محتويات
صيد الحيوانات
تُظهر السجلات الأثريّة اهتمام الإنسان بصيد الحيوانات للحصول على المواد الأساسيّة التي يحتاجها في حياته اليوميّة، مثل: الطعام، والملابس التي يصنعها من جلود الحيوانات، والأدوات التي يحصل عليها من الحوافر والقرون والعظام، كما تُظهر السجلات تنوّع طرق وأدوات صيد الحيوانات بحسب طبيعة التضاريس، ونوع الحيوانات التي يتمّ صيدها، والمواد والأدوات المتاحة للصيّادين، حيث كانت تُستخدم العصي، والحجارة، والرماح، والأقواس، والسهام، وغيرها.[١]
تراجعت أهمية الصيد كمصدر للطعام مع ظهور الزراعة، إلّا أنّ الصيد استمرّ لأسباب أخرى من بينها حماية المحاصيل والحيوانات الداجنة، وكسب المكانة والمحافظة على التقاليد،[١] وتُشير سجلات الإمبراطوريّة الآشوريّة إلى أنّ الصيد الترفيهي كان يُمارس كنوع من الرياضة من قِبل الأسرة الحاكمة لإظهار قوتها وهيمنتها، ثمّ أصبح فيما بعد مصدراً للكسب من خلال بيع تصاريح الصيد من أجل الحصول على قرون وأنياب وجلود الطرائد بمبالغ طائلة.[٢]
يُعدُّ الصيد جزءاً أساسياً من السلسلة والشبكة الغذائيّة في الأنظمة البيئيّة، حيث يُعرف الحيوان الذي يصطاد حيواناً آخر لالتهامه بالحيوان المفترس، ومن الأمثلة على المفترسات؛ الثعالب، والأفاعي، والطيور الجارحة مثل الباز، أمّا الحيوان الذي يتمّ صيده فيُعرف بالفريسة وقد يكون حشرة، أو عنكبوت، أو طائر، أو أرنب، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض المفترسات يُمكن أن تكون فريسةً لمفترس آخر.[٣]
طرق الصيد
من أهم طرق الصيد ما يأتي:[٤]
- المطاردة: (بالإنجليزيّة: Stalking)؛ وهي الطريقة المعتمدة للصيد في الأماكن المفتوحة، حيث يتمكّن كلّ من الصياد والطريدة من رؤية بعضهم البعض، وفي هذه الحالة يتوجّب على الصياد الاستفادة من السواتر التي توفّرها البيئة والاقتراب ببطء من الفريسة بالاتجاه المعاكس لحركة الرياح؛ حتّى لا تصل رائحته للطريدة قبل البدء بمطاردتها.
- التسلّل: (بالإنجليزيّة: Still hunting)؛ وهي الطريقة المعتمدة للصيد في المناطق ذات الأشجار الكثيفة التي تمنع الصياد من الرؤية لأكثر من عدّة أمتار؛ لذلك يكون مضطراً للبقاء في حالة تأهّب والمشي ببطء وبخطوات حذرة.
- التتبّع: (بالإنجليزيّة: Tracking)؛ وهي طريقة تُستخدم لصيد الحيوانات الكبيرة التي تعيش ضمن قطيع مثل الفيلة، وذلك من خلال تتبّع آثارها على الأرض، وهي مهمّة سهلة في حال كانت الأرض ليّنةً بينما تحتاج لمُتعقّب ماهر إذا كانت الأرض صلبة.
- الطرد: (بالإنجليزيّة: Driving or Beating)؛ وهي طريقة صيد تتمّ بوجود بعض الكلاب المُدرّبة على طرد الحيوانات المختبئة في الأماكن التي يصعب على الصياد الوصول إليها لإفزاعها وإجبارها على ترك مكامنها بحيث يتمكّن الصيّاد من صيدها، حيث تعتمد بعض الكلاب على حاسة الشم لتتبّع الطريدة بينما يعتمد بعضها الآخر على المشاهدة، ولكلاب صيد مدرّبة عدّة وظائف، مثل: تحديد مكان الحيوان، وإخراجه من مخبئه، واسترداده بعد أن يُطلق الصياد النار عليه.
