مرض اعتلال الاعصاب

كتابة:
مرض اعتلال الاعصاب

مرض اعتلال الأعصاب

يُعدّ هذا المرض واحدًا من الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي في جسم الإنسان، ويتمثّل في وجود تلف في الأعصاب الطرفية المحيطية، وهي الأعصاب الموجودة خارج الدماغ والحبل الشوكي، والتي تنقل الرسائل العصبية من الدماغ إلى العضلات والجلد والأعضاء الداخلية والغدد وباقي أجزاء الجسم، ويؤثر مرض اعتلال الأعصاب في واحد من الأعصاب الطرفية المختلفة أو أكثر؛ مثل: الأعصاب اللاإرادية، والأعصاب الحركية، والأعصاب الحسية.[١][٢]


أنواع مرض اعتلال الأعصاب

يوجد أكثر من مئة نوع مختلف من مرض اعتلال الأعصاب، ويتميز كلّ نوع بأعراضه الفريدة، والخيارات العلاجية المناسبة، كما تُصنّف هذه الأنواع حسب نوع الأعصاب المتأثرة، وقد تحدث هذه الأنواع من مرض اعتلال الأعصاب بشكلين مختلفين؛ هما:[٣][٤]

  • اعتلال الأعصاب الحاد: هو الحالات المرضية التي تحدث فجأة وتسبّب ظهور أعراض شديدة، وغالبًا ما تحدث هذه الحالات نتيجة رد فعل مناعي في الجسم، أو عدوى تُسبّب تلفًا في الأعصاب، ويجرى علاج معظم المصابين بهذه الحالات في وقتٍ قصير.
  • اعتلال الأعصاب المزمن: هو الحالات المرضية التي تستمر فيها الأعراض لمدة طويلة، ولا يجرى علاجها بسرعة، وتحدث هذه الحالات نتيجة الإصابة ببعض الأمراض المزمنة؛ مثل: مرض السكري أو الفشل الكلوي، كما أنّ العديد من هذه الحالات لا تُعرف الأسباب الرئيسة لحدوثها.


أسباب مرض اعتلال الأعصاب

تحدث الإصابة بهذا المرض نتيجة الإصابة بالعديد من الأمراض، لكن في بعض الأحيان لا يُعرف لبعض الحالات سببًا واضحًا له، وتُعرف باسم الاعتلال العصبي مجهول السبب، ومن ضمن الأسباب والأمراض المعروفة ما يأتي:[٥][٦]

