مرض الفاريز

كتابة:
مرض الفاريز

ما هو مرض الفاريز؟

يعرف الفاريز أو دوالي الساقين بأنه التواء الأوردة الموجود في الساقين وتورّمها وتضخّمها، وتلونها باللون الأسود أو البنفسجي بسبب تلف صمامات هذه الأوردة، مما يسبب عدم تدفق الدم جيدًا من الساق إلى القلب وتراكمه فيها، وهو اضطراب شائع يصيب 23% من البالغين تقريبًا، وغالبًا لا يحتاج إلى علاج إلا إذا سبّب الآلام وظهور أعراض مزعجة.

وأكثر الأشخاص عرضةً للإصابة بمرض فاريز هن النساء الحوامل، والمصابون بالسمنة المفرطة، ومن تفرض عليهم ظروف عملهم الوقوف أو الجلوس لمدّة طويلة متواصلة.[١]


ما هي أعراض مرض الفاريز؟

معظم حالات دوالي الساقين تكون غير مؤلمة، لكن في بعض الحالات تظهر الأعراض والعلامات، تتضمن ما يأتي:[١]

  • التواء الأوردة وتضخّمها وبروزها أسفل الجلد.
  • تلون الأوردة باللون الأسود أو البنفسجي.
  • آلام الساقين.
  • الشعور بثقل في الساقين، خاصةً بعد ممارسة الرياضة أو أثناء الليل.
  • الإصابة بنزيف مطوّل بمجرّد التعرض لأي إصابة بسيطة لهذه الأوردة المتضخمة.
  • انكماش الجلد بسبب تصلب الدهون التي تقع أسفله.
  • تورم الكاحلين.
  • ظهور الأوردة العنكبوتية في الساق، وهي شبكة من الأوردة الصغيرة الملونة التي تظهر أسفل الجلد.
  • التهاب الجلد المحيط بالدوالي وتحوّله إلى اللون الأحمر، وإصابته بالحكة والجفاف.
  • الإصابة بتشنجات في الساقين عند الوقوف المفاجئ.
  • الإصابة بمتلازمة تململ الساقين في عدد كبير من الحالات.


ما هي أسباب الإصابة بمرض الفاريز؟

الأوردة هي أوعية دموية تنقل الدم من أجزاء الجسم المختلفة إلى القلب لكي يُعاد ضخّ الدّم مرّةً أخرى في الجسم، وفي أوردة الساقين ينتقل الدم من الساقين إلى القلب فيكون اتجاه حركته عكس الجاذبية الأرضية، لذا تنقبض عضلات الساق لتعمل كمضخة لدفع الدم، كما أن جدران الأوردة تكون مرنةً لتساعد الدم على العودة إلى القلب، وتحتوي هذه الأوردة على صمامات تعمل كأبواب تفتح باتجاه واحد فقط لتسمح بمرور الدم من أسفل إلى أعلى وتمنع عودته إلى أسفل مرةً أخرى، وعند تعرض هذه الصمامات للضعف أو التلف يصبح الدم قادرًا على العودة إلى أسفل مرةً أخرى، فيتراكم في الأوردة ويسبب تضخمها والتواءها والإصابة بما يعرف بمرض فاريز.[٢]

كما توجد بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة بمرض فاريز عند توفّرها، وهي:[٢]

  • العمر: يسبب التقدم بالعمر تآكل الصمامات وتلفها تدريجيًا.
  • الجنس: فالنساء أكثر عرضةً للإصابة بمرض فاريز بسبب التغيرات الهرمونية التي يمررن بها في مراحل مختلفة من العمر، مثل: خلال الحمل، وقبل نزول الدورة الشهرية، ومع بلوغ سن اليأس، كما يسبب العلاج الهرموني الذي تتناوله بعض النساء مثل حبوب منع الحمل زيادة خطر الإصابة بهذا المرض.
  • الحمل: خلال الحمل يزيد حجم الدم في جسم المرأة لكي يدعم نمو الجنين، لكن ينتج عن ذلك ظهور أعراض جانبية، وهي تضخم أوردة الساقين، بالإضافة إلى عامل التغيرات الهرمونية، مما يجعل الحمل أكثر الحالات التي ينتشر فيها مرض فاريز.
  • التاريخ العائلي: فإصابة أحد أفراد العائلة بمرض فاريز تزيد خطر الإصابة به.
  • السمنة المفرطة: يضع الوزن الزائد ضغطًا كبيرًا على الأوردة مسببًا إصابتها بمرض فاريز.
  • الوقوف أو الجلوس مدةً طويلةً متواصلة: الأمر الذي ينتج عنه عدم تدفق الدم جيدًا.


