مرض زلال الكلى

كتابة:
مرض زلال الكلى

ما المقصود بمرض زلال الكلى؟

زلال الكلى (Proteinuria) هو زيادة مستويات البروتين في البول، ففي الوضع الطبيعي يجب أن تبقى هذه البروتينات في الدم، إذ تساعد على بناء العضلات والعظام، وتنظيم كمية السوائل في الجسم، وتساعد على مكافحة العدوى وإصلاح الأنسجة، لكن إذا طُرِحَت في البول فإنها ستغادر الجسم في النهاية، ويزداد تركيزها في البول، وهذا أمر غير صحي.

تبلغ الكمية الطبيعية للبروتين في البول أقل من 150 ملليغرامًا يوميًا، وترتبط المستويات العالية منه بالانخفاض السريع في وظائف الكلى، وغالبًا ما يحدث زلال الكلى عند الأشخاص الكبار بالسن والذين يعانون من أمراض مزمنة.[١]


ما هي أعراض مرض زلال الكلى؟

في كثير من الحالات قد لا يعاني الشخص المصاب بزلال الكلى من أي أعراض، خاصةً في المراحل المبكرة، لكن مع تقدم الحالة قد تظهر الأعراض الآتية:[١]

  • كثرة التبول.
  • البول الرغوي.
  • ضيق التنفس.
  • الاستفراغ والغثيان.
  • الشعور بالتعب.
  • قلة الشهية.
  • التورم في الوجه، أو البطن، أو القدمين، أو الكاحلين.
  • انتفاخ حول العينين، خاصةً في الصباح.
  • تشنج العضلات في الليل.

أما الأعراض الخاصة بالاضطراب المُسبِّب للإصابة بزلال الكلى فسيتم بيانها ضمن العنوان التالي.


لماذا يحدث مرض زلال الكلى؟

يحدث مرض زلال الكلى عندما لا تعمل الكلى بطريقة صحيحة، مما يؤدي إلى تسرب البروتين إلى البول، وقد يرتبط حدوث ذلك بمشكلة مؤقتة أو مشكلة دائمة في الكلى، وقد يساعد تتبع الأعراض المرافقة للحالة في معرفة سبب حدوثها، وعمومًا تتضمن أسباب حدوث مرض زلال الكلى ما يأتي:[٢]

