مرض جارديا

كتابة:
مرض جارديا

مرض جارديا

مرض جارديا (Giardiasis) أو ما يُطلَق عليه أيضًا اسم داء الجيارديات مرض معويّ ينتج بسبب التعرّض للعدوى الطُفيلية التي تُسمى جيارديا لامبليا (Giardia lamblia)؛ وهو من أنواع العدوى الشائعة التي تنتقل عن طريق المياة المُلوثة، ويُعدّ الغارديا من الأمراض الشائعة في البلدان النامية، إذ يُصيب ما نسبته 20% من سُكان هذه الدُول، لكنَّه أيضًا شائع بين الدول الأكثر تقدمًا؛ مثل: الولايات المتحدة الأمريكية.[١]


أعراض مرض جارديا

قد تبدأ الأعراض في الظُهور بشكل عام بعد أُسبوع أو أُسبوعين من التعرّض لطُفليات جارديا، وقد يُصاب البعض بالمرض دون الشعور بأية أعراض؛ ومن أهم الأعراض التي تُصاحب هذا المرض:[٢]

  • الإعياء.
  • الغثيان.
  • الإسهال أو البُراز الدُهني.
  • فقد الشهية.
  • الاستفراغ.
  • انتفاخ وتشنُجات في المعدة.
  • نقص الوزن.
  • كثرة الغازات.
  • الصُداع.
  • ألم في البطن.


أسباب مرض جارديا

تحدث العدوى عند التعرُّض لطُفيليات جارديا لامبيا الموجودة في التُربة، والماء، والأطعمة؛ وتوجد على الأسطحة المُلوثة ببراز الحيوانات والأشخاص المصابين. أمّا الإصابة فتحدث من خلال:[٣]

  • شرب المياه غير المُنقّاة الموجودة في الأنهار والبُحيرات، فقد تحتوي هذه المياه على براز الحيوانات الناقل لهذه الطُفيليات، إذ قد تبدو المياه نظيفة ونقيّة وكنّها ليست كذالك.
  • الشُرب من مياه المُلوثة من خط الصرف الصحيّ أو غيره من طرق التلوث.
  • السفر إلى أماكن المياه فيها ملوثة؛ كالتي لا تعالج المياه أو لا تغليها.
  • ابتلاع الماء الموجودة في المسابح أو البُحيرات أو الأنهار أثناء السباحة.
  • مُخالطة شخص مُصاب بمرض جارديا، وتجدر الإشارة إلى أنَّ بعض الأشخاص المصابين يستطيعون نقل العدوى إلى الآخرين على الرغم من عدم ظهور أي اعراض عليهم.
  • تناول الأطعمة النيئة أو غير المطهُوة بشكلٍ جيد والملوثة بهذه الطفيليات.
  • انتقاله من خلال الجنس مع شخص مصاب بالمرض.
  • انتقاله في دور الحضانة بين الأطفال يُعدّ أمرًا شائعًا؛ لذا من الضروري غسل اليدين جيدًا بعد تغيير الحفاظ لأي طفل، أو بعد مساعدة الطفل في الذهاب إلى الحمام.


تشخيص مرض جارديا

تُشخّص الإصابة بمرض جارديا من خلال استخدام فحص البُراز للتحقُق من وجود طفيليات الجارديا، وقد يحتاج الشخص إلى الكثير من العينات أثناء العلاج للتأكد من التخلُص من هذه الطُفيليات، وفي حالات أُخرى يُستخدم التنظير المعَويّ لفحص جهاز الهضم، وتؤخذ عينة من الأنسجة لفحصِها؛ ذلك بتمرير أنبوب مرن عبر الفم والحلق وصولًا إلى الأمعاء الدقيقة.[٢]


علاج مرضى جارديا

قد لا يحتاج المصابون بعدوى الجارديا دون الشُعور بأي أعراض إلى العلاج، لكن في حال وجود مضاعفات وأعراض شديدة، أو في حال ازدياد خطر نقل العدوى إلى الآخرين يجرى العلاج تحت إشراف أطباء من خلال تناول الأدوية الآتية:[٤]

  • دواء ميترونيدازول (Metronidazole)؛ هو المضاد الحيوي الأكثر استخدامًا في حالة عدوى جارديا، لكن هناك آثار جانبية محتملة قد تشمل الغثيان، والشُعور بطعم معدني في الفم.
  • دواء تينيدازول (Tinidazole)؛ قد يُستخدَم هذا المضاد الحيوي في علاج المرضى المصابين بهذا المرض، وله الآثار الجانبية الذاتية؛ مثل: الغثيان والشعور بطعم معدني في الفم، لكن يمتاز بإمكانية إعطائه بمِقدار جرعة واحدة.
  • دواء نيتازوكسانيد (Nitazoxanide)؛ هو الدّواء الذي قد يُستخدم للأطفال، ويأتي في شكل سائل، لكن قد يشمل آثارًا جانبية تَتضمن الغثيان، وانتفاخ البطن، واصفِرارًا في العينين، وخروج بول ذي لون أصفر فاتح.

