مرض البروستاتا

كتابة:
مرض البروستاتا

البروستاتا

توجد غدة البروستاتا عند الرجال، التي توصف بأنّها عقدة عضلية ذات حجم يعادل حجم ثمرة المشمش، وتُنتج هذه الغدة العديد من مكوّنات السائل المنوي، وتوجد أمام المستقيم وتحت المثانة، وتزن البروستاتا 30 غرامًا، وتحيط بمجرى البول أو ما يُسمّى الإحليل، وهو أنبوب ينقل البول من المثانة إلى القضيب.

تُعدّ البروستاتا مسؤولةً عن إفراز السائل الذي يحمي الحيوانات المنوية ويبقيها على قيد الحياة، كما أنّه يحمي الشيفرة الوراثية التي تحملها الحيوانات المنوية، وعندما تنقبض البروستاتا أثناء القذف يُضَخّ السائل إلى مجرى البول، لذا فإنّ الحيوانات المنوية تنتقل أثناء القذف على طول الأنبوبين اللذين يُسمّيان الأسهر، الذي يحمل ملايين الحيوانات المنوية التي تخرج من الخصيتين وتنتقل لتصل إلى الحويصلات المنوية، التي تتصل بالبروستاتا، وهي المسؤولة عن إفراز سائل إضافي على السائل المنوي قبل أن ينتقل إلى مجرى البول، والبروستاتا تنقبض أثناء القذف، إذ تُغلق الفتحة الموجودة بين المثانة والإحليل، بالتالي تدفع السائل المنوي بسرعة، مما يجعل من المستحيل القذف والتبول في الوقت نفسه.[١]


مرض البروستاتا

توجد ثلاثة أنواع معروفة ومنتشرة من أمراض غدة البروستاتا، وتشترك هذه الأمراض في العديد من الأعراض، ولها أسباب عديدة لحدوثها، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:[٢]


تضخم البروستاتا الحميد

يوصف تضخم البروستاتا الحميد بأنّه تضخم غير سرطاني يصيب 50% من الرجال قبل سنّ 50 عامًا، وأكثر من 75% من الرجال الذين يتجاوزون سنّ 60 عامًا، أمّا عن أعراضه فهي تتمثل بما يأتي:

  • شعور المريض بصعوبة في التبول.
  • الرغبة بالتبول رغم أنّ المثانة فارغة.
  • الحاجة المتكررة إلى التبوّل، خاصةً في الليل.
  • ضعف تدفق البول إلى الخارج أو تقطّعه، أو الشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل.


التهاب البروستاتا

يُعرَف بأنّه تهيّج ناتج من إصابة هذه الغدة بالعدوى البكتيرية، وقد يصيب الرجال في أي عمر، أو أيّ غدة بروستاتا سواءً صغيرةً أم كبيرةً، بينما تتشابه أعراضه مع أعراض تضخم البروستاتا، ومن ضمنها ما يأتي:

  • الشعور بالحاجة الملحة إلى التبول بصورة متكررة، مع مواجهة صعوبة في تفريغ المثانة.
  • قد ترتفع درجة حرارة الجسم، ويصاب المريض بالقشعريرة، ويشعر بألم أو حرقان أثناء التبول، فحدوث ما ذُكِرَ كله يدلّ على الإصابة بالتهاب البروستاتا بالتحديد.


سرطان البروستاتا

يُعدّ ثاني الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى الوفاة عند الرجال، وفي حال اكتُشف السرطان مبكرًا فإنّ ذلك يساعد على علاجه بفاعلية، أما عن أعراضه فهي تتضمن ما يأتي:

  • صعوبة في البدء بالتبول.
  • الحاجة المتكررة إلى التبول، خاصةً في الليل.
  • عدم القدرة على التبول.
  • تدفق ضعيف أو متقطع للبول.
  • الشعور بالألم أو الحرقان أثناء التبول.
  • ظهور الدم في البول أو السائل المنوي.
  • الشعور بالألم في الظهر أو الوركين أو في جزء من الأطراف.
  • الشعور بالألم أثناء القذف.

يقترح الأطباء فحص الرجال الذين تصل أعمارهم إلى 50 سنةً فما فوق سنويًا، خاصةً الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان البروستاتا، أو الذين ينحدرون من أصول أفريقية، بالتالي فإنّ العِرق والوراثة من أسباب تطور سرطان البروستاتا.


تشخيص أمراض البروستاتا

يُشخّص الفرد مصابًا بمرض في البروستاتا باستخدام العديد من الاختبارات المختلفة، التي تتضمن ما يأتي:[٣]

  • الفحص البدني، الذي يشمل الفحص الرقمي للمستقيم؛ إذ يُدخِل الطبيب إصبعه في المستقيم للتأكد من حجم البروستاتا.
  • فحص الدم للمستضد البروستاتي النوعي.
  • اختبار البول من خلال أخذ عينة في منتصف التبول؛ لتحديد وجود عدوى أو دم في البول أو عدم وجودهما.
  • فحص الموجات فوق الصوتية، ودراسات تدفق البول.
  • خزعات البروستاتا.


