محتويات
ما هو مرض ام اس؟
من الممكن أن يصاب الجهاز العصبي بالعديد من الأمراض المختلفة، ويعد مرض ام اس، أو التصلب اللويحي المتعدد (Multiple sclerosis)، أحد أبرز هذه الأمراض، ويؤثر هذا المرض على كل من الدماغ، والحبل الشوكي، وذلك عن طريق حدوث عملية التهابية تهجم فيها خلايا الدم البيضاء الخاصة بالمصاب على هذه الأعضاء، وتؤدي إلى تضررها، إذ تفقد الخلايا العصبية المتضررة الطبقة الخارجية له، والتي تسمى المالين، فما هي الأعراض التي تنجم عن هذا الاضطراب؟ وما هي أسباب، وعوامل خطر حدوثه؟ وهل يمكن علاج هذا الاضطراب؟ وإذا كان كذلك، فما هي خيارات العلاج أمام المصاب بمرض ام اس؟ كل ذلك وغيره سنتعرف عليه في مقالنا هذا.[١]
أعراض مرض ام اس
قد تظهر أعراض مرض ام اس بصورة مختلفة من شخص لآخر، كما قد تختلف لدى نفس الشخص بمرور الوقت، وذلك اعتمادًا على موقع الخلايا العصبي المتأثرة، ويعاني معظم الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من نوبات انتكاس وسكون، إذ يعانوا من أعراض جديدة، أو تطور الأعراض القديمة خلال فترة زمنية يمكن أن تتراوح ما بين أيام وأسابيع، ومن ثم تتحسن هذه الأعراض جزيئًا، أو جتى بصورة كاملة، تليها فترة من سكون المرض، ويمكن أن تستمر هذه الفترة أشهر إلى سنوات، ومن الممكن أن تتضمن أعراض مرض ام اس ما يأتي:[٢]
أعراض بصرية
وتتضمن الأعراض البصرية لمرض ام اس ما يلي:[٢]
- عدم وضوح الرؤية.
- فقدان جزئي، أو كلي للبصر، ويحدث ذلك في عين واحدة كل نوبة، ويرافقه ألم عند تحريك العين.
- الرؤية المزدوجة، والتي تستمر لفترة زمنية طويلة.
أعراض حركية
قد تتضمن الأعراض الحركية لمرض ام اس ما يأتي:[٢]
- الارتعاش، أو فقدان التناسق، وعدم اتزان المشية.
- ضعف، أو تنميل في أحد اطراف الجسم، وعادةً ما يحدث ذلك في جهة واحدة من الجسم في كل مرة، أو في الساقين وجذع الجسم.
- أحاسيس مشابهة للصعقات الكهربائية، وعادةً ما تحدث هذه الأحاسيس عند تحريك الرقبة، وبصورة خاصة عند إمالتها إلى الأمام.
الأعراض الأخرى
بالإضافة إلى الأعراض البصرية، والحركية، يمكن لمرض ام اس أن يسبب بعض الأعراض الأخرى، نذكر منها ما يأتي:[٢]
- تنميل، وألم في أجزاء محددة من الجسم.
- التعب العام، والدوخة.
- عدم وضوح الكلام.
- اضطرابات في القدرة الجنسية، بالإضافة إلى القدرة على التحكم بالبول، والبراز.
من الممكن أن يعاني نحو نصف الأشخاص المصابون بمرض ام اس ذا النوبات الانتكاسية السكونية مع مرور الوقت من تقدم ثابت للأعراض، قد يترافق، أو لا يترافق، بفترة من سكون الأعراض، وعادةً ما يحدث ذلك بعد مرور نحو عشر إلى عشرين عامًا من تشخيص الإصابة بالمرض، ويختلف معدل تزايد الأعراض من شخص لآخر، لكن عادةً ما تتضمن الأعراض اضطرابات في الحركة، والمشي، وبالإضافة إلى ذلك من الممكن أن يعاني بعض الأشخاص من تقدم ثابت لمرض ام اس منذ البداية، من غير المرور بمرحلة نوبات الانتكاس والسكون.[٢]
أسباب مرض ام اس
يعد مرض ام اس أحد أمراض المناعة الذاتية، وهي الأمراض التي تنجم نتيجة حدوث اضطراب في الجهاز المناعي، يؤدي إلى هجوم خلاياه على أعضاء سليمة، وتهاجم خلايا الجهاز المناعي في مرض ام اس الدماغ، والحبل الشوكي، ولم يتمكن العلماء من تحديد السبب الدقيق لهجوم الجهاز المناعي على الخلايا العصبية، ولكن يعتقد البعض أن ذلك يحدث نتيجة تشارك مجموعة من العوامل البيئية، والوراثية، ويؤدي تضرر الطبقة المالين المغلفة للخلايا العصبية إلى تباطئ نقل الإشارات العصبية عبر الألياف العصبية، أو يمكن أن يمنع ذلك انتقالها بصورة كاملة.[٣]
عوامل تزيد من فرصة الإصابة بمرض ام اس
من الممكن أن تزيد بعض العوامل من فرص الإصابة بمرض ام اس، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[٤]
- الجنس، كما هو الحال في جميع الأمراض ذاتية المناعة فإن الإناث تحمل ضعف خطر الإصابة بمرض ام اس عن الذكور.
