مرض الشيخوخة المبكرة

كتابة:

مرض الشيخوخة المبكرة

مرض الشيخوخة المبكرة والمعروف أيضًا بمتلازمة البروجيريا هو مجموعة من الاضطرابات تؤدّي إلى شيخوخة سريعة عند الأطفال، وفي اليونانية تعني كلمة بروجيريا الكبر قبل الأوان، ويعيش الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة في المتوسّط 13 سنةً، وهو من الأمراض النادرة؛ إذ يؤثّر على حوالي 1 من كلّ 20 مليون شخص، ويعيش ما يتراوح بين 350-400 طفل مصاب بهذه المتلازمة.

يؤثّر مرض الشيخوخة المبكرة على الأطفال بغض النظر عن أجناسهم وأعراقهم، وتوجد أنواع عدة من هذه المتلازمة، وإنّ النوع الأكثر شيوعًا هو متلازمة هوتشينسون-جيلفورد بروجريا، وهي اضطراب وراثي نادر ومميت، ومتلازمة فيدمان راوتستراخ هي نوع آخر من متلازمة البروجيريا، تظهر عند الأطفال وهم ما يزالون في رحم أمهاتهم، أمّا النوع الذي يظهر عند البالغين فيُسمّى متلازمة فيرنر، وتحدث هذه المتلازمة عادةً في سنّ المراهقة، وقد يعيش الأشخاص المصابون بها إلى سنّ الأربعينيات أو الخمسينيات.[١]


أعراض الشيخوخة المبكرة

عادةً ما يبدأ نمو الطفل المصاب بمرض الشيخوخة المبكرة بالتباطؤ بصورة ملحوظة خلال السنة الأولى من العمر، إلّا أنّ التطوّر الحركي والذكاء يبقى طبيعيًّا، ومن علامات هذا الاضطراب التي تظهر تدريجيًا على مظهره ما يأتي:[٢]

  • بطء في النمو، وانخفاض الوزن والطول عن المتوسّط.
  • ضيق في الوجه، وامتلاك فكّ سفلي صغير وشفاه صغيرة وأنف أعقف.
  • امتلاك رأس كبير غير متجانس مع الوجه.
  • امتلاك عيون بارزة وحدوث انغلاق غير كامل في الجفون.
  • تساقط الشعر، بما في ذلك الرموش والحواجب.
  • رقة في طبقات الجلد وظهور بقع وتجاعيد عليه.
  • الأوردة تصبح مرئيّةً.
  • ارتفاع في نبرة الصوت.

كما قد تشمل أعراض مرض الشيخوخة المبكرة بعض المشكلات الصحيّة، ومنها ما يأتي:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية الحادّة والمتقدّمة.
  • صلابة وتشدّد في الجلد على الجذع والأطراف، وذلك مشابه لحالات تصلب الجلد.
  • تأخّر في تكوين الأسنان، أو تكوّنها بطريقة غير طبيعية.
  • فقدان جزئي للسمع.
  • فقدان الدهون من تحت الجلد، وفقدان الكتلة العضلية.
  • حدوث تشوهات في الهيكل العظمي، والإصابة بهشاشة العظام.
  • تيبّس المفاصل.
  • حدوث انخلاع في مفصل الورك.
  • مقاومة الأنسولين، وانخفاض حساسية الخلايا له.


أسباب الشيخوخة المبكرة

مرض الشيخوخة المبكرة هو حالة وراثية، ومعظم الأطفال الذين يعانون من هذا المرض يملكون طفرةً في الجين الذي يرمز له lamin A، وهو بروتين يربط نواة الخلية ببعضها، ويُعرف هذا البروتين أيضًا باسم progerin، ويُعتقد أنّ البروتين الذي يعاني من طفرة يجعل نواة الخلايا غير مستقرّة، وحالة عدم الاستقرار هذه تجعل الخلايا تموت وهي أصغر سنًا، ممّا يؤدّي إلى أعراض الشيخوخة المبكّرة، ويبدو أنّ ذلك يحدث بسبب تغيُّر وراثي نادر.

