محتويات
مدينة سالونيك
مدينة سالونيك عاصمة إقليم مقدونيا، تقع على رأس خليج سالونيك الذي يعتبر أحد تفرّعات خليج الثيرمي في الجزء الشمالي الغربي من بحر إيجة، وتبعد عن العاصمة أثينا مسافة 500كم، وتعتبر المدينة من أقدم المدن الأوروبيّة حيث يعود تاريخ بنائها إلى سنة 315ق.م على يد الملك أليكسندر المقدوني، وأطلق عليها اسم زوجته ثيسالونيكي.
أهمية سالونيك
تعتبر سالونيك ثاني أكبر مدن اليونان من حيث التعداد السكاني بعد أثينا، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 364 ألف نسمة وذلك في تعداد عام 2001م، كما تعتبر ثاني أكبر مركز صناعي، وتجاري، واقتصادي، وسياسي في اليونان، ومركز مواصلات مهمّ في جنوب شرق أوروبا، وتحتوي المدينة على العديد من الصروح والآثار التي يعود تاريخها إلى الفترات البيزنطيّة، والعثمانيّة، واليهوديّة، ومعظمها مدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالميّ.
نبذة تاريخية عن سالونيك
الفترة الرومانية
ازدادت أهمية المدينة بعد سقوط مقدونيا القديمة سنة 168ق.م بيد الرومان، وبشكل خاص عند قيامهم ببناء طريق إغناتيا الذي ربط ما بين القسطنطينية وروما، وبالتالي أصبحت المدينة محطّة تجارية مهمّة جعلت منها عاصمة لمقاطعة مقدونيا الرومانيّة.
الفترة البيزنطية والقرون الوسطى
أصبحت المدينة في عهد ثيودوسيوس الكبير في الفترة ما بين 379 إلى 395م عاصمةً لإقليم إلليريكوم وجزءاً من الإمبراطورية الرومانية الشرقية، كما أصبحت مركزاً كنسياً وقاعدةً للحملات الإمبراطورية ضد القوط، وفي سنة 390م وقعت مجزرة في المدينة راح ضحيتها حوالي 7000 نسمة من السكان على أيدي جنود الإمبراطور إثر ثورة قام بها السكان، وفي سنة 620م تعرضت المدينة إلى زلزال كبير أدّى إلى هدم العديد من أبنيتها الخاصّة والعامّة، وسنة 904م هاجمها العرب ومكثوا فيها لمدّة عشرة أيام وعادت المدينة لتصبح قاعدة بيزنطية ضد البلغار وازدهرت خلال القرون الثلاثة التالية، وفي سنة 1185م احتلّها ملوك صقلية ودمّروها، وبعدها بعام استعاد البيزنطيون السيطرة عليها لكن في سنة 1204م سيطر عليها الصليبيون وتأسّست فيها مملكة ثيسالونيكا اللاتينيّة، وحاول اليونانيون استعادتها عدّة مرات خلال هذه الفترة ونجحوا في عام 1222م، وشهدت المدينة ازدهاراً ونهضةً فكريّة وثقافيّة.
الفترة العثمانيّة
في أواخر القرن الرابع عشر سيطر عليها العثمانيّون مرتين متتاليتين لكنهم أُخرجوا منها على يد البيزنطيين، لكن في عام 1430م سيطروا عليها بشكل نهائيّ في عهد السلطان مراد الثاني، وخلال هذه الفترة استعادت المدينة هيمنتها كمركز تجاري.
أهم معالم مدينة سالونيك
البرج الأبيض
يقع على الواجهة البحرية لمدينة سالونيك ويعتبر من أهمّ الرموز والمعالم، يعود بناؤه إلى سنة 1430هـ على يد الفينيسيين، ويبلغ ارتفاعه حوالي 32م، وتحيط به حديقة تحتوي على تمثال ضخم لأليكسندر المقدوني، ويستخدم البرج حالياً كمركز للعرض تابع إلى متحف سالونيك البيزنطي.
قوس وقبر غاليريوس
يعرف محلياً باسم كامارا، وهو عبارة عن قوس نصر مزخرف بدقّة، يعود تاريخ بنائه إلى سنة 297م، حيث بناه غاليريوس ليخلّد انتصاراته على الفرس، ويوجد بجانب القوس قصر غاليريوس وضريحه.
كنيسة القديس جورجيوس
تعتبر أقدم الأبنية في مدينة سالونيك وأكثرها محافظةً على هيئتها الأصلية، حيث يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثالث الميلادي، وتتميز الكنيسة بقبتها الكبيرة الواسعة، وخلال الفترة العثمانية تم تحويلها إلى مسجد باسم سليمان أفندي.
الفوروم الروماني
يقع في ساحة ذيكاستيريون، يوجد فيه بيه حمام Bey Hammam وهو بناء فخم يعود للفترة العثمانية كحمام عام للنساء والرجال، كما يوجد فيه كنيسة باناغيا خالكيون التي يعود بناؤها لسنة 1028م، وعلى جامع حمزة بيه الذي يعتبر أكبر مسجد في اليونان.
كنيسة القديس ديمتريوس
تعتبر أكبر كنيسة في اليونان مكرّسة للقديس ديمتريوس الذي أعدم على يد غاليريوس، يعود تاريخ بنائها إلى بداية سنة 412م، وتتميّز الكنيسة بوجود سراديب للموتى تحتها، ووجود الحجرة التي سجن فيها القديس، كما تضمّ العديد من اللوحات الجدارية والفسيفساءات والأيقونات التي تعبّر عن التاريخ المسيحيّ.
معالم أخرى
- متحف سالونيكي الأركيولوجي: يوجد فيه مجموعة أثرية تعكس ثراء مملكة مقدونيا القديمة وهلنستية، كما يوجد فيه مجموعة ذهب مقدونيا، ووثيقة درفيني التي تعود للقرن الرابع قبل الميلاد.
- متحف سالونيكي البيزنطي: يعتبر أهمّ متحف للفنّ البيزنطي في العالم، حيث يحتوي على جداريات، وأيقونات، ومنحوتات، وفسيفساء تعود إلى الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر.
تضم المدينة كذلك معالم أثرية تحتوي المدينة على مترو أنفاق والعديد من المقاهي والمطاعم، كما تتيح للزوار الاستمتاع بشواطئها وممارسة العديد من الرياضات المائيّة.