مرض تخثر الدم

كتابة:
مرض تخثر الدم

مرض تخثر الدم

مرض تخثر الدم أو ما يُعرَف باسم اضطرابات النزيف هو مجموعة من الاضطرابات التي لا يحدث فيها تجلط الدم بالطريقة المعتادة، وتؤدي إلى حدوث نزيف مستمر وبكمية كبيرة بعد التعرض للإصابة أو الجراحة أو الحيض، وأحيانًا يحدث النزيف فجأةً وتلقائيًّا إمّا لسبب معروف أو غير معروف.

ويحدث التجلط بسبب عيوب في مكوّنات الدم، مثل: الصفائح الدموية، أو بروتينات التخثر، ويُنتج الجسم 13 بروتينًا للتخثر تُعرَف باسم عوامل التخثر، وإذا حدث نقص في أحدها أو خلل يؤثر ذلك على تخثر الدم ويسبب اضطرابات النزيف، وقد تكون أمراض تخثر الدم أو اضطرابات النزيف وراثيةً، مثل الهيموفيليا، أو مكتسبةً، أو بسبب بعض الأدوية التي تمنع تجلّط الدم، مثل: الأسبرين، والهيبارين، والوارفارين.[١]


أمراض تخثّر الدم

ظهور الأمراض المُتعلّقة بتخثّر الدم ناجمٌ في العادة من أنّه مرض موروث، أو نتيجة استخدام بعض العلاجات والأدوية، أو بعد إجراء العمليات الجراحيّة، كما يؤثّر عُمر المريض وحالته الصحيّة ووزنه على احتماليّة الإصابة باضطرابات التخثّر، وفي أحيان أخرى قد تكون الإصابة غير مرتبطة بأيّ أسباب معروفة، ويُذكر من هذه الأمراض الأمثلة الآتية:[٢]

  • قلّة الصّفيحات: هي الأكثر شيوعًا من بين أمراض تخثّر الدّم، ويتناقص فيها عدد الصفائح الدمويّة عن مُعدّله الطبيعيّ لأسباب مُختلفة، وتوصف الحالة بأنّها متوسطة إذا كان عددهم أقل من 20000 صفيحة في الميكروليتر من الدّم، وقد تكون أقل من 10000 صفيحة في الحالات الخطرة التي ترتفع فيها احتماليّة النزيف الداخليّ في الأعضاء الحيويّة، ويتضمّن ذلك الجهاز الهضميّ، والدّماغ، وغيرهما، ولمرض قلّة الصّفيحات عدّة أنواع، منها:
    • التخثّر المُنتشِر داخل الأوعية.
    • فرفريّة قليلة الصّفيحات مجهولة السبب، أو ما يُسمّى بقلّة الصّفيحات المناعيّ.
    • فرفريّة نقص الصّفيحات التخثريّة.
    • قلّة الصّفيحات المناعيّة المُحدثة بالأدوية، وهي غالبًا ما تحدث عند استخدام أدوية الكوينيدين، والكوينين، والهيبارين، وعند تعاطي الهيروين.
    • قلّة الصّفيحات اللامناعيّة المُحدثة بالأدوية عند استخدام الكوينيدين، والكوينين، والأسبرين، أو الهيبارين والمُضادات الحيويّة التي تحتوي مُركّب السّلفا، والريفامبيسين، ودواء الديازوكسايد المُستخدم لدى بعض مرضى السّكري.
    • مُتلازمة انحلال الدم اليوريميّة الناتجة عن بكتيريا الإيشريكيّة القولونيّة E.coli.
  • الداء النزفي عند المواليد: الذي يُصيب حديثي الولادة نتيجة نقص كمية فيتامين (ك) في أجسادهم، والذي يمتلك دورًا مُهمًا في تخثّر الدّم، ويتعامل الأطباء مع هذه الحالة بإعطاء حُقنة من الفيتامين للأطفال بعد ولادتهم.
  • الهيموفيليا أو نزف الدّم الوراثيّ: ولها نوعان، هما:
    • الهيموفيليا من نوع (أ)، وهي الناتجة عن نُقص في العامل الثامن للتخثّر.
    • الهيموفيليا من نوع (ب)، وتُسمّى أيضًا مرض كريسماس، الناتج عن قلّة عدد عامل التخثّر التاسع.
  • مرض فون ويل براند: هو من الأمراض الوراثيّة، التي تتناقص فيها كمية عامل التخثّر فول ويل براند، أو تنعدم كُلّيًّا.
  • نقص بروثرومبين الدم: الذي يُمثّل انعدام كمية العامل الثاني للتخثّر المُسمّى البروثرومبين أو نقصانه، مما يزيد من نزف الدم.
  • الأمراض التي تزيد نسبة التخثّر في الدم وترفع احتماليّة تكوّن الجلطات: منها ما يأتي:
    • ارتفاع مستوى الأحماض الأمينية في الدم، المُتمثّلة بالحمض الأميني المُسمّى الهوموسيتيين، وهو يؤثّر بنسبة كبيرة على تكوّن الخثرات في الجسم، وينتج المرض من استخدام بعض العلاجات والأدوية، أو يُورَّث بالجينات.
    • متلازمة الأجسام المُضادّة للفوسفوليبيد، وهي من الأمراض الموروثة التي ترفع احتمالية تكوّن الجلطات، خاصّةً في الأرجل، كما في حالة تجلّط الأوردة العميقة.


