مدينة عانة
تقع مدينة عانة في العراق، وبالتحديد في محافظة الأانبار،على ضفاف نهر الفرات، تقع على بعد 212 كيلومتر غرب مدينة الرمادي، وبحسب إحصاء قامت به منظمة الأمم المتحدة لعام 2003م ، فقد بلغ عدد سكانها حوالي 37211 نسمة، وتعتبر مدينة عانة من المدن العراقية القديمة وأطولها، على امتداد نهر الفرات من الجهة اليمنى لما يقارب عشرين كيلومتر.
نشأة المدينة
تعد من المدن الأقدم على مستوى العالم، فمدينة عانة مأهولة بالسكان منذ 42 قرن حتّى الآن، فقد جاء ذكرها في المخطوطات البابليّة، ومخطوطات أخرى تعود لآشور ناصر بال الثاني، كما وذكرت على لسان العديد من المؤرخين، أمثال أميانوس مارسيليانوس وزوميوس، والقديس الإشبيلي إيسيدور، وغيرهم.
تمّ الإشارة في بعض المصادر القديمة بأنّ مدينة عانة قديماً كانت تمتد على ضفتي نهر النيل، بحسب ما ذكر بيدرو وديلا فاليه في رحلاتهم، إلا أن ليونهارت راوولف، ذكر أن المدينة كانت مقسمة إلى جانبين؛ جانب تركي محاط بمياه النهر لا يمكن الوصول إليه إلّا بالقارب، والجانب الآخرالعربي وهو الجزء الأكبر.
السكان
أغلب سكان المدينة في الوقت الحالي هم من المسلمين السنة، إلّا أنّ السكان القدامى، قبل الفتح الإسلامي للمدينة أثناء فتح بلاد الرافدين، كان أصلهم من الكلدان والبابليين، كما ذكر عن وجود سكان من اليهود أيضاً، والذين غادروا المدينة في الخمسينيات من القرن العشرين، واشتهر سكان مدينة عانة بذكائهم، وعرف عنهم طيبة القلب، وتمسّكهم الشديد بالدين، فما أن ترفع أصوات الآذان، حتّى يهرع الجميع للجوامع تاركين أعمالهم ومحلاتهم التجارية، حتّى أنّهم يقومون بالصلاة في ساحات المساجد نظراً لاكتظاظها بالمصلين.
يعرف عن سكان مدينة عانة أنّهم محبّون للعلم، حيث تخرج العديد من العقول الكبيرة منها، وتخصصوا بالعديد من المجالات؛ كالطب، والهندسة، والقانون، والأدب، والفنون، وتخرج منها أيضاً العديد من العلماء والشعراء والأطباء، ومنهم، الطبيب عزّت مصطفى، وهو وزير صحّة سابق، قدم العديد من الخدمات للمدينة.
الآثار
يوجد بالمدينة العديد من الآثار الإسلامية، ومن هذه الآثار ما يقع على جزيرة تدعى (جزيرة الباد)، والتي تظهر بشكل بارز في المدينة ويحيطها مياه نهر الفرات، وهذه الجزيرة يوجد بها أثر لمنارة فريدة من نوعها من حيث العمارة والشكل بين المنائر الموجودة بالعراق، إذ تظهر بين أطلال ديار قديمة، وهي عبارة عن منارة مثمنة، عرضها قرابة الخمسة أمتار، مغطاة بمشكاوات تحيطها أطر مستطيلة، ومن المعتقد أن هذه المنارة تعود للقرن الحادي عشر الميلادي.