مرض الديسك

كتابة:
مرض الديسك

مرض الديسك

يتعرض العمود الفقري للعديد من الصدمات التي من شأنها التأثير عليه سلبًا، لذا لا بدّ من وجود نظام قادر على حمايته، وهذا ما توفّره الأقراص الفقريّة الموجودة بين فقرات العمود الفقري (intervertebral discs)، التي من شأنها أيضًا توفير نقاط محوريّة تسمح للفقرات بحُرّية الحركة والمرونة.

تتعرّض هذه الأقراص لتغيّرات مستمرّة طول الحياة؛ فقد تتعرض للتضيُّق (يقلّ ارتفاعها) والجفاف، وهذه تغيُّرات طبيعيّة مرتبطة بالعمر، إضافةً إلى أنّ لها القدرة على تحمُّل الكثير من الضغط والإجهاد دون أن تتعرّض للأذى، لكن أحيانًا يؤدّي هذا الإجهاد إلى تهيُّج القشرة الخارجيّة للقرص، وهذا بدوره يؤدّي إلى بروز القرص خارجًا.

يؤدّي تهيُّج القرص إلى ظهور العديد من الأعراض اعتمادًا على شدّة التهيج وموقعه، فقد يسبّب الشعور بألم في الظّهر يتراوح من المتوسّط إلى الشديد، إضافةً إلى تسبّبه بالشعور بالخدر؛ بسبب تهيّج العصب القريب من القرص، وتساهم العديد من عوامل الخطر كالسمنة وتدخين السجائر في التعرض لبعض الإصابات، منها ما يُعرَف بالقرص التنكّسي، والقرص المنفتق[١].


ما هي أعراض الديسك؟

يتمثّل الديسك بتآكل الأقراص، ويُرمَز له بمصطلح القرص التنكسي(degenerative disc disease (DDD، وتوجد علاقة بين العمر والإصابة به؛ إذ تبلغ نسبة الإصابة بالقرص التنكّسي 40% بين البالغين من العمر 40 عامًا، وتبلغ نسبة الإصابة 80% بين الذين تتراوح بين 80 عامًا فأكثر[٢].

أو يتمثّل الديسك بانزلاق فقرات الظهر والرقبة، ويُشار إليه بمصطلح القرص البارز أو المنفتق Herniated disk، الذي يعدّ المرحلة الأولى من تآكل القرص، وقد يحدث هذا النوع من الديسك في أي فقرة على طول العمود الفقري، لكنّه يصيب أكثر الفقرات القطنيّة الموجودة أسفل الظهر، والفقرات العنقيّة الموجودة في الرقبة[٣].

من المحتمل أن تسبّب الإصابة بالديسك الشعور بألم حادّ أو مستمرّ في الظهر والرقبة، ويعتمد ظهور الأعراض على مكان القرص المُصاب وحجمه ومدى تأثيره على الأعصاب المُجاورة، ومن الأعراض الشائعة للإصابة بالديسك ما يأتي:[٤]

  • الشعور بالتحسّن عند الاستلقاء.
  • ألم أسفل الظهر، وهو العَرَض الشائع للإصابة بالقرص التنكسي.
  • عدم الشعور بالراحة أثناء الجلوس، والشعور براحة أفضل عند الحركة والمشي.
  • ألم غير دائم في الأرداف أو أعلى الفخذين، وقد تكون هذه الآلام مزعجةً جدًا وتستمرُّ من بضعة أيام إلى بضعة أشهر.
  • الشعور بالألم عند الانحناء أو رفع الظهر.
  • الألم في الرقبة والذراع.
  • الشعور بخدر أو وخز في الذراعين والساقين، وهذا يشير إلى أنّ القرص المُصاب قد أثّر على الأعصاب القريبة من العمود الفقري.
  • الشعور بضعف في العضلات يتعارض مع قدرة الشخص على حمل الأشياء، وهذا يشير إلى أنّ القرص المُصاب قد أثّر على الأعصاب القريبة من العمود الفقري.
  • تشنّج عضلات الظهر[٥].
  • انخفاض ردود الفعل في الركبة أو الكاحل.
  • الإصابة بالتهاب عرق النسا، وهو ألم يبدأ بالقرب من الظهر أو الأرداف ثم ينتقل نحو الساقين أو القدمين.
  • حدوث ضعف في وظيفة كلّ من المثانة والأمعاء.


