جرثومة المعدة
تعدّ جرثومة المعدة، أو الجرثومة الحلزونية (H. pylori)، واحدة من أنواع البكتيريا التي تنمو في القناه الهضمية، والتي تميل لمُهاجمة بطانة المعدة مُسبِّبةً عدوى شائعة الانتشار، وفي مُعظم الأحيان، لا يُعاني المُصابين بجرثومة المعدة من أيَّة أعراض، غير أنَّها تبدأ بالظهور في حال أدَّت العدوى إلى الإصابة بالقرحة، فتظهر الأعراض على صورة ألم في المعدة، يزداد سوءًا في حال فرُغَت المعدة، وقد يعاني المصاب من أعراض أخرى؛ كالغثيان، وكثرة التجشؤ، والحمَّى، وانتفاخ البطن، وحرقة المعدة، وحدوث نزول غير مُبرَّر في الوزن، وفقدان الشهية للطعام، ويتوجَّب على المُصاب زيارة الطبيب عند ملاحظته وجود الدم في البراز، أو في القيء، أو ظهورهما باللون الأسود.[١]
وعند زيارة الطبيب لتشخيص المُشكلة، فإنَّه عادةً ما يُجري بعض الفحوصات الجسديَّة للكشف عن الأعراض، بعد أخذ التاريخ الصِّحي للمصاب، وقد تكون هناك حاجة لتحليل الدم، أو البراز، أو إجراء اختبار النفس، للكشف عن العدوى، أو حتى القيام بالتنظير الداخلي لفحص المعدة، والإثنى عشر عن كثب.[١]
ما هو علاج جرثومة المعدة؟
إن الحصول على فحص إيجابي لجرثومة المعدة، يعني الحاجة لبدء العلاج، والتخلص من العدوى، وعادةً ما تُعالج جرثومة المعدة باستخدام مزيج من المُضادَّات الحيوية بالإضافة إلى نوع من أدوية مثبطات مضخة البروتون (Proton-pump inhibitor)، وهنا يجب الأخذ بعين الاعتبار أنواع المُضادات الحيوية التي استخدَمها المُصاب مُسبقًا، لاختيار الأنواع المُناسبة في الخطة العلاجية، وتجب الإشارة إلى عدم وجود نظام علاجي يشفي من جرثومة المعدة بنسبة 100%، بينما القليل منها قد يُساهم في شفاء 90% من العدوى، وعمومًا، سنوضَّح فيما يأتي مجموعة من التوصيات العلاجيَّة للتخلص من جرثومة المعدة:[٢]
- العلاج الثلاثي: يضمّ العلاج نوعين من المضادات الحيوية؛ الكلاريثروميسين (Clarithromycin)، مع الأموكسيسيلين (Amoxicillin) أو المترونيدازول (Metronidazole)، إلى جانب أحد أدوية مثبط مضخة البروتون (PPI)، ويوصى بالاستمرار على هذا النظام مدّة 14 يوم، ويجدر الإشارة إلى ضرورة تجنب استخدام الكلاريثروميسين في حالة تعرض المصاب لأيْ نوع من الأدوية التي تنتمي لمجموعة الماكروليد (Macrolide) مُسبَقًا، أو في حال كانت مقاومة الدواء تزيد عن 15%.
- العلاج الرباعي: يتكوَّن هذا النظام من أحد المضادات الحيويَّة التي تنتمي لمجموعة التيتراسايكلن (Tetracycline)، ودواء البزموت (Bismuth)، وأحد أدوية مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، ودواء من مجموعة نيتروإيميدازول (Nitroimidazole)، مثل التينيدازول، مع ضرورة الاستمرار على هذه العلاجات مدة 10-14 يوم، ويُعدّ هذا النظام العلاجي خيارًا ممتازًا في حالة المرضى الذين يُظهرون حساسيَّة للبنسلين، أو الذين استخدموا أدوية الماكروليد مسبقًا، أو الذين يُظهرون مقاومة للكلاريثروميسين.
- العلاج المُصاحب (Concomitant therapy): يتكوَّن هذا النظام العلاجي من الكلاريثروميسين، والأموكسيسيلين، وأحد أدوية مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، وأحد أدوية نيتروإيميدازول (مترونيدازول، أو تينيدازول)، والاستمرار عليها 10-14 يوم، في الحقيقة، قد يتشابه هذا النظام مع العلاج الثلاثي بالفعاليَّه، ولكنْ ربما تكون المقاومة للكلاريثروميسين أقل في هذا النظام.
كما توجد أنظمة أخرى مُقترحة لعلاج جرثومة المعدة، منها:[٢]
- العلاج المتتابع (Sequential therapy): يضمّ كلًّا من الأموكسيسيلين، وأحد أدوية مثبطات مضخة البروتون (PPI)، مع ضرورة الاستمرار على هذا النظام مدة تتراوح بين 5-7 أيام، متبوعًا بنظام يستمر 5-7 أيام، مكوَّن من الكلاريثروميسين، وأحد مثبطات مضخة البروتون، وأحد أدوية نيتروإيميدازول، ولكنْ لم تُظهر هذه الخطَّة العلاجية نتائج أفضل في علاج جرثومة المعدة مقارنةً بالعلاج الثلاثي الذي يستمر 14 يومًا.
