محتويات
العلاقات الإنسانية
يعد وجود علاقات تفاعليّة بين البشر من ضرورات الحياة والتواصل بينهم، بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو معتقداتهم، وهذا النمط من العلاقات يحتاجه البشر في حياتهم اليوميّة، حيث إن حاجات الإنسان في كثير من الأحيان متعلّقة ومرهونة بما عند غيره من البشر، ومرت العلاقات البشرية بمراحل متعددة حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، وتطور هذه العلاقات يخضع تلقائياً بالعصر ومنجزاته، وهناك آثار تترتب على إيجابيّة العلاقات بين البشر.
مراحل تطور العلاقات الإنسانيّة
- البداية: تمثل اللقاء الأول بين الأشخاص، ورؤية ذوي العلاقة بعضهما للوهلة الأولى.
- التجربة: وفي هذه المرحلة يتم التعارف، وتبادل الاهتمامات، سواء كانت سياسيّة، أو اقتصاديّة، او اجتماعيّة، أو فنيّة، او ثقافيّة، أو أدبيّة، أو رياضيّة.
- التعزيز: وفي هذه المرحلة يتمّ تقوية العلاقات وتعزيزها بتكرار اللقاءات، وتبادل الزيارات والهدايا.
- التكامل: حيث تتشابه وتتشابك الاهتمامات، فيتحدان في بعض المواقف، مع حفظ كل منهما لعناصر شخصيّته وكيانه.
- الارتباط: حيث يلتزم كل طرف نحو الآخر في كثير من الأمور، والعمل ، والمساعدة، وحل المشاكل.
أنواع العلاقات الإنسانية
- العلاقة بالنفس: وهو المحور الداخلي للإنسان، فحسن فهم الإنسان لنفسه واحتياجاته، وانضباط علاقته بها، ينعكس إيجاباً على علاقته بغيره.
- العلاقة بالناس: وهو المحور الخارجي لعلاقات الإنسان، وفيه تنتظم علاقات الإنسان بغيره ضمن عدة محدّدات؛ كالدين، والأخلاق، والمبادئ، والقيم، والعادات، وخير العلاقات تلك التي تتحرر من جعل المصالح الذاتيّة محورها الأساسي
- العلاقة بالله تعالى: وهي من أرقى العلاقات وأقواها وأفضلها، فهي الموجهة والضابطة لكل أصناف ومحاور العلاقات الإنسانيّة.
قوانين في العلاقات البشرية
- قانون الحب:الإنسان يميل إلى الاندماج مع الآخرين ضمن معايير ومؤثرات من الحبّ المتبادل.
- قانون الصراع: وهو قانون يختلف الناس في فهمه وإدارته، ويتأثر بعوامل ومحددات عدّة؛ كالدين، والمبادئ والقيم، والمصالح الإنسانيّة، ولعلّ اختلاف تقدير المصلحة من أقوى عوامل الصراع بين البشر.
- القيم والأخلاق: حيث تؤثر القيم والمثل العليا عند كثير من البشر في أشكال وأنماط تعاملهم معاً.
الإسلام والعلاقات الإنسانية
يحرص الإسلام على إقامة علاقات إنسانيّة بين البشر على أسس من العدل والرحمة والحكمة، فمن ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13] فالغاية من التنوُّع في خلق الشعوب والقبائل، هو تحقيق التعارف بين البشر، ومتى تمَّ هذا فإنَّه ينتج عنه علاقات تقوم على أواصر المحبَّة والأخوَّة والقيم. يقول صلى الله عليه وسلّم: (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ، إذا اشتكَى منه عضوٌ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى) [صحيح مسلم] فالحديث يوضح شكل العلاقات التي يجب أن تكون بين من تجمعهم أواصر الإيمان والتقوى، وهذا تشبيه يعبِّر عن قوَّة الترابط بينهم، وقوله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها وخالِقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ) [حسن] وهو معيار أصيل في كيفيّة التعامل بين البشر حتى مع من يسيء.
نتائج العلاقات البشرية السليمة
عندما تقوم العلاقات البشريّة على أسس سليمة من الدين والقيم والمبادئ والعادات والتقاليد، فإنّها تؤدي حتماً إلى التماسك والترابط بين البشر، وتقوي دعائم الاستقرار، وتبعث على النهوض والتقدم والازدهار في شتَّى ميادين الحياة، وتعطي صورة حضارية رفيعة للعلاقات البشرية المنضبطة الموزونة، وبخلاف ذلك تكون النتيجة مأساويّة على البشر، حيث تعمّ الفوضى، وتسيطر الأنانيّة والطمع على علاقات البشر، فتكثر النزاعات، ويعمّ الشقاق.