مدينة طروادة حالياً

كتابة:
مدينة طروادة حالياً

مدينة طروادة

تُعدّ مدينة طروادة بطلة الإلياذة وهي ملحمة الشّاعر الإغريقيّ هوميروس، راوي قصّة حصان طروادة الخشبيّ، الّذي أسقط المدينة أمام جنود أسبارطة الإغريق الّذين اختبأوا فيه، فدخلوا المدينة بالحيلة والخدعة، أمّا طروادة أو تروي، فهي مدينة قديمة قِدَم التّاريخ، موجودة في آسيا الصّغرى (تركيا حالياً)، وتعود نشأتها إلى ألف عام خلت قبل الميلاد، وتقول الأسطورة إنّه قد تشارك في بنائها كلّ من الآلهة: أبولو إله الفنّ والشّعر، وبوسيدون إله البحر؛ لذلك تُعدّ من أجمل المدن البحريّة المنيعة، والسّاحرة بإطلالاتها.


دُمّرت مدينة طروادة عشر مرّات، وأُعيد بناؤها في كلّ مرّة على أنقاض دمار سابقتها، كما أثبتت الحفريّات فيها بأنّها عبارة عن تسع مدنٍ، مدفونة تحت تلّ صغير، في المنطقة الّتي جرت فيها موقعة حرب طروادة، وهي مدينة جناق قلعة التركيّة أو شانكاله، أو حسب ما تُلقّب اليوم بمدينة المستقبل الاستثماريّة.


الموقع

تقع مدينة طروادة الحاليّة، أو مدينة جناق قلعة التركيّة في بلاد الأناضول، وتحديداً على مضيق الدّردنيل أو (كاناكال)، وهي تُنافس مدينة إسطنبول، وصارت تُسمّى (إسطنبول الأخرى)، وتحتلّ موقعاً جغرافيّاً متميّزاً؛ بوصفها مدينة ساحليّة تُطلّ على خليج ساروس، وجبال كاز ذات الغابات البعيدة عن التّلوّث، الّتي تؤمّن أهمّ مصادر الأكسجين الطّبيعيّ، إضافة إلى موقعها الذي يصل كلّاً من بحريْ: إيجة، ومرمرة معاً.


الأهمّيّة التّاريخيّة

كشف عالم الآثار الألماني هنريك شليمان عن موقع طروادة، وكان ذلك في عام ألف وثمانمئة وواحد وسبعين ميلاديّة، وأهمّ ما يميّز مدينة طروادة الحاليّة ارتباطها بحرب طروادة الّتي جرت على أرضها ودامت عشر سنين، حيث يوجد فيها نُصُب تذكاريّ لحصان خشبيّ؛ وذلك تخليداً لأحداث هذه الحرب الشّهيرة، وهو من أهمّ معالم المدينة، كما فيها نُصُب يعود إلى الشّهداء الّذين قضوا في حرب الدّردنيل، وعددهم خمسمئة ألف جنديّ.


السّياحة

تتميّز مدينة طروادة بوجود جزيرتين سياحيّتين، وهما جزيرتا: جوكتشا، وبوزجا، يقصدهما الزّوّار من الرّاغبين بالاستجمام في جوٍّ من السّكينة والاسترخاء، وتتوفّر في المدينة الأسواق الشّعبية والأسواق الكبيرة، مثل: سوق أينالي، ونظراً لتوفّر المقوّمات السّياحيّة والتّاريخية مثل: قلعة السّاعة، والبلدة القديمة أسوس، يتسارع المستثمرون للاستثمار فيها عبر مشاريع رائدة، منها: جسر مضيق جناق قلعة، والذي سيكون أطول جسور العالم.


هذا بالإضافة إلى وجود العديد من الفنادق والمنتجعات السّياحيّة والمتاحف، الّتي تزخر بالمحفوظات الأثريّة القديمة، مثل: التّماثيل، والأواني، والعملات، والحُليّ، والكنوز المصنوعة من الذّهب والفضّة، والتي تعود إلى طروادة، ومن أهمّ هذه المتاحف: متحف جناق قلعة البحريّ.

3317 مشاهدة
للأعلى للسفل
×