- العمر، غالبًا ما يشخص المصابون بمرض ام اس خلال الفترة الزمنية التي تتراوح ما بين العشرين والأربعين من العمر.
- التدخين، من الممكن أن يزيد التدخين من خطر الإصابة بمرض ام اس، كما يعاني الأشخاص المدخنون المصابوب بمرض ام اس من إصابات أكثر للأعصاب، وتقلص حجم الدماغ بصورة أكبر من غير المدخنين.
- نقص فيتامين د، يحتاج الجسم إلى التعرض لأشعة الشمس لتكوين فيتامين د، وقد لاحظ العلماء أن الأشخاص الذين لا يتعرضون للشمس يحملون خطرًا أكبر للإصابة بمرض ام اس، إذ يعتقدوا أن نقص فيتامين د يمكن ان يؤدي إلى اضطراب وظيفة الجهاز المناعي.
- العدوى، من المحتمل أن تزيد الإصابة بالعدوى الفيروسية، مثل؛ فيروس إباشتين بار (Epstein-Barr virus)، وهو الذي يسبب مرض كثرة الوحيدات، من خطر الإصابة بمرض ام اس، ولكن لم يحدد العلماء علاقة واضحة بينهما، وبالإضافة إلى ذلك يمكن لبعض الميكروبات الأخرى أن تزيد خطر الإصابة بمرض ام اس، مثل، فيروس الهربس السادس، والميكوبلازما الرئوية.
- نقص فيتامين ب12، يحتاج الجس إلى فيتامين ب12 لتكوين طبقة المالين المغلفة للخلايا العصبية، لذا فإن نقصان هذا الفيتامين من شأنه أن يزيد خطر الإصابة ببعض الأمراض العصبية، وأبرزها مرض ام اس.
- العوامل الوراثية، من الممكن أن ينقل الأباء خطر الإصابة بمرض ام اس للأبناء، ولكن فإن العلماء يؤكدا ضرورة وجود العوامل الوراثية لحدوث الإصابة بمرض ام اس، حتى وإن وجدت العوامل الوراثية المهيئة لذلك.
كيفية علاج مرض ام اس
على الرغم من عدم وجود علاج يشفى تمامًا من مرض ام اس، لكن لابد للمصاب بهذا المرض من تلقى بعض العلاجات الأخرى التي تهدف إلى زيادة فترة سكون المرض، وتقليل الانتكاسات، بالإضافة إلى إبطاء تقدم المرض، والتحكم بالأعراض، ويمكن تفصيل هذه العلاجات كما يأتي:
علاج النوبات الانتكاسية
يمكن علاج النوبات الانتكاسية لمرض ام اس باستخدام الخيارات التالية:[٥]
- الستيرويد (Corticosteroids)، يساعد الستيرويد في تقليل الالتهاب في الخلايا العصبية، ويمكن أخذ هذا الدواء عن طريق الفم، أو بالحقن عبر الوريد، وقد يسبب هذا الدواء بعض الآثار الجانبية، والتي تتضمن ما يأتي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- تجمع السوائل في الجسم.
- الأرق.
- اضطرابات المزاج.
- تبادل البلازما (plasmapheresis)، يهدف هذا العلاج إلى إزالة الجزء السائل من الدم، ومن ثم تخلط خلايا الدم بمحلول بروتيني وتعاد إلى الجسم، وعادةً ما يلجئ الأطباء إلى هذه الطريقة إذا كانت الأعراض جديدة، أو شديدة الحدة، أو إذ لم يستجب المصاب لعلاج الستيرويد.