أعراض مرض تخثر الدم

بالرغم من أنّ معظم أمراض اضطرابات النزيف وراثيّة، إلّا أنّها قد تتطور في وقت متأخر من العمر، فالجسم يشكّل أجسامًا مضادّةً تقاوم عوامل التخثر، ومن الأعراض التي تظهر على المصابين بهذه الأمراض ما يأتي:[٣]

  • التعرض للكدمات بسهولة.
  • نزيف اللثة.
  • نزيف حاد من جروح صغيرة.
  • نزيف شديد عند زيارة طبيب الأسنان.
  • نزيف الأنف المفاجئ.
  • النزيف الشديد في الحيض.
  • النزيف داخل المفاصل.
  • النزيف الكبير بعد الجراحة.


أسباب مرض تخثر الدم

في الوضع الطبيعي عند وجود الجروح تتجمّع الصفائح الدموية معًا لتشكيل خثرة في موقع الجرح، ثم تتجمع بروتينات أو عوامل التخثر، وهذا يثبّت الصفائح الدموية مكانها ويمنع تدفق الدم من الأوعية الدموية، أمّا لدى المصابين بأمراض تخثر الدم فإنّ تلك العوامل أو الصفائح الدموية لا تعمل بطريقة صحيحة، أو لا تكفي لسد الحاجة، بالتالي يحدث نزيف كثيف ولمدة طويلة، وقد يؤدي أيضًا إلى نزيف مفاجئ في العضلات أو المفاصل، أو أجزاء أخرى من الجسم، ومعظم الاضظرابات موروثة من أحد الوالدين، لكن قد تحدث بسبب حالات مرضية أخرى، مثل:[٢]

  • أمراض الكبد.
  • انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء.
  • نقص فيتامين ك.
  • آثار جانبية بسبب بعض الأدوية.
  • الأدوية التي تتداخل مع تخثر الدم تُسمّى مضادات التخثر.


تشخيص مرض تخثر الدم

تُشخَّص أمراض تخثر الدم بسؤال المريض عن الأعراض التي يشعر بها والتاريخ الطبي، وبإجراء الفحص البدني وبعض الاختبارات للتأكد من الحالة، منها ما يأتي:[٢]

  • اختبار تعداد الدم الكامل (CBC)، الذي يقيس كميتَي خلايا الدم الحمراء والبيضاء في الجسم.
  • اختبار تراكم الصفائح الدموية، الذي يختبر مدى قوة تجمّع الصفائح الدموية معًا.
  • اختبار وقت النزيف، هو الاختبار الذي يحدّد سرعة تجلّط الدم لمنع النزيف.


علاج مرض تخثر الدم

بعد إجراء هذه الاختبارات والتأكد من وجود أحد أمراض اضطرابات النزيف تبدأ خطة العلاج التي تختلف حسب نوع النزيف وشدته، وبالرغم من أنّه ليس ممكنًا علاج اضطرابات النزيف، إلّا أنّه توجد بعض الطرق التي تخفف الأعراض المرتبطة بها، ومن بعض العلاجات التي تُقدَّم في هذه الحالة ما يأتي:[٤]

  • نقل الدم: في حال لم تتراجع الأعراض بعد أخذ مكملات الحديد تُنقَل وحدات من الدم إلى المريض لتعويض الدم الذي فقده، ويجب أن يوجد توافق بين فصيلة دم المريض مع المتبرع لمنع حدوث مضاعفات، ولا يُجرى النقل إلا في المستشفى.
  • علاجات أخرى: يجري علاج الهيموفيليا بإعطاء حقن لبديل العامل، لكنّه يعتمد على تركيز عامل التخثر، إذ يمنع النزيف أو يتحكّم به.
  • نقل بلازما دم جديدة مجمّدة: تُعطى في حال افتقار المريض إلى عوامل تخثر معينة.


المراجع

  1. "What is a Bleeding Disorder?", www.hemophilia.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Elaine K. Luo, April Kahn (26-2-2018), "Bleeding Disorders"، www.healthline.com, Retrieved 14-11-2019. Edited.
  3. "Bleeding Disorders", www.hematology.org, Retrieved 14-11-2019. Edited.
  4. "Bleeding Disorders", www.nhlbi.nih.gov,11-9-2019، Retrieved 14-11-2019. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×