محتويات
مدينة تبريز
إحدى المدن الإيرانية الواقعة في الجهة الشمالية من محافظة أذربيجان الشرقية تحديداً، يحدّها من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية سهوب، ومن الجهة الشمالية جبلي عون بن علي وبكجين، ومن الجهة الشمالية الشرقية قريتي كوزني وباباباغي، أمّا من الأطراف الشرقية لحدودها الجنوبية فيتواجد جبل سهند، وتقدّر مساحتها بحوالي مئتين وسبعة وثلاثين ألف وخمسة وأربعين كيلومتراً مربعاً، وبذلك تحتل المرتبة الثالثة من حيث المساحة على مستوى الدولة الإيرانية، بعد العاصمة طهران ومدينة مشهد.
كما أنّها تعد أكبر المدن الواقعة في الجهة الشمالية الغربية من البلاد، ويمتاز المناخ فيها بالبرد الشديد خلال فصل الشتاء، والجفاف والحرّ خلال فصل الصيف، ونسبة الرطوبة فيها تكاد أن تكون معدومة، أمّا من حيث الأهمية الاقتصادية، فتعدّ إحدى أهم الأقطاب الاقنصادية في إيران؛ حيث تنتشر فيها الأعمال التجارية، والإدارية، والصناعية إضافةً لقطاع الاتصالات، ومن أهم صناعاتها المواد الكيميائية، والسيارات، والآلات والأدوات المختلفة إضافةً للإسمنت.
التاريخ والأهمية
تعرّضت المدينة للعديد من الغزوات عبر عصور تاريخها المختلفة، إضافةً للكوارث الطبيعية تحديداً الزلازل المدمّرة منها، ويعود هذا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي؛ حيث تتمركز على هضبة تعدّ امتداداً للهضبة الأناضولية المعروفة، كما ساعد موقعها على جعلها مكاناً مستهدفاً بشكلٍ تجاري، بين الجهتين الشرقية والغربية من العالم، وما زالت هذه الأهمية موجودة إلى يومنا هذا، ولا يمكن الإنكار بأنّ تبريزَ لم تساهم في تطوّر الاقتصاد الإيراني على مرّ العصور.
إضافةً إلى أهميتها السياحية؛ نظراً لوجود الكثير من المعالم المهمة فيها، مثل مجمع السوق الشرقي الكبير، الذي تمّ اختياره كموقع تراثي عالمي في العام 2010م، كما تمّ التنقيب فيها عن آثار تعود لأكثر من ألفين وخمسمئة سنة، ويوجد فيها متحف يعرض أهم الآثار والمواقع التاريخية، وهو متحف مكيال.
السكان
سكن فيها جنسيات وأصول مختلفة من الناس، بدايةً بالأشكانيين، والساسانيين، والعباسيين، والخوارزميين، والمغوليين، والإلخانيين، والتيموريين، والجلائريين وغيرهم كثير، وكانت تبريز العاصمة السياسية والرسمية لإيران على مرّ فترات زمنية مختلفة وكبيرة، أهمها خلال فترة الحكم الصفويّة، والقاجاريّة.
وحالياً يتراوح عدد سكانها ما بين مليون وأربعمئة وأربعة وتسعين نسمة إلى مليونيْ نسمة، حوالي مليون منهم يقطنون المناطق الحضرية من المدينة، والتي بدورها تتألف من مجموعة كبيرة من الضواحي، ومنذ نشأتها وهي من أكبر المدن الإيرانية من حيث عدد السكان، فعلى سبيل المثال خلال الفترة الصفويّة أيّ في القرن السادس عشر للميلاد كانت المدينة الأكبر عالمياً.