مراحل تكوين الجنين

كتابة:
مراحل تكوين الجنين

مراحل تكوين الجنين

مراحل تكوين الجنين أو مراحل تطوّر ما قبل الولادة هي العملية التي تحدث خلال الفترة ما بين حدوث الإخصاب للبويضة -تكوين الجنين- والولادة، حيث يتطور جسم الإنسان من خلية واحدة ينتجها اتحاد خليتين جنسيتين من الذكر والأنثى ما يمثل بداية فترة ما قبل الولادة، حيث تبدأ عملية تكوين الجنين بمرحلة انقسام الخلايا وتمايزها الأولي ونضوجها، تليها مرحلة تكوين الأعضاء ومن ثم مرحلة نضوج الأنسجة والأعضاء والنمو السريع للجسم، تنتهي هذه الفترة مع الولادة لتتبعها الفترة الطويلة لما بعد الولادة، حيث بيّن العلم أنّه تستمر التغيّرات الجسمانية في الحدوث لتكتمل وتنتهي عند عمر 25 سنة تقريبًا، ولكن ما سيتم التطرق إليه هنا هو موضوع تكوين الجنين في مراحل ما قبل الولادة.

تكوين الجنين في الثلث الأول من الحمل

الثُلث الأول من الحمل يمثّل الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، والتي تبدأ منذ اليوم الأول من الحمل وحتى الأسبوع الثاني عشر، حيث تبدأ عملية تكوين الجنين وتطوّره بعد عملية الإخصاب بوقت قصير، فتتحد البويضة مع الحيوان المنوي ليشكّلا ما يُسمّى بالزايجوت، الذي يحتوي على 46 كروموسومًا -23 من الأم و23 من الأب- الذي يشكّل الأساس في تحديد جنس الطفل وخصائصه الجسدية، ليبدأ بالانقسام لتشكيل مجموعة من الخلايا تُعرف باسم الكيسة الأريمية والتي تشبه في شكلها توت العليق الصغير، حيث تنغرس في بطانة الرحم في الأسبوع الرابع من الحمل تقريبًا، ثم تتمايز هذه الخلايا لتشكّل المجموعة الداخلية منها الجنين أما الطبقة الخارجية منها فتشكّل جزء من المشيمة، المسؤولة عن نقل الغذاء والأكسجين للطفل طوال فترة الحمل، لتبدأ بعد ذلك مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية أو ما يُعرف باسم هرمون الحمل بالزيادة السريعة في الأسبوع الخامس ليتوقف المبيضان عن إطلاق البويضات وإنتاج المزيد من هرمون الأستروجين والبروجسترون، ليؤدي ذلك لوقف فترة الحيض عن الحدوث وتغذية المشيمة لتنمو، وفي هذه المرحلة سيتكوَن الجنين من ثلاث طبقات كالآتي: [١]

  • الطبقة العليا: وهي الأديم الظاهر التي ستشكَل الطبقة الخارجية المتكونة من الجلد، والأنظمة العصبية المركزية والفرعية، بالإضافة إلى العينين والأذن الداخلية.
  • الطبقة الوسطى: وهي الأديم المتوسط التي ستشكَل القلب ونظام الدورة الدموية، كما ستشكّل الأساس للعظام، الأربطة، الكلى ومعظم أجزاء الجهاز التناسلي.
  • الطبقة الداخلية: وهي الأديم الباطن التي ستشكّل الأساس الذي ستتطور منه الرئتين والأمعاء.