كيف يتم تشخيص الديسك؟

يتضمن تشخيص الديسك ما يأتي:

  • تشخيص القرص التنكّسي: في البداية يوجّه الطبيب بعض الأسئلة للمصاب عن الأعراض التي يعاني منها، وإذا ما تعرَّض لإصابة في منطقة العمود الفقري أو تعرّض لحادث، ثمّ يُجري الفحوصات الآتية لتأكيد التشخيص:[٦]
    • تقييم قوة العضلات، فقد يتحقق من وجود ضمور في حركة العضلات أو وجود حركات غير طبيعيّة.
    • التأكد من وجود ألم مُصاحب للحركة أو عند الضغط على أماكن معيّنة.
    • فحص وظائف الأعصاب، إذ يستخدم الطبيب بعض المحفزات الباردة أو الساخنة أو الطّرق بالمطرقة على مناطق مختلفة؛ للتأكّد من رد فعل الأعصاب من المؤثرات المختلفة.
    • التصوير الإشعاعي، كالتصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي يهدف إلى جمع معلومات عن حالة الأعصاب الشوكيّة وحالة الأقراص.
    • تصوير القرص لتقييم آلام الظهر ومعرفة إذا كان القرص مصدر الألم.
  • تشخيص القرص البارز: يُجري الطبيب الفحص البدني للمريض، ويتأكد من تاريحه الطبي، وبعد ذلك يُجري الفحوصات الآتية:[٥]
    • الأشعة السينية.
    • التصوير المقطعي (CT).
    • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
    • عمل مخطط كهربية العضل (EMG)، وهو اختبار يقيس استجابة العضلات أو النشاط الكهربائي كاستجابة للتحفيز العصبي.
    • تصوير النخاع.


هل يمكن الوقاية من الإصابة بالديسك؟

قبل التحدث عن أساليب العلاج يجب الإشارة بدايةً إلى طرق الوقاية من الإصابة بهذه الحالة الطبيّة، التي تتضمن ما يأتي:[٦]

  • ممارسة التمارين الرياضيّة، التي من شأنها تقوية العمود الفقري ودعمه.
  • الحفاظ على وضعية جيّدة، مما يساهم في التقليل من الضغط على العمود الفقري والفقرات، إذ يجب إبقاء الظهر مستقيمًا، خاصّةً عند الجلوس مدّةً طويلةً كما في العمل المكتبي، ويجب أخذ الحيطة والحذر أثناء محاولة رفع الأشياء الثقيلة؛ لتخفيف الضغط على الظهر.
  • الحفاظ على الوزن الصحي؛ للتقليل من الضغط الزائد على العمود الفقري والأقراص.
  • الإقلاع عن التدخين.


كيف يُعالَج الديسك؟

يعتمد علاج مرض الديسك على نوعه، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:

  • علاج القرص التنكّسي: يكون العلاج باتباع الخطوات الآتية:[٧]
    • العلاج الطبيعي والرياضة: من شأن العلاج الطبيعي إلى جانب التمارين الرياضيّة مثل اليوغا المساعدة على علاج القرص التنكسي، بالإضافة إلى تقوية المنطقة حول القرص المُصاب وزيادة حركتها، ومن التمارين المساعدة على علاج هذه الحالة السباحة، وركوب الخيل، وتمرين الظهر والمعدة، ورفع الأثقال.
    • العلاج بالخلايا الجذعية: هذا النوع من العلاج يهدف إلى جعل الأقراص الغضروفيّة تتجدد من ذات نفسها، وأثبت الدراسات نجاحه في حالة القرص التنكّسي.
    • الجراحة: تعدّ الخيار المُتاح في حال عدم استجابة المُصابين للعلاج خلال 3 أشهر من بدء العلاجات الأخرى، كما أنّها تعدّ خيارًا متاحًا في حال كان الشخص يعاني من آلام الظهر، وصعوبة المشي والوقوف، بالإضافة إلى الخدر والضعف في الساقين، والخيارات الجراحيّة المُتاحة لعلاج القرص التنكسي تتضمن ما يأتي:
      • جراحة تخفيف الضغط أو جراحة استئصال الفقرات، التي تهدف إلى إزالة جزء من القرص المُصاب، مما يؤدي إلى تخفيف الضغط على الأعصاب المحيطة بالقرص، بالتالي تخفيف الألم الناتج من الضغط عليها.
      • جراحة دمج الفقرات، إذ إنّ دمج فقرتين من العمود الفقري من شأنه توفير الاستقرار له، والتخفيف من الألم الشديد الذي يعاني منه المُصابون بالديسك.
  • علاج القرص البارز (المنفتق): يكون العلاج باتباع الإجراءات الآتية:[٨]
    • الحفاظ على مستوى نشاط منخفض على الأقل بضعة أسابيع بعد الإصابة؛ للتقليل من التهاب العصب القريب من الفقرة المُصابة، على الرغم من أنّ الطبيب قد لا ينصح بالاستلقاء الطويل على السرير.
    • استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في حال كان الألم يتراوح بين الخفيف إلى المتوسط.
    • اللجوء إلى العلاج الطبيعي، ويتضمن ذلك ما يأتي:
      • التدليك.
      • التحفيز الكهربائي للعضلات.
      • علاج آلام الظهر بالبرودة أو بالحرارة.
      • علاج العضلات بالموجات فوق الصوتية.
      • تمارين تمديد العضلات.
    • الجراحة، التي يلجأ إليها الطبيب عند عدم استجابة الشخص للأدوية والعلاج الطبيعي، ويكون مُرشحًا لإجرائها إذا كان يعاني من ألم شديد، وضعف في عضلات الساقين، إضافةً إلى عدم قدرته على الوقوف والمشي، ويتمتع مع ذلك بصحة جيّدة تؤهله للخضوع للجراحة، كما يوجد العديد من الخيارات المُتاحة لهذا النوع من الجراحات، منها ما يأتي:
      • قطع جزء الصفيحة الفقرية القطنية Lumbar laminotomy، في هذه الجراحة يُستأصل جزء من الفقرة القطنيّة للتخفيف من آلام الساق وعرق النسا الناتج من انزلاق الفقرة القطينّة، وقد يضطر الجرّاح أحيانًا إلى استئصال القرص كاملًا laminectomy.
      • استبدال القرص الغضروفي، إذ يُستَبدَل القرص المُصاب بآخر صناعي، لكن هذه الجراحة لها محدودياتها، فليس كل المصابين مؤّهلين للخضوع لإجرائها؛ فالبعض قد يعاني من انزلاق أكثر من قرصٍ غضروفي.