- العلاج الهجين (Hybrid therapy): يتمثَّل هذا النظام باعتماد تناول الأموكسيسيلين، وأحد مثبطات مضخة البروتون، مدَّة سبع أيام، متبوعًا بنظام يتكوَّن من الأموكسيسيلين، وأحد مثبطات مضخة البروتون، والكلاريثروميسين، وأحد أدوية نيتروإيميدازول، والاستمرار عليها مدَّة سبع أيام أخرى، وقد سُمّي هذا النظام هجينًا، كوْنه يجمع بين النظام المتتابع أو التسلسلي، والنظام المُصاحب.
- العلاج الثلاثي الذي يحتوي على ليفوفلوكساسين (Levofloxacin): إذ إلى جانب المضادّ الحيوي ليفوفلوكساسين، يحتوي هذا النظام أيضًا على مثبط مضخة البروتون، والأموكسيسيلين، كما يجب الاستمرار بالعلاج مدة 10-14 يوم، حقيقةً، يُعدّ هذا العلاج شبيهًا بالعلاج الثلاثي الذي يحتوي على الكلاريثروميسين.
توصيات للمُصاب بجرثومة المعدة
بالإضافة إلى العلاجات المذكورة أعلاه، يوجد مجموعة من التوصيات والنصائح، التي يجب أنّ تكون جزءًا من الخطة العلاجية، والتي يجب على المُصاب بجرثومة المعدة أخذها بعين الاعتبار، من هذه التوصيات نذكر الآتي:[٣]
- الحرص على تناول الطعام الصحي والمتوازن، وتجنُّب تناول الأطعمة الدهنيَّة والحارَّة جدًّا.
- الحرص على تناول وجبات أصغر من الطعام، وزيادة عددها، وتوزيعها خلال اليوم، فلا يقل عدد الوجبات في اليوم الواحد عن ثلاث وجبات.
- تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ كالقهوة، والشاي، والصودا، خاصةً إذا كانت تُسبِّب انزعاج في المعدة.
- الحرص على تناول المضادات الحيويَّة بناءً على تعليمات الطبيب، وعدم التوقف عن استخدامها بمجرد الشعور بالتحسن.
- التأكد من الالتزام بتناول الأدوية الأخرى التي يصِفها الطبيب، واللُّجوء إلى استشارة الطبيب أو الممرض في حالة ظهور مشكلات أثناء تناول هذه الأدوية.
- الحرص على غسل اليدين جيدًا بعد استخدام المرحاض.
- تجنب تناول أنواع معينة من الأدوية التي قد تتسبَّب في تهيُّج المعدة، كالآيبوبروفين، والأسبرين، وغيرها من مضادات الالتهاب، ويُمكن الاستعاضة عنها بتناول الباراسيتامول (Paracetamol) لتسكين الألم.
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحوليَّة، فربما كانت الكحوليَّات سببًا في تفاقم الأعراض، وإبطاء تعافي القرحة.
- تجنب التدخين وتركه، ويُمكن الاستعانة بالطبيب للحصول على خطة ملائمة تزيد فرصة الإقلاع عن التدخين كليًّا، إذْ وُجِد أنَّ تدخين السجائر يُساهم في إبطاء تعافي القرحة، وربما يتسبَّب بظهور القرحة مرَّة أخرى.
- المتابعه مع الطبيب، إذْ يجدر بالمُصاب حضور جميع المواعيد المُحدَّدة مع الطبيب، وعدم التردُّد في الاتصال به وسؤاله حول المشكلات التي يواجهها، والاستفسار عن نتائج الفحوصات، ومن الجيد تدوين الأدوية التي يتناولها في قائمة.
- السيطرة على التوتر، وفي هذا الجانب يُنصَح بتحديد المصادر التي تُثير القلق والتوتر، والعمل على حلها، أو تعلُّم كيفيَّة التأقلم والتعامل مع التوتر، سواءًا بمرافقة الأصدقاء، أو ممارسة التمارين الرياضيَّة، أو الكتابة، فقد يكون التوتر سببًا في زيادة تدهور حالة قرحة المعدة، في حال كان يُعاني المُصاب بجرثومة المعدة من القرحة.[٤]
المراجع
- ^ أ ب Helen Colledge, "H. pylori Infection", healthline, Retrieved 2020-10-02. Edited.
- ^ أ ب "H. pylori Infection: ACG Updates Treatment Recommendations", aafp, 2017-12-31, Retrieved 2020-10-02. Edited.
- ↑ "H. Pylori Bacterial Infection: Care Instructions", myhealth, 2019-08-11, Retrieved 2020-10-02. Edited.
- ↑ "Peptic ulcer", mayoclinic, Retrieved 2020-10-02. Edited.