  • أمراض المناعة الذاتية؛ مثل: متلازمة سجوجرن، ومرض الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة غيلان باريه، إذ يُهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم، ويُسبّب تلف الأعصاب.
  • الاضطرابات الوراثية: إذ توجد بعض الأنواع الوراثية من مرض اعتلال الأعصاب؛ مثل: مرض شاركو ماري توث.
  • داء السّكري: يُعدّ أكثر الأسباب شيوعًا لمرض اعتلال الأعصاب، إذ يعاني أكثر من نصف مرضى السكري من هذا المرض؛ ذلك نتيجة تلف الأعصاب الناجم من ارتفاع مستويات السّكر في الدّم.
  • أمراض الكلى: قد يُصاب 20 إلى 50 في المئة من المصابين بأمراض الكلى باعتلال الأعصاب اليوريمي، وهو شكل من مرض اعتلال الأعصاب.
  • أمراض الكبد: تشير نتائج العديد من الأبحاث إلى أنّ اعتلال الأعصاب شائع جدًا لدى المصابين بمرض تليف الكبد.
  • الالتهابات: بما في ذلك الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية التي تُسبب تلف الأعصاب؛ مثل: مرض لايم، والقوباء المنطقية، وفيروس إبشتاين بار، وفيروس نقص المناعة البشرية.
  • الأورام: بما في ذلك الأورام الحميدة، والأورام السرطانية، إذ قد تضغط هذه الأورام على الأعصاب وتُتلِفها، وينشأ مرض اعتلال الأعصاب من بعض أنواع السرطان المتعلقة بالاستجابة المناعية للجسم.
  • اضطرابات نخاع العظام: التي تُتلِف الأعصاب؛ مثل: بعض أنواع سرطان العظام، والأورام اللمفاوية، والبروتينات غير الطبيعية في الدم.
  • قصور الغدة الدرقية: بالرغم من أنّها من الأسباب النادرة، لكنّها قد تسبب اعتلال الأعصاب في بعض الأحيان.
  • سوء التغذية: قد يؤدي نقص بعض الفيتامينات في الجسم؛ كفيتامينات B-1 و B-6 و B-12 و E إلى اعتلال الأعصاب؛ ذلك لأنّها ضرورية جدًا لصحة الأعصاب.
  • شرب الكحول: الذي يسبب إتلاف الأنسجة العصبية، وغالبًا ما يرتبط شرب الكحول بسوء التغذية ونقص العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى الذي يسهم في حدوث اعتلال الأعصاب.
  • بعض الأنواع من الأدوية: كالأدوية المستخدمة في العلاج الكيماوي، وعلاجات فيروس نقص المناعة البشرية.
  • التعرض للسموم: قد يحدث اعتلال الأعصاب بسبب التعرّض لبعض المواد الكيميائية الصناعية والمعادن الثقيلة؛ مثل: الزرنيخ، والرصاص، والزئبق.
  • الصدمات والإصابات الجسدية: ربما تؤدي بعض الصدمات؛ مثل: حوادث السيارات أو السقوط أو الإصابات الرياضية، إلى قطع الأعصاب الطرفية أو إتلافها.
  • الضغط على الأعصاب: يسبّب الضغط على الأعصاب الناجم من وضع الجبيرة، أو استخدام العكازات، أو تكرار حركة معينة -كالكتابة- تلف الأعصاب.


أعراض مرض اعتلال الأعصاب

تختلف الأعراض المصاحبة لمرض اعتلال الأعصاب اعتمادًا على السبب الرئيس للتلف العصبي، ونوع العصب المتأثر، لكن قد تتشابه معظم الأنواع ببعض الأعراض، ومن ضمن الأعراض الأكثر شيوعًا ما يأتي:[٣][٤]

  • وخز وحرقان في اليدين أو القدمين.
  • خدر وتنميل في اليدين أو القدمين.
  • آلام حادّة مفاجئة.
  • الشّعور بالضعف والثّقل في عضلات الذّراعين والسّاقين.
  • فقد القدرة على المشي بشكلٍ مستقل، مما قد يؤدي إلى التعثّر أو السقوط.
  • فقد القدرة على حمل الأشياء، وسقوطها من اليدين.
  • الحساسية الزائدة تجاه اللمس.
  • مشكلات في البلع.
  • ترقّق الجلد.
  • انخفاض ضغط الدّم.
  • العجز الجنسي -خاصّةً عند الرّجال-.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي؛ كالإمساك، أو الإسهال.
  • التّعرّق المفرط.


علاج مرضى اعتلال الأعصاب

تهدف الخطة العلاجية لمرضى اعتلال الأعصاب لمعالجة الحالة المرضية المسببة للمرض، وتصحيح النقص الغذائي، وتخفيف الأعراض، وفي حال عدم معرفة السبب الرئيس الكامن وراء الإصابة يُنصح المصاب بالانتظار والترقب ومراقبة الحالة لمعرفة ما إذا كانت حالة تلف الأعصاب يخفّ أم لا. ومن أهم العلاجات المستخدمة لعلاج حالات اعتلال الأعصاب ما يأتي:[٥][٦]

