الشفرين الصغيرين أو الكبيرين وإعادة ضبطهما معًا، كما قد يتم إزالة غطاء البظر والحشفة.       
  • النوع الرابع: ويشمل هذا النوع جميع الإجراءات التشويهية الأخرى للأعضاء التناسلية الأنثوية لأغراضٍ غير طبية كالوخز والثقب وكشط المنطقة التناسلية.        

كما تختلف الأسباب المؤديّة للقيام بعملية ختان الإناث في حين لا يوجد سبب طبي لهذه العملية، وتحدث هذه الممارسة لمجموعةٍ من الأسباب الثقافية والاجتماعية والدينية، ومن أبرز الأسباب المؤدية لعملية ختان الإناث ما يأتي: [٣]

الأسباب الاجتماعية لعملية ختان الإناث

ينتشر هذا الإجراء في المجتمعات ذات معدلات الأمية المرتفعة بحيث تفرض الأعراف الاجتماعية المفهوم الخاطئ المبني على ما يفعله الآخرون وما تم توارثه مع الأجيال، بحيث يشكّل الضغط الاجتماعي ورغبة العائلات بعدم الظهور بشكلٍ متمرد عن الأخرين ضغطًا هائلًا، كما أنه في بعض المجتمعات لا يُسمح

للنساء اللواتي لم يخضعن للختان بالتعامل مع الطعام والماء وذلك لأنهن نجسات، كما ينظر إليهن على أنهن مصدر خطر على صحة الآخرين، وتعتقد بعض الثقافات بأنّ البظر غير المختون سوف ينمو إلى حجم القضيب أو أنّ عملية ختان الإناث تجعل المرأة أكثر خصوبة.

الأسباب الثقافية لعملية ختان الإناث

يمثل ختان الإناث بالنسبة للبعض سلوكًا جنسيًا لائقًا بحيث أنه في الغالب ما يرتبط تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بعذرية المرأة والإخلاص أثناء الزواج، كما يعتقد بأن الضرر الذي يلحق الأعضاء التناسلية سوف يقلل فرصة المرأة من ممارسة العلاقات الجنسية غير المشروعة لأن رغبة المرأة الجنسية سوف تقل، كما يمكن أن تكون عوامل الأنوثة سببًا في بعض المجتمعات بحيث يُنظر إلى المرأة على أنها أكثر نظافة وجمالًا إذا ما تم قطع أعضائها التناسلية ولذلك فإن بعض أجزاء الجسم كالبظر يُنظر إليه على أنه جزءٌ نجس في هذه المجتمعات.

الأسباب الدينية لعملية ختان الإناث

لا يوجد دين من الأديان الثلاث يصف ختان الإناث، مع ذلك قد يتم ربط عملية ختان الإناث بالدين نتيجة سماع ذلك في المجتمعات التي تقل فيها نسبة القراءة والكتابة، كما أنه مع مرور الوقت قد تصبح هذه الممارسات جزءًا مرتبطًا بالدين نتيجة تغاضي الأديان عنها، لكن في الوقت الحاضر فإنّ العديد من الزعماء

الدينيين يعارضون تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، كما قد يؤثّر أصحاب السلطة في مكانٍ ما على معتقدات الرعية، ومن أبرز الأشخاص الذين قد يصرّون على استمرار ختان الإناث الزعماء الدينيين وممارسي عملية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والختان وبعض مقدّمي الرعاية الصحية.

مخاطر عملية ختان الإناث

تصنّف عملية ختان الإناث من العمليات التي تنتهك حقوق المرأة أو الفتاة وذلك لما تشكّله من ضررٍ على المرأة دون وجود أي فوائدٍ لها، كما قد تؤدي هذه العملية إلى كثيرٍ من المضاعفات الجسدية والنفسية على المرأة مع تقدّمها في السن، ومن أبرز مخاطر عملية ختان الإناث ما يأتي:[٤]        

  • الشعور بالألم المستمر.        
  • الشعور بالألم عند ممارسة الجنس.        
  • الإصابة بالالتهابات المتكررة والتي قد تؤدي إلى العقم.        
  • الإصابة بالنزيف والخراجات.        
  • حدوث مشاكل في عملية التبول أو الإصابة بسلس البول.       
  • الإصابة بالاكتئاب الذي قد يؤدي إلى إيذاء النفس.      
  • حدوث مشاكل للمرأة أثناء عملية المخاض والولادة والتي قد تهدّد حياة الأم والطفل.        
  • قد تموت بعض الفتيات بعد عملية الختان نتيجة فقدان الدم أو العدوى كنتيجة مباشرة لهذا الإجراء.

