مرض تليف الرئة

كتابة:
مرض تليف الرئة

ما هو مرض تليف الرئة؟

يُصنّف مرض التليّف الرئويّ أو تليّف الرئة (Pulmonary fibrosis) ضمن أمراض الرئة الخلاليّة؛ وهي الأمراض التي يُصاحبها ظهور النسيج الندبي أو الالتهاب في الرئتين، كما يتفرّع هذا المرض لأكثر من 200 نوع مُختلف، تتشابه جميعها بظهور النسيج الندبي في الرئتين، والذي يحدث لأسباب عديدة، بعضها معروف ويُمكن تحديده، وبعضها الآخر مازال مجهولًا، ويُعزى سبب وصف هذا المرض بالتليّف إلى كوْن أنسجة الندوب المُتشكّلة في الرئة أشبه بالألياف والخيوط، بينما يُعرِّض هذا المرض المُصابين للخطر، لما تُلحقه هذه الألياف من خلل في عمل الرئتين، ونقص في تزويد الجسم بالأكسجين نتيجةً لذلك، إذ إنَّ تليّف الرئة مجهول السبب (IPF) وحده مسؤول عن وفاة 40 ألف شخص تقريبًا في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، فما هي الخيارات العلاجيّة المُتاحة لتفادي هذا الخطر؟ وما هي الأسباب المُرتبطة بتليّف الرئة؟[١]


أعراض مرض تليف الرئة

قد يُعاني العديد من الأشخاص من تليّف الرئة من غير أن تظهر عليهم أيَّة أعراض في المراحل الأولى من المرض، وفي بعض الحالات، تظهر الأعراض بسيطة، وتزداد شدّتها مع الوقت، أو تكون شديدة منذ بداية الإصابة بالمرض، وللأسف، قد يُساء تشخيص العديد من المُصابين من كبار السنّ (وهم يُشكّلون غالبيّة الحالات) بتليّف الرئة، وتُعزى الأعراض التي يشكون منها بالخطأ إلى قِلّة لياقتهم أو لمُجرّد تقدّمهم في السِّن، لذا يجدر الإلمام بالأعراض المُصاحبة لهذا المرض، والتي تتضمّن كُلًّا ممّا يأتي:[٢]

  • قصور في الأنفاس، وهو عادةً ما يكون العرَض الأول الذي يظهر من بين الأعراض الأُخرى.
  • السعال المُزمن والجاف.
  • الشعور بالضعف العام.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • فقدان الوزن.
  • الشعور بعدم الراحة في الصدر.
  • تقوّس الأظافر، المعروف بتعجّر الأصابع (Clubbing).


أسباب مرض تليف الرئة

تكمن المُشكلة الرئيسة في مرض تليّف الرئة بأنّ الندوب والأنسجة السميكة تتكوّن في الحويصلات الهوائيّة الرئوية، التي يُفترض بها تزويد الدم بالأكسجين، وتخليصه من ثاني أُكسيد الكربون الذي يصلها من باقي أنحاء الجسم، لذا، فإنّ زيادة سمك هذه الأنسجة يؤدي إلى إعاقة عمل الحويصلات الهوائيّة، مُسبِّبةً أعراض المرض التي سبق ذكرها، ويرجع أصل هذه المُشكلة إلى وجود عِدَّة أسباب وعوامل تُساهم في تكوُّن الندوب، ويُذكَر من أهمّها ما يأتي:[٣]

