محتويات
ما هو مرض الذئبة؟ وهل له أعراض خطيرة؟ وما هي أسباب الإصابة به من الأصل؟ وهل بالإمكان علاجه؟ في هذا المقال سوف نستعرض حقائق عن مرض الذئبة ستساعدك على فهم هذا المرض أكثر.
فلنتعرف سوية على مرض الذئبة (Lupus)، وحقائق هامة عليك معرفتها عنه من خلال المقال الآتي:
ما هو مرض الذئبة؟
إن الذئبة هي أحد أمراض المناعة الذاتية المزمنة ومن الممكن أن تصيب أي جزء من أجزاء الجسم، مثل: الجلد، والمفاصل، والكلى، والدم، والقلب، والرئتين، وعندما نقول مزمن فإننا نعني بذلك أن مرض الذئبة قد تستمر أعراضه مع المريض لفترة طويلة تتجاوز 6 أسابيع وقد تصل سنوات.
وينشأ المرض عندما يصاب جهاز المناعة المسؤول عن حماية الجسم ضد الفيروسات والبكتيريا والجراثيم بخلل ما، حيث أنه يحدث الآتي:
- يعمل جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة تحمي الجسم من الغزاة في الحالات الطبيعية.
- يصاب جهاز المناعة بنوع من التشوش نتيجة الخلل الحاصل، ما يجعله عاجزًا عن التفريق بين الأجسام الصديقة والعدوة، الأمر الذي يجعله يولد أجسامًا مضادة تُهاجم أنسجة الجسم وتلحق الضرر بها.
- يبدأ الجسم عندها بإيذاء نفسه ذاتيًا ومن هنا جاءت تسمية مرض مناعة ذاتية، فتظهر أعراض، مثل: الالتهابات، والألم.
أسباب مرض الذئبة
ما زالت أسباب الذئبة مجهولة حتى اليوم، ولا سبب معروف معين وراء نشأة المرض وتطوره، ولكنه يعتقد أنها قد تحدث بسبب وجود مزيج من العديد من العوامل، مثل:
- بعض العوامل البيئية، مثل: التدخين، والتوتر، والتعرض للسموم كغبار السيليكا.
- الجينات والعوامل الوراثية.
- اضطراب مستوى الهرمونات، مثل: زيادة مستويات هرمون الإستروجين.
- وجود عدوى فيروسية تحفز الإصابة بالمرض.
- الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية.
أعراض مرض الذئبة
تختلف الأعراض من شخص لآخر، ولكن أكثرها شيوعًا ما يأتي:
- ألم وانتفاخ في المفاصل.
- التهاب المفاصل.
- آلام في العضلات.
- حمى لا سبب واضح لها.
- طفح جلدي أحمر اللون غالبًا ما يظهر على الوجه.
- ألم في الصدر عند أخذ نفس عميق.
- تساقط الشعر.
- أصابع شاحبة أو بنفسجية اللون.
- التحسس من أشعة الشمس.
- انتفاخات في القدمين أو منطقة ما حول العينين.
- تورم في الغدد اللمفاوية.
- الإحساس بتعب وإرهاق شديدين.
- تقرحات في الفم.
- قلة الشهية وفقدان الوزن.
- الصداع.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الأعراض تتناوب بالعادة على المريض، فتخف تارة وتشتد تارة، وقد تظهر في أي وقت.
علاج مرض الذئبة: هل هو موجود؟
مع أنه لا يوجد علاج واضح للذئبة إلا أن القيام ببعض التغييرات الحياتية اليومة قد يفي بالغرض.
عادة يحتاج مريض الذئبة للمتابعة من عدة أطباء، بحيث يقوم كل منهم بالتعامل مع الأعراض التي تدخل في نطاق اختصاصه، فمثلًا إذا تسبب المرض بإلحاق الضرر بجهاز الدوران سيحتاج المريض لأخصائي قلب وهكذا.