التقليل من تقدم المرض
يمكن أن يختلف خيار العلاج المناسب لمنع تقدم المرض اعتمادًا على نوعه، فيعد دواء أوكرليزوماب (Ocrelizumab) الدواء الوحيد المخصص لهذه الغاية لمرض ام اس الذي تتقدم أعراضه بصورة ثابنة، بينما تتوفر العديد من الخيارات الخاصة بمنع تقدم مرض ام اس الانتكاسي السكوني، ويمكن ذكر أبرز هذه الخيارات كما يأتي:[٥]
- أسيتات الغلاتمير (Glatiramer acetate)، يساعد هذا الدواء في منع هجوم الجهاز المناعي على طبقة المالين، ويستخدم بالحقن أسفل الجلد، ولكنه يمكن أن يسبب تهيج الجلد مكان الحقن.
- فينغوليمود (Fingolimod)، يستخدم هذا الدواء للتقليل من النوبات الانتكاسية، ، ولكن يجب مراقبة ضغط الدم ونبضات القلب لمدة ست ساعات بعد تناوله لأول مرة، وذلك لأنه يمكن أن يؤدي إلى تباطئ نبضات القلب، كما يمكن أن يسبب هذا الدواء صداع، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب الرؤية.
- إنترفيرون بيتا (Interferon beta)، يساهم هذا الدواء في تقليل عدد مرات الانتكاس، وشدته، ويؤخذ عن طريق الحقن أسفل الجلد، أو الحقن بالكتلة العضلية، ويعد هذا الدواء أحد أشهر الأدوية المستخدمة لعلاج مرض ام اس، ولكنه يمكن أن يسبب أعراض مشابهة للإنفلونزا، بالإضافة إلى تهيج مكان الحقن، ويجب أيضًا مراقبة مستوى إنزيمات الكبد، إذ يمكن لهذا الدواء أن يسبب ضررًا في الكبد.
- كلادريبين (Cladribine)، يعد هذا الدواء خيار علاج ثاني لمرض ام اس الانتكاسي السكوني، ويمنع استخدام هذا الدواء للأشخاص الذين يعانون من السرطان، أو من العدوى المزمنة، كما يمنع استخدامه للحامل، ويجب على السيدة التي تأخذه أن تستخدم وسائل منع الحمل لستة أشهر بعد التوقف من استخدامه، وبالإضافة إلى ذلك قد يسبب هذا الدواء الآثار الجانبية التالية:
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
- الصداع.
- الأورام.
- انخفاض مستوى كريات الدم البيضاء.
- الإصابة بالعدوى الشديدة.
- تيريفلونوميد (Teriflunomide)، يساعد هذا الدواء على تقليل النوبات الانتكاسية،، ويمكن أن تتضمن الآثار الجانبية لهذا الدواء فقدان الشعر، وتضرر الكبد، ويمكن أيضًا أن يسبب عيوب خلقية لدى الأجنة عند أخذه من النساء، أو الرجال، لذا لابد من استخدام وسائل منع الحمل لمدة سنتين بعد التوقف من استخدام هذا الدواء، كما يجب استشارة الطبيب المختص قبل محاولة الحمل.
- ثنائي ميثيل الفومارات (Dimethyl fumarate)، من الممكن أن يساعد هذا الدواء في تقليل الانتكاسات لمرض ام اس، ، وتتضمن الآثار الجانبية التي يمكن أن يسببها الهبات الساخنة، وانخفاض مستوى كريات الدم البيضاء، والغثيان، والإسهال.
- سيبونيمود (Siponimod)، يشير الباحثون إلى أن استخدام هذا الدواء عن طريق الفم يمكن أن يقلل من النوبات الانتكاسية، ويبطئ تقدم المرض، ولكن قد يضر هذا الدواء في الأجنة، لذا يجب على السيدات استخدام وسائل منع الحمل لمدة عشر أيام بعد التوقف عن تناول هذا الدواء، كما يجب مراقبة ضغط الدم، ونبضات القلب لمدة ست ساعات بعد تناوله لأول مرة، وبالإضافة إلى ذلك تتضمن الآثار الجانبية الأخرى ما يأتي:
- الصداع، وعدم وضوح الرؤية.
- اضطراب نبضات القلب.