  • استخدام بعض العقاقير والأدوية: إذ إنَّ تناول بعض أنواع الأدوية قد يكون من العوامل المُساعدة على الإصابة بالمرض، وتتضمَّن هذه الأنواع ما يأتي:
    • أدوية العلاج الكيميائي المُستخدَمَة في علاج أغلب أنواع السرطان، ومن هذه الأدوية؛ الميثوتريكسات (Methotrexate)، والسيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide).
    • بعض المضادات الحيوية؛ مثل النيتروفورانتوين (Nitrofurantoin).
    • أدوية القلب؛ كدواء الأميودارون (Amiodarone)، إذ إنّ بعض الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب نبضات القلب قد تُلحق الضرر بالرئة.
    • أدوية مضادات الالتهابات؛ مثل الريتوكسيماب (Rituximab)، والسلفاسالازين (Sulfasalazine)، والتي من المُمكن أنْ يُسبب استخدامها تلفًا في أنسجة الرئة.
  • عوامل بيئية ومهنية: إذ إنَّ التعرُّض للسموم الموجودة في البيئة، أو في بعض مناطق العمل، قد تكون أحيانًا من أبرز أسباب الإصابة بتليّف الرئة، وتتضمّن هذه السموم الموادّ الآتية:
    • غبار الفحم.
    • غبار السيليكا.
    • ألياف الأسبست، أو المعروف أيضًا بالحرير الصخري.
    • روث الطيور والحيوانات.
    • غبار المعادن الثقيلة.
    • غبار الحبوب.
  • العلاجات الإشعاعية: وخاصّةً التي تستهدف منطقة الصدر أثناء علاج بعض أنواع السرطانات مثل؛ سرطان الرئة، وسرطان الثدي، وقد تظهر أعراض التليف بعد مرور شهور أو سنوات عِدَّة من التعرُّض للإشعاع، وتعتمد شدة التليف (في حال وقوعه) على العوامل الآتية:
    • حجم المنطقة المُعرَّضة للإشعاع.
    • الإصابة بمُشكلة أو اضطراب رئويّ آخر.
    • كمية الإشعاع الإجمالية التي تعرَّضت لها المنطقة.
    • تزامن استخدام العلاج الكيميائي مع الإشعاعيّ، أو عدم تزامنها معًا.
  • الإصابة ببعض المشاكل الصحية: إذ أنّ بعض الأمراض والاضطرابات قد تكون من الأسباب الرئيسة للإصابة بتليّف الرئة، وتتضمّن ما يأتي:
    • التهاب الرئة.
    • التهاب الجلد والعضلات.
    • الساركويد (Sarcoidosis)، أو ما يُعرَف بالغرناويّة.
    • تصلّب الجلد.
    • التهاب العضلات.
    • التهاب المفاصل الروماتويديّ.
    • الذئبة الحماميّة الشاملة.
    • مُتلازمة شارب، أو مرض النسيج الضّام المُختلط.
  • أسباب مجهولة: ففي كثيرٍ من الأحيان، لا يكون سبب الإصابة بتليّف الرئة معروفًا، أو مُرتبطًا بأسباب واضحة، ويُسمّى حينها بتليّف الرئة مجهول السبب (Idiopathic pulmonary fibrosis)، ويُعتَقَد بأنّ التدخين، أو بعض أنواع الفيروسات، أو حتّى الجينات الموروثة، قد تكون من العوامل المُحفّزة لظهور أعراض الإصابة به.


علاج مرض تليف الرئة

إنّ تشخيص إصابة أحدهم بتليّف الرئة قد يكون أمرًا مُفزعًا؛ لحقيقة كونه من الأمراض المُزمنة التي تُلازم المُصابين طيلة حياتهم، إلا أنّ العلاجات المُتاحة تسمح للمُصابين بالتعايش مع المرض، وتقليل شدّة الأعراض الناجمة عنه، بالإضافة إلى منع تدهور الحالة الصحيّة، وتفاقم وضع المرض، وفي حالة تحديد السبب المسؤول عن الإصابة به، يُمكن حينها التعامل معه مُباشرةً؛ كاستبدال الأدوية المُسبِّبة لتليّف أنسجة الرئة، أو الابتعاد عن غبار الموادّ المؤذية. أمّا بالنسبة للخيارات العلاجيّة فهي تتضمّن واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:[٤]

