محتويات
مرض قصور القلب
يتسبّبقصور القلب (Congestive heart failure) في اختلال قُدرة القلب على ضخّ الدم للجسم كما يجب، سواء أكان ذلك نتيجة مُشكلة في الجانب الأيمن أو الأيسر منه أو في كامل القلب، وهو لا يعني احتماليّة توقّفه مثلما يظنّ البعض، إلا أنّ أعراضه الظاهرة على الفرد تتمثّل في احتباس السوائل وتورّم القدمين، والشعور بالتعب الذي يُصاحبه ضيق في التنفّس، بالإضافة إلى تجمّع الدم والسوائل في الرئتين، وبناءً على سبب قصور القلب تحدَّد الخُطة العلاجيّة لكلّ مُصاب على حدة، وقد تتضمّن العلاجات الأدوية وبعض التعديلات على نمط الحياة المُعتاد، وفي حالات أُخرى قد يتطلّب الأمر التدخّل الجراحيّ.[١]
مرض قصور القلب: هل الإقلاع عن التدخين يجعلك تتعايش مع المرض؟
لطالما ارتبط التدخين بالعديد من المُشكلات الصحيّة المُختلفة للأفراد عمومًا، فما هو تأثيره بالضبط على المُصابين بقصور القلب؟ للحديث عن هذا الأمر وجب أولًا الاضطلاع على تأثير التدخين السلبيّ على المُصابين بقصور القلب، ويُمكن إجماله في النقاط الآتية:
- حسب ما أشارت إليه مُراجعة بحثيّة تحليليّة ضخمة نُشرت في يناير عام 2020، والتي شملت 9 مقالات علميّة، ممّن تضمّنت أكثر من 70 ألف شخص فإنّ استمرار الأفراد بالتدخين بعد تشخيصهم بقصور القلب قد يكون سببًا في الآتي:[٢]
- رفع احتماليّة حاجة المُصابين بقصور القلب لدخول المُستشفى بنسبة 44.8%.
- من العوامل الرئيسة المُسبّبة لتيبّس الشرايين وتسارع القلب البُطينيّ وسوء الوضع الصحيّ العام للمُصابين بقصور القلب.
- رفع احتماليّة خطر الوفاة للمُصابين بقصور القلب من المُدخّنين بنسبة 38.4%.
- حسب ما أشارت دراسة علميّة قديمة نُشرت في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وشملت 7 مُصابين بقصور القلب؛ فإنّ تأثير التدخين عليهم كانت نتائجه كالآتي:[٣]
- يرفع التدخين من الجهد المبذول على القلب بزيادة ضربات القلب، وتناقص حجم النفضة (حجم الدم الخارج من القلب خلال نبضة واحدة).
- ارتفاع ضغط الدم الانبساطيّ والانقباضيّ، وزيادة مُقاومة الأوعية الدمويّة لتدفّق الدم عبرها.
- ارتفاع في ضغط الدم الشريانيّ الرئويّ، وزيادة مُقاومة الأوعية الدمويّة الرئويّة لتدفّق الدم عبرها.
ومن جانب آخر؛ نستعرض تباعًا التأثيرات التي يمنحها التوقّف عن التدخين لصحّة وجسم المُصاب بقصور القلب مع الوقت، والتي يُمكن إجمالها فيما يأتي:[٤]
- خلال بضع ساعات من التوقّف عن التدخين تستقرّ ضربات القلب وتتناقص لحدّها الطبيعيّ، وينخفض ضغط الدم، ما يُقلّل من التعب والإرهاق وضيق التنفّس لدى المُصابين بقصور القلب.
- بعد مرور 24 ساعة من التوقّف عن التدخين تتناقص احتماليّة الإصابة بالجلطات القلبيّة.
- بعد مرور أسبوعين من التوقّف عن التدخين تتحسّن الدورة الدمويّة عمومًا لدى المُصابين بقصور القلب، وترتفع قُدرتهم على أداء الأنشطة البدنيّة المُختلفة.
وبناءً على كلّ ما سبق؛ فإنّ الإقلاع عن التدخين من أهمّ الأمور الواجب أخذها بعين الاعتبار للتعايش مع قصور القلب وتحسين الصحّة العامّة للمُصابين، كما يُوصى بمُتابعتهم من قبل الأطباء للتأكيد على أهميّة الامتناع عن التدخين والالتزام بالبرامج والخُطط العلاجيّة المُعدّة لذلك كما يجب.[٤]
هل يستطيع المصاب بمرض قصور القلب ممارسة الأنشطة البدنية بصورة طبيعة؟
من الإشاعات الخاطئة المُنتشرة حيال مُمارسة الأنشطة البدنيّة أو التمارين الرياضيّة للمُصابين بقصور القلب ضرورة تجنّبهم لأيّ منها حفاظًا على صحّتهم أو لتفادي إلحاق الأذى بعضلة القلب، وفي الحقيقة فإنّ من أهمّ الأمور التي تشتمل عليها برامج تأهيل القلب مجموعة من التمارين متوسّطة الشدّة التي يُفترض الالتزام بها وفق حالة كلّ مُصاب على حدة، والتي تُساعد على تقليل الجُهد المبذول على القلب وتحسين الحالة الصحيّة العامّة، ناهيك عن دورها في تخفيف الوزن المُرتبط أيضًا بزيادة الجُهد على القلب؛ ومنها تمارين التمدّد ورفع الأوزان الخفيفة والمشي أو ركوب الدراجة،[٥] أمّا القيود التي يجب الانتباه إليها فهي كالآتي:[٥][٦]
- تجنّب حمل الأوزان التي تزيد عن 5 كغ.