كيف يتم تشخيص مرض الفاريز؟

يشخص الطبيب الإصابة بمرض فاريز عن طريق الفحص الجسدي للساقين، وفحص الأوردة أثناء الوقوف والجلوس، وسؤال المريض عن الأعراض والآلام التي يعاني منها، ثم قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية للساقين لتقييم تدفق الدم داخل الأوردة، وقد يطلب تصوير الأوردة بالأشعة السينية بعد حقن صبغة في الساقين للحصول على صور دقيقة وواضحة للأوردة، وتساعد هذه الأشعة الطبيب على تشخيص أي اضطراب آخر في الساق قد يكون سبب تورم الساقين والشعور بالألم فيهما، مثل: الإصابة بالجلطات الدموية، أو انسداد الأوردة.[٣]


كيف يُعالَج مرض الفاريز؟

يتضمن علاج مرض الفاريز عدة خطوات وخيارات، ويختار الطبيب نوع العلاج تبعًا لكل حالة على حدة، وبالاعتماد على حدة الأعراض التي يعاني منها المصاب، وقد يصف أكثر من علاج في نفس الوقت، كما قد يعود مرض الفاريز مرةً أخرى، لذا قد يخضع المصاب للعلاج مرّةً أخرى، وعمومًا تتضمن الخيارات العلاجية ما يأتي:[٤]

  • تغيير نمط الحياة: الذي يساعد في تخفيف حدة الأعراض ويمنع تدهور حالة الأوردة، ويتمثل بتخفيف الوزن لتحسين تدفق الدم، وتجنب الوقوف أو الجلوس مدةً طويلةً متواصلةً، والحرص على البقاء نشطًا وممارسة التمارين الرياضية لتحسين تدفق الدم داخل الجسم.
  • العلاج بالضغط: إنّ ارتداء الجوارب الضاغطة لوضع ضغط بسيط على الساقين لمنع تورمهما أحد الخيارات المهمة لعلاج مرض فاريز، قد يصفه الطبيب منفردًا أو مع خيارات العلاج الأخرى، إذ يساعد العلاج بالضغط الأشخاص الذين يقفون مدةً طويلةً في تخفيف الألم والتورم والأعراض الأخرى المصاحبة لهذه الحالة.
  • الأدوية: يصف الطبيب الأدوية المسكنة لتخفيف الألم، كما قد يصف ديوزيميبلكس (Diosmiplex)، وهو دواء من مصدر نباتي والوحيد المتاح المُصرّح باستخدامه لعلاج أعراض مرض فاريز ومضافاته، لكن قد يستغرق ظهور مفعوله عدة أسابيع، كما قد يصاحبه ظهور أعراض جانبية طفيفة، مثل: اضطراب الجهاز الهضمي، والطفح الجلدي.
  • الإجراءات الطبية والعمليات: وهي عدة أنواع، تتضمن الآتي:
    • الاجتثاث داخل الوريد، هو إجراء باستخدام الليزر أو موجات الراديو لتشكيل حرارة داخل الأوردة لغلقها، وهو إجراء بسيط يُجرى داخل العيادة.
    • العلاج بالتصليب، عن طريق حقن مواد سائلة أو رغوية لغلق الأوردة المتضررة.
    • الجراحة، لإزالة الأوردة المتضخمة القريبة من الجلد عبر شقوق صغيرة في الجلد، وفي حالة الأوردة العميقة يلجأ الطبيب إلى ربطها ثم إزالتها، وتستخدم الجراحة للحالات التي لا تستجيب للعلاجات السابقة.


ما هي مضاعفات مرض الفاريز؟

إنّ المضاعفات التي تتبع الإصابة بمرض فاريز نادرة، لكنها تتضمن ما يأتي:[٢]

  • القرح: هي قرح مؤلمة تصاحب الدوالي القريبة من الجلد، خاصةً في منطقة الكاحلين، وقبل ظهورها تظهر بقعة ملونة على الجلد تُنذر الطبيب بقرب الإصابة بالقرح.
  • الجلطات الدموية: الأوردة العميقة داخل الساق المصابة بالدوالي قد تصاب بالجلطات الدموية، فتسبب الألم والتورم المستمر في الساق، مما يستدعي التوجه إلى الطبيب على الفور.
  • النزيف: قد تنفجر الأوردة المتضخمة القريبة من الجلد عند تعرضها للإصابة، وغالبًا يكون النزيف طفيفًا، إلا أنّ أي نزيف يستدعي التوجّه إلى الطبيب.


المراجع

  1. ^ أ ب Yvette Brazier (2017-12-14), "What can I do about varicose veins?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-1. Edited.
  2. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2019-1-16), "Varicose veins"، mayoclinic, Retrieved 2020-6-1. Edited.
  3. Amber Erickson Gabbey (2017-3-30), "Varicose Veins"، healthline, Retrieved 2020-6-1. Edited.
  4. "Varicose Veins", nhlbi.nih, Retrieved 2020-6-1. Edited.
3175 مشاهدة
للأعلى للسفل
×