يعمل الأطباء على وضع خطة تتناسب مع أعراض وحالة المريض، وقد تحتاج الخطة لإجراء بعض التغييرات بين الفينة والأخرى تبعًا لما يراه الطبيب مناسبًا خاصة عندما يطرأ تغيير على أعراض المرض الظاهرة.
وتهدف الخطة الموضوعة إلى الآتي:
- التخفيف من حدة الأعراض وإمكانية ظهورها فجأة لدى المريض ودون سابق إنذار على شكل نوبات (Flares).
- التقليل من حدة الضرر الذي قد يلحق بأعضاء وأجزاء الجسم المختلفة.
وقد تشمل الخطة العلاجية أدوية تعمل على الآتي:
- التخفيف من الألم والتورم.
- التخفيف من نوبات الأعراض المفاجئة.
- تنظيم نشاط جهاز المناعة.
- التقليل من الضرر الذي قد يلحق بالمفاصل والأعضاء.
- الحفاظ على مستويات الهرمونات في الجسم ضمن حدودها الطبيعية.
- تقليل خطر الإصابة بالعدوى.
وعدا الأدوية الخاصة بالذئبة، قد يحتاج المريض لأخذ أدوية تتناسب مع المضاعفات الصحية والأعراض التي ظهرت لديه نتيجة إصابته بالمرض، مثل: ارتفاع الكولسترول السيء، وارتفاع ضغط الدم والالتهابات المختلفة.
حقائق سريعة أخرى عن الذئبة
إليك بعض المعلومات الإضافية الهامة التي عليك معرفتها عن الذئبة فيما يأتي:
1. مرض غير معدي
إن الذئبة مرض غير معدي، أو بكلمات أخرى أنت لن تلتقط المرض من الشخص المصاب، وإن كنت أنت مصابًا بالمرض فلن تنقله إلى أحد حتى لو كان الزوج.
ولكن في حالات نادرة قد تلد النساء المصابات بالذئبة أطفالًا مصابون بنوع من مرض الذئبة.
2. عدم وجود علاقة بين الذئبة والسرطان
الذئبة والسرطان مرضان مختلفان تمامًا وما من رابط بينهما، فبينما السرطان ينشأ ويتطور عن خلايا خبيثة تنمو وتنتشر بسرعة في الأنسجة المحيطة بها، تأتي الذئبة كمرض مناعة ذاتية كما ذكرنا سابقًا.
ولكن قد تتقاطع طرق المرضين في بعض أنواع العلاج المتبعة، فقد يتم استخدام علاج للذئبة يحتوي على أدوية كابتة للمناعة وهي تتواجد كذلك في العلاج الكيميائي الخاص بمرضى السرطان.
3. عدم وجود علاقة بين الذئبة والإيدز
لا علاقة بين الذئبة وكل من فيروس نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز، ففي هذا المرض يكون جهاز المناعة غير نشط وأقرب إلى الخمول، بينما في الذئبة يكون جهاز المناعة مفرطًا في النشاط وتكوين الأجسام المضادة لمحاربة الصديق والعدو.
4. اختلاف شدة الذئبة
تتراوح شدة الذئبة بين الخفيف والحالات التي قد تشكل خطرًا على صحة المصاب بها.
وفي جميع الأحوال على المريض أن يلجأ للطبيب ليبدأ العلاج تحت إشرافه فورًا، فالكثير من مرضى الذئبة يكملون حياتهم وبشكل طبيعي إذا ما تلقوا العناية الملائمة.
5. وجود فئات أكثر عرضة للمرض
يصيب مرض الذئبة غالبًا النساء في سن الإنجاب، ولكن هذا لا يمنع حقيقة أن فئات أخرى قد تكون عرضة للإصابة كذلك، مثل: الرجال والأطفال والمراهقين عمومًا.
وغالبًا ما ينشأ المرض لدى المرضى في المرحلة العمرية الواقعة بين 15 - 44 عامًا.
لا تقتصر الإصابة بالذئبة على عرق بشري بعينه، ولكن فرص الإصابة به بين النساء من غير ذوات البشرة البيضاء أعلى منها لدى نظيراتهن من النساء القوقازيات.