مررت على الديار ديار ليلى

كتابة:
مررت على الديار ديار ليلى

قائل قصيدة مررت على الديار ديار ليلى

قائل قصيدة "أمرُّ على الديار ديار ليلى" هو قيس بن الملوح "مجنون ليلى"، وهو شاعر غزل عاش في العصر الأموي،[١] واسمه قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة،[٢] ولم يكن في الحقيقة مجنونًا، ولكنه لُقب بالمجنون؛ لحبه الشديد لليلى العامرية ابنة عمه، والذي فاق الخيال في شاعريته، ذلك الحب الذي حمله في قلبه.[٣]

قصة قائل قصيدة مررت على الديار ديار ليلى

تعددت الروايات حول بداية حب قيس وليلى، ولكن الأرجح أنّ هذه القصة نشأت في البادية، حيث مرّ ذات يوم على جماعة من النسوة من بينهنّ ليلى، فأُعجبنَ بجماله ودعونَه، فنزل إليهنّ وأمر عبده بأن يعقر ناقته لهنّ، وتحدثن معه حتى جاء فتى اسمه منازل، فذهبن إليه وتركن قيس، فغضب غضبًا شديدًا، ومن بعدها صادف ليلى مرةً وجلسا معًا، وكان قد أُعجب بجمالها وحديثها.[٤]

عندما وجد أهل قيس أنّه مولع بها طلبوا من عمه أن يزوجه ابنته، لكنه رفض؛ لأنّ قيس قال في ابنته الشعر، وهذا الأمر عند أهل البداية يدل على أنّ هناك قصة حب بين الشاعر ومحبوبته، وهذا الأمر مرفوض لأنّ الثقافة العربية ترى أنّ الفتاة يجب أن لا تعيش قصة حب، فتتزوج ممّن يختاره أهلها لها.[٥]

نصح أحدهم أبا قيس بأن يأخذه للحج، لعل الله يُناجيه مما هو فيه، فلما كان بمِنى سمع أحدهم يصرخ "يا ليلى"، فصرخ صرخةً ووقع مغشيًا عليه،[٥] ولما أفاق قال:

عَرَضتُ عَلى قَلبي العَزاءَ فَقالَ لي

مِنَ الآنَ فَاِجزَع لا تَمَلَّ مِنَ الصَبرِ

إِذا بانَ مَن تَهوى وَشَطَّ بِهِ النَوى

فَفُرقَةُ مَن تَهوى أَحَرُّ مِنَ الجَمرِ

يُنادي سِواها أَسخَنَ اللَهُ عَينَهُ

وَلَيلى بِأَرضٍ عَنهُ نازِحَةً تُغري

أَقولُ لَها يَومًا وَقَد شَطَّ بي النَوى

مَتى المُلتَقى قالَت قَريبٌ مِنَ الحَشرِ

حَلَفتُ لَها بِاللَهِ ما بَينَ ذي الحَشى

سِواها حَبيبٌ مِن عَوانٍ وَمِن بِكرِ

جَعَلنا عَلاماتِ المَوَدَّةِ بَينَنا

تَشابُكَ لَحظٍ هُنَّ أَخفى مِنَ السِحرِ

فَأَعرِفُ مِنها الوُدَّ مِن لينِ طَرفِها

وَأَعرِفُ مِنها الهَجرَ بِالنَظَرِ الشَزرِ

إِذا عِبتُها شَبَهتُها البَدرَ طالِعًا

وَحَسبُكَ مِن عَيبٍ يُشَبَّهُ بِالبَدرِ

هِيَ البَدرُ حُسناً وَالنِساءُ كَواكِبُ

فَشَتّانَ ما بَينَ الكَواكِبِ وَالبَدرِ[٦]

بعد أن رفض أهل ليلى تزويجها من قيس هام قيس على وجهه في الصحراء يقول الشعر فيها، ولأنّه ترك خيمة أهله، وأصبح ينام في الصحراء عاش مشردًا، وذلك حتى مات في وادٍ كثير الحجارة، فرآه أحد رجال بني مرة، فبكاه حي بني عامر بكاءً شديدًا.[٧]

نص قصيدة مررت على الديار ديار ليلى

قال قيس بن الملوح:[٨]

أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى

أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا

وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي

وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا

المراجع

  1. يسرى عبد الغني، ديوان قيس بن الملوح مجنون ليلى برواية أبي بكر الوالبي، صفحة 7. بتصرّف.
  2. دار الكتب العلمية، الحب الخالد قيس وليلى، صفحة 7. بتصرّف.
  3. جعفر بن أحمد بن الحسين السراج القاري البغدادي، كتاب مصارع العشاق، صفحة 287. بتصرّف.
  4. ابن شاكر الكتبي، كتاب فوات الوفيات، صفحة 209. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ابن شاكر الكتبي، كتاب فوات الوفيات، صفحة 209. بتصرّف.
  6. "وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 28/4/2022.
  7. ابن شاكر الكتبي، كتاب فوات الوفيات، صفحة 213. بتصرّف.
  8. "أمر على الديار ديار ليلى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 28/4/2022.
6496 مشاهدة
للأعلى للسفل
×