محتويات
مرض السّل
السّل (Tuberculosis) هو مرض مُعدٍ خطير يؤثر على الرّئتين، وينجم مرض السّل عن الإصابة ببكتيريا المتفطّرة السّلية التي تصيب الرّئتين في معظم الأحيان، وتنتشر البكتيريا التي تسبّب الإصابة بمرض السّل من شخص إلى آخر عن طريق سوائل الجهاز التنفسي العلوي، التي تنتشر في الهواء عند السّعال أو العطس، ممّا يؤدّي إلى انتشار البكتيريا في الهواء.
بدأت تزيد حالات الإصابة بعدوى السّل عام 1985 في الدّول النامية، ويعود السّبب بصورة جزئيّة في انتشار العدوى إلى ظهور فيروس نقص المناعة البشرية، وهو الفيروس الذي يسبّب الإصابة بمرض الإيدز، إذ يضعف فيروس نقص المناعة البشريّة الجهازَ المناعي للأفراد المصابين به، بالتّالي لا يستطيع جهاز المناعة مقاومة الجراثيم المسبّبة لمرض السّل.
نتيجةً لبرامج التحكّم العالمية المصدرة عن منظمة الصّحة العالميّة بدأ معدّل السّل بالانخفاض في معظم دول العالم في عام 1993، لكن ما يزال مرض السّل مرضًا مثيرًا للقلق؛ بسبب مقاومة العديد من سلالات بكتيريا مرض السّل للأدوية الأكثر استخدامًا لعلاج المرض، ممّا يجبر مريض السّل على تناول عدّة أنواع من الأدوية في آن واحد، لعدّة أشهر للقضاء على العدوى، ومنع تطوّر مقاومة المضادّات الحيويّة لدى البكتيريا المسبّبة للسّل. [١]
مرض السّل الكامن
يحدث السّل الكامن (Latent Tuberculosis) عندما يكون الشخص مصابًا ببكتيريا السّل داخل جسمه لكنّه لا يشعر بالمرض، ولا تظهر عليه أعراض السّل، أي أنّه مصاب بمرض السّل لكن لا يعاني من مرض السّل، ويعود السّبب إلى وجود البكتيريا بأعداد قليلة جدًا داخل الجسم، فيبقيها جهاز المناعة داخل الجسم تحت السيطرة ولا تسبّب أي أعراض، ويكون الدّليل الوحيد على الإصابة بالسّل في هذه الحالة النتيجة الإيجابية لفحص السّلين الجلدي وفحص الدم، ولا يعدّ فحص السّلين الجلدي دقيقًا في الكشف عن عدوى السّل، إذ يمكن أن يُظهر الفحص نتيجةً إيجابيةً للعدوى بالسّل لدى الأشخاص غير المصابين بالسّل، ونتيجةً سلبيةً للعدوى بالسّل لدى الأشخاص المصابين بالسّل، ومن المعتقد أنّ 2 مليار شخص مصاب بمرض السّل الكامن حول العالم.
يسمّى السّل الكامن بالعملاق النائم، ولا يمكن للأشخاص المصابين بمرض السّل الكامن نشر العدوى إلى الآخرين، وبصورة عامّة دون علاج سيصاب 5 إلى 10% من الأشخاص المصابين بمرض السّل الكامن بمرض السّل النّشط في مرحلة ما من حياتهم، وسيصاب ما يقارب نصف عددهم بمرض السّل النشط خلال العامين الأوّلين من الإصابة بمرض السّل الكامن.
بالنّسبة للأشخاص الذين تكون أجهزتهم المناعيّة ضعيفةً، خاصّةً الذين يعانون من الإصابة بفيروس عوز نقص المناعة البشري (الإيدز) يكون خطر تحوّل مرض السّل الكامن إلى مرض السّل النشط أعلى بكثير من الأشخاص المصابين بمرض السّل الكامن لكن لديهم أجهزة مناعيّة طبيعيّة، والمثير للقلق أنّ الأشخاص الذين يصابون بعدوى السّل الكامن من أشخاص لديهم داء السّل المقاوم للأدوية سيتطوّر لديهم مرض السّل المقاوم للأدوية، وليس مرض السّل العادي. [٢]
أشخاص يجب فحصهم لمرض السّل الكامن
لا توجد حاجة لفحص الجميع لمرض السّل الكامن، إذ إنّه من غير المرجّح أن يتواصل الجميع مع أشخاص مصابين بمرض السّل النشط، وإنما يُجرى الاختبار بناءً على مدى تعرّض الشّخص لعوامل الخطر المؤدّية إلى حدوث مرض السّل الكامن، ومن الأشخاص الذين يجب فحصهم لمرض السّل الكامن: [٣]
- الأشخاص القادمون من بلدان ذات معدّل مرتفع للإصابة بالسّل، مثل: إفريقيا، أوروبا الشّرقية، آسيا، أمريكا الآتينية، جزر الكاريبي.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض تزيد من معدّل تطويرهم لمرض السّل النشط عند إصابتهم بالعدوى، مثل: مرضى السكري، ومرضى الكلى المزمن، والمرضى الذين تعرّضوا لاستئصال المعدة، والمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشريّة.
- الأشخاص الذين يتناولون عقاقير مثبّطة لعامل نخر الورم ألف،ا مثل: إنفليكسيماب، أو أداليموماب، أو إيتانرسبت.
- الأشخاص الذين يتناولون أدويةً للوقاية من رفض الأعضاء المزروعة.
- الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض كرون، والصّدفية.
- الأشخاص المقبلون على بدء العلاج الكيميائي للسرطان، أو الذين يتناولون الأدوية المثبّطة للمناعة لعلاج اضطرابات المناعة الذاتية.
- مستخدمو المخدّرات عن طريق الحقن الوريدي.
- الأشخاص الذين على اتّصال بأشخاص مصابين بالعدوى.
- العاملين في مجال الرّعاية الصحيّة، الذين يعالجون الأشخاص المصابين بمرض السّل يكونون معرّضين لمعدّل خطر مرتفع للإصابة بمرض السّل.
علاج مرض السّل الكامن
عند الكشف عن إصابة المريض بمرض السّل الكامن يجب على المريض استخدام نوع واحد من المضادات الحيوية؛ لإبقاء المرض تحت السّيطرة، ومنع تطوّره إلى مرض السّل النشط، ومنع تطوّر بكتيريا السّل إلى بكتيريا السّل المقاومة للأدوية، أمّا المصابون بالسّل النشط فيجب أن يتناولوا مجموعةً من المضادات الحيوية في آن واحد، ويعتمد نوع العقار المستخدم لعلاج السّل الكامن على عمر الشخص، وصحّته العامّة، ومقاومته المحتملة للأدوية، ومن الأدوية المستخدمة لعلاج السّل والسّل الكامن ما يأتي: [١]
- آيزونيازيد.
- ريفامبيسين.
- إيثامبوتول.
- بيرازيناميد.
المراجع
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (30-1-2019), "Tuberculosis"، mayoclinic, Retrieved 10-3-2019.
- ↑ "The Difference Between Latent TB Infection and TB Disease", cdc, Retrieved 10-3-2019.
- ↑ Rena Goldman, "Latent Tuberculosis Infection vs. Active TB Disease: What’s the Difference?"، everydayhealth, Retrieved 10-3-2019.