مدينة بريمن
إحدى المدن الألمانية الواقعة في الجهة الشمالية من البلاد، تحديداً في منتصف المسافة الفاصلة ما بين هانوفر وهامبروغ، تبعد عن مدينة بريمرهافن حوالي سبعة وخمسين كيلومتراً، ممتدةً على ضفاف نهر فيزر، وقدّر عدد سكانها في العام 2004م حوالي خمسمئة وأربعة وأربعين ألف وسبعمئة وستة وأربعينَ نسمة.
التاريخ
أسست المدنية في العام 787م على يد القديس فيليهاد، وكانت مع مدينة هامبروغ أولى الأبريشات الجرمانية المشكّلة في العام 845م، وقد أنشِئ فيها مركزٌ للبعثات الإنجيلية بهدف تنصير سكان المناطق الإسكندينافية على وجه التحديد، وفي العام 956م أصبحت زمام الأمور الإدراية والتنظيمية بيد الأبرشية المحلية بأمرٍ من الإمبراطور الجرماني أوتون الأول، وبدأت بريمن في الازدهار في بدايات القرن الحادي عشر للميلاد، حيث أصبحت من أكبر المدن التجارية الأوروبية، وانضمت في العام 1358م إلى الرابطة الهانزية.
وفي العام 1646م ظهرت مجموعة من التأييدات الإصلاحية الجديدة؛ فأصبحت على إثرها إحدى أهم المدن الحرّة، وعندما انتهت حرب عام 1648م التي عرفت باسم حرب الثلاثين؛ وقعت اتفاقية ويستفاليا، وضعت المدينة على إثرها تحت سيادة السويد، التي حاولت أن تسيطر على حريتها مرّتين؛ الأولى عام 1654م والثانية عام 1666م، واحتلها الفرنسيون في العام 1810م خلال مجموعة من الحروب النابليونية، وأصبحت عاصمةً لها في العام 1813م، ولكنها استعادت حرّيتها بعد قيام مؤتمر فينا في العام 1815م، وانضمت إلى الاتحاد الألماني في العام 1866م، ثمّ إلى الإمبراطورية الألمانية في العام 1871م.
الاقتصاد
تحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية الاقتصادية بعد مدينة هامبروغ على مستوى المدن الألمانية؛ نتيجةً لاحتوائها على ميناء، تتبادل خلاله العديد من المنتجات، أهمها الصويا والقطن، والصوف، والفواكه، والمعادن، إضافةً للقهوة والذرة، في حين تصنع وتصدر منتجات ضخمة وثقيلة، كالسفن والطائرات، وأجهزة الكترونية وأخرى دقيقة، إلى جانب تكريرها للبترول، وتصنيعها للعديد من المواد الغذائية أبرزها الشوكولاتة، وتنتشر فيها مصانع القطن والحرير وكذلك التبغ.
المعالم العمرانية
يوجد في المدينة مجموعة من الجسور، التي شطرتها إلى شطرين؛ الأول وهو المدينة القديمة المعروفة باسم القصبة، والواقعة على ضفاف نهر فيزر اليمنى، والثاني هو المدينة الجديدة الواقعة على ضفاف النهر الغربية، وشيدت في القرن السابع عشر للميلاد، وما زالت المدينة تحتفظ بالكثير من المعالم التي تربطها بالعصور الوسطى.
كالشوارع الضيقة ذات الشكل المتعرج، والبيوت التقليدية التي تعتليها الأسقف المحدبة، والكاتدرائية الرومانسكية التي تعود للفترة ما بين القرن الحادي عشر والثاني عشر للميلاد، وهي رمزاً للعمارة الأوروبية، وهناك أيضاً مبنى البلدية القديم، بني في القرن الرابع عشر للميلاد، مبني من الطوب على الطراز القوطي، إضافةً لمبنى الشوتينغ الواقع في ساحة السوق، وكان يعدّ المقر الأساسي للتجار، وشيدّ في القرن الرابع عشر للميلاد.