محتويات
الجنين
يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة بعد بضعة أيّام من التبويض، إذ تجتمع الكروموسومات الأنثوية بالكروموسومات الذكرية لتشكّلان ما يسمّى بالزّيغوت أو البويضة المخصّبة، الذي يتحوّل في ما بعد لجنين، لكنّه لا يسمّى جنينًا إلّا بعد الدخول في الأسبوع التاسع من الحمل؛ أي عند عدم اكتمال تطوّر أعضاء الجسم الرئيسة، ويطرأ على الجنين في بطن أمّه الكثير من التغييرات والتطوّرات التي تسبق اكتمال نموّه.[١]
وتمتدّ فترة الحمل من آخر يوم في الدّورة الشهرية وحتى 40 أسبوعًا تاليًا، ويمرّ الجنين خلال هذه المدة بثلاث مراحل من النموّ تسمّى الثلث الأول، والثلث الثاني، والثلث الثالث الذي ينتهي مع الولادة.[٢]
مراحل تطور الجنين في بطن أمه
يمرّ الجنين بعدد من المراحل أثناء تخلّقه في رحم أمه، وهذه المراحل مُفصّلة في ما يلي:
الثلث الأول من الحمل
لا تٌعدّ المرأة حاملًا بالفعل خلال أوّل أسبوعين من الدورة؛ إذ تقتصر علامات الحمل في هذا الوقت على غياب الدورة، وتخصيب البويضة من الحيوان المنوي، وتكوين الكيسة الأريمية التي تعبر طريقها من قناة فالوب نحو الرحم لتستقرّ فيه وتنغرس مُشكّلةً بداية الحمل، ويُطلَق على المرحلة التالية لهذه الخطوة اسم المرحلة الجنينية؛ وهي تبدأ مع الدخول في الأسبوع الخامس، إذ يصبح فيها حجم الطفل بحجم رصاصة القلم؛ فهو صغير، ويتكوّن من ثلاث طبقات؛ هي:[١]
- طبقة الأديم الظاهر، التي تتطوّر في ما بعد لتشكّل خلايا الجهاز العصبي، والأنسجة الضامّة، والأذنين، والعينين.
- طبقة الأديم المتوسط، التي تُعدّ مسؤولة عن تشكيل عضلات الطفل، وكليتيه، بالإضافة إلى العظام، والجهاز التناسلي.
- طبقة الأديم الباطن، المسؤولة عن تكوين رئتَي وأمعاء ومثانة الجنين.
يبدأ قلبه بالنبض مع الدخول في الأسبوع السادس من الحمل، بينما تنمو براعم الذراعين والساقين والدماغ والرأس خلال الأسبوع السابع، كما تبدأ عدسات العينين والأنف بالتشكّل، ويتبع ذلك تطوّر ملحوظ في شكل الأنف خلال الأسبوع الثامن، كما تتكوّن الأذنان والجفنان والشفة العليا للفم، بينما يزداد وضوح الأذنين والجفنين في الأسبوع التاسع، وتتكوّن أصابع القدم، ويصبح بإمكان الجنين ثني ذراعيه عند المرفق.[١]
تنتهي المرحلة الجنينية مع الدخول في الأسبوع العاشر، إذ يصبح للجنين شكل يشبه شكل المولود الصغير جدًّا، وحجمه 2 سنتيمتر، وتشهد المرحلة التالية من الأسابيع الحادي عشر والثاني عشر نموًّا في أظافر الجنين، يتبعه تطوّر في الوزن الذي يصل إلى 2 سنتيمتر، ويزداد نموّ الجنين فتظهر أعضاؤه الجنسية، وتتكوّن الدهون على جسمه، وتكتسب عظامه القوة والصلابة، ويبدو شعره واضحًا، ويستطيع سماع صوت أمّه مع نهاية الأسبوع الثالث عشر.[١]
الثلث الثاني من الحمل
يُكشَف عن نوع الجنين وتشعر الحامل بحركته خلال الثلث الثاني من الحمل، إذ يتطوّر نموّه مع دخوله في الأسبوع الثالث عشر؛ فتتصلّب عظامه الطويلة وعظام الرأس ليغدو هيكل جسمه صلبًا، كما أنّه يفرز البول الذي يبقى موجودًا في الكيس الأمنيوتي، الذي يُعدّ البداية لتصنيع السائل الأمنيوسي، وفي ما يبتلع الطفل بعضًا من هذا السائل؛ فإنّه يعود ويفرزه في الكيس الأمنيوسي.