في الأسبوع السادس سيكون النمو سريعًا نسبيًا حيث سيُغلَق الأنبوب العصبي الموجود على ظهر الطفل، ليتطور الدماغ والنخاع الشوكي منه، ثم يبدأ القلب والأعضاء الأخرى بالتشكّل أيضًا، تتبعها البنية اللازمة لتطوّر العينين والأذنين، وتظهر براعم صغيرة التي ستشكّل فيما بعد الذراعين كما يبدأ جسم الطفل بالانحناء ليظهر على شكل حرف C، وفي الأسبوع السابع يتطوّر رأس الطفل بما في ذلك نمو الدماغ والوجه، وبالذات فتحات الأنف وشبكية العين، وهنا أيضًا تظهر براعم الأطراف السفلية الصغيرة التي ستتطوّر فيما بعد لتصبح أرجل، ليتبعها تشكّل الأصابع في الأسبوع الثامن، والتطوّر الملحوظ في شكل الأذنين، العينين، الشفة العليا والأنف، واستقامة الجذع والرقبة نسبيًا، ليزيد طول الطفل بنحو 11 إلى 14 ملليمتر.

ثم يستمر التطوّر التدريجي للأعضاء الظاهرية من أطراف علوية وسفلية بالإضافة للرأس والوجه وذلك خلال الأسبوعين التاسع والعاشر، لنصل إلى الأسبوع الحادي عشر حيث تتطوّر الأعضاء التناسلية لدى الطفل في نهاية هذا الأسبوع، كما تبدأ خلايا الدم الحمراء بالتشكل في الكبد وتظهر معالم الوجه تدريجيًا، ليوصف الطفل رسميًّا بأنه جنين، وفي نهاية الأسبوع الثاني عشر أي في نهاية الثُلث الأول من الحمل تظهر ملامح وجه الطفل بصورة واضحة، كما تنمو الأمعاء في بطنه بالإضافة إلى أظافره، أما بالنسبة لطوله فقد يصل لحوالي 61 مليميتر ووزنه لحوالي 14 غرام.

تكوين الجنين في الثلث الثاني من الحمل

الثُلث الثاني من الحمل يمثّل الشهور الثلاثة التالية من الحمل، والتي تبدأ منذ الأسبوع الثالث عشر وحتى الأسبوع الرابع والعشرين، فمن بداية هذا الثُلث وحتى الأسبوع السادس عشر، يستمر تطوّر الجنين ليصبح تقريبًا بالإمكان رؤية ما هو أسفل طبقة جلد الجنين، كما ينمو جزء من الشعر على الرأس، ويزيد نمو العضلات والعظام لتصبح أقرب لتشكيل أساس الهيكل العظمي للجسم، كما ينمو الكبد والبنكرياس بشكل كبير، وتبدأ الأمعاء بفعل حركتها الأولى، كذلك يبدأ الجنين بالتحرك لتشعر الأم به.

أما بحلول الأسبوع العشرين، فتظهر الحواجب والرموش بالإضافة للأظافر بشكل أكثر وضوحًا، وكذلك تزداد حركة الجنين لتصبح حركة منتظمة ومستمرة نوعًا ما، كما يصبح الجنين قادر على سماع الأصوات من خارج الرحم، ويصبح بالإمكان سماع صوت نبض قلبه بواسطة سمّاعة الطبيب، [٢]، وفي هذا العمر للجنين عادةً ما يقوم الطبيب بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للمرأة الحامل ليتأكد من النمو الطبيعي للمشيمة والنمو الصحيح للطفل، فيمكن من خلاله رؤية نبضات قلب الجنين وحركة جسمه وذراعيه وساقيه، كما يمكن معرفة جنس الجنين. [٣]

في عمر 24 أسبوعًا، يصبح تكوين الجنين، شكله وهيئته أقرب ما يكون لتلك التي ستظهر عند الولادة، فتصبح العينان مكتملتين في نموهما تمامًا، وتتشكّل بصمات الأصابع المميزة كما تبدأ الشعيرات الهوائية الرئيسة بالتشكّل، وفي هذه المرحلة من عملية تكوين الجنين يصبح من الممكن ان تشعر الأم الحامل بحركات فجائية للجنين خاصةً عند صدور أصوات عالية في محيطها، ليدل ذلك على انسجام الجنين بالمحيط الخارجي أي خارج الرحم. [٢]

