محتويات
مراحل تربية الطفل
يمر الطفل ابتداءً من عمر الرضاعة وحتى البلوغ بفترات تطور بارزة ومحددة يطلق عليها عادة الأعمار والمراحل، ويحدث للإنسان خلال كل مرحلة من هذه المراحل العديد من التغيرات الدماغيّة، والفكرية، والجسدية، والعاطفية، واللغوية،[١] وتختلف آراء العلماء حول عدد مراحل نمو الأطفال، وكيفية تقسيمها، ففي عام 1936م وضع عالم النفس السويسري جان بياجيه(بالإنجليزيّة: Jean Piaget)، نظريةً قسم فيها مراحل نمو الطفل إلى أربع مراحل أساسيّة وهي: من الولادة حتى عمر 18-24 شهراً، ومن عمر السنتين حتى سن السابعة، ثم المرحلة الممتدة من سن السابعة وحتى سن الثانية عشرة، وأخيراً مرحلة المراهقة، في حين قسم عدد آخر من العلماء مراحل نمو الأطفال إلى ست مراحل هي: حديثي الولادة، والرُضع، ومرحلة ما قبل المشي، ومرحلة ما قبل الدراسة، والعمر الدراسي، وأخيراً المراهقة.[٢]
تربية الطفل حديث الولادة
تعتبر هذه المرحلة أولى مراحل نمو الطفل، حيثُ يبدأ جسده وعقله بالتكيف على العيش في العالم الخارجي، وتمتد هذه المرحلة منذ ولادة الطفل وحتى الشهر الثاني تقريباً، ومن الطبيعي أن يكون الطفل في حالة بكاء واهتياج مستمرة في هذا العمر، إذ تزداد هذه الحالة في الأسبوع 6-8 من عمره، ثم تبدأ بالاستقرار خلال الأسبوع 12-16 تقريباً، في هذه المرحلة أيضاً يكون الطفل قد كون رابط قوي مع أمه وقادراً على تمييز صوتها وابتسامتها، كما يبدأ بدوره بالابتسام، ورفع الرأس والصدر عندما يكون ممدداً على بطنه، إضافةً إلى تركيز النظر على الأجسام من حوله، ووضع يديه في فمه، والإمساك بالأشياء.[٣][٤]
يشعر الطفل في هذه المرحلة بالطمأنينة والأمان بين ذراعي والديه، ومن السلوكيات التي تعزز هذا الشعور لديه؛ حمله والنظر إليه، والتكلم بصوت هادئ وحنون معه، والغناء له، وأخذه في جولة من خلال حمله أو وضعه بالعربة، إلى جانب لفه ببطانية ناعمة تشعره بالأمان، بالإضافة إلى الاستجابة السريعة لبكاء الطفل،[٥] كما يساعد تدليك الطفل على تهدئته وإشعاره بالطمأنينة خاصة إذا كان يشعر بالقلق أو الانزعاج، كما تعتبر وسيلة رائعة لتعزيز التواصل مع الطفل.[٤]
يساعد قيام الوالدين بالرد على الأصوات التي يصدرها الطفل في هذه المرحلة بأصوات أخرى مشابهة على تطوير مهارات الطفل اللغوية وقدرته على الحوار، كما يساعد منح الطفل ألعاباً ملونة بمختلف الأشكال والأحجام في تطوير قدرته على إمساك الأشياء واكتشافها، مع المحافظة على ابقاءها في أماكن بعيدة عن مكان نومه، أو بالقرب من أدواته حتى لا تعيق حركته أو تؤذيه،[٦] هذا ويساعد منح الطفل بعض الدقائق يومياً للجلوس على بطنه، على تقوية عضلات رأسه ورقبته، إضافةً إلى تقوية الجزء العلوي من جسده، فهذه العضلات تساعد الطفل على رفع رأسه، وتمكينه من الحبو، كما تلعب دوراً في تمكينه من الوقوف عندما يكبر، وتجدر الإشارة إلى أهمية مراقبة الطفل أثناء جلوسه في هذه الوضعية، والحرص على أن يكون الطفل ممداً على ظهره أثناء النوم.[٤]
تربية الطفل الرضيع (3-12) شهر