أمّا في حالة إصابة الحامل بمرض جارديا لا توجد أي أدوية ثابتة مُوصى بها تُستخدَم لهذا المرض؛ ذلك لتجنّب الآثار الجانبية للدواء في صحة الجنين، ففي حالة كانت الأعراض خفيفة قد يَنصح الطبيب بتأخير العلاج إلى ما بعد الثلث الأول من الحمل، أو يختار الطبيب العلاج المناسب عند ظهور الأعراض الشديدة.[٤]


مضاعفات مرض جارديا

يُسبّب مرض جارديا ظهور أعراض قد تمتّد لوقت طويل دون علاج؛ مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، خاصة عند الرُضع والأطفال، لكنّ هذا نادر الحدوث في الدول المتقدمة، وهذه المضاعفات تحدث على النحو الآتي:[٥]

  • الجفاف؛ إذ يُسبب الإسهال الشديد الجفاف، مما يؤدي إلى عدم وجود كميات كافية من الماء لأداء الجسم وظائفه المختلفة.
  • بطء النمو؛ حيث الإسهال المزمن من العدوى يؤدي إلى سوء التغذّية، الذي قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات في النموّين البدني والعقلي عند الأطفال.
  • حساسية اللاكتوز؛ قد يُصاب الكثير من الأشخاص المصابين بعدوى الجارديا بحساسّية اللاكتوز؛ وهي عدم القدّرة على هضم سكر الحليب بشكل صحيح، وقد تستمر هذه الحساسية لمدة ما بعد العلاج المرض.


كيف يُوقى من مرض جارديا؟

لا توجد أدوية أو لقاحات قد تمنع من الإصابة بعدوى جارديا، لكن هناك الكثير من الإجراءات المتبعة للتقليل من خطر الإصابة ونشرها إلى الآخرين؛ ومن أهمُها:[٥]

  • غسل اليدين؛ إذ إنّ هذه الطريقة من أفضل الطرق المتبعة وأسهلها للتقليل من خطر الإصابة بأنواع العدى المختلفة؛ لذا يجب غسل اليدين بالصابون بعد استخدام المِرحاض أو بعد تغييّر الحفاضات، وقبل تَناول الطعام أو أثناء إعداده، وتُستخدَم المُطهّرات التي تحتوي على الكحول في حال عدم توفر الماء والصابون، لكن يجب الأخذ بعين الاهتمام أنّها ليست فعّالة في القضاء على كيسات الجارديا -قبل خروج الجارديا عبر براز المُصاب، فإنّها تحوّط نفسها بصدفة خارجية صلبة مكوّنة ما يُعرَف بالكيسات، التي تستطيع العيش خارج الإنسان لمدة تصل إلى أشهر، وعند دخول هذه الكيسات في مصاب آخر فإنهّا تتحلّل مُسبِّبة تحرُّر الطفيل-.
  • التأكُد من تنقية الماء قبل شربها؛ إذ يُنصح في تجنّب شرب المياه غير المعالجة من الآبار الضحلة، والبُحيرات، والأنهار، والينابيع، والبرك ما لم تُجرَ تنقيتها، لكنّها تُغلى على درجة حرارة 70 مئوية لمدة 10 دقائق على الأقل في حال عدم التأكد من نقاء المياه.
  • تجنب ابتلاع مياه المسابح أو البُحيرات أثناء السباحة.
  • استخدام الماء المُعبأ؛ خاصة أثناء السفر، ويُنصح من التأكُد من مصدّر الماء، وتجنب تناول الفاكهة والخضراوات قبل غسلها جيدًا، وتجنُّب استخدام مكعبات الثلج من مصادر مياه غير معروفة.
  • استخدام الواقي الذكري لمنع انتقال العدوى عن طريق الجماع.


أسئلة شائعة عن مرض جارديا

كيف يبدو البُراز في مرض جارديا؟

البراز سائل مائي رائحته كريهة، وقد يبدو ناعمًا ودُهنيًّا.[٥]

كم يستمر مرض جارديا؟

يُمكن التعافي من مرض جارديا في غضون أُسبوع منذ البدء بالعلاج، لكن إذا تُرِكَ دون علاج فقد يستمر المرض لمدّة 6 أسابيع أو أكثر مُسبِّبًا المضاعفات المذكورة مسبقًا؛ لذا تجب مراجعة الطبيب بشكل فوري عند استمرار الأعراض التي ذُكِرَت لمدّة أسبوع أو أكثر.[٣]

هل يُشفى المصاب من مرض جارديا دون علاج؟

يتعافى الشخص المُصاب بمرض جارديا من العدوى دون تلقي العلاج، لكن قد يساعد العلاج في منع انتشار العدوى إلى الآخرين -خاصة الأطفال-.[١]

هل تحدث العدوى من الحيوانات الأليفة؟

يُعدّ خطر العدوى من الحيوانات الأليفة؛ مثل: القطط أو الكلاب ضئيلًا، إذ إنّ عدوى جارديا التي تُصيب البشر يختلف عن النوع الذي يُصيب الحيوانات.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "Giardiasis", health.harvard, Retrieved 4-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Giardiasis", healthline, Retrieved 4-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Giardiasis", familydoctor, Retrieved 4-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Giardia infection (giardiasis) Diagnosis and treatment", mayoclinic, Retrieved 4-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Giardia infection (giardiasis)", mayoclinic, Retrieved 4-6-2020. Edited.
  6. "Giardia", cdc, Retrieved 4-6-2020. Edited.
5207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×