  • العلاج الدوائيّ، إذ توجد بعض العقاقير والأدوية التي تصلح للتعامل مع حالات تليّف الرئة، ومنها:
    • النينتيدانيب (Nintedanib)، أو البيرفينيدون (Pirfenidone)، وهما من الأدوية الموصوفة لعلاج تليّف الرئة مجهول السبب، إذ أنّهما قد يمنعان تفاقم حالة المُصاب.
    • البريدنيزون، أو مُركّب الميكوفينوليت موفيتيل مع حمض الميكوفينوليك (Mycophenolate mofetil - Mycophenolic acid)، إذ يُستخدمان في علاج التهاب الرئة المُصاحب لبعض حالات تليّف الرئة المُرتبط بأسباب معروفة.
  • إعادة تأهيل الرئة، وهو برنامج أو نظام مُخصَّص لكلّ حالة حسب وضعها، وتتضمّن تقديم الدعم والإرشاد من قبل مجموعة من الأطباء، والمُمرضين، وأخصائيّ التغذية، ومُختصّين التمارين، إذ أنّه يهدف إلى تقوية العضلات المسؤولة عن التنفّس في الجسم، وتدريب المُصاب على مُمارسة التمارين بأمان، مع تحسين جودة حياته عمومًا.
  • العلاج بالأكسجين، الذي يُوصِي به الأطباء في حال كانت نسبة الأكسجين في الدم حوالي 88% أو أقل، وحينها يُساعد العلاج على التقليل من الأعراض الناجمة عن نقص الأكسجين، ومن أبرزها قصور الأنفاس، والشعور بالتعب.
  • الخيار الجراحيّ، الذي يتضمّن زراعة الرئة في الحالات الشديدة،والخطِرة.


كيف يتعامل مُصاب تليف الرئة مع وباء الكورونا؟

في ظلّ الانتشار الكبير لفيروس الكورونا الذي يستهدف الجهاز التنفسيّ بشكلٍ رئيسيّ، من الضروريّ إلتزام المُصابين بمشاكل الجهاز التنفسيّ بكامل احتياطات وإجراءات الوقاية لتجنّب الإصابة بالفيروس، ليس لأنّهم أكثر عُرضة للإصابة به من غيرهم؛ بل لاحتماليّة مُعاناتهم من أعراض ومُضاعفات أكثر شِدة في حال أُصيبوا بالعدوى، وينطبق ذلك على مرضى تليّف الرئة، لذا توصي مراكز مُكافحة الأمراض واتقاءها (CDC) باتّباع كافّة الإجراءات الوقائيّة العامّة لتجنّب التقاط عدوى الكورونا، بالإضافة لاتّباع التعليمات الآتية:[٥]

  • الاستمرار في تناول جميع العلاجات الموصوفة من قِبل الطبيب للسيطرة على تليّف الرئة، مع ضرورة تجنُّب وقف أيّ من هذه الأدوية دون الحصول على استشارة طبيَّة.
  • تجنّب التعرُّض للمُحفّزات التي تُهيّج أعراض المرض لدى المُصاب قدر الإمكان.
  • التأكّد من توفّر كميَّة كافية من أدوية تليّف الرئة التي يتناولها المُصاب عادةً.


المراجع

  1. "Pulmonary Fibrosis Overview", pulmonaryfibrosis, Retrieved 2020-10-01. Edited.
  2. Rachel Nall (2020-03-02), "Pulmonary Fibrosis", healthline, Retrieved 2020-10-01. Edited.
  3. "Pulmonary fibrosis", mayoclinic, 2018-03-05, Retrieved 2020-10-01. Edited.
  4. Lynne Eldridge (2020-04-13), "What Is Pulmonary Fibrosis?", verywellhealth, Retrieved 2020-10-01. Edited.
  5. "People with Certain Medical Conditions", cdc, 2020-09-10, Retrieved 2020-10-01. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×