يتواصل الطفل في هذا العمر مع والديه من خلال الابتسام لهم، والنظر إليهم، إضافةً الى التشبث بهم، ويمكن القول بأنَّه يستخدم هذه الطرق للتعبير عن احتياجاته، حيث تكون هذه المهارات الاجتماعية والعاطفية في طور النمو، ومع تقدم الطفل بالعمر وتطور هذه المهارات يصبح قادراً على فهم العالم من حوله، وتجدر الإشارة إلى أن الطفل في هذه الوقت يبدأ بالتعرف على أجزاء جسمه واستخدامها، إضافةً إلى متابعة ردود أفعال والديه، وتعبيرات وجوههم، وطريقة كلامهم، ويساعد اللعب مع الطفل، والاهتمام به، والتواصل الهادئ معه على تعزيز شعوره بالطمأنينة والأمان، كما تعتبر السلوكيات الصادرة من الأهل مثل؛ الغناء للطفل والقراءة له، واللمسات الناعمة والحنونة، أكثر ما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة لتطوير قدراته الدماغية.[٧]
ومن أجل تطوير مهارات الطفل في هذه المرحلة، يجب السماح له بالتحرك بحرية في مساحة آمنة وتشجيعه على اكتشاف ما حوله من خلال الزحف والمشي، وتجنب إبقائه في السرير أو المقعد لفترات طويلة، كما يعتبر التنزه مع الطفل وزيارة أماكن مختلفة كالحديقة، والمتجر وغيرها من الأمور المفيدة، ويجب الأخذ بعين الاعتبار إعطاء الطفل مجالاً للاعتماد على نفسه مع تقديم بعض العون له دون مبالغة، ومن الضروري اتباع روتين أو جدول زمني معين اثناء تربية الطفل كإطعامه الوجبات في وقتٍ محددٍ كل يوم؛ مما يزيد من شعوره بالراحة والتنظيم، إلى جانب استخدام المصطلحات نفسها في كل مرة للدلالة على الأشياء مثل كوب، وكرة؛ ليتمكن من تعلمها.[٨]
تربية الطفل حديث المشي (1-3) سنوات
تعتبر هذه المرحلة من حياة الطفل مليئة بالتجارب بالنسبة للوالدين، مثل أخذ طفلهم لزيارة طبيب الإسنان لأول مرة، ودخول الطفل بنوبة غضب وكيفية التعامل معها، إضافة إلى توجيه الطفل للتغلب على كل ما يخيفه أو يخشاه،[٩] ويجدر الإشارة إلى أنَّ الطفل في هذا العمر يبدأ بتعلم العديد من الأمور كنطق الأرقام على شكل أغنية ولكن دون فهم معناها، كما يبدأ الطفل بتكوين روتينه الخاص باللعب، وفهم معاني بعض الكلمات البسيطة ذات العلاقة بالأحجام مثل كبير وصغير، كما يكون الأطفال في هذه المرحلة فضوليين، ويطرحون الكثير من الأسئلة عن البيئة المحيطة بهم، ويقومون بتقليد اًصوات الحيوانات، وحركاتها، كما يستمتعون بالتنزه في الأماكن الطبيعية.[١٠]
يجب على الوالدين في هذه المرحلة الحرص على تخصيص بعض الوقت للقراءة مع الطفل، واللعب معه، وتشجيعه على اكتشاف العالم من حوله من خلال التنزه معه بالسيارة أو مشياً على الأقدام، إلى جانب مساعدته على نطق اسمه وعمره، والثناء على أي سلوكٍ إيجابي يقوم به، أوعند التزامه بالتعليمات الموجهة إليه، وتعليم الطفل كيفيّة التعبير عن مشاعره بطريقة صحيحة.[١١]
تربية الطفل بعمر (3-5) سنوات
في هذه المرحلة العمرية يصبح الطفل أكثر قدرة على التحكم بنفسة وبعواطفه في أغلب الأحيان، بحيث يُكَّون الطفل في هذا السن جانباً مستقلاً من شخصيته، فيقلُ اعتماده بشكلٍ كاملٍ على والديه، كما تتطور جوانب معرفتة، وقدراته، إضافةً إلى تطور مهاراته الاجتماعيّة والعاطفيّة، يحتاج الطفل في هذه المرحلة يكون بشكل شديد للإرشاد والتوجيه بطريقة محببة وإيجابية؛ ويجب أن يعطي الوالدين أهمية كبيرة للتواصل مع الطفل، والحرص على التواجد إلى جانبه وتقديم العون له خلال سنوات النمو هذه؛ وذلك لأنَّ طبيعة العلاقة بين الطفل ووالديه في هذه المرحلة ستحدد بشكل كبير طبيعة العلاقة بينهما فيما بعد.[١٢]