قد يملك أحد الوالدين هذه الطفرة، على الرّغم من أنّه ليس مصابًا بالمرض، ولا يملك الطفل المصاب بمرض الشيخوخة المبكّرة عادةً أي تاريخ عائلي للمرض، لكن إذا كان يوجد بالفعل طفل واحد في العائلة مصاب بهذا المرض توجد فرصة بنسبة 2-3% لإخوانه أن يصابوا بالمرض، ويمكن للاختبارات الوراثية أن تُظهر إذا ما كان أحد الوالدين لديه طفرة أم لا.[٣]


علاج الشيخوخة المبكرة

لا يوجد علاج يشفي من مرض الشيخوخة المبكرة، لكن قد تساعد المراقبة المستمرة لأمراض القلب والأوعية الدموية على إدراة حالة الطفل، إذ في كل زيارة طبّية يجري توزين الطفل وتحديد طوله، وتعيينهما على مخططات ومقارنتهما بالوضع الطبيعي، كما قد يقوم الطبيب بتقييم منتظم إضافيّ، مثل إجراء تخطيط صدى القلب، وإجراء فحوصات للأسنان والسمع والرؤية لملاحظة التغيّرات، وقد تساعد بعض العلاجات على تخفيف الأعراض أو العلامات أو قد تؤخّر ظهورها، ومن هذه العلاجات ما يأتي: [٢]

  • جرعة منخفضة من الأسبرين، قد تساعد هذه الجرعة على منع حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
  • أدوية أخرى، اعتمادًا على حالة الطفل قد يصف الطبيب أدويةً أخرى، مثل: أدوية الستاتينات لخفض الكوليسترول، وأدوية لخفض ضغط الدم، ومضادات التخثر للمساهمة في الوقاية من حدوث الجلطات الدموية، وأدوية لعلاج الصداع والنوبات.
  • العلاج الطبيعي والوظيفي، تساعد هذه العلاجات على علاج تيبّس المفاصل ومشكلات مفصل الورك التي قد تحدث عند الأشخاص الذين يعانون من شيخوخة مبكرة، إذ تساعد على بقاء الطفل نشطًا.
  • التغذية، قد تساعد الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية والمكملات الغذائية على ضمان حصول الطفل على ما يحتاجه من الغذاء والطاقة.
  • رعاية الأسنان، إنّ مشكلات الأسنان من المشكلات الشائعة عند الأشخاص المصابين بالشيخوخة المبكرة، لذلك يجب استشارة طبيب أسنان يملك خبرةً في مرض الشيخوخة المبكرة.

كما يمكن اتخاذ بعض الخطوات في المنزل التي تساعد على رعاية الطفل، ومنها ما يأتي:

  • التأكّد من الحصول الطفل على كميات كافية من الماء، فالجفاف أكثر خطورةً عند الأشخاص الذين يعانون من مرض الشيخوخة المبكّرة.
  • تقديم وجبات صغيرة متكرّرة، ممّا قد يساعد على زيادة السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل خلال اليوم.
  • إتاحة الفرصة للنشاط البدني المنتظم.
  • استخدام الأحذية المبطّنة، إذ إنّ فقدان الدهون الموجودة تحت الجلد قد يسبّب الانزعاج للطفل.
  • استخدام كريم واقٍ من الشّمس.
  • التأكّد من حصول الطفل على المطاعيم كاملةً.


المراجع

  1. Amber Erickson Gabbey (17-6-2016), "Progeria Syndrome"، healthline, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (1-2-2018), "Progeria"، mayoclinic, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  3. Christian Nordqvist (1912-2017), "Causes, symptoms, and treatment of progeria"، medicalnewstoday, Retrieved 20-8-2019. Edited.
7493 مشاهدة
للأعلى للسفل
×