  • الجفاف: يحدث الجفاف عندما يفقد الجسم كميةً كبيرةً من السوائل، وهو من الأسباب الشائعة والمؤقتة لحدوث مرض زلال الكلى، إذ يستخدم الجسم الماء لإيصال المواد الغذائية مثل البروتينات إلى الكلى، وفي حال عدم وجود كمية كافية من السوائل يجد صعوبةً في ذلك، وهذا يؤثر في قدرة الكلى على استعادة البروتينات بطريقة صحيحة، مما يؤدي إلى طرحها في البول بدلًا من ذلك، وقد يحدث الجفاف نتيجة أسباب عدة، مثل: الإسهال، والتقيؤ، والتعرق المفرط، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وعدم شرب كمية كافية من السوائل، كما قد يترافق مع أعراض أخرى، مثل:
    • الصداع.
    • الدوخة.
    • الشعور بالإعياء.
    • زيادة العطش.
    • البول داكن اللون.
    • جفاف الفم والجلد.
    • قلة التبول.
  • ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى حدوث ضعف في الأوعية الدموية في الكلى، مما يقلل من قدرتها على إعادة امتصاص البروتين الذي يتدفق إلى البول، وعلى الرغم من أن معظم حالات ارتفاع ضغط الدم غير معروفة السبب، إلا أنه قد يحدث بسبب مشكلات في الكلى أو الغدة الدرقية، أو توقف التنفس أثناء النوم، أو أورام الغدة الكظرية، أو استخدام بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل أو مضادات الاحتقان، ولأنّ ضغط الدم يتطور ببطء فقد لا تظهر الأعراض لعدة سنوات، لكن مع تقدم الحالة قد تظهر الأعراض الآتية:
    • الصداع.
    • ضيق التنفس.
    • نزيف الأنف.
  • داء السكري: إن ارتفاع مستويات السكر في الدم يُجبر الكلى على تصفية الدم أكثر من المعتاد، وهذا يؤدي إلى حدوث تلف فيها، مما يسمح للبروتين بالتسرب مع البول، ومن الأعراض التي قد تترافق مع مرض السكري ما يأتي:
    • زيادة العطش والجوع.
    • كثرة التبول.
    • فقدان الوزن غير المبرر.
    • الرؤية الضبابية.
    • الإعياء.
  • التهاب كبيبات الكلى: في بعض الحالات قد يشير زلال الكلى إلى التهاب كبيبات الكلى (Glomerulonephritis)، فعادةً عندما تقوم الكبيبات بتصفية الدم فإنها تعيد امتصاص البروتين، لكن عند حدوث خلال فيها يمكن للبروتين أن يمر ويدخل البول، وعادةً ما تحدث هذه الحالة نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للكلى، كما قد يرتبط ذلك بمجموعة أخرى من المشكلات الصحية، مثل: التهاب الشغاف البكتيري، والإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، والتهاب الكبد (ب) و(ج)، والذئبة، واعتلال الكلية السكري، وارتفاع ضغط الدم، كما يمكن أن يترافق التهاب كبيبات الكلى مع مجموعة من الأعراض تُسمى المتلازمة الكلوية، تتضمن ما يأتي:
    • ارتفاع مستويات الدهون والكوليسترول في الدم.
    • نقص ألبومين الدم أو انخفاض مستويات البروتين في الدم.
    • تورم الساقين أو القدمين أو الكاحلين.
    • ارتفاع ضغط الدم، ووجود دم أو خلايا الدم الحمراء في البول.
  • الفشل الكلوي المزمن: هو فقدان تدريجي لوظائف الكلى، قد يحدث نتيجة الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، والتهاب كبيبات الكلى، ومشكلات القلب، وعدوى الكلى المتكررة، وقد يسبب الفشل الكلوي المزمن زلال الكلى في مراحله المبكرة، لكن في هذه الفترة قد لا يترافق ذلك مع أعراض أخرى، ومع تقدم الحالة قد تظهر الأعراض الآتية:
    • الشعور بضيق في التنفس.
    • كثرة التبول.
    • الإعياء.
    • الغثيان والتقيؤ.
    • اضطرابات النوم.
    • جفاف وحكة في الجلد.
    • تورم اليدين والقدمين.
    • ضعف الشهية.
  • أمراض المناعة الذاتية: ينتج الجهاز المناعي عادةً أجسامًا مضادةً والجلوبيولين المناعي لمحاربة الأجسام الغريبة على الجسم، لكن في حالة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية فإن الجهاز المناعي يصنع الأجسام المضادة والجلوبيولين المناعي ويهاجم بها خلايا الجسم وأنسجته السليمة، وقد تهاجم هذه الأجسام المضادة الكلى، مما يسبب حدوث تلف فيها، وهذا قد يؤدي إلى تسرب البروتين مع البول.
  • مقدمات الارتعاج: هي الحالة التي تسبق تسمُّم الحمل، وفيها يحدث ارتفاع لضغط الدم في الأسبوع 20 من الحمل أو بعده، وهذا يضعف قدرة الكلى مؤقتًا على تصفية البروتين، مما يسبب زلال الكلى، وتعد مقدمات الارتعاج من الاضطرابات الخطيرة التي قد تؤدي إلى الولادة المبكرة، وقد تترافق مع الأعراض الآتية:
    • تورم اليدين والوجه.
    • الصداع.
    • الرؤية الضبابية.
    • ألم البطن على الجانب الأيمن.
    • الزيادة الكبيرة في الوزن.
  • السرطان: في الحالات الشديد قد يكون سبب زلال الكلى السرطان؛ إذ ترتبط بعض الأنواع بارتفاع مستويات البروتين في البول، ومنها:
    • السرطانة الخلوية الكلوية.
    • سرطان الرئة.
    • سرطان الثدي.
    • سرطان القولون والمستقيم.
    • ليمفوما اللاهودجكن.
    • ليمفوما هودجكين.
    • الورم النقوي المتعدد.


