مدينة رأس السدر
تعتبر مدينة رأس السدر مدينة مصريّة تقع ضمن محافظة جنوب سيناء وتتبع لها إدارياً، وتقع تحديداً على خليج السويس في ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة المصريّة القاهرة حوالي مئتي كيلومتر، وتتألف المدينة من ثلاث مناطق هي: وادي سدر، وسدر، وأبو صويرة، وتُعدّ المدينة من الأماكن السياحيّة في منطقة شبه جزيرة سيناء، كما أنّ سواحلها رمليّة وتخلو تقريباً من الأعشاب والأملاح البحريّة، وتتميّز بركود مياهها البحريّة، وفيها العديد من المواقع التي يمكن للسياح الاستجمام فيها، كما يعتبرها البعض مصيّفاً صحراوياً.
تاريخ المدينة
وُجدت منطقة رأس السدر منذ أيام الفراعنة، والإغريق، والرومان أيضاً، وما يدل على قدم المنطقة عيون المياه الكبريتيّة الموجودة فيها، حيثُ تم اكتشاف بعضها قبل حوالي خمسة آلاف عام كحمامات فرعون، وعيون موسي، ويُذكر أنّ بعثة الآثار المصريّة كشفت عام 2008 ميلادي عن كهف في منطقة (حمام فرعون) جنوب سيناء، استُخدم كمأوى للمسيحيين الفارّين من الاضطهاد الروماني خلال القرنين الرابع والخامس الميلاديين.
سكان المدينة
يسكن المدينة اليوم بدو سيناء بنسبة كبيرة، ويتركز وجودهم في منطقتي وادي سدر وأبو صويرة، وتعدّ سدر قلب المدينة، ويقطنها الوافدون إليها من وادي النيل لغاية العمل، وبحسب إحصائيّة عام 2006 ميلادي فإنّ عدد سكان المدينة يبلغ حوالي مليوناً وسبعمئة ألف نسمة.
السياحة العلاجيّة في المدينة
يمتد الشاطئ الرملي لمدينة رأس السدر بطول خمسة وتسعين كيلومتراً، وتوجد في المنطقة العديد من الطيور كطيور السمان، كما توجد الماعز الجبليّة بكثرة في المنطقة، وتتوفر فيها العديد من حمامات الماء الكبريتيّة التي يقصدها الزوار لغاية الاستشفاء، وتصل الحرارة في مياه تلك الحمامات إلى خمس وسبعين درجة مئويّة، وهي نقطة الجذب الأولى لرأس السدر، وأهم تلك الحمامات ما يأتي:
- حمام فرعون: يبعد حمام فرعون عن نفق الشهيد أحمد حمدي الرابط بين القاهرة ورأس السدر قرابة مئة وعشرة كيلومترات، وهو مكوّن من مجموعة ينابيع تضم خمس عشرة عيناً، تتدفق مياهها الساخنة من مغارة محفورة في جبل يقع بالقرب من شاطئ المنطقة، وتبلغ قوة تدفق المياه في عيون حمام فرعون حوالي ثلاثة آلاف متر مكعب يومياً، وتمتد بطول مئة متر على شاطئ البحر، وهناك كهف فرعون الصخري، الواقع داخل الجبل، ويتخذه الزوار كحمام بخاري أو ساونا ليستفيدون من الأبخرة الناجمة عن الحرارة المرتفعة للمياه الكبريتيّة.
- عيون موسي: تبعد عيون موسي ثلاثة كيلومترات عن مدينة الطور، وتتكوّن من خمس عيون تصب مياهها في حمام على هيئة حوض يُحيط به، وتُعتبر منطقة عيون موسي من أشهر أماكن السياحة العلاجيّة على مستوى العالم، فيقصدها العديد من المصابين بالأمراض المُختلفة، وتحتوي مياهها الساحنة على أملاح الصوديوم والمغنسيوم، وتتمتع المنطقة إضافة إلى ما سبق بأهميّة دينيّة؛ ففيها انفجرت اثنتا عشرة عيناً عندما خرج سيدنا موسى عليه السلام وقومه من مصر هرباً من جبروت فرعون وجنوده.