وتؤثّر عملية ختان الإناث على الحالة النفسية والجسدية للمرأة في مراحل حياتها، وفيما يأتي تفسيرٌ وشرحٌ لبعض الآثار الجانبية لعملية ختان الإناث.:

تأثير ختان الإناث على الجنس

يمكن أن يؤدي ختان الإناث إلى زيادة الألم وصعوبة ممارسة الجنس، كما يمكن أن يؤدي أيضًا إلى التقليل من الرغبة الجنسية وحدوث نقصٍ في الإحساس بالمتعة، لذلك يجب التحدّث إلى الطبيب العام أو أخصائي الرعاية الصحيّة إذا وجدت أي من المشاكل الجنسية التي ترتبط بعملية ختان الإناث، كما يمكن في بعض الحالات أن يوصي الطبيب بإجراء جراحة لتخفيف الألم وتحسين بعض الأعراض.

تأثير ختان الإناث على الحمل

يؤدي ختان الإناث في بعض الحالات إلى صعوبة في الحمل، كما قد تواجه البعض منهنّ مشاكل أثناء الولادة لذلك يجب إخبار مقدّم الرعاية الصحية عن المخاوف قبل الولادة لتجنّب المضاعفات التي قد تشكّل خطرًا على الأم والطفل.

تأثير ختان الإناث على الصحة النفسية

يمكن أن يكون ختان الإناث من التجارب المؤلمة للغاية والتي قد تؤثّر على الحالة النفسية والعاطفية طوال الحياة لتشمل الاكتئاب والقلق والذكريات المرتبطة بوقت الختان بالإضافة إلى الكوابيس ومشاكل النوم، كما أنه في بعض الحالات قد لا تتذكر النساء هذه العملية على الإطلاق نتيجة إجراءها عند الطفولة.

ارتباط ختان الإناث بالالتهابات وفيروس نقص المناعة البشري

تم توثيق زيادة في معدل الإصابة بعدوى الفطريات والتهاب المهبل البكتيري لدى النساء اللواتي خضعن لعملية الختان، كما تم الإبلاغ عن زيادة الإصابة بفيروس الهربس البسيط من النوع الثاني عبر العديد من الدراسات التي اعتمدت على التقرير الذاتي وليس الفحص البدني بحيث تم جمع المعلومات الموثّقة حول زيادة معدّلات الإفرازات المهبلية البيضاء وتقرّحات الأعضاء التناسلية لدى النساء اللواتي خضعن لهذا الإجراء، في حين زادت معدلات الإصابة بالكلاميديا والسيلان ومرض التهاب الحوض والزهري مقارنةً مع النساء اللواتي لم يخضعن لعملية الختان.[٥]

عملية إصلاح تشوهات الختان

يمكن أن توفّر العلاجات الجراحية بعض الأمل للنساء اللواتي فقدن القدرة على الشعور بالمتعة الجنسية بسبب التشويه أو  القطع الذي حصل لأعضائهن التناسلية، بحيث يتم على النساء اللواتي خضعن للنوع الثاني من ختان الإناث والذي يشمل عملية إزالة جزء أو كل البظر الخارجي والشفرين الصغيرين والكبيرين في المقام الأول وذلك يرجع للألم الذي تشعر به النساء اللواتي خضعن لهذا النوع من الختان، كما يمكن أن تساعد عملية إعادة بناء البظر في تحسين الوظيفة الجنسية لدى النساء عن طريق إعادة وضع الجزء الداخلي غير المتضرّر من البظر إلى الخارج وتعتبر هذه العملية من العمليات البسيطة والتي تشمل إخراج البظر الداخلي السليم ومن ثم خياطته في مكانه بحيث يتم الوصول إليه أثناء العلاقة الجنسية، كما لوحظ زيادة معدلات نجاح هذه الطرق، كما تم ملاحظة عودة الدافع الجنسي لدى النساء اللواتي قمن بهذه العمليات التصحيحية.[٦]

المناطق الأكثر عرضة لعملية ختان الإناث

يزداد حجم المشكلة بشكب كبير. في البلدان الأفريقية بحيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من تسعين مليون فتاة فوق سن العاشرة قد تعرضن للختان أو لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في تلك الماطق، كما تتعرض حوالي ثلاثة ملايين فتاة لخطر هذه الممارسات في كل عام، كما تم الإبلاغ عن هذه الممارسة في جميع أنحاء العالم، وتنتشر هذه الظاهرة في العديد من الدول حول العالم من أبرزها ما يأتي:[٧]

  • الدول الأفريقية.
  • البلدان في آسيا والشرق الأوسط.
  • الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية نتيجة وجود المهاجرين الذين يمارسون ختان الإناث.