كيف يتم تشخيص مرض زلال الكلى؟

يمكن الكشف عن وجود البروتين في البول من خلال إجراء فحص يُسمى تحليل البول، ويُجرى هذا الاختبار باستخدام شرائط تحتوي على مواد كيميائية توضع في عينة من البول، ويتغير لونها في حال وجود بروتين فيه، وقد يكون من الضروري إجراء هذا الاختبار أكثر من مرة لمعرفة مدة وجود البروتين، كما تُوضع العينة تحت المجهر للبحث عن المواد الأخرى التي يجب ألا توجد في البول، مثل: خلايا الدم الحمراء، أو البيضاء، أو البلورات، أو البكتيريا.

وإذا اشتبه الطبيب بوجود أمراض الكلى فقد يُجري مجموعةً أخرى من الاختبارات، منها ما يأتي:[٣]

  • تحاليل الدم: لقياس كمية مواد كيميائية معينة للتحقق من جودة عمل الكليتين.
  • اختبارات التصوير: فيمكن إجراء الأشعة المقطعية والموجات فوق الصوتية للكشف عن حصوات الكلى، والأورام، أو الانسدادات.
  • خزعة الكلى: قد يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة صغيرة من أنسجة الكلى لرؤيتها تحت المجهر وتحديد بعض المشكلات.


كيف يُعالَج مرض زلال الكلى؟

لا يُعدّ زلال الكلى مرضًا بحد ذاته، بل هو علامة على وجود اضطرابات صحية أخرى، لذلك فإن علاجه يعتمد على سبب حدوثه، وقد لا يكون من الضروري علاج حالات زلال الكلى البسيطة التي لا تستمر لوقت طويل، لكن يجب علاج مشكلات الكلى المتقدمة حتى لا تتطور إلى فشل كلوي، وقد يستخدم الطبيب بعض الأدوية لعلاج زلال الكلى، خاصةً إذا كان الشخص مصابًا بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فعادةً ما يُعطى هؤلاء المرضى أدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجوتنسين (ACE inhibitors ) أو مثبطات مستبلات الأنجوتنسين (ARBs).[٣]


ما هي مضاعفات مرض زلال الكلى؟

إن العديد من الأشخاص المصابين بزلال الكلى يعانون من أمراض بسيطة فيها دون أن تحدث لديهم مشكلات طويلة الأمد، لكن في بعض الحالات قد تتطور مشكلات الكلى التي تسبب الزلال إلى فشل كلوي، الأمر الذي يستدعي إجراء الغسيل الكلوي، كما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، والإصابة بحالة من فرط الخثورية؛ أي زيادة تكوّن التجلطات الدموية،[٤] بالإضافة إلى ذلك فقد يؤدي الزلال إلى الاستسقاء الرئوي (تراكم السوائل في الرئة)، وزيادة خطر الإصابة بالعددوى البكتيرية وأمراض القلب والأوعية الدموية.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب "Proteinuria", my.clevelandclinic,15-1-2019، Retrieved 31-5-2020. Edited.
  2. Kirsten Nunez (2-12-2019), "Proteinuria Causes, Symptoms, and Treatment"، healthline, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Jennifer Robinson, MD (30-3-2020), "Protein in Urine (Proteinuria)"، webmd., Retrieved 31-5-2020. Edited.
  4. William C. Lloyd III (5-1-2019), "Proteinuria"، healthgrades, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  5. Beje Thomas (25-3-2020), "Proteinuria Clinical Presentation"، medscape, Retrieved 31-5-2020. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×