مرض الثعلبة

كتابة:
مرض الثعلبة

مرض الثعلبة

مرض الثعلبة أو ما يُعرَف ببقعة الصلع (Alopecia Areata) هو مرض مناعي ذاتي يتميز بتساقط الشعر غير المتندب في مناطق مفردة أو متعددة من فروة الرأس، أو الوجه، أو الجسم، وهي حالة شائعة، إذ تصيب حوالي شخص واحد من كلّ 50 شخصًا، ولا تُعدّ مهددة للحياة ولا تسبب الألم، لكنّ التأثيرات التجميلية كبيرة، وغالبًا ما تحدث نوبات متكررة، كما تتأثر فروة الرأس بشكل شائع، لكن لا توجد أعراض مرتبطة بتساقط الشعر ويبدو جلد فروة الرأس طبيعيًا؛ كما قد ينمو الشعر الجديد بعد تساقطه لكنّه قد يستغرق عدة أشهر.

من النادر جدًا أن تصبح الإصابة أكثر شمولية، كأن يحدث تساقط كامل لشعر فروة الرأس كله، أو تساقط كامل للشعر في كل مكان؛ كالحواجب، والرموش، واللحية، وشعر الإبط، والعانة، ويُشار لهذه الأخيرة باسم الثعلبة الشاملة، لكن لحسن الحظ، فإنّ معظم الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض لا يصابون سوى ببقع صغيرة من تساقط الشعر المؤقت.[١] وبناءًا على ذلك تُقسَم الثعلبة إلى البقع الصغيرة في شعر الرأس، أو فقدان شعر الرأس بالكامل، أو فقدان شعر الجسم بالكامل -الثعلبة الشاملة-.[٢]

داء الثعلبة ليس مرضًا معديًا، ويحدث في الرجال والنساء والأطفال من جميع الأعمار، ومع ذلك، فهو أكثر شيوعًا لدى الأطفال والبالغين في أوائل العشرينات من العمر.[٣]


أعراض مرض الثعلبة

من أبرز أعراض الثعلبة تساقط الشعر على شكل بقع، إذ تبدأ بقع الشعر المتساقط بحجم النقود المعدنية، خاصّةً من فروة الرأس، وقد يتأثر أيّ موقعٍ لنمو الشعر؛ بما في ذلك اللحية والرموش، وقد يكون التساقط مفاجئًا يتطوّر في غضون بضعة أيام فقط، وفي أحيان أخرى يحدث التساقط على مدى بضعة أسابيع، وتجدر الإشارة إلى الشعور بحكّة وحرقان في المنطقة قبل حدوث التساقط أحيانًا، ونظرًا لأنّه لا تُدمَّر بصيلات الشعر عند الإصابة بالثعلبة؛ ينمو الشعر مرة أخرى عندما يخفّ التهاب البصيلات، وغالبًا ما يُشفَى الأشخاص الذين يعانون من بعض البقع من التساقط تلقائيًا دون علاج.[٤]

قد تصبح الحالة أكثر شمولًا في 30 في المئة من الأفراد المُصابين بالثّعلبة البقعية، أو يعاني المُصاب من دورات متواصلة لفقدان الشعر ثم نموه مرة أخرى، كما وقد تتطور الحالة إلى فقدان الشعر بكامل أنحاء الجسم عند بعض المصابين.[٤]

قد تؤثر الثعلبة في أظافر اليدين والقدمين، وأحيانًا تكون هذه التغييرات هي العلامة الأولى على الإصابة بالمرض، ويمكن بيان أعراض الثعلبة في الأظافر على النحو الآتي:[٤]

  • ظهور خدوش دقيقة على الأظافر.
  • ظهور خطوط بيضاء على الأظافر وبقع بيضاء.
  • تصبح الأظافر خشنة.
  • فقدان بريق الأظافر.
  • تصبح الأظافر رقيقةً ومتشققة.

تشمل العلامات السريرية الإضافية ما يأتي:[٤]

  • ظهور فراغ في الشعر على شكل علامة تعجب، يحدث ذلك عند وجود عدد قليل من الشعر القصير الذي يصبح رفيعًا في الأسفل وينمو داخل أو حول حواف البقع الصلعاء.
  • تكسّر الشعر قبل الوصول إلى سطح الجلد، لتشكيل ما يُعرَف بجثث الشعر.
  • الشعر الأبيض، قد ينمو في المناطق المتضررة من التساقط.


أسباب مرض الثعلبة

تحدث الثعلبة نتيجة أمراض المناعة الذاتية، إذ تتطوّر هذه الحالة عندما يخطئ الجهاز المناعي في الخلايا السّليمة ويَعُدّها مواد غريبة؛ ففي الوضع الطبيعي يدافع الجعز المناعي عن الجسم ضدّ المواد الغريبة؛ مثل: الفيروسات، والبكتيريا، لكن في حال الإصابة بالثعلبة قد يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ بصيلات الشعر، وهي الهياكل التي ينمو منها الشعر لتصبح البصيلات أصغر وتتوقف عن إنتاج الشعر، مما يؤدي إلى تساقطه.