تكوين الجنين في الثلث الثالث من الحمل

الثُلث الثالث من الحمل يمثّل الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل، والتي تبدأ منذ الأسبوع الخامس والعشرين وحتى موعد الولادة، فقبل حلول الأسبوع 32 من مرحلة تكوين الجنين، لا بد من أن يصل وزن الجنين لحوالي 1.8 كيلو غرام وطوله لحوالي 28 سنتيمتر في هذه المرحلة[٢]، وتجدر الإشارة إلى أنه خلال هذه المرحلة وفي حال اضطررت الأم للولادة قبل الأوان، فهنالك فرصة كبيرة لبقاء الطفل على قيد الحياة بفضل التطور الطبي التكنولوجي، ووصول الجنين لمرحلة لا بأس بها من التكون[٣]، ففي هذه المرحلة تبدأ الرئتان بالقيام بحركات إيقاعية كنوع من الممارسة على التنفس، ويطوّر الجنين دورات خاصة للنوم والاستيقاظ، فقد تبدأ العينان بالفتح والإغلاق طبيعيًا.

وفي الأسبوع السادس والثلاثين يبدأ الجنين بتخزين الكالسيوم والحديد ومع ذلك تبقى عظامه طرية، كما يبدأ بتخزين الدهون واكتساب الوزن أكثر فيبدأ الجلد بالظهور كالجلد الطبيعي للرضيع، فهو بشكل عام أصبح يستعد للولادة حيث عادةً ما يغيّر وضعية جسمه ليصبح رأسه للأسفل داخل الرحم، وبحلول الأسبوع الثامن والثلاثين يكتمل نمو وتكوين الجنين، لينتهي باستبدال الشعر الناعم بفروة الرأس الطبيعية وتصبح الرئتان جاهزتان لأخذ النَفَس الأول، حيث أصبحت الولادة على وشك أن تبدأ! يبدأ جسم الأم في النهاية بضخ بعض الأجسام المضادة عبر المشيمة لحماية الجنين، كما قد تلاحظ الأم الحامل تراجعًا في حركة الجنين داخل الرحم وذلك نتيجةً لاكتمال نمو الجنين وزيادة حجمه بالطول والوزن، فيصبح المجال ضيقًا لحركته داخل الرحم. [٢]

المخاض وعملية الولادة

يتم تقدير موعد الولادة لدى المرأة الحامل بناءً على تاريخ آخر فترة حيض أو دورة شهرية لديها، وعلى الأغلب الطبيب هو من يقوم بتقدير هذا الموعد بالاعتماد على معلومات من المرأة الحامل، ولكن وبشكل عام، فإنه ليس من الضروري أن تحصل الولادة في الموعد المقدّر، فذلك يحدث فقط لدى نسبة لا تزيد عن 5% من النساء الحوامل. وعلى العكس من ذلك، فمن الممكن أن تحصل ولادة مبكّرة أيضًا، وهنالك فرصة كبيرة للبقاء على قيد الحياة للأجنّة المولودة ضمن فترة الثُلث الثالث من الحمل دون الحاجة للمساعدة من الأجهزة الطبية التكنولوجية، كل ذلك يعتمد على وجود حمل صحي أقرب إلى المثالي قدر الإمكان. [٤]

المراجع

  1. Pregnancy week by week-Fetal development: The 1st trimester, , "www.mayoclinic.org", Retrieved in 03-12-2018, Edited
  2. ^ أ ب ت ث What"s Going On in There During Pregnancy?, , "www.everydayhealth.com", Retrieved in 03-12-2018, Edited
  3. ^ أ ب Slideshow: Fetal Development Month by Month, , "www.webmd.com", Retrieved in 03-12-2018, Edited
  4. Prenatal Development, , "www.healthline.com", Retrieved in 03-12-2018, Edited
4714 مشاهدة
للأعلى للسفل
×