- الانتباه لأهميّة الإحماء والتبريد قبل مُمارسة التمارين.
- تجنّب مُمارسة التمارين أو الأنشطة البدنيّة الأُخرى لساعات مُتواصلة ومُتتابعة.
- تجنّب مُمارسة التمارين أو الأنشطة البدنيّة الأُخرى في الأجواء شديدة الحرارة أو شديدة البرودة.
- التوقّف عن مُمارسة أيّ نشاط في حال الشعور بألم ما، وإعلام الطبيب بذلك، وفي حال كان الألم في الصدر أو الذراع أو الرقبة أو الكتف أو الفكّ فيجب الاتصال بالطوارئ أو الذهاب للمُستشفى فورًا.
- الشعور بالدّوار البسيط والتعب وضيق التنفّس المتوسّط من الأمور المتوقّعة عند مُمارسة الأنشطة البدنيّة المُختلفة، ولكن في حال زيادة شدّتها يجب أخذ بعض الراحة أو تقليل شدّة التمارين، ورفع القدمين أثناء ذلك، وإن لم تتحسّن الأعراض بعد مرور بعض الوقت يُوصى بإعلام الطبيب.
- الانتباه لأهميّة شُرب الماء عند مُمارسة الأنشطة البدنيّة.
- الالتزام بتعليمات الطبيب المُوصى بها حيال أيّ تمارين أو قيود أُخرى لحالة الفرد.
ما الأمور التي تساعد على التعايش مع مرض قصور القلب؟
ثمّة مجموعة من التعليمات والتعديلات البسيطة التي يُساعد اتّباعها على التعايش مع مرض قصور القلب، والسيطرة على أعراضه وتقليل احتماليّة تدهور حالة المُصاب بنسبة عالية، ويُذكر من أهمّ هذه الأمور ما يأتي:[٧]
- اتّباع نظام غذائيّ صحيّ، يحتوي على 5 حصص على الأقلّ من الخضار والفواكه يوميًّا، وتقليل نسبة السكّر والملح والدهون المُشبعة المُستهلكة في الأطعمة والمشروبات، وإضافة مصادر البروتين الصحّي لوجبات الطعام؛ مثل الأسماك، والبقوليات.
- تقليل كميّة المشروبات الكحوليّة المُستهلكة، وفي حال ارتباطها الوثيق بقصور القلب فعندها يجب الامتناع عنها كُليًّا.
- الالتزام بالتعليمات المُوصى بها من قبل الطبيب، والالتزام بمواعيد المُراجعات المُحدّدة.
- ضرورة أخذ المطاعيم أو اللقاحات المُحدّدة من قبل الطبيب، إذ عادًة ما يُوصى المُصابون بقصور القلب بأخذ مطعوم الأنفلونزا ومطعوم المكوّرات الرئويّة.
- الانتباه لصحّة المُصابين النفسيّة، إذ قد يُواجه الكثيرون منهم الاكتئاب أو المُشكلات الزوجيّة التي قد تتطلّب المُساعدة أو الإرشاد من الأخصائيّين.
- الانضمام لمجموعات الدعم المُخصّصة للمُصابين بقصور القلب، والتي تُقدّم فيها النصائح وتُساند المُصابين بطرق عديدة.
- إعلام الطبيب في حال استجدّ أيّ أمر على المُصاب، أو في حال زيادة شدّة الأعراض عليه؛ مثل شعوره بضيق التنفّس غير المُرتبط بالأنشطة البدنيّة.
المراجع
- ↑ "Heart Failure", medlineplus, Retrieved 20/5/2021. Edited.
- ↑ Hyeon-Ju Lee, Youn-Jung Son (1/2020), "Association between persistent smoking after a diagnosis of heart failure and adverse health outcomes: A systematic review and meta-analysis", tobaccoinduceddiseases, Retrieved 20/5/2021. Edited.
- ↑ A W Nicolozakes, P F Binkley, C V Leier (12/1988), "Hemodynamic effects of smoking in congestive heart failure", pubmed, Retrieved 20/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Why It Is Important to Quit Smoking If You Have Heart Failure", winchesterhospital, Retrieved 20/5/2021. Edited.
- ^ أ ب Richard N. Fogoros (18/2/2021), "Coping With Heart Failure", verywellhealth, Retrieved 20/5/2021. Edited.
- ↑ "Heart Failure: Exercise", clevelandclinic, 27/11/2018, Retrieved 20/5/2021. Edited.
- ↑ "Heart failure", nhs, 26/10/2018, Retrieved 20/5/2021. Edited.