وجلد الجسم يصبح رقيقًا وشفافًا، لكنّه يبدأ تدريجيًّا باكتساب السماكة، ومن ناحية أخرى، فإنّ خلايا الدم الحمراء في الطحال تبدأ بالتطوّر في الأسبوع الرابع عشر، بالإضافة إلى هيكل الرقبة الذي يصبح أكثر دقّةً ووضوحًا، كما تنمو الأطراف السّفلية للجنين أيضًا، ومع نهاية هذه المرحلة يصل وزن الجنين إلى 45 غرامًا، بينما يصل طوله إلى 3 سنتيمتر.[٣] ويبدأ شعر جلدة رأسه بالتكوّن خلال الأسبوع الخامس عشر، كما يستمرّ تطوّر الجنين لتصبح عظام هيكله واضحةً ومرئية عبر صور الموجات فوق الصّوتية، وينتصب الرأس ويصبح قائمًا بعد الأسبوع السادس عشر، كما يتطوّر تخلّق الأذنين ليصبح قريبًا من الشّكل النهائي لهما، وتبدأ العينان بالتحرّك البطيء، وتتحرك أطراف الطفل بشكل متّسق، لكنّ هذه الحركة بطيئةً وتدريجية، ويصل وزن الجنين في هذه المرحلة إلى 110 غرام، ويصل طوله إلى 4 سنتيمتر.[٣] وتنمو أظافر القدمين بعد الأسبوع السابع عشر من وجود الجنين في الرحم، إذ يزداد نشاطه وحركته في السائل الأمنيوسي، ويصبح قلبه قادرًا على ضخّ 100 وحدة من الدم يوميًّا، وتظهر أذناه واضحتين ودقيقتين بشكلهما في أواخر الأسبوع الثامن عشر، وتمتلكان خاصية السمع، وتبدأ العينان بتوجيه حركتهما ونظرهما نحو الأمام، إضافة إلى تطوّر الجهاز الهضمي، وزيادة قدرته على أداء وظيفته، ويشار إلى وزن الطفل خلال هذه المرحلة؛ إذ يزداد ليصل حتى 200 غرام، كما يصل طوله إلى 5 سنتيمتر.[٣] وتتشكّل طبقة دهنية على الجلد الرقيق تحميه من التآكل، والخدش، والتصلّب الذي قد يصيبه بسبب السائل الأمنيوسي، ويحدث هذا التطوّر مع بداية الأسبوع التاسع عشر، ويتكوّن الرحم والقناة المهبلية لدى الجنين الأنثى، وفي منتصف الأسبوع الثامن عشر يبدأ الطفل بالحركة أكثر، فينام ويستيقظ، ويتأثّر بالأصوات التي قد تزعج نومه، ويصل وزنه إلى 320 غرامًا، وطوله إلى 6 سنتيمتر، ومع تطوّره أسبوعًا واحدًا يبدأ بامتصاص إصبعه الإبهام، وينمو على جسمه شعر اللانجو الواقي للجلد، وبعد مرور عشرين أسبوعًا تتكوّن الدهون التي تُكسِبه الحرارة والدفء، كما تبدو الحواجب والشعر واضحين ومرئيين، إلى جانب نزول الخصيتين لدى الجنين الذكر.[٣]
ويصل وزنه إلى 460 غرامًا مع نهاية الأسبوع الثاني والعشرين، ويصل طوله إلى 7 سنتيمتر، فيما يبدأ بتحريك عينيه سريعًا مع دخوله في الأسبوع الثالث والعشرين، وتتخلّق حوافّ الأطراف العلوية والسفلية؛ مما يعني بداية تكوّن بصمات الأصابع لاحقًا، ويتجعّد جلده ويصبح لونه ورديًّا مائلًا إلى الأحمر في الأسبوع الرابع والعشرين، ويصل وزنه إلى 630 غرامًا، وطوله 8 سنتيمتر، وفي الأسبوع التالي يقدر الطفل على التفاعل مع صوت الأم والردّ عليها من خلال الحركة، كما ينام كثيرًا، وتتحرّك عيناه رغم انغلاق الجفون وعدم تفتّحها، وتتطوّر رئتاه في الأسبوع السادس والعشرين، ويبلغ وزنه 820 غرامًا، وطوله 9 سنتيمتر، فيما يصبح جلده ناعمًا أكثر بسبب تراكم الدهون بشكل أكبر من قبل، كما يزيد تطوّر الجهاز العصبي في الأسبوع السابع والعشرين.[٣]