كما قد يتساءل البعض عن سبب مشاركة مقدمي الرعاية الصحية الذين أقسموا على عدم إلحاق الأذى في ممارسة عملية ختان الإناث وانتهاك حقوق الإنسان في هذه المجتمعات، لذلك فإنّ بعض الدراسات قد قامت بجمع المعلومات حول هذه الظاهرة في المجتمعات التي يشيع فيها ختان الإناث، ومن أبرز هذه الأسباب ما يأتي:[٨]·        

  • الحد من الضرر: يعتقد بعض مقدمي الرعاية الصحية بفكرة الحد من الضرر، لذلك يقوم الأطباء في هذه المجتمعات بالقيام بعملية ختان الإناث اعتقادًا منهم بأن ذلك سيقلل ضرر العملية إذا ما تم ترك المجتمع ليقوم بها بالطرق التقليدية.       
  • الخلفية الثقافية: يعتقد بعض الأطباء بفوائد هذا التقليد في المجتمعات التي ينتشر فيها نتيجة تأثرهم بمعتقداتهم الثقافية.       
  • الجانب المالي: قد يشكل الجانب المالي بالنسبة لبعض الأطباء دافعًا للقيام بعملية ختان الإناث بحيث يتم تصنيفها كأي عملية جراحية أخرى.    
  • الضغط والطلب المجتمعي: أشار بعض مقدمي الرعاية الصحية في المجتمعات التي ينتشر فيها هذا الإجراء إلى أن مشاركتهم فيه كانت نتيجة الضغط من المجتمع للقيام بختان الإناث.

الاستجابة الدولية لختان الإناث

يعتبر ختان الإناث والذي يؤدي إلى تشويه أو بتر الأعضاء التناسلية للإناث من قضايا حقوق الإنسان المهمة والتي تؤثر بشكل كبير على الفتيات والنساء في جميع أنحاء العالم، لذلك وفي سياق القلق العالمي من هذه الظاهرة فإن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت قرارات هامة تدعو فيها المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإنهاء هذه الممارسة، كما قد تم الاتفاق في الآونة الأخيرة من قبل المجتمع العالمي على مجموعة جديدة من الأهداف الإنمائية المستدامة والتي تتضمن بندًا تحت الهدف الخامس يقتضي التخلص من جميع الممارسات المنتهكة لحقوق الإنسان والطفل ومن أبرزها ما يأتي:[٩]·      .       

  • التخلّص من ممارسات الزواج المبكر والزواج القسري.
  • التخلّص من ممارسات ختان الإناث بحلول عام 2030.


كما أنه في عام 2008  أصدرت جمعية الصحة العالمية قرارًا للقضاء على ممارسات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وختان الإناث، كما أكدت على الحاجة إلى العمل المتضافر في جميع القطاعات الصحية والتعليمة والمالية، ومن أبرز ما حاء في هذا القرار ما يأتي:·[١]        

  • تعزيز استجابة القطاع الصحي: بحيث يتم تطوير وتنفيذ المبادئ التوجيهية بالإضافة إلى الأدوات والتدريب والسياسات التي تضمن أن مقدمي الرعاية الصحية باستطاعتهم تقديم الرعاية الطبية للفتيات والنساء اللواتي يعشن مع التشويه الذي حصل للأعضاء التناسلية الأنثوية.·        
  • بناء المفاهيم والمعلومات: يقصد بهذا البند توليد المعرفة حول أسباب وعواقب الممارسة بما في ذلك سبب القيام بها من قبل مقدمي الرعاية الصحية وكيفية التخلي عنها وكيفية رعاية الذين عانوا من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.·        
  • زيادة الدعم لرفض هذه الممارسات: وذلك بتطوير المنشورات وأدوات الدعم للجهود الدولية والإقليمية والمحلية لإنهاء هذه الممارسات عبر دعم أصحاب السلطة والمدافعين عن النساء ضد هذه الممارسات وتوفير تكاليف الوقاية من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.

المراجع

  1. ^ أ ب ANAS ABU RAYALEH (2020-05-28), "Female genital mutilation", www.who.int, Retrieved 2020-05-28. Edited.
  2. ANAS ABU RAYALEH (2020-05-29), "Female genital mutilation (FGM)", data.unicef.org, Retrieved 2020-05-29. Edited.
  3. ANAS ABU RAYALEH (2020-05-28), "What is female genital mutilation?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-05-28. Edited.
  4. ANAS ABU RAYALEH (2020-05-28), "Female genital mutilation (FGM)", www.nhs.uk, Retrieved 2020-05-28. Edited.
  5. ANAS ABU RAYALEH (2020-05-29), "Female Genital Cutting: An Evidence-Based Approach to Clinical Management for the Primary Care Physician", www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 2020-05-29. Edited.
  6. ANAS ABU RAYALEH (2020-05-28), "Surgery Offers Hope for Victims of Female Genital Mutilation", www.healthline.com, Retrieved 2020-05-28. Edited.
  7. ANAS ABU RAYALEH (2020-05-29), "Female genital mutilation A tragedy for womens reproductive health", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-05-29. Edited.
  8. ANAS ABU RAYALEH (2020-05-29), "Female Genital Mutilation: Why Are Doctors Silent?", www.medscape.com, Retrieved 2020-05-29. Edited.
  9. ANAS ABU RAYALEH (2020-05-28), "UNICEFS DATA WORK ON FGM/C", www.unicef.org, Retrieved 2020-05-28. Edited.
3692 مشاهدة
للأعلى للسفل
×