ما هي مضاعفات الديسك؟

في بعض الحالات يتسبب الديسك بالضّغط على القناة الشوكية التي توجد فيها الأعصاب، بما في ذلك الأعصاب المعروفة باسم ذنب الفرس، ويكون التدخل الطبي لازمًا لتجنّب الإصابة بالشلل أو ضعف العضلات الدائم، ومن المُضاعفات التي قد تحدث ما يأتي:[٦]

  • خدران السرج: هذا النوع من الخدران يتسبب بفقدان الإحساس التدريجي في المناطق الملامسة للمفصل السرجي، وتتضمن الفخذين الداخليين، والمنطقة المحيطة بالمستقيم، والمنطقة الخلفيّة للساقين.
  • حدوث خلل في المثانة والأمعاء: مع الإصابة بما يُعرف بمتلازمة ذيل الفرس الناتجة من الضغط على الأعصاب القريبة من الفقرات القطنيّة في العمود الفقري، مما يؤدّي إلى تعطيل الحركة والتسبُّب بسلس البول أو صعوبة خروج البول من المثانة الممتلئة.
  • تفاقم الأعرض: فالألم والخدران وضعف العضلات أعراض تزداد لدرجة من شأنها التعارض مع الأنشطة اليوميّة وتؤدّي إلى عدم القدرة على أدائها.


التعافي وما بعد المرض

يجب اتباع ما يأتي للتعافي الكامل من مرض الديسك:[٦]

  • تجنب النوم والبقاء مدةً طويلةً في السرير؛ فقد يتسبب البقاء الطويل في الفراش بتيبس المفاصل، الأمر الذي يتعارض مع التعافي.
  • تجنب الأنشطة التي تؤدّي إلى تفاقم الألم، فمن الجيّد أخذ راحة مدّة 30 دقيقة، ثمّ أخذ نزهة قصيرة وأداء بعض الأنشطة الخفيفة.
  • العودة إلى الأنشطة اليوميّة ببطء، فبإمكان الشخص المُصاب العودة إلى ممارسة نشاطاته اليوميّة ببطء بناءً على شدة الألم.


المراجع

  1. "Back pain – disc problems", betterhealth, Retrieved 2020-5-15. Edited.
  2. "Artificial Discs for Lumbar and Cervical Degenerative Disc Disease -Update: An Evidence-Based Analysis", ncbi, Retrieved 2020-5-15. Edited.
  3. "Herniated Disc", aans, Retrieved 2020-5-16. Edited.
  4. "What Is Degenerative Disk Disease?", webmd, Retrieved 2020-5-15. Edited.
  5. ^ أ ب "(Lumbar Disk Disease (Herniated Disk", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-5-17. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Herniated disk", mayoclinic, Retrieved 2020-5-15. Edited.
  7. Adam Felman (2018-1-17), "All about degenerative disc disease"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-5-15. Edited.
  8. "https://www.aans.org/Patients/Neurosurgical-Conditions-and-Treatments/Herniated-Disc", aans, Retrieved 2020-5-15. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×