وعلى الرغم من عدم معرفة السبب الدّقيق لهذه الحالة، فإنّها تحدث غالبًا في الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي طبي من أمراض المناعة الذاتية الأخرى؛ مثل: السكري من النوع 1، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، لهذا السبب يشكّ بعض العلماء في أنّ الوراثة قد تساهم في تطوّر المرض، كما يوجد اعتقاد بأن وجود بعض العوامل البيئية ضروري لتحفيز ظهور الثعلبة في الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لذلك.[٥]


تشخيص مرض الثعلبة

يُنفّذ هذا التشخيص بعدّة طرق، التي منها:[٦]

  • إجراء فحص السحب، إذ يطلب فيه الطبيب المختص من المصاب عدم الاستحمام أو غسل الشعر لمدة 24 ساعة، وسحب خصلة من الشعر بلطف مكونة من حوال 60 شعرة، فإذا خرجت أكثر من 6 شعرات فقد يطلب الطبيب إجراء المزيد من الاختبارات التشخيصية.
  • إجراء خزعة من خلال التخريم -خزعة بالمنقب- للنظر في فروة الرأس، التي يحصل فيها الطبيب على عينتين من أنسجة فروة الرأس وإرسالها لإجراء الاختبارات.
  • استخدام تقنية التريكوغرام لقياس تساقط الشعر، وفحص الشعر تحت المجهر لتحديد المراحل المختلفة لنمو الشعر المتواجد.
  • إجراء تحاليل الدم لمعرفة سبب تساقط الشعر.


علاج مرض الثعلبة

على الرغم من اعتماد العلاج على سبب الحالة، فإنّه أحيانًا قد يصبح التساقط أفضل من تلقاء نفسه وليست هناك حاجة إلى علاج، أمّا إذا كان التساقط مرتبطًا بالدواء المتناول حاليًا، فيُنصَح بتغييرها إلى أدوية أخرى يُبعد استشارة الطبيب، وإذا كان التساقط شديدًا فقد يحتاج المصاب إلى واحدة أو أكثر من العلاجات الآتية:[٦]

  • العلاجات الدوائية: من الأدوية المُستخدَمة لعلاج الثعلبة ما يأتي:
    • تُستخدم عوامل نمو الشعر لتعزيز نمو الشعر، مع ضرورة استخدام الدواء بشكل مستمر حتى ينمو الشعر الجديد في المنطقة المصابة.
    • تُستخدم الستيرويدات لتقليل الالتهابات والأضرار التي لحقت ببصيلات الشعر.
    • يُستخدم هرمون الإستروجين للنساء المصابات بحالة فرط الأندروجين؛ أي وجود مستويات مرتفعة من الهرمونات الذكرية، إذ يقلل الإستروجين من آثار الهرمونات الذكرية في نمو الشعر.
    • تؤثر الأجسام المناعية في خلايا الجهاز المناعي التي قد تهاجم بصيلات الشعرز
  • جراحة زراعة الشعر، جراحة زراعة الشعر وفيها تُؤخَذ بصيلات الشّعر من أحد أجزاء الرأس وتوضع في منطقة الصلع، وعادةً ما يُجرَى ذلك فقط إذا كانت الحالة حادة وفشلت الأدوية في العلاج.


نصائح لكيفية التعايش مع مرض الثعلبة

وبصرف النظر عن العلاجات الدوائية، فهنالك أشياء أخرى يمكن تجربتها للمصابين بداء الثعلبة:[٧]

  • ارتداء الباروكات، والقبعات، أو الأوشحة، فهي تغطي فقدان الشعر، وتحمي الرأس من الشمس.
  • تقليل التوتر.
  • استخدام مستحضرات التجميل لإخفاء وتقليل تساقط الشعر.
  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن للحصول على الفيتامينات والمعادن المفيدة في نمو الشعر والحد من تساقطه.
  • ارتداء النظارات الشمسية لحماية العينين من الشمس في حال فقدان الرموش.


المراجع

  1. "Alopecia areata", www.dermcoll.edu.au, Retrieved 25-11-2019. Edited.
  2. James McIntosh (2017-12-22), "What's to know about alopecia areata?"، medicalnewstoday, Retrieved 2018-11-21. Edited.
  3. "Alopecia Areata (AA)", familydoctor, Retrieved 2018-11-21. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث James McIntosh (22-12-2017), "What's to know about alopecia areata?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  5. Jacquelyn Cafasso and Kimberly Holland (30-7-2019), "Everything You Need to Know About Alopecia Areata"، www.healthline.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "Alopecia", www.drugs.com,24-9-2019، Retrieved 26-11-2019. Edited.
  7. "Alopecia Areata: Living With", my.clevelandclinic.org,4-2-2018، Retrieved 19-11-2018. Edited.
4445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×