ولمساعد الطفل على التعلم في هذه المرحلة؛ يجب الحرص على تبسيط الأمور وفرض قواعد سهلة، إلى جانب تكرارها بشكل مستمر وبالصيغة نفسها ليتمكن الطفل من تعلمها، والأخذ بعين الإعتبار أهمية الثناء والمدح في خَلق النجاح لديه، لذا يجب أن يستغل الوالدين كافة الفرص لمدح أي سلوك جيدٍ لطفلهم، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الطفل يرى في والديه قدوةً له، ويحاول دائماً مراقبة تصرفاتهم ، لذا من المهم أن يشكل الوالدين قدوةً حسنةً له،[١٣] كما أنَّ تشجيع الطفل على اللعب مع غيره من الأطفال، يعزز مفاهيم المشاركة والصداقة لديه، ومن المهم أيضاً مساعدة الطفل على تحسين مهاراته اللغويّة والتواصل معه باستخدام جمل كاملة.[١٤]
تربية الطفل في سن المدرسة ( 6-12) سنة
قد يبدو الطفل في هذه المرحلة أنَّه وصل إلى حالة من النمو أو التطور الكافي، إلا أنَّ بعض الجوانب والمهارات لديه لا تزال بحاجة إلى التطور، فهو بحاجة شديدة لاكتساب المهارات الاجتماعية مثل؛ تكوين صداقات، وكيفية الثقة بالآخرين، وحل المشكلات، بالإضافة إلى مهارات العمل الجماعي، كما أنَّ الطفل في هذه المرحلة بحاجة لتعلُّم كيفية طلب المساعدة من الآخرين، والتحدث معهم ومعاملتهم بأسلوب حسن، ويجدر الإشارة إلى أنَّ الطفل في هذا العمر لا يمتلك من الخبرة الحياتية ما يكفيه ليحدد لنفسه أهدافاً ويقوم بتحقيقها، فهو بحاجة إلى تذكيره بواجباته ومسؤولياته طوال الوقت، كما يصعب عليه تحديد نقاط قوته وضعفه؛ وهنا يأتي دور الأهل لمساعدة الطفل في خوض التجارب التي تشكل تحدي بالنسبة له ولكن بنفس الوقت ضمن حدود إمكانياته.[١٥]
يستطيع الآباء في هذه المرحلة تشكيل علاقة وثيقة بينهم وبين طفلهم من خلال التواجد في حياة الطفل، ومشاركته جوانب حياته المختلفة والأنشطة التي يقوم بها، إضافة لتوجيهه بشكل إيجابي نحو الصواب، وتقويم سلوكه، والسماح له بالتعبير عن مشاعره والتحدث بحرية، ومنحه الثقة والتشجيع لممارسة هواياته والأنشطة التي يحبها، إضافة إلى الثناء على انجازاته الشخصية، وإعطاء الطفل الوقت والاهتمام الكافيين.[١٥][١٦]
تربية الطفل المراهق ( 13-18) سنة
تعتبر مرحلة المراهقة مرحلة توضح مدى استعداد الطفل لمواجهة الحياة بعد مرحلة الدراسة الثانوية، حيث يكون الطفل مستقلاً بشكلٍ كبير في نواحٍ كثيرة، ولكن هناك بعض الجوانب الأخرى التي تحتاج إلى أن يتم تطويرها، ومن ناحية النمو فيحدث للطفل في مرحلة المراهقة اختلاف بشكلٍ ملحوظ، ويمر بالكثير من التغيرات من الناحية الجسديّة.[١٧][١٨] ومن الجدير بالذكر أنَّ الطفل يكون في أمس الحاجة لدعم وتواجد الوالدين في هذا المرحلة، هذا وأظهرت الدراسات أنَّ خلق بيئة أسرية مليئة بالإيجابية، والتواصل المستمر بين الطفل ووالديه، وممارسة الأنشطة العائلية إلى جانب الأنشطة المجتمعية، سيمكِّن الطفل من تجاوز هذه المرحلة بكل سهولة ويُسر.[١٩]
