مرض الهربس

كتابة:
مرض الهربس

مرض الهربس

يعرّف مرض الهربس بأنه عدوى فيروسية، وهو من الأمراض المُزمنة والمُعدية التي يمكن أن تؤثّر على الأعضاء التناسليّة، والأغشية المخاطيّة في الجسم، ومنطقة الشرج، والجلد في مناطق أخرى من الجسم، ولا تظهر أعراض الإصابة بالهربس على كلّ الأشخاص الحاملين للفيروس المُسبّب للمرض.[١]

قد يصيب الهربس الفم، أو المناطق القريبة منه أحيانًا، وهو ما يطلق عليه الهربس من النّوع الأول، كما قد يصيب الأعضاء التناسليّة أو مناطق قريبة منها، وهذا هو النّوع الثاّني، ويُسمّى أحيانًا الهربس التّناسلي، ويمكن أن ينتقل هذا الفيروس من شخصٍ إلى آخر بالاتصال الجسدي، مثل ممارسة الجماع.[٢]


أسباب الإصابة بمرض الهربس

تحدث الإصابة بمرض الهربس نتيجة الإصابة بفيروسات معدية للغاية تنتقل عن طريق الاتصال المباشر، وينتشر النوع الأوّل منه نتيجةً للاتصال عن طريق التقبيل أو مشاركة الأكواب، ممّا يصّعب تحديد مكان الإصابة بالعدوى، كما أنّه من السهل الإصابة بهذا النّوع من العدوى من جميع الأعمار؛ إذ يصنّف ما يقارب 85% من السكان من حول العالم أنّهم مصابون بالنوع الأول من هذا الفيروس، بينما ينتقل النوع الثاني من الهربس جنسيًّا؛ إذ يُصاب به الأشخاص الذين يتّصلون جنسيًّا مع شخص مصاب بالفيروس، ويعدّ هذا النوع أقلّ شيوعًا.[٣]


أعراض الإصابة بفيروس الهربس

توجد بعض الأعراض التي تظهر على الشخص عند إصابته بالهربس، وتجدُر الإشارة إلى أنّ بعض المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أعراض المرض الواضحة مثل التقرّحات، لكنّهم يستطيعون نقله إلى شخصٍ آخر، وتتضمّن الأعراض المرتبطة بفيروس الهربس ما يأتي:[٤]

  • التقرّحات، سواءً في الفم أم على الأعضاء التناسليّة.
  • الألم أثناء التبوّل.
  • الحكّة.
  • ألم وإفرازات في العين؛ وذلك لأنّ فيروس الهربس البسيط يمكن أن ينتشر إلى العينين، ويسبّب الإصابة بحالة صحيّة تُعرف بالتهاب القرنيّة بفيروس الهربس البسيط.
  • أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا في بعض الحالات، مثل:


علاج مرض الهربس

توجد مجموعة متنوّعة من الخيارات العلاجيّة التي يمكن للشخص المُصاب بالهربس اتبّاعها للسيطرة على الأعراض، منها ما يأتي:[١]

  • العلاجات المنزلية: يمكن أن تساهم العديد من العلاجات والطرق المنزليّة في تخفيف أعراض مرض الهربس، منها:
    • تناول مسكنات الألم، مثل: الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين.
    • الاستحمام بالماء المُملّح قليلًا؛ إذ يساهم في التّخفيف من الأعراض.
    • تجنّب ارتداء الملابس الضيّقة على المنطقة المصابة.
    • غسل اليدين جيّدًا، خاصةً بعد لمس المنطقة المصابة.
    • الامتناع عن ممارسة النشاط الجنسي حتى تختفي الأعراض.
    • وضع كريم أو مستحضر طبّي على الإحليل إذا كان التبوّل مؤلمًا، مثل الّليدوكائين.
    • تجنّب وضع عبوّات الثلج على الجلد مباشرةً، إذ يُنصح بلفّها أولًا بقطعة قماش أو منشفة.
    • التغطيس في حمّام المِقعدة.
    • وضع الفازلين على المنطقة المصابة.
  • الأدوية: لا يوجد دواء يمكنه علاج فيروس الهربس نهائيًّا، لكن قد يصف الأطباء مضادّات الفيروسات، مثل الأسيكلوفير، الذي يمنع الفيروس من التكاثر، ويساعد على تقليل حدّة الأعراض، وعادةً ما يصف الأطباء هذه الأدوية في أول مرّة تظهر فيها أعراض المرض على الشخص.
  • العلاج العرضي والعلاج القمعي: عادةً ما يصف الأطباء العلاج العرضي للمرضى الذين يمرون بأقل من ستّ انتكاسات في سنة واحدة، وقد يصفون شريطًا من الأدوية المضادّة للفيروسات مدة خمسة أيام في كل مرّة تظهر فيها الأعراض، أمّا العلاج القمعي فيصفه الأطباء إذا مرّ الشخص بأكثر من ستّ انتكاسات خلال العام، وقد يوصي الطبيب بأن يأخذ الفرد العلاج المضاّد للفيروسات يوميًّا إلى أجل غير مسمّى؛ لتجنّب انتكاسه مرّةً أخرى، ويُقلّل العلاج القمعي من خطر انتقال فيروس الهربس إلى شخص آخر.