  • الأدوية: إذ تتوفر العديد من الأدوية المختلفة المستخدمة لعلاج مرضى اعتلال الأعصاب وأعراضه، ومن ضمنها:
    • الأدوية اللازمة لمعالجة الحالات المرضية المزمنة؛ مثل: الأنسولين لمرض السكري، وهرمونات الغدة الدرقية البديلة لمرضى قصور الغدة الدرقية.
    • مسكنات الألم: لتخفيف الأعراض، وتقليل الألم، واستخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية؛ مثل: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، لكن لا ينبغي أن تُؤخذ هذه الأدوية لمدة زمنية طويلة.
    • الأدوية التي تستلزم وصفة طبية: إذ تُستخدَم بعض مضادات الاكتئاب، وحقن الكورتيكوستيرويد، والأدوية المضادة للنوبات الصرَعية في معالجة اعتلال الأعصاب.
    • العلاجات الموضعية: كالكريمات والمراهم واللصقات الطبية، التي تُطبّق مباشرةً على الجلد، وتهدف إلى تخفيف الألم؛ مثل: كريم كابسايسين، ولصقات اليدوكايين.
  • التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد: تُوضع أقطاب كهربائية على الجلد، وترسل تيارًا كهربيًّا خفيفًا بترددات مختلفة بهدف التخفيف من الألم والحساسية، وينبغي استخدام هذا العلاج لمدة نصف ساعة يوميًّا لمدّة شهر تقريبًا؛ فهذا يساعد في الألم والحساسية.
  • تبادل البلازما: يتضمن هذا العلاج إزالة الدم من جسم المصاب، وفصل الأجسام المضادة والبروتينات الأخرى من الدم، ثمّ إعادة الدم إلى الجسم، وقد يستفيد من هذا العلاج المصابون الذين يعانون من الأمراض الالتهابية أو أمراض المناعة الذاتية.
  • العلاج بالجلوبيولين المناعي: يتضمن هذا العلاج إعطاء المصاب مستويات عالية من البروتينات لتبدو بمنزلة أجسام مضادة في الجسم، ويُستخدم لمعالجة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض الالتهابية أو أمراض المناعة الذاتية.
  • العلاج الطبيعي: تفيد جلسات العلاج الطبيعي في تقوية العضلات وتحسين الحركة لدى المصابين الذين يُعانون من ضعف في العضلات.
  • الأجهزة التقويمية: إذ تُوفّر الدعامات، والعكازات، والجبائر، والكراسي المتحركة الدعم للمصاب، وتساعد في تخفيف الآلام، لا سيّما لمن يعاني من اعتلال الأعصاب في اليدين، والقدمين، والساقين، والذراعين.
  • الجراحة: تُعدّ العملية الجراحية الخيار العلاجي الأمثل في الحالات الناتجة من الضغط على الأعصاب، كما في الضغط الناتج من الأورام.


الوقاية من مرض اعتلال الأعصاب

تتضمن الوقاية من الإصابة بمرض اعتلال الأعصاب الحد من عوامل الخطر، والسيطرة على المسببات الرئيسة للمرض، وتُنفّذ عدّة إجراءات لمنع حدوث الاعتلال العصبي؛ مثل:[٦]

  • تجنّب شرب الكحول.
  • تجنّب التعرض للسموم؛ بما في ذلك دخان السجائر، والإقلاع عن التدخين.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بـالفيتامينات والمعادن.
  • تناول المكملات الغذائية.
  • ممارسة التّمارين الرّياضية المنتظمة.
  • الراحة، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • تجنّب العوامل التي تسهم في الصدمات الجسدية والإصابات، أو التي تُسبّب ضغطًا على الأعصاب؛ مثل: الأفعال المتكررة.


المراجع

  1. Helen Webberley (2017-11-27), "What is peripheral neuropathy?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-3. Edited.
  2. "Polyneuropathy", virginiamason, Retrieved 2020-6-3. Edited.
  3. ^ أ ب Tim Jewell , "What Is Polyneuropathy?"، healthline, Retrieved 2020-6-3. Edited.
  4. ^ أ ب Elea Carey (2029-3-7), "Peripheral Neuropathy"، healthline, Retrieved 2020-6-3. Edited.
  5. ^ أ ب "Peripheral neuropathy", mayoclinic, Retrieved 2020-6-3. Edited.
  6. ^ أ ب ت Jayne Leonard (2017-4-29), "What to know about polyneuropathy"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-3. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×