يجب على اللآباء في هذه المرحلة دعم المراهق في تكوين شخصيته المستقلة، وإدراك أنَّ اختلاف الكثير من وجهات النظر بينهم هو أمر طبيعي،[١٧] ومن المهم على الوالدين مراعاة خصوصية المراهق، ولكن يجب الحرص على تحديد صلاحيات المراهق وحدوده لأنهم بحاجة إليها، كما يمكن سماع رأيهم وإشراكهم في وضعها لزيادة تقبلهم لها، يجب أيضاً الحرص على مساندته في التخطيط لمستقبله، وإرشاده، وتقديم النصائح له؛ لتجنب كل ما يضر بصحته كالمخدرات والكحول، ودعمه لمواجهة المشاكل والتحديات الجديدة، إلى جانب مناقشة أساليب السيطرة على توتره وكيفية التعامل معه.[٢٠][١٨]
المراجع
- ↑ "The Ages and Stages of Child Development", childdevelopmentinfo.com, Retrieved 2020-8-9. Edited.
- ↑ "WHAT ARE THE 5 STAGES OF CHILD DEVELOPMENT", riseservicesinc.org, Retrieved 9-8-2020. Edited.
- ↑ Gina Shaw, "Baby’s First Year: How Infants Develop"، www.webmd.com, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "1-2 months: newborn development", raisingchildren.net.au,13-3-2020، Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ↑ "Child Development Guide: Newborn", www.choc.org, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ↑ "Learning, Play, and Your 1- to 3-Month-Old", kidshealth.org, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ↑ "babies-0-12-months", www.positiveparentingconnection.net, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ↑ "Your Baby is One Year Old!", jitp.info, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ↑ "Ages & Stages", my.clevelandclinic.org, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ↑ "Brain Development (Toddlers, 1-3 Years)", www.kidcentraltn.com, Retrieved 2020-8-10. Edited.
- ↑ "TODDLERS (1-3 YRS) DEVELOPMENTAL MILESTONES", americanspcc.org, Retrieved 2020-8-10. Edited.
- ↑ "preschoolers-3-5-years", www.positiveparentingconnection.net, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ↑ "Growth & Development: 3-5 Years", www.rileychildrens.org, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ↑ "Preschoolers (3-5 years of age)", www.cdc.gov,6-3-2020، Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ^ أ ب Family Development Guide, Your SchoolAge Child 6–12 years old, Page 39,40. Edited.
- ↑ "Child Development Guide: 6 to 12 Years (School Age)", www.choc.org, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ^ أ ب Amy Morin (28-7-2019), "Teen Parenting Tips (13, 14, 15, 16, 17, and 18-Year-Olds)"، www.verywellfamily.com, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ^ أ ب "Child Development Guide: 13 to 18 Years (Adolescent)", www.choc.org, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ↑ "Parenting Teenagers – Adolescent Development & Parenting Tips 13 – 18 ", childdevelopmentinfo.com, Retrieved 10-8-2020. Edited.
- ↑ "Signs of Normal Development Stages Ages 13-18", www.thewholechild.org,24-11-2018، Retrieved 10-8-2020. Edited.