- العدوى الفيروسية.
- الإضرار بالكبد.
- انخفاض مستوى كريات الدم البيضاء.
- أوكريليزوماب (Ocrelizumab)، يعد دواء أوكريليزوماب دواء مصنع من الأجسام المضادة أحادية النسلية المتوافقة مع البشر، ويساعد هذا الدواء تقليل نوبات الانتكاس، وإبطاء معدل تقدم المرض، ويؤخذ هذا الدواء عن طريق وريديًا عن طريق مختص طبي، ويسبب هذا الدواء تهيج في مكان الحقن، والحمى، وانخفاض ضغط الدم، كما يمنع على الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي باستخدامه، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع العدوى، والسرطانات، وبخاصة سرطان الثدي.
- ألمتوزوماب (Alemtuzumab)، يساعد هذا الدواء في تقليل الانتكاسات في مرض ام اس، ولكنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، ويؤخذ هذا الدواء عن طريق التسريب الوريدي، ولكنه يحتاج إلى مختص طبي لإعطائه، ولا يمكن أخذه إلا في مراكز مخصصة لذلك.
- ناتاليزوماب (Natalizumab)، يمنع هذا الدواء انتقال الخلايا المناعية إلى الدماغ، والحبل الشوكي، ولكن يمكن لهذا الدواء أن يزيد خطر إصابة الدماغ بعدوى فيروسية خطيرة تسمى اعتلال بيضاء الدماغ متعدد البؤر المتفاقم (PML) للأشخاص الذين يملكون أجسام مضادة للفيروس المسبب لهذه الحالة.
نصائح للتعايش مع مرض ام اس
من الممكن أن يواجه المصاب بمرض ام اس بعض التحديات للتعايش مع المرض، وتوجد بعض السبل التي من شأنها أن تساعد المصاب على التعايش مع هذا المرض، نذكر منها ما يأتي:
التمارين الرياضية
يحتاج الشخص المصاب بمرض ام اس للالتزام بتمارين صحية منتظمة، إذ تعد هذه التمارين مهمة لصحة الشخص البدنية، والنفسية، وإذا واجه الشخص صعوبة في أداء التمارين البدنية يمكن للسباحة، أو أداء التمارين في بركة سباحة في ذلك.[٦]
النظام الغذائي
يحتاج المصاب بمرض ام اس إلى اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، وعني بالمغذيات، والألياف، ولكن يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات أخرى استشارة الطبيب قبل اتباع أي نظام غذائي، ويجب أن يحتوي النظام الغذائي لمرضى ام اس بصورة عامة على ما يأتي:[٦]
- منتجات الألبان منخفضة الدسم.
- الفواكه، والخضروات.
- الحبوب الكاملة، والألياف.
- مصادر البروتين الخالية من الدهون، مثل الأسماك، والدجاج بلا جلد.
- القوليات.
- المكسرات.
- كمية كبيرة من الماء، والسوائل.
وبالإضافة إلى ذلك يجب تجنب تناول الأطعمة التالية:[٦]
- الدهون المشبعة، واللحوم الحمراء.
- الأطعمة الغنية بالصوديوم.
- الأطعمة، والمشروبات التي تحتوي على نسبة كيبرة من السكر.
- الأطعمة المصنعة.
مضاعفات مرض ام اس
يمكن أن تتضمن مضاعفات مرض ام اس ما يأتي:[٦]
- الإعاقات الجسدية، وعادةً ما تزيد الإعاقات الجسدية بمرور الوقت، كما يمكن أن تزيد هذه الإعاقات من خطر السقوط، الأمر الذي يؤدي إلى تعرض المصاب للكسر.
- التعب العام.
- اضطرابات القلق.
- تراجع القدرة الذهنية لدى المصاب.
المراجع
- ↑ "Multiple Sclerosis", clevelandclinic, Retrieved 8/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Multiple sclerosis", mayoclinic, Retrieved 8/12/2020. Edited.
- ↑ "Overview -Multiple sclerosis", NHS, Retrieved 8/12/2020. Edited.
- ↑ Yvette Brazier (29/5/2019), "Multiple sclerosis: What you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 8/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "Multiple sclerosis", mayoclinic, Retrieved 8/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Ann Pietrangelo (15/5/2020), "Understanding Multiple Sclerosis (MS)", healthline, Retrieved 8/12/2020. Edited.