مرض شلل الأطفال

كتابة:

مرض شلل الأطفال

هو مرض فيروسي شديد العدوى يسببه فيروس البوليو، و95% من الحالات المصابة بفيروس شلل الأطفال صامتة بلا أعراض، لكن قد يؤدي في بعض الحالات القليلة إلى الإصابة بالشلل، ومشاكل في التنفس، وأحيانًا الوفاة في الحالات الحادة منه. وتهدف منظمة الصحة العالمية إلى القضاء على مرض شلل الأطفال عالميًا عن طريق تطعيم الأطفال جميعهم، وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير، لكنّ نيجيريا وباكستان وأفغانستان هي الثلاث دول الوحيدة على مستوى العالم التي لم تنجح فيها حملات القضاء على شلل الأطفال.[١]


أعراض شلل الأطفال

رغم أنّ أكثر من 95% من المصابين بشلل الأطفال لا يعانون من أية أعراض إلا أنهم ما يزالون قادرين على نقل العدوى إلى غيرهم، وفي حالة التقاط الفيروس قد يصاب المريض بأعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا في ما يُعرَف باسم شلل الأطفال المجهض؛ مثل: ارتفاع درجة حرارة الجسم، واحتقان الحلق، والصداع، والتقيؤ، والإجهاد، وألم الظهر والرقبة، وتيبس الذراع والساق، وتشنج العضلات، والتهاب السحايا؛ أي التهاب الغشاء المحيط بالدماغ. لكن في بعض حالات الإصابة بالفيروس تتطور العدوى إلى الإصابة بشلل العمود الفقري، أو جذع الدماغ، أو كليهما معًا، مما يسبب ظهور الأعراض السابقة في البداية، ثم يليها بعد أسبوع ظهور أعراض أكثر حدة وخطورة؛ مثل:[٢]

  • فقدان ردود الأفعال.
  • الشعور بكل من الألم والتشنجات الشديدة في العضلات.
  • ليونة الأطراف ورخاوتها.
  • الشلل المفاجئ، سواء أكان مؤقتًا أم دائمًا.
  • تشوه الأطراف، خاصةً: الوركان والكاحلان والقدمان.

أمّا عن إصابة المريض بالشلل فهو أمر نادر، ويكون الشلل دائمًا في أقل من 1% من الحالات، وفي 5-10% من حالات الشلل هذه يهاجم الفيروس العضلات التي تساعد في التنفس مما يسبب الوفاة. وبعد شفاء المريض من الحالات غير المسببة للشلل قد يصاب المريض بالعدوى مرة أخرى بعد 15-40 سنة في ما يُعرَف باسم متلازمة ما بعد شلل الأطفال، التي تصيب 25-50% من مرضى شلل الأطفال، مما يسبب ظهور بعض الأعراض؛ مثل:[٢]

  • استمرار ضعف العضلات والمفاصل.
  • ألم العضلات الذي يزداد شدة.
  • الشعور بالتعب والإجهاد بسهولة.
  • الهزل العضلي، أو ما يسمى ضمور العضلات.
  • مشاكل التنفس والبلع.
  • توقف التنفس خلال النوم.
  • عدم تحمل درجات الحرارة المنخفضة.
  • ضعف عضلات جديدة لم يكن يشتكي منه المريض في السابق.
  • الاكتئاب.
  • صعوبة التركيز، وضعف الذاكرة.


أسباب الإصابة بشلل الأطفال

شلل الأطفال مرض فيروسي يصيب الشخص بسبب التقاط الفيروس؛ بسبب الاحتكاك المباشر بالمريض الحامل له، أو في بعض الحالات الأقل شيوعًا ينتقل الفيروس عبر الماء أو الطعام الملوثين ببراز المريض، ويستطيع مريض شلل الأطفال نقل الفيروس عدة أسابيع من التقاطه له عبر البراز حتى لو لم يعاني من أية أعراض منه. وتكثر الإصابة بالفيروس لدى الأطفال الأقل من خمس سنوات، لكنه قد يصيب البالغين الذين لم يحصلوا على التطعيم في صغرهم.[٣] والأشخاص الأكثر عرضة لالتقاط الفيروس هم صغار السن، والنساء الحوامل، ومرضى ضعف المناعة؛ بسبب إصابتهم بمشاكل صحية، وتزيد فرص التقاط العدوى عند السفر إلى البلاد المنتشر فيها المرض، أو عند العيش مع مريض مصاب بشلل الأطفال، أو العمل في المختبرات التي تتعامل مع فيروس البوليو.[١]


تشخيص شلل الأطفال وعلاجه

يُشخّص الأطباء إصابة المريض بفيروس شلل الأطفال عن طريق مراجعة الأعراض التي يعاني منها المريض، وفحص جسمه، وفحص اضطراب ردود أفعال المريض، وتيبس الظهر والرقبة، وصعوبة رفع الرأس عند الاستلقاء على الظهر، ثم يستعين الطبيب بفحص عينات من الحلق، أو البراز، أو السائل النخاعي لاكتشاف وجود الفيروس فيها. وبعد التأكد من إصابة المريض بفيروس شلل الأطفال يصف الطبيب علاجًا للأعراض فقط؛ إذ لا يوجد علاج للمرض نفسه، ومن هنا تأتي أهمية الوقاية من المرض، والعلاج الداعم الذي يصفه الطبيب هو:[٢]

  • الالتزام بالراحة في السرير.
  • الأدوية المسكنة للألم.
  • الأدوية المضادة للتقلصات؛ لإرخاء عضلات الجسم.
  • المضادات الحيوية؛ لعلاج التهاب مجرى البول.
  • أجهزة التنفس المحمولة؛ لتسهيل التنفس.
  • العلاج الطبيعي، واستخدام الدعامات في تسهيل المشي.
  • الكمادات الدافئة؛ لعلاج ألم العضلات وتشنجها.
  • إعادة تأهيل الرئة؛ لزيادة قدرة تحملها.
  • استخدام الكرسي المتحرك، أو الأجهزة المختلفة المساعدة في تنفيذ الحركة في حالة الضعف الشديد في الساقين.


الوقاية من الإصابة بشلل الأطفال

الحصول على تطعيم شلل الأطفال هو الوسيلة الأساسية للوقاية من الإصابة بالفيروس، فهو يجهّز جسم الطفل لمحاربة الفيروس، وهو تطعيم فعال جدًا يحمي 99% من الأطفال الذين يحصلون عليه.[٤] ويوجد نوعان من تطعيم شلل الأطفال؛ الأول لقاح شلل الأطفال المعطل في شكل حقن، واللقاح الذي يؤخذ عن طريق الفم في شكل نقط، وهو المنتشر عالميًا، وتستخدمه معظم الدول؛ لسهولة تعاطيه وانخفاض ثمنه وفاعليته العالية، والجرعات المنشطة من التطعيم ضرورية جدًا لأي شخص لم يُطعَّم، أو لا يتأكد من حصوله على الجرعات كلها.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Peter Crosta (2017-12-11), "Everything you need to know about polio"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-7-13.
  2. ^ أ ب ت Shannon Johnson (2016-10-10), "Polio"، healthline, Retrieved 2019-7-13.
  3. Mayo Clinic Staff (2017-12-9), "Polio"، mayoclinic, Retrieved 2019-7-13.
  4. "What Is Polio?", cdc, Retrieved 2019-7-13.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×