علاج أمراض البروستاتا

يُستخدَم عدد من الطرق التي تساعد على علاج التهاب البروستاتا، مثل: الأدوية المضادة للبكتيريا، والعلاجات الداعمة؛ إذ يعتمد نوع العلاج على نوع الالتهاب، كما توجد أدوية تعالج تضخم البروستاتا الحميد من خلال استرخاء العضلات الملساء لها، أو تقليص حجم الغدة. وتُجرى جراحة البروستاتا التي تهدف إلى عمل قناة عريضة في جزء معين من مجرى البول، وهو الجزء الذي يمرّ عبر البروستاتا، ويمكن توضيح العلاجات المتبعة على النحو الآتي:[٤]

  • تغيير نمط الحياة: إذ يمكن أن يبدأ العلاج من خلال تغيير بعض الأمور التي يمكن للمريض أن يتحكم بها، كممارسة تمارين لتقوية عضلات أسفل الحوض، كما يمكن أن يفيد تجنب السوائل التي يشربها المريض في العلاج، خاصةً الكحول والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • العلاج بالأدوية: يمكن أن يفيد الدواء في حالات التضخم الخفيف أو المتوسط، إذ توجد أدوية تقلص البروستات، وأدوية أخرى ترخي المثانة والبروستات، فيعطى المريض في هذه الحالة مزيجًا بين هذه الأدوية كي يعطي العلاج أفضل نتيجة ممكنة.
  • الجراحة: في حال لم تكن النتائج جيدةً في تغيير نمط الحياة والأدوية يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحة لاستئصال جزء من البروستات أو استئصالها كلها، ويمكن أن تُجرى الجراحة بعدة طرق، مثل: الجراحة بالليزر لإزالة جزء من البروستات، أو عن طريق عمل جروح صغيرة في البروستات لتقليل ضغط الغدة على الإحليل، أو استئصالها عن طريق الإحليل، وذلك عن طريق قطع أجزاء من الغدة باستخدام حلقة سلكية، كما يمكن أن تُجرى العملية عن طريق استخدام نوع من الطاقة التي تدمر جزءًا من البروستات.


أسباب أمراض البروستاتا

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الرجال بأمراض البروستاتا، يُذكر منها ما يأتي:


سبب التهاب البروستاتا

تختلف أسباب التهاب البروستاتا تبعًا لنوعه، إذ إنّ السبب الرئيس للإصابة به غير معروف؛ إذ يُعتَقَد أنّ الكائنات الحية الدقيقة هي السبب في الإصابة به إن لم تكن العدوى البكتيرية السبب، كما قد ترتبط الإصابة بالمواد الكيميائية الموجودة في البول، أو ردة فعل الجهاز المناعي للتعرض لعدوى سابقة في المسالك البولية، أو تعرّض الأعصاب الموجودة في الحوض للضرر. من ناحية أخرى يوجد نوعان من التهاب البروستاتا البكتيري؛ أحدهما حادّ يتميّز بأنّه يحدث فجأةً ويستمرّ لمدة قصيرة، بينما يتطور التهاب البروستاتا المزمن ببطء ويستمرّ مدةً أطول لعدة سنوات غالبًا، كذلك فإنّ هذا الالتهاب يحدث نتيجة دخول البكتيريا من الإحليل إلى البروستاتا.[٥]


سبب تضخم البروستاتا الحميد

لا يوجد سبب معيّن ومفهوم للإصابة بتضخم البروستاتا، بالرغم من ذلك فإنّه غالبًا ما يحدث عند كبار السن، ولا تحدث هذه الحالة لدى الرجال الذين أزيلت لديهم الخصيتان قبل البلوغ، الأمر الذي جعل بعض الباحثين يعتقدون أنّ هذا المرض يُعزى حدوثه إلى الشيخوخة، إذ إنّ الرجال طول حياتهم يُنتِجون هرمون التستوستيرون -وهو هرمون ذكري- وكميات قليلة من الإستروجين -وهو هرمون أنثوي-، ومع تقدم العمر تنخفض كمية هرمون التستوستيرون النشطة في الدم، مما يجعل نسبة هرمون الإستروجين أعلى، بالتالي يُعتَقَد أنّ زيادة نسبة الإستروجين تزيد من نشاط المواد التي تشجع على نمو خلايا البروستاتا، الأمر الذي يسبب الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد.[٦]


سبب سرطان البروستاتا

لا يوجد سبب واضح للإصابة بسرطان البروستاتا، لكنّ الأطباء يدركون أنّه يبدأ بالتطور نتيجة نمو بعض خلايا البروستاتا غير الطبيعية؛ بمعنى أنّ حدوث أيّ طفرات في الحمض النووي يسبب نمو خلايا غير طبيعية، مما يسبب نموّ الخلايا غير الطبيعية وانقسامها أكثر من الخلايا الطبيعية التي تستمر بالعيش مقابل موت خلايا أخرى، الأمر الذي يجعل من الخلايا غير الطبيعية تتراكم على شكل ورم ينمو ليهاجم الأنسجة المجاورة.[٧]


المراجع

  1. Tim Newman (11-1-2018), "What is the prostate gland?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  2. "Prostate Disease", med.virginia.edu, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  3. "Prostate disease", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  4. "What Is BPH?", www.webmd.com, Retrieved 2-1-2019. Edited.
  5. "Prostatitis: Inflammation of the Prostate", www.niddk.nih.gov, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  6. "Prostate Enlargement (Benign Prostatic Hyperplasia)", www.niddk.nih.gov, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  7. "Prostate cancer", www.mayoclinic.org, Retrieved 17-10-2019. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×