مرض السكري قد يحدث بسبب العمل بنظام الورديات!

كتابة:
مرض السكري قد يحدث بسبب العمل بنظام الورديات!

أحيانا من المريح للغاية بالنسبة لنا العمل بورديات. بذلك يكون لدينا وقت حر في الصباح والمساء. ولكن يتضح أن العمل بنظام الورديات لا ينصح به ويمكن حتى أن يؤدي لأمراض مثل السكري والسمنة. كيف يسبب العمل بنظام الورديات أمراض مثل السكري؟ وهل الأضرار للجسم عكسية؟

جسمنا يحتاج إلى جدول زمني، نوم جيد في أوقات ثابتة وساعات عمل منتظمة وذلك في محاولة لتجنب الأمراض مثل مرض السكري والسمنة – هذا ما أثبتته دراسة  فحصت تأثير العمل بنظام الورديات على جسمنا. الكثير من الشباب يختارون العمل بنظام الورديات كعمل أساسي أو كعمل مناسب لطلاب الجامعات الذي يمكنهم من التعلم والانفاق على حياتهم. لكن على مر السنين، فإن العمل بنظام الورديات يسبب الضرر التراكمي للجسم. ساعات النوم القصيرة والغير منتظمة، الإحباط بسبب البدء بالعمل في ساعات مبكرة والانتهاء أحيانا في ساعات متأخرة جدا، العمل في الليل الذي يرافق في كثير من الأحيان بوردية عمل اضافية في اليوم التالي - كل هذه الحالات تمهد لتطور الأمراض مثل الاكتئاب، القلق، اضطرابات النوم، السكري والسمنة.

كيف تم اجراء البحث عن ورديات العمل؟

شملت الدراسة 21 رجلا وامرأة ممن عاشوا في مختبر النوم المراقب لأكثر من شهر. كان نصف المشاركين في سنوات الـ 20 من عمرهم، وكان النصف الآخر في سنوات الـ 60 من عمرهم. جميعهم كانوا أصحاء جسديا ونفسيا، وطلب منهم أن يستريحوا جيدا قبل بدء الدراسة.

وقد عاش هؤلاء في المختبر في غرف مضاءة بضوء خافت، بلا نوافذ، الأمر الذي شوش الساعة البيولوجية لديهم ولم يتمكنوا من معرفة وقت الليل من النهار. عدم معرفتهم لساعات اليوم سبب أدى بهم أن يأكلوا في ساعات مختلفة من اليوم، أحيانا حتى في منتصف الليل. سمح لهم بالنوم ست ساعات فقط في اليوم. أجرى الباحثون لهم فحص الدم قبل وبعد كل وجبة تناولوها لقياس مستويات السكر في الدم.

نتائج البحث

وجدت الدراسة أنه في أعقاب تشويش الساعة البيولوجية الذي حدث نتيجة للعيش في المختبر، فان جسم المشاركين أنتج 32% أقل من كمية الأنسولين التي كان من المفترض أن ينتجها جسمهم في الظروف المعيشية العادية. واكتشف أيضا أن عدد حرق السعرات الحرارية لديهم أثناء الراحة انخفض بنسبة 8% مما يعني أن وتيرة عمليات الأيض لديهم قد انخفضت. أظهرت فحوصات الدم التي أخذت منهم ان نسبة السكر في الدم لديهم قد ارتفعت. كل النتائج حدثت لدى المشاركين الشباب وأيضا المسنين.

وقد وجدت دراسات سابقة  فحصت العلاقة بين النوم والتمثيل الغذائي أن مستوى سكر الدم يرتفع بعد يوم من دون نوم لأن العضلات في الجسم تصبح أقل حساسية لهرمون الأنسولين. مقاومة الأنسولين تؤدي إلى حدوث الأمراض مثل مرض السكري، متلازمة تكيس المبايض، أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. النوم  غير الكافي يشوش نشاط البنكرياس مما يؤدي إلى إنتاج كمية أقل من الأنسولين.

الخبر السار هو أن جميع الأعراض التي تحدث بسبب قلة النوم في ساعات غير منتظمة هي عكسية، ويمكن أن تختفي بعد النوم الجيد والراحة.

أهمية الدراسة

تظهر هذه الدراسة ما أظهرته العديد من الدراسات السابقة - النوم غير الكافي وغير المنتظم يمكن أن يسبب الأمراض. نمط الحياة الحديثة والركض المستمر لسد العجز المالي في حسابنا في البنك يجعلنا نعمل لساعات طويلة وغير منتظمة دائما، مما يربك جدا الساعة البيولوجية لدينا. من هنا فالطريق الى تطوير أمراض خطيرة تصبح قصيرة.

أفضل نصيحة  يستطيع الباحثون والأطباء اعطائها هي عدم العمل بنظام الورديات وإنما في العمل الذي يوجد فيه ساعات عمل ثابتة وحد واضح بين أسبوع العمل وعطلة نهاية الأسبوع. ولكن بالطبع لا يمكن لكل الناس أن يعملوا في مثل هذا النوع من العمل، والكثير منهم  بحاجة للعمل بنظام الورديات بسبب الدراسة، الأطفال أو العمل الإضافي الذي يعملون به. اذا كيف يمكننا مع ذلك محاولة الحفاظ على الجسم؟

يوصي الأطباء بالمحاولة قدر الإمكان بعدم تفويت ولو بضع ساعات من النوم بين الورديات. كل ساعة نوم يمكن أن تفيد الجسم. كذلك يفضل جدا محاولة عدم تناول الطعام في الساعات التي لم نكن نأكل فيها عندما كنا نعمل بالساعات المنتظمة. أي أن نحاول عدم تناول الطعام في الليل حتى إذا كنا نعمل في الوردية الليلية. يجب محاولة ايجاد ساعات منتظمة في اليوم لتناول الطعام حتى لو كنا في العمل في ذلك الوقت. كل تخطيط للجدول الزمني، سواء كان ذلك وقت النوم، تناول الطعام أو الراحة يمكن أن يكون مفيد لجسمنا وللصحة البدنية والنفسية لدينا. وطبعاً يوصى كالعادة بتناول الاغذية الصحية كالخضار والفواكه وتجنب الاغذية الغنية بالدهون والسعرات الحرارية واستبدالها بالاغذية قليلة بالسعرات مثلاً يمكنكم استبدال السكر الابيض الغني بالسعرات الحرارية بالمحليات الصناعية المصنوعة من السكرالوز.

3440 مشاهدة
للأعلى للسفل
×