- صيد الدريئة: (بالإنجليزيّة: Hunting from blinds)؛ وهي طريقة شائعة لصيد الطيور المائيّة، وبعض الحيوانات مثل الغزلان، حيث يختبئ الصياد داخل دريئة أو مخبأ ليتمكّن من تمويه نفسه والاندماج في البيئة المحيطة به، ويُمكن صنع الدريئة من العصي والأوراق كما يُمكن شراؤها من المتاجر.[٤][٥]
- النداء: (بالإنجليزيّة: Calling)؛ وهي طريقة صيد تعتمد على جذب الطريدة عن طريق أصوات يُصدرها الصياد بفمه، أو يديه، أو باستخدام بعض الأدوات، ومن الأمثلة عليها جذب ذكر الغزال عن طريق تقليد الصوت الذي تُصدره الأنثى لجذب الذكور خلال موسم التزاوج.[٦]
تأييد الصيد ومعارضته
تجدر التفرقة بين الصيد القانوني الذي يُمكن ممارسته من خلال شراء تصاريح خاصة، والذي يقتصر على مجموعات حيوانات محددة ومناطق معينة، والصيد غير الشرعي أو ما يُسمّى بالصيد الجائر الذي يستهدف الحيوانات بغض النظر عن العمر أو الجنس أو النُّدرة -الأنواع المُهدّدة بالانقراض-، وبالرغم من هذين التصنيفين للصيد فهناك من يُعارض الصيد بمجمله، وهناك من يُعارض الصيد غير الشرعي فقط ويُؤيّد الصيد الشرعي.[٢]
آراء مؤيّدي الصيد الشرعي
يُبرّر أنصار الصيد الشرعي تأييدهم له كالآتي:[٢]
- تُساهم الأموال المدفوعة لاستخراج تصاريح الصيد في تمويل البرامج الوطنية وجهود المجتمع للحفاظ على الحيوانات التي تعيش في المناطق المحمية وحمايتها من الصيد الجائر.
- يوفّر الصيد الشرعي وظائف للسكان وعائدات محليّة.
- يحدّ الصيد الشرعي من الصيد الجائر، ويُساعد على الحفاظ على النظم البيئية وعلى صحة الحيوانات في البريّة عن طريق التخلّص من الأفراد الأقل لياقة، كما أنّه يُحفّز زيادة أعداد بعض الأنواع من خلال السماح للذكور الأصغر سنّاً بالتكاثر بعد صيد الذكور الأكبر سنّاً كما هو الحال مع حيوان وحيد القرن.
- يُساهم الصيد الشرعي في توفير الطعام للسكان المحليين، حيث يكتفي الصياد بالحصول على أنياب الفيل على سبيل المثال ويُقدّم اللحوم لسكان المنطقة.[٧]
آراء معارضي الصيد
يُبدي المناهضون للصيد بنوعيه رأيهم بأنّ الطبيعة قادرة على التكفّل بالحفاظ على التوازن الطبيعي في البيئة دون الحاجة للصيادين للقيام بهذا الدور، حيث تُساهم الحيوانات المفترسة، والجوع، والأمراض بالقضاء على الأفراد الضعيفة وتُبقي الحيوانات السليمة والقويّة، ويُبرّرون رفضهم للصيد كالآتي: [٨]
- يُسبّب الصيد الألم والمعاناة للحيوانات التي يُصيبها الصياد بجروح خطيرة ولا يتسبّب بموتها مباشرةً، حيث يُعاني بعضها لفترة طويلة قبل أن يموت.
- يُسبّب الخوف والضوضاء المصاحب للصيد الضرر الشديد للحيوانات، ويؤثّر على نشاطها اليومي وعاداتها الغذائية، فلا تتمكّن من تخزين الدهون والطاقة التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء، وقد تُسبّب فرار الأم وتركها للصغار عرضةً للحيوانات المفترسة.
- تؤدّي حوادث الصيد إلى تدمير الممتلكات وإصابة وموت العديد من الصيادين والمتنزهين، عدا عن احتمالية موت حيوانات أخرى دون قصد.
- يستهدف الصيادون عادةََ الأفراد الأكثر أهمية في قطيع الحيوانات البريّة، فعلى سبيل المثال يستهدف صيادو الأسود الأفراد الشابة القوية، فموت الأسد المهيمن في القطيع سيؤدّي إلى حدوث تنافس بين باقي الأفراد ليحلّوا محلّه ممّا يعني المزيد من الخسائر،[٢] كما يتمّ صيد الفيلة الأكبر عمراً لأنّها تؤمّن لهم الحصول على عاج أكبر حجماً ممّا يعني فقدان القطيع للفرد المسؤول عن تنظيمه.[٧]
المراجع
- ^ أ ب "Hunting", www.britannica.com, Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Mindy Weisberger (24-5-2017), "Hunting Big Game: Why People Kill Animals for Fun"، www.livescience.com, Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ↑ "Adaptations and Resource Use: Predator vs. Prey", www.vetmed.illinois.edu, Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ^ أ ب "Hunting", www.britannica.com, Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ↑ Hines Lambert (2013), Hunting Deer, New York: Rosen Publishing, Page 13. Edited.
- ↑ DEBRA RONCA (2-12-2008), "How Hunting Calls Work"، www.adventure.howstuffworks.com, Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ^ أ ب MICHAEL PATERNITI, "Trophy Hunting: Should We Kill Animals to Save Them?"، www.nationalgeographic.com, Retrieved 1-10-2020. Edited.
- ↑ "Hunting", www.peta.org, Retrieved 1-10-2020. Edited.