الثلث الثالث من الحمل
يبدأ الطفل بالتأثّر بالضوء الخارجي وأصوات الموسيقا في الثلث الثالث من الحمل، ويستطيع ممارسة بعض الحركات الأساسية؛ مثل: الإمساك، وتنمو أظافر الأصابع وتكتمل، وقد يغطّي الشعر الرأس كاملًا، أو قد يظهر الطفل أصلع، وتتكوّن الرموش، ويزول شعر اللانجو والطبقة الدهنية عن جلد الطفل تدريجيًّا، ويتّخذ جسمه وضعًا رأسيًّا لأسفل الرحم استعدادًا للولادة، كما يُفرز الجسم مادة كيميائية مسؤولة عن التحكم بالهرمونات، إضافة لاكتمال نمو الرئة.[٤]
أعراض حمل الجنين المبكرة
تعاني الحامل في بداية حملها من ظهور عدّة أعراض وعلامات تؤكد الحمل، وأوّلها غياب الدورة الشهرية، يتبعها شعورها بالرغبة الزائدة في التبوّل والإرهاق، والغثيان الذي قد يصيبها في أي وقت من النهار، لكنّه يشتدّ في أوقات الصباح، بالإضافة إلى الاكتئاب، والتقلّب المزاجي، وانتفاخ البطن، كما تظهر تغييرات عدة على الثدي؛ فيصبح متورّمًا وحسّاسًا تجاه اللمس، ويؤدي التغيّر الهرموني في جسمها إلى الشعور بالإعياء والتعب.[٥]
أعراض حمل الجنين في الثلث الثاني
يترافق الثلث الثاني من الحمل مع ظهور عدّة أعراض على المرأة تتمثّل بزيادة الغثيان، وكبر حجمَي الثدي والبطن، بالإضافة إلى ظهور البقع البنية المُسمّاة بالكلف على الوجه، ويعزى سبب ظهورها إلى تأثير الهرمونات في صبغة الميلانين، ويرتبط ذلك أيضًا بظهور خط بُنّي طولي على البطن، ويشار إلى زوال هذين العَرَضين مع الولادة، وقد تعاني بعض النساء من مشكلات في اللثة، والأسنان، أو زيادة حجم الأنف.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت ث Ashley Marcin (14-3-2016), "Embryo vs. Fetus: Fetal Development Week-by-Week"، www.healthline.com, Retrieved 1-11-2019. Edited.
- ↑ Melissa Conrad Stöppler (23-1-2019), "Stages of Pregnancy: Week by Week"، www.medicinenet.com, Retrieved 1-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Fetal development: The 2nd trimester", www.mayoclinic.org,8-7-2017، Retrieved 1-11-2019. Edited.
- ↑ "Your Baby’s Development: The Third Trimester", www.familydoctor.org,27-2-2018، Retrieved 1-11-2019. Edited.
- ↑ "Symptoms of pregnancy: What happens first", www.mayoclinic.org,11-5-2019، Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑ "Second trimester pregnancy: What to expect", www.mayoclinic.org,21-6-2017، Retrieved 6-11-2019. Edited.