أنواع مرض الهربس

يُقسم مرض الهربس إلى الأنواع الآتية:

  • الهربس من النوع الأول: يُعدّ فيروس الهربس من النّوع الأول شديد العدوى، وعادةً ما يصاب به الشخص أثناء مرحلة الطفولة، ويستمرّ طوال حياته، ويسبّب هذا الفيروس الإصابة بالقروح على الفم، وعلى الأسطح التي تحيط به، وينتقل بصورة رئيسة عند تلامس الفم بالفم مع الشخص المصاب، كما قد ينتقل الفيروس من النوع الأول من الأم المصابة به إلى طفلها الرضيع أثناء الولادة في حالات نادرة، وتتضمّن المضاعفات المحتملة الإصابة بالأمراض الشّديدة؛ وذلك لأنّ جهاز المناعة لدى المصابين بهذا المرض عادةً ما يكون ضعيفًا، وقد يُسبب المرض أحيانًا مضاعفات أكثر حدّةً، مثل: التهاب الدماغ، أو التهاب القرنيّة.[٥]
  • الهربس من النوع الثاني: ينتقل الهربس من النوع الثاني بالاتصال الجنسي، ويستمرّ مدى الحياة، ولا يمكن علاجه كاملًا، ويوجد العديد من الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض، وعندما تظهر فإنّها تتمثّل بظهور تقرّحات على الشّرج أو الأعضاء التناسليّة، إلى جانب الحُمّى، والشعور بالألم في مختلف أنحاء الجسم، وتزيد الإصابة بفيروس الهربس من النّوع الثاني من خطر الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري بثلاثة أضعاف تقريبًا، ويمكن أن يُسبب أيضًا لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشريّة مضاعفات أكثر خطورةً، لكنها نّادرة، مثل: التهاب السحايا والدماغ، والتهاب المريء، والتهاب الكبد، والتهاب الرّئة، ونخر الشبكيّة، ويتضّمن العلاج الأدوية المضادّة للفيروسات، التي تساعد على تقليل الأعراض وتخفيف شدّتها.[٥]


الوقاية من مرض الهربس

يُعدّ مرض الهربس من النّوع الثاني المُسمّى الهربس التّناسلي مُعديًا، خاصةً خلال فترة تفشّي القروح؛ لذا يجب على الأفراد المصابين به الامتناع عن ممارسة النشاط الجنسي عندما تكون أيّ من أعراض الهربس التّناسلي ظاهرةً عليهم، لكن تجدُر الإشارة إلى أنّ هذا الفيروس قادر على الانتقال من شخص إلى آخر حتى لو لم تكن الأعراض ظاهرةً بعد؛ لذا يُنصح بالاستخدام الصحيح للواقي الذكري؛ لتقليل خطر انتشار الهربس التّناسلي، ويجب التّنبيه إلى أنّ الواقي الذكري يوفّر حمايةً جزئيّةً فقط؛ إذ يمكن أن يكون فيروس الهربس البسيط موجودًا في المناطق التي لا يغطيها الواقي.

كما يمكن اللجوء إلى ختان الذكّور الطّبي، الذي يوفر للرجال حمايةً جزئيّةً مدى الحياة ضدّ هذا الفيروس، وحمايته كذلك من فيروس نقص المناعة البشرية، وفيروس الورم الحليمي البشري، ويجب على الحوامل المصابات بأعراض الهربس التناسلي إبلاغ الطبيب المشرف عليهن؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب إصابة الجنين به.[٥]


مراحل مرض الهربس

يمرّ الفرد بعدّة مراحل من مرض الهربس بمجرّد الإصابة بالعدوى، وهي:[٦]

  • المرحلة الأولى: تبدأ هذه المرحلة بعد يومين إلى ثمانية أيام من الإصابة بالفيروس، وعادةً ما تظهر فيها البثور الصغيرة المؤلمة، وتكون المنطقة التي تقع تحتها حمراء، وقد تنفجر البثور وتصبح تقرّحاتٍ مفتوحةً، وقد لا تظهر البثور على الإطلاق، بالإضافة إلى أنّه قد يُشعر الفرد بالألم عند التبول، والحمّى، والشّعور بالألم، والتعرّض لأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، بينما قد يعاني بعض الأفراد من مرحلة أولية مؤلمة من العدوى، إلّا أنّ الآخرين قد لا يعانون من أي أعراض على الإطلاق.
  • المرحلة الكامنة: لا تظهر في هذه المرحلة أي بثور أو تقرحات أو أعراض مشابهة، لكن ينتقل الفيروس من الجلد إلى الأعصاب إلى العمود الفقري.
  • المرحلة الدموية: يبدأ الفيروس في هذه المرحلة بالتّكاثر في النهايات العصبية، وفي حال كانت هذه النهايات العصبية في مناطق من الجسم تلامس سوائله يمكن أن ينتقل الفيروس إلى سوائل الجسم، وقد يشمل ذلك اللعاب، أو السائل المنويّ، أو السوائل المهبلية.
  • مرحلة التكرار: يحدث في هذه المرحلة تكرار ظهور الثور والقروح التي ظهرت في المرحلة الأولى، وعادةً ما تكون هذه الأعراض غير سيئة كما كانت في المرحلة الأولى، ويبدأ الإجهاد والمرض والتعب، وقد يؤدّي الوجود في الشمس أو انقطاع الدورة الدموية إلى حدوث مرحلة التكرار، وتظهر الأعراض، كالشّعور بالوخز أو الحكة أو الألم في الأماكن التي كان مصابًا بها أوّل مرّة.


المراجع

  1. ^ أ ب Yvette Brazier (13-11-2017), "Symptoms, causes, and treatment for herpes"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  2. "Herpes Simplex Virus (HSV)", my.clevelandclinic.org, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  3. Elizabeth Boskey (4-5-2019), "An Overview of Herpes"، www.verywellhealth.com, Retrieved 29-7-2019. Edited.
  4. Elly Dock (27-2-2019), "Herpes Simplex"، www.healthline.com, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Herpes simplex virus", www.who.int, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  6. "Herpes", www.familydoctor.org,27-10-2017، Retrieved 29-7-2019. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×